اتفاقيات السلام – نزع للسلاح أم نشره !؟
الاثنين 13/10/2008 م آدم خاطر
كل يوم يمضى على تطبيق اتفاقية السلام الشامل في جنوب الوطن أو تلك التي أبرمت مع الحركات المسلحة في دارفور تكشف عن خط جديد ومفاهيم مبتكرة من بنات أفكار قادة الحركة الشعبية والتمرد في دارفور ونهجهم المعارض للسلام ومفهومه في المعنى والمبنى . قيم مستحدثة ومستجلبة تأتى من بوابة السلام الذي أساسه الأمن والطمأنينة وبناء مطلوباته وإشاعة روحه وثقافته بين الناس لتتوارى آلة الحرب وأدواتها ، ويسكت صوت المدافع والدانات وينسى الجميع المآسي والويلات التي خلفتها الحرب من سفك وقتل وتدمير وخراب ! . هذه الروح الجانحة للاقتتال ما تزال تعبر عنها رموز الحركة الشعبية وأمينها العام باقان وهو يستعد ويحشد الحشود لحرب قادمة من الشمال ينتظرها ويعمل لأجلها ؟ . ما تزال العقلية التي تسيطر على ذهنية هؤلاء القادة هي عقلية الحرب ولغة الغابة والتمرد ومفرداته حتى وان تسربلوا بثياب المدنية المدعاة !؟ . بالأمس سقط أمين عام الحركة الشعبية في أول امتحان من داخل مجلس الوزراء وهو على أعلى هرمه وظيفة ومنصبا ، فلم تكن سلوكياته ولا حركته وسعيه تمت في يوم من الأيام إلى السلام ومستحقاته بصله ، ولا تقارب توجهاته أحلامنا وتطلعات شعبنا إليه . هؤلاء القادة أبعد ما يكونون عن هذه الشعارات من سلام ووحدة جاذبة وتحول ديمقراطي وخلافه وهى محض تهريج في غير ما مكان !.أي مصلحة حققها هؤلاء للسلام وتياره منذ أن أبرم الاتفاق وهم يعملون على هدمه وتقويض أركانه صباح مساء ! . وأي كسب جناه الوطن وجولاتهم بالداخل لا تبتغى غير الفتن ونشر الأحقاد وزعزعة الاستقرار بإثارة النعرات الجهوية والعرقيات والقلاقل ! . وزيارتهم الخارجية لا تأتى بغير المؤامرات وأجندة الخارج ومطامع الأجنبي في بلادنا كما في جولة ثلاثي اليتم وفقدان الأمل ( باقان – ألور – عرمان ) الشهيرة لكل من أوربا وأمريكا !. كيف يستقيم عود السلام واتفاقياته والحركة الشعبية تسارع الخطى والاتصالات لتعزيز ترسانتها العسكرية وتعظيم قيمة الحرب ودق طبولها في الإعداد والتأهيل ورفع القدرات الحربية لجيشها ؟ . ما الذي ينتظره دعاه السلام وتياره الذين طالما تطلعوا وتفاءلوا بهذه الاتفاقيات وهم يرون هذه الهرولة والتجهيزات على مرأى ومسمع متى ما أصبح الصباح !؟ . أي سلام هذا الذي نتوقعه ونحن نشاهد ونرى التبريرات والتفسيرات لمساعيهم العدوانية وشرورهم تزداد ولا أحد يقنعنا بأن ما يجرى يدعم السلام وتياره ومنابره !؟ إلى متى هذا الضحك على العقول وتسفيه الأحلام على نقيض ما تدعوا هذا الاتفاقيات البلوى !؟ .
تابع أهل السودان بنفوسهم المشرئبة للسلام الحركة المريبة لرموز الحركة الشعبية وهم يرسلون بمنسوبيهم للتدرب على الطيران المقاتل في كوبا وجنوب إفريقيا وإسرائيل وغيرها ! يسمع الناس عن صفقات السلاح تبرم مع أوكرانيا وروسيا ودول أخرى عديدة وقد وصلت بعض شحناتها إلى ميناء ممبسا بكينيا بالفعل بحكم العلاقات التي تربطهما والمصالح التي تجمعهما ، والحركة الشعبية تكذب هذه الأخبار إلى أن انفضح أمرها من خلال شحنة الباخرة الأوكرانية ( فانيا ) المحملة بأكثر من 30 دبابة على السواحل الصومالية ، فضلا عن المدرعات ومضادات الصواريخ والقذائف والدروع وغيرها من أسلحة الدمار والفتك !؟ . سجالات ونفى وتكذيب سرعان ما يبطله تصريحات رياك مشار نائب رئيس الحركة الشعبية قائلا بأن ( اتفاقية السلام الموقع مع شريكهم المؤتمر الوطني تعطيهم الحق في قبول الدعم العسكري من أي دولة أرادت ، وأن هذا الأمر لا يحتاج إلى تنسيق بينهم والقوات المسلحة ...) . الحركة الشعبية تستقبل في مثل هذه الأيام طائرة من أثيوبيا مملوءة بالسلاح والعتاد لإقامة معرض مشترك قيل أنه في إطار التبادل التجاري بينهما !؟ . والحركة الشعبية تتلكأ في تنفيذ ما يليها لسحب قواتها خارج المناطق التي حددها الاتفاق ! . وهى تلقت بالأمس حوالي 300 مليون دولار من الولايات المتحدة قبل مقتل قرنق لرفع قدراتها وجاهزيتها لتحقيق مرحلة ما بعد الاتفاق ! . شريك السلام من نشر الألغام بداية وانتهاءا بغير خرائط أو تحديد أماكنها فجاءت نتائجها وبالا في آلاف المعاقين لتعطل عجلة البناء والتنمية وإعادة الاعمار . والحركة الشعبية تقوم بتدريب أبناء دارفور في واو وما حولها وهى من رعت شرارة التمرد على كامل تراب الوطن لأجل خطى قادمة في إنفاذ مخطط دولة الهامش ومشروعها ومن يقف وراءه من دول أوربا وأمريكا . ذات الحركة الشعبية التى تلتف على أبيى في استراتيجياتها البعيدة التى ترجح الحرب وتدعوا لها من خلال ما تعقده من صفقات وما تتلقاه من شحنات للأسلحة والذخائر ، وهي من تسعى للتجنيد والكسب والاختراق في الشرق والغرب والشمال لأجل فتن قادمات !. الحركة الشعبية تعمل لأجل نشر السلاح وتسريبه وغض الطرف عن أماكنه وحملته في الوقت الذي تعمل فيه الدول لأجل النزع والتسريح وإعادة الدمج ! . العديد من منسوبي شريك السلام ضبطوا ووجهت لهم التهم في حمل واستخدام السلاح داخل العاصمة وخارجها ، وقد روعوا الآمنين وغضوا مضاجعهم في أكثر من محاولة راح ضحيتها الأبرياء من أبناء الوطن بسلوك لم يجد الرقيب والمحاسبة .
هذه هي بعض حصيلة شريك السلام وجهوده لأجل الاستقرار واستدامة السلام وتعزيز المبادئ التى قام عليها اتفاق السلام الشامل . كيف يعقل أن يشرع الاتفاق ويدعو الحركة لرفع قدراتها الدفاعية والقتالية و في ذات الوقت يدعو لوحدة جاذبة وتعاون بين الشريكين يفضى لهذه الغاية ؟ . كيف يتسنى للحركة الشعبية تجاوز الدولة وقواتها المسلحة على خلاف ما نص الاتفاق لإقامة علاقات عسكرية حصرية إن لم يكن هنالك نية مبيتة للانفصال الذي تتمدد أشراطه في أقامة دولة الجنوب المستقلة ؟. مع من تتنافس الحركة الشعبية وهى غارقة في سباق التسلح والتجييش ورفع القدرات !؟ علام هذا الصبر والانكفاء ورفض التعليق من قبل القائمين على الأمر في الحكومة وهم يرون هذه أن جهودهم تتمدد دون حياء وتعليل للمشروعية وتعارض مع السلام واتفاقياته !؟ . ما هو مصير مثل هذه التحركات على علاقات البلاد الخارجية وجوارها ومطلوبات الأمن القومي وما أبرم من اتفاقيات مع دول الجوار في سياق التعاون العسكري الدفاع المشترك !؟ وما هو مرد ذلك على أموال البترول وعائداته لصالح أبناء الجنوب الذين كانوا يتطلعون أن تعود عليهم هذه النفقات في أكلهم وشرابهم وصحتهم وتعليمهم وخدماتهم التى فقدوها بسبب الحرب وتداعياتها !؟ . أين تكمن أولويات الاتفاق وجداوله الزمنية في محاصرة تدفق السلاح وطي أدوات الحرب أم نشرها ومضاعفتها كما ونوعا على نحو ما تخطو الحركة الشعبية !؟ .من يحبس عنا هذه النذر وشرورها وكنا نظن أننا بموجب هذه الاتفاقيات في مأمن وعاصم !؟. أين هي المسئولية الوطنية والأخلاقية وما تفرضه من شفافية والتزام لبنود الاتفاق والدعوة الصارمة لتطبيقها ، كما تعودنا في إلحاح بعض قادتها بالشكوى بعدم جدية الدولة وعجز الحكومة عن تطبيق الاتفاق والتزام برامجه وجداوله الزمنية في حملات متصلة لأجل الابتزاز والكسب السياسي !؟. أين هو مواطن الجنوب الذي شردته الحرب وأثقلت كاهله نزوحا وهجرة ولجوءا إلى دول الجوار والعالم وهو يرى أمواله تضيع في تجارة السلاح بواسطة سماسرة الحروب والمتنفذين في الحركة لأجل أجندتهم ومآربهم الشخصية !؟. أين هي الخطوط الحمراء للدولة وهى تنظر إلى هذه التوجهات تتصل ولا تقف عندها أو تتخذ مواقف واضحة منها ليصار إلى جادة السلام وخطاه !. كيف يستقيم أن تمضى الحركة الشعبية في إقامة جيش منفصل في ظل دولة واحدة وهنالك من يبشرنا بالوحدة والأمان في ظل سودان موحد ومستقر !؟ . المعركة التى يطرب لها باقان ويدق طبولها ويدفع بأجندتها التى تقوم على السلاح وصفقاته والتى تتوافر إرهاصاتها من خلال ما رشح في أجهزة الإعلام المحلية والدولية هي بفعال الحركة الشعبية وخطاها في ما لم تضع لها الدولة قيود ومعايير ضابطة من ِشأن هذه النزعة أن تكرس ، ويمتد الحريق ليطال الأخضر واليابس ، ونيران دارفور متقدة ونذر الشر في الشرق قائمة بدعم أمريكي جهور قوامه دعوات الانفصال عبر تقرير المصير الذي منحته الحركة الشعبية عبر نيفاشا فأتى أكله تدفقا في السلاح وتسابقا في تجهيز ميدان المعركة لمعركة ينشدونها ومن يقف خلفهم ، ألا هل بلغت اللهم فأشهد ،،،،.....
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة