نداء للجميع للمساهمة في كسوة الشتاء لنازحي دارفور القابعين في العراء .
الشتاء قادم, وشتاء الصحاري مختلف عما عداه من الشتاوي (ان صح الجمع نحويا). فهو بارد جدا وجاف , فيكون مفعوله علي الجلد والجسم اكثر ضررا من البرد المصحوب بشيئ من الرطوبة كبرد الثلوج في اوربا وشمال امريكا واسيا . فيتشقق الجلد الغير محمي بشيئ من غلاظ الاثواب او بطبقة من الكريمات والدهون المرطبة , خاصة اذا كان المتعرض لهذا البرد لا يملك ماوي يصد عنه الزمهرير وليس من المحظوظين الذين يتمتعون بدفء المواقد الكلاسيكية من نار حطب او فحم , او بما جادت به التكنلوجيا من دفايات كهربائية او غازية . وهذا ينطبق تماما علي اهلنا في مخيمات النازحين واللاجئين في دارفور , حول المدن في كلمة ونيفاشا وابوجا وغيرها من مخيمات اخذت اسماءها من حيث جرت محادثات ومساومات المتصارعين حول السلطة والثروة من حكومة ومعارضة , والتي صارت اتفاقاتها تركز علي ما لايفيد هؤلاء المنكوبين بشيئ اذ انهم حتي هذه اللحظة لم يتلقوا من الحكومة شيئ مما يسد جوعهم او يستر عوراتهم او يشفي مرضهم , ولولا المنظمات الغربية المسيحية لما كان هناك نازحين او لاجئين لانهم يكونوا قد قضوا نحبهم جوعا او عطشا او مرضا او جميعها مجتمعة , ولما احتاجت الحكومة ومليشياتها لضربهم بالرصاص والقنابل والصواريخ في عقر ملاجئهم. حتي المنظمات التي تسمي نفسها وطنية مثل منظمة الشهيد الزير الخيرية؟ او منظمة انا السودان للايتام وغيرها من منظمات سودانية اثرت واثري القائمون عليها من التسهيلات والاعفاءات الجمركية الممنوحة لها , سجلت غيابا تاما عن مسرح الاحداث هناك حيث يعاني هؤلاء.
اما البلاد الاسلامية والعربية منها فلا تعليق علي مواقفها اللامبالية وسباتها العميق حتي ايقظتها ملاحقات المحكمة الدولية لشقيقهم فهبوا لنصرته غير مبالين بالذين هم اولي بذلك.
اذ̋ا, والحال كذلك , لابد من ان يفعل المجتمع المدني داخل وخارج البلاد شيئا ولو يسيرا لاجل هؤلاء المنسيين. واقل ما يمكن فعله هو الجود لهم بشيئ من اغطية وملابس يدفعون بها زمهرير شتاء الصحراء البارد والقارص والقاتل. فننادي كل من بقلبه ذرة رحمة , وبضميره مثقال يقظة , ان يجود ولو بثمن بطانية واحدة , اوفنلة صوف , او حتي يمكنه الاستغناء عن فائض ما لديه من بطاطين بشرط ان تكون شبه جديدة وليست بالية , فالله طيب لايقبل الا طيبا.
ونقترح بان يكون هناك نقاط تجميع هذه الكسوة من بطاطين وملابس صوفية في جميع المدن التي بها سودانين في اوربا وامريكا واسيا والخليج العربي وافريقيا ومن ثم يرسلونها مباشرة الي معسكرات النازحين واللاجئين , وان كانت هناك منظمات عاملة في دارفورولها مكاتب هناك فيمكن للاخوة تسليم ما جمعوه لها لترحيلها وتوصيلها لاهلنا قبل حلول الشتاء القادم.
كما ونهيب بالسلطة الانتقالية وكبير مساعدي الرئيس ان يعمل علي اقناع الحكومة بتخصيص جزء من المال العام لهذا الغرض , وعلي الحكومة ووزارتها للشئون الانسانية خاصة ان تعمل شيئا انسانيا ولو لمرة واحدة بحق هؤلاء .
اظن ان هذه فرصة لايمكن تفويتها للذين يريدون فعل شيئ لضحايا دارقور ولم يستطيعوا في الماضي , وللذين يريدون ان يعملوا عملا صالحا يبتغون به الاجر من الله , فالايمان دائما مذكور في القران مقرونا بالعمل الصالح. وتذكر اخي , تذكر حين تاكل ما تشتهيه او تلبس ما ثقُل من ملابس الشتاء او تشرب ماءا باردا اوعصيرا مثلجا, تذكر اولئك الذين يبيتون جوعي وعطشي ويلتحفون الرمل البارد ليلا ولا يعلوهم من غطاء الا السماء.
محمد احمد معاذ
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى bakriabubakr@cox.net كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة