هل مبادرة اهل السودان لحل مشكلة دارفور ام لحل مشكلة الرئيس البشير:
المتتبع للحراك السياسي في السودان هذه الأيام فيما يختص بحل مشكلة دارفور يصاب بحيرة كبيرة في أمره خاصة عندما يشاهد ذلك الجمع من العلماء والمفكرين ورجالات الإدارة الأهلية وبعض قادة الأحزاب السياسية المتوالية والمتهادنة والمتهالكة. والحيرة سببها ان كل هؤلاء يعلمون علم اليقين بأنهم لا يستطيعون حل مشكلة دارفور وان جميع توصياتهم قد اعدت لها سلال مهملات سلفا حتى من قبل ان تبدأ اجتماعاتهم ، خاصة اذا لم تأت تلك الإجتماعات بتوصيات تخرج رئيس حكومة المؤتمر الوطني من معضلته مع محكمة الجنايات الدولية. فهل ياترى هؤلاء النفر بمقدورهم اخراج الرئيس من ورطته مع محكمة الجنايات؟ وهل هناك كائن من كان يستطيع إلغاء تلك التهم الموجه اليه غير المحكمة نفسها؟
طبعا بكل بساطة ا لجواب لا ثم الف لا. اذا فليموص المجتمعين توصياتهم ومقترحاتهم ويشربوا مويتها (الفاظ الرئيس).
العقل هبة ربانية عظيمة ويجب على الإنسان ان يحترمها والا يستخف بهذه النعمة الثمينة. فإذا كان رئيس حكومة المؤتمر الوطني واتباعه لم ينفذوا اتفاقية ابوجا المسخ والتي كانت دون الحد الأدنى لطموحات اهل دارفور وكذلك لم ينفذوا اتفاقية نيفاشا التي شهد عليها العالم بأسره، فكيف لهذا الرجل ان ينفذ توصيات اناس لا حول لهم ولا قوة ؟ ما هذا الهراء؟
ان حل مشكلة دارفور معلومة علم اليقين للسيد البشير وقومه ولا يحتاج الأمر الى مبادرات ومضيعة أوقات وأهدار لثروات الشعب الشحيحة. فبكل صراحة مشكلة دارفور الآن اعقد من أي وقت مضى وحتى البشير نفسه قد لا يستطيع حلها الآن ، لأن حلها يعني ببساطة شديدة بروز الكثير من شهداء الملك الذين يإمكانهم تسهيل وتعجيل مهمة محكمة الجزاء الدولية وإثبات جميع التهم الموجهة اليه من تطهير عرقي وابادة جماعية واغتصاب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
وكما هو معلوم فإن من ضمن مطالب حركات دارفور ترحيل العرب الذين استقدمهم السيد البشير من دول الجوار واسكنهم اراضي الفور. السؤال هنا هل يا ترى يستطيع السيد البشير ان يخرج هؤلاء المستوطنين الصرب من أراضي الفور وإعادتهم الى اوطانهم في مالي وموريتانيا وتشاد ؟
وهل يستطيع ايضا تسريح الجنجويد ، خاصة اولئك الذين اطلق عليهم مسمى حرس الحدود وترحيلهم خارج دارفور؟
كذلك هل يستطيع البشير ان يسلم احمد هرون وكوشيب لمحكمة الجزاء الدولية؟
هذه أكبر ثلاثة معوقات تواجه السيد البشير في الوقت الراهن فإذا استطاع ان يتجاوزها فكل بقية مطالب أهل دارفور والحركات التي كانت تعتبر اساسية سوف تصبح ثانوية ويسهل حلها بواسطة اهل السودان أو حكومة المؤتمر الوطني لأنها جميهعا شأن داخلي وليست مرتبطة بمحكمة الجزاء الدولية.
فالسؤال هنا للسادة المؤتمرين هل بإستطاعتكم حقا ايجاد مخرج للسيد رئيس حكومة المؤتمر الوطني من مخالب أوكامبو - ذلك الرجل الأخطبوط؟؟؟؟
فإن كان جوابكم بنعم فنبارك لكم حل مشكلة دارفور وبالتالي مشكلة السودان ، اما اذا كان الجواب بلا فلينفض سامركم مشكورين مأجورين ولا داعي لهدر الثروات والأوقات ونتضرع الى الله تعالي ان يخرجنا من هذا النفق القاتم الذي ادخلنا فيه رئيس حكومة المؤتمر الوطني وبطانته الفاسدة ذات الأفق المغلق.
اوهاج م صالـح
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة