علي ذكر ما كان يعرف باسم السودان الموحد
لماذا يرفض البعض انفعالات الطيب مصطفي الانفصالية
ويتقبلون برحابة صدر التقسيم المنظم والممنهج للبلاد عندما ياتي من وراء البحار
ممزوج بسلام زائف واتفاقيات ملغومة
محمد فضل علي
لا اتعاطف بالطبع مع المهندس الطيب مصطفي له فائق التقدير والاحترام ولامع تنظيمة السياسي ولاحزبه الحاكم ولا اتقبل مثل الملايين الخلط الذي يقوم به في ذروة غضبة من خصومة وتعامله مع جزء غالي وعزيز من ارض السودان مثل جنوب البلاد "كخميرة عكننة" ودعوته العلنية الي فصل الجنوب ولكن والحق يقال للرجل مواقف مشرفة تقاعست عنها حتي ماتعرف باسم الحركة الاسلامية السودانية بكل تكويناتها بصمتها المخجل عن غزو واحتلال العراق وتدمير عاصمة الخلافة وذلك خوفا من واشنطون وطمعا في ايران التي من المفترض ان تخلف الاحتلال الامريكي في حكم العراق والسيطرة علي مواردة وهي قد انجزت ثلاثة ارباع المخطط المرسوم بدقة وعناية في هذا الصدد, نعود ونقول ان الطيب مصطفي قد يكون اول شخص معروف من الاخوان المسلمين السودانيين يعلن عن دعمه العلني للمقاومة العراقية ويرفض بطريقة مسببة دعوة القائم بالاعمال الامريكي بالخرطوم الذي ترتعد من ذكر اسمه فرائض بعض المسؤولين في الدولة الرسالية القاصدة في الخرطوم وغير هذا وذاك تبقي دعوات الطيب مصطفي الانفصالية مجرد صيحات وردود افعال غاضبة لايوجد مايسندها حتي داخل المؤتمر الوطني الذي ينتمي اليه وحكومة الانقاذ المنخرطة بكل حواسها في محاولات ارضاء واشنطون وتنفيذ كل برنامجها المرسوم بدقة لتمزيق وتقسيم السودان ممثلا في "نكبة" نيفاتشا التي جعلت من امور السيادة في الدولة السودانية من مخلفات الماضي خاصة علي صعيد الحزب "الحائر" الحاكم بينما تتعامل الحركة الشعبية الشريك الرئيسي المفترض بذكاء متناهي وبرود وصمت في اقامة البنية السياسية الاساسية لدولة جنوب المستقلة واثبات هذا الامر لايحتاج الي كبير عناء فلم تبقي الحركة علي قضية خلافية بين الشمال والجنوب الا واحالتها الي الخارج "واخواننا في الله" ينفذون المطلوبات الاجنبية بكرم وحاتمية ويعلنون بابتهاج وفرح في وسائل اعلامهم عن اخبار المحاكم الدولية والشركات القانونية العالمية المتخصصة في التعامل مع "انقاض الدول" ومخلفات الامم التي تفصل في قضايا الارض والحدود ومصائر البشر وتبعيتهم مع اقاليمهم الي الشمال او الجنوب ومع كل ذلك لم يفتح الله علي اي من انصار الحركة الشعبية والمبشرين بها وبسياساتها الوحدوية التي كانت وذلك بمجرد التعليق او الحديث علي مجريات الامور والوضع الراهن وعن الذي يحدث من خطوات انفصالية سريعة وعملية, وكل ما يقال في هذا الصدد من جانب الحركة وبعض منسوبيها المغيبين عن فهم الاجندة الباطنية المستقبلية يمثل نوع من الالتفاف والمناورات السياسية التي ظلت تتحجج باحاديث مثل الوحدة الجاذبة الي اخر مثل هذه الحجج ولكن كيف تكون الوحدة جاذبة والخطوات الانفصالية علي الارض بلغت مرحلة يصعب جدا التنازل او التراجع عنها اللهم الا اذا وافق الناس علي مطلب الحركة الشعبية باعادة صياغة السودان وفق ماتهوي وتريد وتعتقد وهذا تكتيك تعجيزي تريد من خلاله الحركة رفع الحرج عن انصارها الشماليين عندما تحين ساعة الانفصال وقيام الدولة الجنوبية المستقلة التي رفع علمها منذ اللحظات الاولي لتوقيع "نكبة" نيفاتشا الامريكية ولم يصبر بعض ساساتها حتي تحين لحظة الاستفتاء المنتظر وشاهدنا كيف قام باقان اموم باذدراء مشاعر الامة السودانية عندما ازاح علم البلاد القومي عن جثمان الزعيم السوداني المقتول عمدا الدكتور جون قرنق الذي اشتركت في قتله وازاحته من مسرح الاحداث كل مافيات العالم لانهم لمثل هذا الوضع الراهن كانوا يهدفون من قتل قرنق اخر الجنوبيين المخلصين للسودان والمؤمنين بوحدة ترابة الوطني نعود ونقول للبعض لاتتشطروا علي انفصالي منفعل مثل الطيب مصطفي وتتركون الانفصاليين المحترفين من تجار الانقاض القادمين من وراء البحار لادارة سياسيات وثروات السودان الجديد وتتملقون الحركة الشعبية الابن المدلل لبعض الشعوبيين الذين لم يفتح الله عليهم بكلمة واحدة حول المواقف الانفصالية الواضحة للحركة.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة