تأملات
جمال عنقرة
مساهمة في مبادرة أهل السودان
لم تكن حماستي لمبادرة أهل السودان بذات القوة التي كانت عليها عندما أطلق الرئيس عمر البشير نداءها الأول من أرض دارفور،ذلك أني كنت أتوقع لها إنجازاً سريعاً وهي قد خرجت من الرجل الذي بيده أن يفعل ما لا يقدر عليه غيره. ليس بسلطانه فقط، ولكن أيضاً بما عرف عنه من حرص لحلحلة قضايا شائكة كثيرة. ولكن عندما تفرعت المبادرة وتشعبت وصارت لها متون وحواش ضعف اهتمامي بها لاسيما وأن المتون والحواشي رغم تكاثرها لم تجب علي أكثر الأسلة إلحاحاً أمام المبادرة، وأمام أي ساع لتسوية أزمة دارفور. وعندما صارت للمبادرة لجان وسكرتاريات زاد ضعف اهتمامى بها من منطلق القول القديم أنك إذا أردت أن تقتل شيئاً فكون له لجنة. وزاد هذا الضعف الضعيف ضعفاً عندما علمت أن قوي سياسية فاعلة كثير في الساحة وكذلك كل الحركات الدارفورية غير الموقعة علي اتفاق سلام مع الحكومة تحفظت علي المبادرة ورفضت المشاركة في أعمالها.
وبعد أن ةانطلقت المبادرة من العاصمة القومية الخرطوم، وتحركت بكاملها إلي درة بحر أبيض كنانة وتابعنا ما جري فيها، لا سيما ما تنقله الزميلة المعتقة الأستاذة نجاة صالح شرف الدين، عاد لي التفاؤل والأمل بهذه المبادرة. فبرغم أن الشواهد والقرائن كلها تقول ان الحاكمين لم يشركوا غيرهم من أهل القوي السياسية الأخري في الاعداد للمبادرة بالدرجة المطلوبة وهو الأمر الذي أدي إلي اعتزالهم المشاركة، وهو اعتزال له ما يبرره، لكن ذات الدلائل والشواهد أكدت أنه لا توجد نوايا مبيتة لتسيير المبادرة في اتجاه معين. ودليل ذلك أن القضايا الخلافية الرئيسة كان تباين أراء الحاكمين والموالين للحكم فيها بائناً لا يخفي علي عينز ولعل ذلك ما دفع بعض المقاطعين للقول بامكانية مراجعة قرار المقاطعة إذا استوثقوا من جدية الحكومة وحزبها المؤتمر الوطني بدرجة عالية. ويبدو أن ما لمسه الحاكمون من جدوي إشراك الآخرين خلال أيام كنانة الماضية قد يدفعهم لمزيد من السعي نحو غيرهم لتحيق خير سيكونون فيه الكاسب الأعظم، ولن يحرمهم الآخرون من نيل هذا الفضل ما دام سينالهم من الخير نصيب، وما دام الكسب الأكبر سيكون لأهل السودان كلهم ولأهل دارفور أولاً وهم المعنيين بالاهتمام والمبادرة.
وما رشح من اجتماعات كنانة يؤكد أن المطالب الرئيسة للحركات المقاتلة يطالب بها أكثر المؤتمرين وهي مطالب لجميع ممثلي دارفور في الملتقي من الموالين للحكومة قبل المعارضين لها. ويأتي علي رأس هذه المطالب إعادة توحيد الإقليم ومنصب نائب الرئيس والتعويضات وتنمية وتعمير دارفور والتمييز الإيجابي لأهلها في الوظائف القومية. وتلك قضايا تستحق أن تناقش بشفافية كاملة وتستحق كذلك أن نفرد لها أكثر من مقال قادم باذن الله الدائم.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة