سلامات "أهل السودان" جميعا
دولار... دينار... شيك سياحي
علي بشير – جدة
خالي (عثمان ود السعيد)، أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية، تربال مخضرم أنفق كل صباه وشبابه في (حواشته ) . أعطى الفلاحة والزراعة كل إخلاصه وأمانته والتزامه وجادت عليه هذه المهنة القاسية- برغم الشح والكفاف- بسترة الحال وتربية العيال حتى بلغوا الدرجات العليا من العلوم في الجامعات.
وعلى الرغم من أن (الخال) لم يحظ بأي تعليم فوق الابتدائية الصغرى (ثلاثة فصول دراسية فقط) إلا انه ظل متميزا بالعصامية ومتشربا بالثقافة الشعبية العالية. وفوق ذلك فانه كان مسكونا بعشق الاستماع لأخبار العالم من مذياعه القديم مفضلا إذاعة لندن ونشراتها الإخبارية دون جميع محطات الإذاعات الأخرى. تجده دائما مستلقيا على (عنقريبه في حوش البيت) في الساعات الباكرة من الليل ، مباشرة بعد صلاة العشاء وحتى موعد نومه في العاشرة ليلا ، محتضنا (الراديو) العتيق وكأنه يسمع منه بقلبه وكل حواسه. كان هذا دأبه ونظامه اللذين لم يتبدلا أبدا، أو هكذا عهدته منذ أن وعيت الدنيا وعرفت الناس والأشخاص. اكتسب (الخال)- بذكائه الفطري المتوقد وبحرصه الدوؤب على متابعة أخبار العالم- ثقافة متميزة وفريدة مكنته من منافسة خبراء الإعلام وصفوة المثقفين. عندما تحاوره في جميع التفاصيل والشئون السياسية، المحلية والعالمية، يشدك بحصافته في التحليل المتمكن ويبهرك بمواهبه الفائقة في ربط الأحداث واستخلاص النتائج والعبر، وكثيرا ما تجده يبصر بعقله الثاقب أشياء لا تخطر على أذهان المتخصصين في الإعلام.
سعدت كثيرا – قبل أيام قليلة- بمتعة الجلوس والحوار معه. فاجأته بالسؤال ( يا خال ليلة أمس " على غير العادة، راديك كان شغال لوقت متأخر من الليل، كنت بتابع في شنو من الأخبار؟؟؟) اعتدل في جلسته وصمت لحظات يستحضر فيها الموضوع ثم أجاب (هو في غيرو خبر مهم الايام دي يا ابني؟؟؟ كنت أتابع التحليلات لمناظرة ماكين واوباما الأخيرة). قلت ادردش معاهو وادردقو شويه ، قلت له (كدي يا خال من واقع خبرتك الطويلة ومتابعتك الدقيقة للأخبار، منو تفتكر راح يكسب الانتخابات؟؟؟) أجاب فورا بدون تردد ( افريكانا.... طبعا افريكانا يا ابن اختي... مش لانو كويس أو شاطر ... بس لانو فعلا محظوظ وجاتو في عبو. المسكين ماكين حيروح في ستين داهيه لان حظو التعيس انو مرشح الحزب الجمهوري....ما هو بوش طربقا على دماغهم كلهم وفي الآخر جاب آخرتم. يعني مش كفاية طبزاتو في الشريط الممتد من أفغانستان مرورا بباكستان وإيران والعراق ، لا مش بس كده.... دا استعدى كل العالم على أمريكا ووصل إرساله وبثه في الكراهية حتى لجيرانو في أمريكا الجنوبية. كمان يا بن أختي دا في آخر ايام ولايتو جاب خبر ماكين ووداو التوج بغلطتين،، واحدة جابت المسكين شايلنو لمقابر البكري و الغلطة الثانية خلت النائبة بتاعتو شايلنا في عنقريب لمقابر شرفي. قلت شنو ؟؟؟ نايبتو مني؟؟؟ يا ابني نائبتو ام نضارات دي البتشبه (السرة بت الفكي الأمين) . عليك الله كدي عاين ليها قوي وشوفا ما تشبه حاجه السرة؟؟؟ حكمة الله... بس والله العظيم دي الخالق الناطق.
الغلطة الأولى انو خلا امريكا كلها من السكا لحدت كليفورنيا ماسكاها خلعة ورجفة من الأزمة المالية. هو ما بعزق المال والفلوس كلها فى الحروب الطايشة. عليك الله ما كان اخير لهم كلنتون بضيع ليه حبة دولارات في الصياعه والسرمطحة،،، وكان ضغطوه في الكونغرس او البانتجون عشان يسوي حرب برسل ليهو صاروخين في الهوا وطيارة طيارتين،، وكووووف يخبط ليك مصنع الشفا في الخرطوم بحري والطيارات ترجع،، وخلاص خلصت العملية.
الغلطة التانيه انو قال ليك روسيا دي عدونا من زمان... قدرنا جنحناها وقلعنا ضروسا شويه.... لكن لازم نضنبا اكتر.... يعني أنا ليا ولايتين ....حاولنا فيها نرقص روسيا دي العجكو ،، قلعنا منها كل الدول المحيطة بيها ما جاب نتيجة ،،،،، خوفناها بالدرع الصاروخي... برضو ما جاب شي،،،،، قلنا أحسن طريقه نكشكشا بجيرانا.... يعني برضو سهر الجداد ولا نومو....
قام حرش عليهم جورجيا عشان تقلق منامهم وتعككن راحتهم. وحرضهم وأغراهم بالشئ الفلاني وكمان اكد ليهم بان روسيا لو حاولت. أي محاولة- ان ترد على بعبصة جورجيا لها ، هو –بوش- سيكون جاهزا للرد الرادع والعنيف جدا عل الرد الروسي وحماية جورجيا من أي خطر..... وقال ليهم بالحرف الواحد انو الرد الرادع والماحق هو الخطة الاستراتيجة الجاهزة لأمريكا ضمن استراتيجيات الردع الصاروخي... دا يا ابن أختي مش كلام ساكت.... دا أنا والله سامعو باضاني من تحليلات إذاعة لندن
قبل أكثر من تلاتة سنوات ......وكمان التحليلات دي جابت ليك أوكرانيا مع جورجيا في هذه الخطة الأمريكية المشفرة باسم "خطة المديدة حرقتني ".
وفجأة انتفض الدب الروسي وانقض بشراسة على تبليسي وزعمط ليك ريشا وسلخ جلدا وخلاها ليك زي السخله الممعوطة،،،، أما أوكرانيا فقد عاشت بالفعل الخلعة والهلع وبالت في سروالا... وقالت لروسيا (الروووب ... والتوبة يا حبوبة).... وفي نفس الوقت أرسلت لأمريكا رسالة بالحقيبة الدبلوماسية تقول فيها ( دا والله أبدا ما كنا حارينو منك.....سجم خشم البتكل عليك.... والترابه التكيل وشو وعينيهو... مش عيب عليك....توعدينا وتمطوحينا قدر كدي....يعني ما تحضري دفن الجنازة ولا تجي تعزي في البكا وحتى كمان ما تختي أي حاجة في كشف العزا ؟؟؟؟؟؟ غايتو نحن ما صارينو ليك والعاقبة ليك إن شاء الله في الأفراح؟؟؟؟؟)
ولما استنجدت المسكينه جورجيا (يا ابو مروووه) ، اخونا –بوش- عمل اضان الحامل طرشا. عليه... ما قلتو نوبه.....اهو جاك السم القدر غداك ... يعني انت بس فالح علينا نحنا ... ترسل لينا التهديد والوعيد.... مرة مع مندوبك الدائم للسودان .....ومرة مع وكيلة وزيرتك حقت الخارجية .... ومره تالته تهددنا بمندوبك في مجلس الأمن الما معروف اصلو هندي ولا باكستاني ولا تركمستاني.
المهم يا ابن أختي ما باقي إلا أسبوع أسبوعين وياخبر اليوم (ببلاش) مني أنا خالك .. لانو أنا طبعا ما ممكن آخذ فلوس ومقابل من ابن أختي.... وبكرة الخبر دا بكون بدولار ... واسمع كلامي يا ولدي ما تستعجل أبدا وتدفع مقدما لشراء الخبر....حتخسر كتير.... لأنو انا عايز أقول ليك سر اوعك تفشه لأي واحد تاني... (الدولار في الأسبوع الجاي دا أكيد... أكيد حيخبط الدلجة... والدينار السوداني مش حيجيب ليك خبر واحد ...دا حيملا ليك القفه إخبار، ويمكن باقي الإخبار يدوها ليك في كيس (إذا كانت الولاية سمحت فعلا بالتعامل في أكياس النايلون).
علي بشير الشفيع –جــدة
29 أكتوبر 2008م |