صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


مواطن جبال النوبه و الانتخابات القادمه بقلم : ع. كارجفل كنده كوكو
Oct 24, 2008, 16:35

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

 

 

مواطن جبال النوبه و الانتخابات القادمه

 

 اتفاقيه نيفاشا تلزم حكومه ما يسمي بالوحده الوطنيه تنظيم انتخابات عامه نزيهه و مراقبه دوليا, و في سياق هذه العمليه الانتخابيه فان المؤتمر الوطني و الحركه الشعبيه لتحرير السودان منهمكا في الاعداد لها وفي الدعايه الانتخابيه لاقناع الناخبين للتصويت لصالحهما في هذه الا نتخابات المرتقبه, و التي قد تعطيهما شرعيه البقاء في السلطه عبر الحكومه او المعارضه. لقيام  هذه الا نتخابات, هناك ترتيبات اخري ملزمه لما يسمي بحكومه الوحده الوطنيه و الاحزاب المشاركه فيها, وعلي وجه التحديد الشريكين الكبيرين المؤتمر الوطني و الحركه الشعبيه لتحرير السودان, و علي وهي مفوضيه الانتخابات و التزاماتهما اتجاه جماهيرهما بصفه خاصه و  المواطنين السودانين عموما, ووفاءهما بتنفيذ الاتفاقيه ومتطلبات السلام و تحقيق ملتزمات الحياه الاساسيه للمواطن السوداني اولا والرفاهيه والرقي في المرتبه الثانويه. و الملاحظه الجديره للذكر ان الشريكين الكبيرين وضعا المركبه امام  الحصان, فغرض المؤتمر الوطني وضع متارس امام التحول الديمقرطي وكسب الزمن لابتداع اليه جديده لتزوير الانتخابات, في حاله اجبارها القوي السياسيه الاخري و المجتمع الدولي اجراء الانتخابات العامه في موعدها مطلع عام 2010 م, فمقصد المؤتمر الوطني مفهوما لطبيعته الشموليه و خوف منتسبيه من العداله التي سوف تلاحقهم في حاله وصول ابناء الهامش الي السلطه, وعلم اعضاءه  باحتراق كل اوراقهم السياسيه والاخلاقيه لكسب الانتخابات بطريقه نزيهه.

 

و ما يحير امر كل مراقب للاوضاع السياسيه في السودان صمت الحركه الشعبيه و عجزها في امورا كثيره ومنها  تاخير تكوين المفوضيات المهمه كمفو ضيه الانتخابات العامه ومفوضيه اراضي جنوب كردفان/ جبال النوبه , مفوضيه الخدمه المدنيه ولم تدمج القوات في القوي المشتركه والشرطه, ولم يسحب الجيش الحكومي من ولايه جنوب كردفان/ جبال النوبه ولم تسرح المليشات و لم تلتزم حكومه الوحده الوطنيه بنسبه %2 من دخل النفط  لولايه جنوب كردفان/  جبال النوبه وفقا لاتفاق نيفاشا و لم يكون صندوق اعمار المناطق المهمشه , وكما تاخرمن قبل كتابه دستور ولايه جنوب كردفان/ جبال النوبه, ولم يكون الشرطه الولايه وبقيه القوات النظاميه في جنوب كردفان ووزراءها وبرلمانيها يفصلون بدون مشاورتها في امر فصلهم ولا ميررات شريكها المؤتمر الوطني مقبوله في هذا الامر.

 

 فصل ما يسمي والي  ولايه جنوب كردفان / جبال النوبه عمر سليمان وزير ماليه حكومه الولايه الدكتور احمد عبدالرحمن سعيد, علي اثر خلافهما في كيفيه ادارة شئون الولاية , فقد  طالب وزير المالية بالشفافية فيما يتعلق بإيرادات ومصروفات الولاية المالية وأن تخضع جميع العمليات للمراجعة والتدقيق، ومحاسبة المقصرين والحرامية والنصابين وكل من إستغل منصبه أو تلاعب بأموال الولاية –  بالاضافة لترشيد موارد الولاية وتوجيهها إلي المسارات الصحيحة لتنمية الولاية. فطلب الوزير مشروع وعادل و هي في حدود المسؤوليه الاخلاقيه التي يجب ان يتسم بها كل حادب ومهتم بمصلحه مواطن جنوب كردفان / جبال النوبه بوجه الخصوص والبشريه جمعاء عموما, اذا يتسال المر الحادب علي المصلحه العامه للاقليم لماذا لم يساند الوالي هذا النهج السليم لاداره الامور في الوالايه بل وقف في جانب الباطل والفساد رافضا التعاون من اجل احقاق الحق, و تقديم مصلحه مواطن جنوب كردفان / جبال النوبه علي مصلحه الظالمين و الفاسدين؟ انسان جبال النوبه  يجد نفسه محتار في هذه المعضله و يرجع بذاكرته الي الوراء في عهد حكومه الانقاذ الاولي ليتصفح صفحات تاريخ ما يسمي الوالي عمر سليمان وحزبه حتي يستبان  الامور للايان  وينبش الجراح من اجل تنقيها و ضمدها بالطريقه المثلي. الوالي عضو الحركه الاسلاميه بمفهمومها الكبير و المؤتمر الوطني في وحدتها الصغري و عضو سابق في لجنه الامن الولايه في الابيض التي وكلت لاعضائها, تحت اشرافه بتصفيت كوادر ابناء جبال النوبه السياسيه و النخب المتعلمه منهم و الذين قتلوا بابشع الوسائل الغير انسانيه منتهكين بذالك حقوق الانسان ومرتكبين الاباده الجماعيه في حق ابناء جبال النوبه, و هو من ماسسي تجمع قريش, الذي ينادي بالعروبه القحه و طرد القبائل الافريقيه من اراضيها , و مؤمن بايديولوجيه العقيده المخلوطه بالعرق والذي يرفعه و تنطيمه الي مسابه النازيه والفاشيه و مدعي النقاء العرقي والنزعه الاخيره هي من الدوافع الحقيقيه لاقاله الوزير لارتكابه جرم ان يخلق نوبيا ويدافع عن كل مهمشي المنطقه, و جرم ان يرتقي بفكره و ممارسته السياسيه فوق العرق والدين و هذه القيم من الارث النوبي الاصيل التي ورثت للاجيال جيل وراء جيل, خلاف عمر سليمان الذي تشرب بالقيم الشموليه والاقصائيه والدكتاتوريه والتي لا يمكنها ان تتماشي مع التعايش السلمي وثقافه السلام التي يحتاجها السودان عامه و جبال النوبه خاصه لرتق النسيج الاجتماعي الممزق و المحتوك من قبله و تنطيمه المؤتمر الوطني في عهد حكومه الانقاذ, و الاحزاب الشماليه التي مهدت الطريق بتكوين مليشات الرحل والدفاع المدني التي صارت جيشا رسميا للمؤتمر الوطني بمسمى الدفاع الشعبي و مكونات هذه المليشات من الشرائح الاجتماعيه المهمشه من المركز الذي يولونه الولاء الاعمي ضاربينا اسمي القيم المتمثله في التعايش السلمي و التسامح العرقي و العقائدي و ناسون مصالحهم الحقيقيه في الكلاء والماء المتوفره في ارض النوبه الجباليه لا في رمال صحاري شمال السودان و النوبه ثابتون في ارضهم كجبالها و عازمون في المضي الي اخر محطات النضال بكل الطرق الموصل اليه, رفعا للوعي المصلحي ندعوا هذه الشريحه ان ترجع لصوابها و تساهم في الوحده السياسيه و الاجتماعيه لرد حقوق جميع ابناء جبال النوبه من المركز و لفز كل ما يفرق الوحده الاقليميه.

 

في الفقرات السابقه تطرقنا لما تعرض له ابناء جبال النوبه من ممارسات عمر سليمان وحزبه المؤتمر الوطني الغير انسانيه التي سنت في عهد الحكومات العسكريه بقياده ابناء الشمال و حكومات حزب الامه و الاحزاب الشماليه الاخري المتعاقبه علي حكم السودان يساريه كانت او يمنيه التي صارت سياسه منهجيه متبعه من قبل كل الحكومات و الاحزاب الشماليه و استمرت الحركه الاسلاميه في  تنفيذها بوتيره متسارعه و مكشوفه. ما تطرقنا له هي قطره في محيط الظلم والاضطهاد السياسي و الاجتماعي التي تعرض له ابناء جبال النوبه في السودان.

 

للتنبو بما يتمخض عنه الانتخابات العامه المرتقبه  نرجع بذاكرتنا الي الخريطه السيايسيه لما يسمي بالفتره الانتخابيه الثالثه, نستبض بعض المعلومات التي سوف تعيننا في التحليل واستنتاج الخريطه السياسيه القادمه و الدور الذي سوف يلعبه مواطن جبال النوبه كقوي سياسيه واجتماعيه منفرده او متحالفه مع قوي الهامش بقياده احدى تنظيماته او القوي المسمي بالقوي الديمقراطيه التقدميه الشماليه او القوي التقليديه الشماليه او القوي المسمى بالجبهه الاسلاميه سابقا.

  الخريطه السيايسيه لما يسمي بالفتره الانتخابيه الثالثه كانت كالاتي : حزب الامه تحصلت فيه علي مقاعد جعلته في المرتبه الاولي و الاتحاد الديمقراطي في المرتبه الثانيه و الجبهه الاسلاميه سابقا في المرتبه الثالثه و الحزب القومي السوداني سابقا في المرتبه الرابعه ثم جاءت الاحزاب الاخري بما فيه  الحزب الشيوعي السوداني في المراتب التاليه. حال الاحزاب الثلاثه الاولي الان يخلتف عن ما كانت عليه في السابق, تصداءت بنيويا و فكريا و تعاني من انشقاقات و انقسامات حاده, و كذالك مناطق نفوذها لم تعد كما كانت, ظهرت تنظيمات اخري منافسه و تخاطب قضايا حقيقيه تلامس الواقع,  و تحمل الاحزاب الثلاثه الاولي ما تعاني مناطقهم من مشاكل و مظالم وتخلف, نتيجه سياسه الاهمال الممنهحه  ظل حكم هذه الاحزاب و العساكر, و نفس الحال ينطبق علي  الحزب الشيوعي السوداني.

 

 ابناء جبال النوبه من اوائل المهمشين  الذين نادوا بتوحد قوي الهامش فكون الاب الروحي للمهمشين الراحل المقيم فليب عباس غبوش ادم الكتله السوداء( الافريقيه), عندما طرحت الجبهه القوميه الاسلاميه مدعومه من حزب الامه و الاتحادي الديمقراطي  الدستور الاسلامي, ادراكا منه لاهميه النضال المشترك لرفع الظلم من كاهل المهمشين و تشابه القضايا المطروحه لمناطق الهامش, و ايد ودعم الراحل فليب علنا الحركه الشعبيه سياسيا في الجمعيه التاسيسيه و الندوات, حين توارى كثيرين خوفا علي ارواحهم فحملها الراحل علي كفيه فدائا لنصره قضايا الهامش, و دخل برلمان الفتره الانتخابيه الثالثه محمولا باصوات اصحاب الملاليم من ملايين المهمشين لانه لم يتاجر بقضاياهم و كان صادقا في العمل العام وفي طرحه للمشرع القومي الذي حمله ابناء جبال النوبه المنضمين للحركه الشعبيه معهم, و المعروف الان بالسودان الجديد, و رحل عنا تاركا فكر وحزب و مدرسه نضاليه فريده لا بيوت و لا شركات و لا ارصده  ماليه في البنوك, وهكذا جوهر ابن الهامش الحقيقي المثقل بهموم قضايا اهله.

 

منذ دخول ابناء جبال النوبه الماترك السياسي مدركين باهميه توحد قوي الهامش و طرحوا و مازال يطرحون المبادارات و المشاريع لانجاز هذا الهدف السامي واخيرا انخرط جزء منهم في الحركه الشعبيه منجزبين لطرح مشروع السودان الجديد الذي يعتبر بمسابه برنامج الحد الادني الشامل لقضايا السودان بوجه عام و جبال النوبه خاصه, و ينفذ حسب استراتيجيه تطور ثوره التغيير الشامل و مراحلها التي طرحها جون قرنق في فكر نماذج الدوله الخمسه, و العمل المشترك لخلق تحالف سياسي استراتيجي ابعد من مدي كسب الانتخابات المرتقبه و مجارا القوي الشماليه الرافضه لاعاده صياغه الدوله السودانيه علي اسس جديده لان الخيارات تمت وامامنا اكمال الثوره و تحقيق النموذج الخامس, تكوين دوله الشعوب السودانيه الاصيله لان القوي السياسيه الشماليه غير صادقه و ملتزمه باحقاق العداله و المساواه, و التغييروالتحول الديمقراطي النزيه.

 وفقد الحركه الشعبيه لحلفاءها الاستراتيجين من المناطق المهمشه و بالذات في جبال النوبه, ابناءها هم القوي التي اعتمدت عليها الحركه الشعبيه و الجيش الشعبي لتحرير السودان في عام انشقاق لام اكول و رياك مشار و قتال قواتهما الحركه الشعبيه , مما عطل ابناء جبال النوبه لتحرير منطقتهم و سقوط مناطق محرر في جبال النوبه و الجنوب وجنوب النيل الازرق في قبضه حكومه الانقاذ. لام اكول و رياك مشار من ضمن اخرين اثروا تاثير سيئ في قضيتي جبال النوبه وجنوب النيل الازرق في مشاكوس و نيفاشا بشهاده مجموعه من كوادر الحركه الشعبيه حدثت مشاده كلاميه بين باقان اموم و احد كوادر الحركه الشعبيه من جبال النوبه اثناء مفاوضات نيفاشا حول موضوع احضار باقان اوراق و طلب من الكادر التوقيع فوقع و بعدها اكتشف انه قدم تنازل في قضيه جبال النوبه لصالح حكومه الانقاذ, و عاد باقان مره اخري ليطلب منه ان يوقع علي مسوده  تقاسم السلطه في جبال النوبه ليقدم تنازل اخر لصالح الحكومه فقذف الاوراق في وجه باقان واشتكي الاخير الاول لقرنق. فاتخذ قياده الحركه الشعبيه قرارا فوقيا دون الرجوع الي القاعده الجبال النوبيه في شان تقاسم السلطه خاصه وبروتكول جبال النوبه عموما, فكانت النتيجه % 55 للموتمر الوطني و% 45 للحركه. و كذالك اتهم الكادر قيادات في  الحركه الشعبيه بالاستغلال السيئ لثقه  ابناء جبال النوبه فيهم.

 

 سيطره القوي الانفصاليه الجنوبيه (و الشماليه)  بقياده لام اكول و رياك مشار علي الحركه الشعبيه و حكومتي جنوب السودان و الوحده الوطنيه فرضت واقع خضوع سلفاكير لرغبتهم وبل قيادات الحركه الشعبيه باكملها ما عد الذين ينتمون الي المناطق المهمشه و جهات اخرى. هذا الواقع الجديد للحركه جعلتها تنكفي عمليا جنوبا و ظاهريا ترفع شعارات السودان الجديد للتمويه والمساومه و المجامله السياسيه للقيادات والقواعد الغير جنوبيه و في نفس الوقت لا تعطي ضمانات لهم في حاله انفراط وحده السودان و ابناء المناطق المهمشه يلقوا انفسهم تلقائيا في حاله حرب مع الحكومه المركزيه في الخرطوم, و لم تقدم رؤيه تحدد مصير الاف المقاتلين من المناطق المهمشه في جيشها و لم تطرح رؤيه توفيق اوضاعهم الحياتيه بعد الحرب و تفكك السودان.

 نلاحظ ان الحركه الشعبيه غير ملتزمه ببرنامج تنفيذ مشروع السودان الجديد و لا مهتمه بمصير جبال النوبه و المناطق المهمشه الاخري و لم يزر سلفاكير متذ توليه رئاسه الحركه و منصب النائب الاول لرئيس حكومه السودان جبال النوبه وهي المنطقه التي قال عن ابناءها قرنق: انتم القوي الاولي لتغيير الوضع في السودان, احدثتم التغيير قبل المهديه و في المهديه ورجحتم كفه الحرب لصالح السودان الجديد و الكل سوف يستمر في دعم المشروع حتي يظل واقع يعيشه كل السودانين. و قيل ان في ما يسمى شمال السودان ,حسب الحدود التي اتفق عليها في مشاكوس , يوجد اكثر من ثلاثه ملايين ناخب من جبال النوبه مستعدين للتصويت لصالح قوي السودان الجديد في الا نتخابات المرتقبه. طبعا الحركه الشعبيه مدركه تماما لاهميه اكثر من ثلاثه ملايين ناخب من جبال النوبه في العمليه الانتخابيه القادمه لكنها قررت الاكتفي بالجنوب و التملص من مسؤوليتها اتجاه جبال النوبه وجنوب النيل الازرق, و المساومه في تسليم مصيرهم الي القوي اليساريه الشماليه دون الرجوع اليهم و الي الاحزاب التي ظلت تطرح  قضايا جبال النوبه والمناطق الاخري كقضيه مركزيه لها كالحزب القومي السوداني المتحد الذي دعم و تعاون مع الحركه الشعبيه و مازال يدعمها و يعاونها بافساح المجال لمخاطبتها قواعدها بالاخص في جبال النوبه نسبه لتشابه البرامج السياسيه و المصير النضالي المشترك. الحركه متجاهله الحزب القومي السوداني المتحد و تريد ان تضمه اليها من دون اتفاق يصتحب معه كل اهداف الحزب و لا تريد الجلوس معها للتفاكر في كيفيه العمل المشترك لاستعاده التحالف الاستراتيجي و للوصول الي الاهداف المشتركه و تامين برنامج الحد الادني علي اساس مشروع السودان الجديد, و في حين المؤتمر الوطني و حزب الامه القومي دخلا عمليا في تحالف علي اساس اتفاق التراضي الوطني, و الحزب الشيوعي و المؤتمر الشعبي و احزاب اخرى دخلوا في تحالف باسم القوي الوطنيه, هذا التعامل الغير لائق لمواطن جبال النوبه من الحركه الشعبيه يجعل هذا المواطن يفكر في مصالحه  دون الاعتماد علي الحركه في الانتخابات القادمه و ايقاف الدعم السياسي لها. والتصويت لصالح الحزب الذي يطرح قضاياهم كقضيه مركزيه والذي نشاء و ترعرع في احضانهم. و علي قياده الحزب  القومي السوداني المتحد طرح برامجها الانتخابيه بمعزل من الحركه الشعبيه  ما دام الحركه لا تريد العمل المشترك و التنسيق معها, وعلي اساس هذا البرامج تشرع في الدعايه الانتخابيه و تخوض الانتخابات وتسعي لخلق تحالف مع قوي الهامش.

 

فلنقف برهه للتامل و البحث في سيره القوي اليساريه التقليديه والتقدميه المنشقه من الاولي, و التي بدل الحركه تحالفها الاستراتيجي مع ابناء المناطق المهمشه بهم وكننا نامل ان يوسع الحركه التحالف بهم لتكبير و تقويه قوي السودان الجديد الحقيقيه لا علي حساب قوي الهامش في جبال النوبه و المناطق الاخري. عندما كانت الحرب مشتعله فتحت الجبهه الشرقيه و كونت المعارضه السودانيه ( التجمع الوطني الديقراطي) جيوش  لقتال قوات حكومه الانقاذ و اسقاط حكومتها, و لكل فصيل في المعارضه  جيش بما فيها الحزب الشيوعي السوداني  لكن الجبهه الشرقيه كانت ضعيفه رغم كثره هذه القوات مما دفع الجيش الشعبي لارسال لواء السودان الجديد و جلهم من المناطق المهمشه بقياده ابن جبال النوبه عبدالعزيز ادم الحلو, واخير اكتشفت قياده الحركه الشعبيه ان المشكله لا في عدم قدره القوات في القتال بل عدم رغبه قيادات احزاب الشمال في التجمع الوطني الديقراطي و قواعدها في تحريك الجبهه باعتبار هذه مناطق نفوذهم و لا يريدون الموت من اجل اعاده صياغه دوله السودان حتي تكون دوله عدل و مساواه ومبني علي حق المواطنه الحقه لكنهم يريدون الوصول الي السلطه علي اكتاف ابناء الهامش كما فعلت الحركه الاسلاميه مع ابناء الغرب السوداني, واصرت قوات من الهامش بتوسيع الحرب ودخلت كسلا فادانت قيادات احزاب الشمال في التجمع الوطني الديقراطي هذا الهجوم رغم هذه القوات تحت قيادتها فهل هناك نفاق اكثر من هذا.

و القوي اليساريه المنشقه من الحزب الشيوعي و التي تسمى نفسها بالتقدميه تشترك مع الحزب الام في ايديولوجيه العرق (العربي) الغير معلنه و كفرت بالفكر الماركسي, لا من اجل التعاطف مع قوي الهامش و قضاياهم بل للتقرب الي اليمين بفكر الوسطيه و قحم الدين فيه. الحزب الشيوعي رغم ايديولوجيته الامميه لا يوجد في عضويتها ابناء الهامش ( الا بعدد اصابع اليدين من اجل الجرتقه) الذين يمثلون اكثر من% 80من بروليتارات السودان و يعتبرحزب صفوه والمنشقين منهم كذالك. مواطن جبال النوبه والمناطق المهمشه الاخري لا يمكنه ان يرضي بتسليم مصيره لقوي كهذه  و تفاديا لهذا المصير عليه ان يصوت لقوي الهامش الحقيقين. والتحالف مع القوي اليساريه ممكن في حاله الاتفاق علي برنامج الحد الادني لهزيمه المؤتمر الوطني في الانتخابات العامه القادمه.

 

فالنعرج الي القوي التقليديه الشماليه ( الطائفيه الدينيه و السياسيه ) والجبهه الاسلاميه المنطويه تحت لواء الفكر الاسلامي و الحركه الاسلاميه, لهدف معرفه ماهيه و علاقتها بابناء الهامش و القوي الاستعماريه علي مر التاريخ السوداني, حتي لا يدعي احفاد عبدالرحمن المهدي وابنه الصادق المهدي, واحفادعلي الميرغني وابنه محمد عثمان الميرغني,  و حسن الترابي و اتباعه والمنشقين من تنظيمه بانهم غيورين علي هذا الوطن.

كل القوي الاستعماريه التي استعمرت السودان عملت علي المحافظه علي التباين العرقي والقبلي و اللغوي و العقائدي و الثقافي لاسباب كثيره منها تمشيا لخدمه مصالحه اولا والمحافظه عليها ثانيا لتسهيل السيطره علي البلاد و نهب ثروته و لكن المستعمر الخارجي رحل منذ اكثر من نصف قرن و مازال الوضع يراوح مكانه من حيث تكوين دوله كل السودانين و هويتها التي ينتمي اليها كل مواطنيها. فالمستعمر الخارجي ورث دولته السودانيه لوكلاءها الذين تعاونوا معها في فتره حكمها لشعوب السودان و المحافظين علي مصالحها بعد اعدادهم جيدا وتقويتهم بدعم نفوذهم الديني و قدراتهم الاقتصاديه و يسر لهم كافه الوسائل للسيطره علي السلطه السياسيه, و هذه القوي الطائفيه الدينيه و السياسيه غيبت و غبشت الوعي الوطني في مناطق نفوذها و قدمت كل الخدمات لقوي الاستعمار و لبت كل اوامرها ولم يعترضوا الا علي سياسه الغاء الرق في السودان لامتلاكهم الاراضي الزراعيه و المؤسسات الاقتصاديه التي امتلكوها بالتسهيلات و الدعم المالي  من المستعمر.

 

 فيما يلى نص مذكرة,على الميرغنى, و الشريف يوسف الهندى, و عبدالرحمن المهدى /1/

 

6 مارس 1925 "

الى مدير المخابرات الخرطوم

نرى من واجبنا أن نشير اليكم برأينا فى موضوع الرق فى السودان بامل أن توليه الحكومة عنايتها ,لقد تابعنا سياسة الحكومة تجاه هذا الطبقة منذ اعادة الفتح وطبيعى أننا لا نستطيع أن ننتقد امرا توجه كل العالم المتمدن لالغائه , وهو واحد من اهم الأمور التى يعنى بها القانون الدولى , على أن ما يهمنا فى الامر هو, أن الرق فى السودان اليوم لا يمت بصلة لما هو متعارف عليه بشكل عام , فألارقاء الذين يعملون فى زراعة الارض شركاء فى واقع الامر لملاك الاراضى , ولهم من الامتيازات والحقوق ما يجعلهم طبقة بذاتها ولا يمكن تصنيفهم كارقاء بالمعنى العام المتعارف , واهل السودان الذين ما زال لهم ارقاء فى الوقت الحاضر , انما يعاملونهم كما لو كانوا افراد العائلة , بسبب احتياجهم المتعاظم لعملهم , ولو كان لطرف أن يتظلم الان. فهم الملاك الذين اصبحوا تحت رحمة ارقائهم .

وكما تعلمون تمام العلم ,فان الهمل فى الظرف الراهن هو اقيم قضية فى ويتتطلب علاجها الاهتمام الاكبر .فالحكومة والشركات والافراد المهتمون بالزراعة يحتاجون لكل يد عاملة يمكن الحصول عليها لتسهم فى نجاح المشاريع ولابد أن الحكومة وموظفيها قد لاحظوا خلال السنوات الماضية , أن اغلبية الارقاء الذين

اعتقوا اصبحوا لايصلحون لاى عمل .اذ جنح النساء منهم نحو الدعارة , وادمن الخمر والكسل . لهذه الاسباب نحث الحكومة , أن تنظر باهتمام فى الحكمة أن تنظر باهتمام فى الحكمة من اصدار اوراق الحرية دون تميز . لاشخاص يعتبرون أن هذه الاوراق تمنحهم حرية من اى مسؤولية للعمل والتخلى عن اداء الالتزامات التى تقيدهم

بما أن الارقاء ليس عبيدا بالمعنى الذى يفهمه القانون الدولى فلم تكن هناك حوجة لاعطائهم اوراق الحرية , الا اذا كانت هناك حوجة لاعطائها لملاك الارض الذين يعملون لهم .

وانه ولمصلحة كل الاطراف المعنية , الحكومة وملاك الارض والارقاء , أن يبقى الارقاء للعمل فى الزراعة, ام اذا استمرت سياسة سياسة تشجع الأرقاء على ترك العمل فى الزراعة والتسول فى المدن فلن ينتج من ذلك سوى الشر .

نتمنى أن تأخذ الحكومة هذا الامر بعين الاعتبار وأن تصدر اوامرها لكل موظفيها فى مواقع السلطة بأن لا يصدروا اى اوراق حرية. الا اذا برهن الارقاء سؤ معاملة .

التوقيع

على الميرغنى

الشريف يوسف الهندى

عبدالرحمن المهدى

6 مارس 1925 "

 

       عندما نهض الانسان المضطهد والمظلوم و المستعبد و المسترق, وقاوم وناضل ضد الظلم والاضطهاد والاستعباد و الاسترقاق و انحاز اليه اصحاب الضمير الحيي لارساء حقوق الانسان و محاربه هذه الجريمه, وكلل نضاله بالغاء الرق و العبوديه في جميع انحاء العالم المتمدن و المتحضر, فوقف  على الميرغنى , و الشريف يوسف الهندى , وعبدالرحمن المهدى معترضين الغاءه في السودان و مصرين علي مواصله ارتكاب الجريمه في حق الانسانيه و مبررين جريمتهم بحجج باطله والتي تدل علي غباء مستحكم,  ورغم ادعاهم بان الاسلام وقيمهم العربيه يمنعهم ان يمارسوا تجاره الرق و العبوديه و سلوكهم يبرهن للعالم انهم اسوى كائنات البسيطه.  وعلاقه استغلال الانسان السوداني الشمالي  لاخيه السوداني هي التي حددت العلافات الاجتماعيه و السياسيه والاقتصاديه بين شرائح و طبقات المجتمع السوداني المنحدره من اعراق و قبائل مختلفه و ارست في الاجيال الشماليه التفرقه و النزعه العنصريه و اضرت بعمليه خلق هويه ودوله ينتمي اليهما كل السودانين. احزاب لها ارث كهذا و ممارسات لا انسانيه و لا تعير قيم العداله و المساواه اي اهتمام , لا يمكن ان يامنها انسان محب للوطن وللقيم الانسانيه النبيله, صوته في الانتخابات العامه المرتقبه و بالتاكيد مواطن جبال النوبه لم يصوت لحزب لا يريد الاعتراف باخطاءه و يساهم في اعاده هيكله الدوله حتي يصبح دوله كل السودانين,

 

و عن الجبهه الاسلاميه بشقيه ذكرنا انفا القليل من ممارساتها, فحكومتها حكومه الانقاذ انتهكت حقوق الانسان السوداني علي مسامع و مراي المجتمع الدولي, ابادت ابناء جبال النوبه باسم الاسلام معلنه الجهاد ضدهم من مساجد الابيض و المدن الاخري و وقعت عهد نيفاشا ولم تف بكثير من بنودها و خاصه بروتكول جبال النوبه وبامكان سرد سجل الجبهه الاسلاميه الاسود كتب. هذه الفئه لا يمكن ان تفوز بصوت مواطن جبال النوبه ولا التحالف معها الا في حدود انفاذ اتفاق نيفاشا. 

 

قوي الهامش اقرب الي السلطه من اي وقت مضي لو توحد وتحالف علي اساس برنامج الحد الادني المسنود بمشروع السودان الجديد, و ترك الخلافات و الصراعات الفكريه فيما بينهم مؤقتا وركزوا جهدهم في التنسيق والعمل المشترك  في سبيل اعداد انفسهم لخوض الانتخابات العامه المزمع عفده في يوليو القادم تحت قياده احد تنظيماته المستعده ان تتحمل المسؤوليه و تضحي بالوقت و المال و الكادر. وفي نفس الوقت يعدوا انفسهم لسيناريو اجبارهم الي الرجوع الي المربع الاول. و بالتاكيد مواطن جبال النوبه مستعد ان يمنح تحالف قوي الهامش صوته ادراكا منه بحتميه التغيير. 

 

   بقلم : ع. كارجفل  كنده  كوكو

 

© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج