ثقافة اقتصادية
كان الناس ومنذ احداث الحادي عشر من سبتمبر والى فترة قريبة يتداولون بل يكثرون من استخدام مصطلحات ومفردات أصبحت تشكل اتجاها ثقافيا سائدا لعب فيه الاعلام وخصوصا الغربي منه دورا محوريا واقصد بذلك المصطلحات والمفردات ذات الصلة بما يسمى ( بالارهاب ) مثل مكافحة الارهاب , الارهاب الاسلامي , الغلو , التطرف الاسلامي , الجماعات الاسلامية , الجهاد , السلفيون , المتزمتون .. الخ والتي قصد بها ( مع الترصد والاصرار ) الاساءة للاسلام والمسلمين . وأصبح يطل علينا من خلال قنوات التلفزة وغيرها من وسائل الاعلام العربية والعالمية افراد وشخصيات نكرة ومغمورة ( يصنفرها ) ويلمعها لنا الاعلام ويقدمها عاى انهم خبراء او مفكرين او محللين او متخصصين في مجال مكافحة الارهاب او الجماعات الاسلامية وقد وجد ذلك هوى لدى المتبطلين والعطالة ممن لا وظيفة له ولا عمل فارتدى او استعار بدلة افرنجية وربطة عنق واخذ يسبح بحمد السيد الأمريكي ويزبد ويرغي ويسب ويلعن ( المسلمين المتطرفين ) وهكذا ينال رضاء سيده ويكافأ بدولارات خضراء ويكتب اسمه في سجل الخبراء والمحللين ليتم استدعاؤه( عند اللزوم ) . وبعد ان ترسخت هذه المفردات والمصطلحات ومفاهيمها لدى الناس , واستسلموا لها ان لم يؤمنوا بها , انتقل بنا الاعلام الى المرحلة الاخرى والتي يمكن ان نطلق عليها المرحلة الاستعلائية او مرحلة توطيد القيم والمفاهيم والمظاهر الغربية الاستعمارية وكان مدخلها في ذلك مفردات ومصطلحات ابرزها العولمة , التجارة الحرة , الاقتصاد الحر , تحرير الاقتصاد , الخصخصة ..الخ وهي مصطلحات جذابة نسبة لارتباطها ( بالحرية ) وهي كلمة محببة للنفس وعليه فانها تصلح لتخدير ( المغفلين ) من حكام وشعوب دول العالم الثالث وهكذا يسهل سياقتهم واقتيادهم وتوجيههم سياسيا و اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا حسب هوى ومصلحة الراسمالية الغربية الاستعمارية . وقد مكر هؤلاء القوم مكرا عظيما وتجبروا وطغوا واكثروا في الارض الفساد وما درى هؤلاء ان مكرهم الى بوار وان الله خير الماكرين فقد أفلست بنوكهم و بارت بضاعتهم وكسدت تجارتهم وانهارت اسواقهم وانكمشت اقتصاداتهم , فأصاب القوم من الهلع والفزع والاضطراب (والجهجهة ) ما أصابهم حتى ولولوا وجوههم شطر النظام المصرفي والمالي اللاربوي والاقصاد الاسلامي يلتمسون الحل والنجدة لما حل بهم من كارثة والذي كما هو معروف يرتكز على الانتاج والمشاركة في الربح والخسارة وقاموا بتخفيض سعر الفائدة حتى وصلت الى صفر لدى الكثير من مصارفهم . هذا النظام الاسلامي الذي كان يرفضه هؤلاء ويسخر منه ( كتاتيب الأعراب ) من المبهورين بالنظام الراسمالي الذي عبدوه ونصبوه الها لهم من دون الله ولم يدرك هؤلاء الكتاتيب خطأهم وفساد فكرهم الا بعد ان هوى صنمهم كعجل قوم موسى فخاب أملهم فيه , وهكذا انزوى هؤلاء وغيرهم من دعاة العولمة في ركن قصي علهم يجدوا ولو بعد حين تفسيرا او نصحا من شيخهم ومفسر احلامهم ( بوش ) والذي سخر منه الرئيس الفنزويلي شافيز والذي أطلق عليه لقب ( الرفيق بوش ) بسبب تبنيه سياسة مالية اشتراكية من خلال قيامه بتاميم عدد من البنوك الامريكية بغرض انقاذها من الانهيار او الأفلاس . وهكذا خبأ وهج المفردات والمصطلحات ذات الصلة بالعولمة . وحلت محلها مصطلحات ومفردات أخرى ذات صلة بما حاق بهم من كارثة مالية وركود اقتصادي وكساد عقاري مثل البورصات , اسواق الاسهم , الاسواق المالية , أسواق العقار , الافلاس , سعر الفائدة , الديون المعدومة , الركود , الكساد , التضخم ..الخ وانتقل الاعلام الى علماء وخبراء المال والاقتصاد يجري معهم المقابلات والاحاديث للتحليل والتفسير وقبل ذلك قلما كان الاعلام يتفضل باستضافتهم والاستفادة من علمهم وفكرهم .. وفي الختام نقول صدق من قال (يمحق الله الربا ويربي الصدقات ) وقال ( واحل الله البيع وحرم الربا )
هاشم علي السنجك
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة