صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


الهوسا سودانيون سيدى الرئيس/بقلم عامر الهوساوى
Oct 23, 2008, 05:36

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

الهوسا سودانيون سيدى الرئيس

بقلم عامر الهوساوى

كتب الاستاذ الصادق عيسى حمدين مستهجنا كما استهجن الملايين ما نسب للسيد رئيس جمهورية السودان بأن قبائل الهوسا دخلاء على الوطن. وقد أنكر الرئيس ما نسب اليه مستصحبا احدى اوجه القسم المشهورة والغليظة، نقول احدى اوجهها لأنها متعددة فتارة  بالطلاقات البائنة وغير البائنة والتى لم تحدد ما اذا كانت من الزوجة الثانية او من الاولى التى لم تتم تهنأتها له حتى الآن وفق اعترافها الاخير فى المقابلة التلفزيونية التى اجريت معها فى عيد الفطر الفائت رغم مرور سنوات على مقتل ابراهيم شمس الدين،  وتارة بالديان الاعظم ..الخ. ما نود اضافته لمقال الاستاذ حمدين هو أن قسم الرئيس أصبح مكان ريبة دائمة من قبل سكان السودان خارج وداخل الوطن. والغريب أن الريبة هذه يخلقها السيد الرئيس هذا بنفسه ولا يدع فرصة للمستمع والمشاهد لللاجتهاد فى تصورها او حتى الاحساس بها أو التعامل معها بحياد. ذلك ببساطة لأن انكاراته المتعددة تجاوزت الحد المعقول القابل لأن يجتهد الفرد معه لوضعه بين تضاد التصديق والتكذيب. فقد أنكر الرئيس لمدة عشرة سنوات مصحوبة بالقسم بأن لا علاقة له ولا بثورته بالجبهة الاسلامية ثم اعترف دونما اعتذار، دونما محاولة تبرير أن ذلك النكران استل من سياقه ..الخ.  وقس على ذلك بقية الانكارات والارتداد فى الاقوال فيما يخص الاحداث السياسية التى صاحبت انفراده وحاشيته الحاليه بالسلطة. فما الذى يجعل الهوسا يصدقون أن هذا الكلام نسب اليه ولم يقله؟

إن هذا الرئيس ينكر أى شئ دون ان يلم بحبكة النكران ذات نفسها. فقد انكر أن ضحايا دارفور ليسوا من صنعه معترفا بعشرة الف فقط. لكن ما قاله وزير دفاعه فى السعودية بأن الملايين قدموا من غرب افريقيا وعلى السلطة أن تسمح بايفاد ملايين المصريين العرب مقابل ذلك، قول هذا الوزير وبهذه الطريقة لا يترك فرصه للهوسا للتشكك بأن ما قاله الرئيس صحيحا وإن انكره بقسم متعدد الاوجه. وكذلك قول آخر من حاشيته والذى وصف الدارفوريين بأنهم ذباب. وقول أخر من حاشيته واصفا الدارفوريين الذين رفضوا ابوجا بأنهم أولاد حرام .. الخ.  ما الذى يجعل الهوسا لا يشكون فى أنه قال بعدم سودانيتهم.

الرئيس ينكر تارة  قائلا إن الأمر فهم خارج سياقه وتارة قائلا إنه لم يقله وكل ذلك والرئيس لم يذكر لنا مستصحبا القسم ما هى المناسبة وما هو السياق الذى ورد فيه الهوسا دون غيرهم من اثنيات السودان قاطبة. اين بقية القبائل فى هذا السياق؟ هل صدّوا واتوارو كما تتسائل عائشة الفلاتية رائدة النساء فى الاغنية السودانية عندما كن الحرائر ظباء فى الكُجر؟

هل كانت هذه الفلاتية واردة فى خاطر الرئيس وهو يورد الهوسا فى السياق الذى سكت عن ايراده؟ لا اظن انها كانت ولن تكون.

هل صدقت نبوءة هذه المطربة العظيمة عندما اعتدّت وفى شمم لا لبس فيه بنسبها لعرقها لأنها كانت تعرف أنه سيأتى يوما ينكر فيه "رمز الدولة" كما سماه اتباعه فى حقبة ما بعد اوكامبو، ينكر فيه سودانيتها فوضعت بصماتها فى وجدان بنى جلدتها السودانيين وهو الشئ الوحيد الذى لا يستطيع أن يستله البشير لا من سياقه ولا من غير سياقه؟

سيدى الرئيس: لا أحد يصدقك كالعادة ومعهم جميعا الحق وفق معطيات الاحداث السياسية فى العقدين الماضيين، لا احد يصدقك بأن قبيلة الهوسا هذه وردت فى مقابلتك هذه دونما مناسبة. فما هى المناسبة التى استل منها حديثك فيها من سياقه؟ يبدو أن أن هنالك فلفلة لكل القبائل فى السودان لتجهيز ملف ابادة جديدة تقوم ايضا على نهج ما تم فى دارفور.

شكرا فقد اوشكت ان تصحى عائشة الفلاتية من قبرها لتذكرك بأن الهوسا هنا عندما كان المتنكرين لاصولهم يبحثون عن ذواتهم فى الصحارى القاحلة فى نجد وهم مرتوين بنيل افريقيا و"ماكلين" من نخيلها.

الرئيس الناكر على وزن الرئيس "الراقص" وهذه لها دلالة اخرى ذات علاقة بكره الذات الى درجة الرقص على ايقاع لا علاقة له بالوجدان بقدر ما له علاقة بتسييس الرقص. إنك تريد ان تقول لنا  بانك ترقص كما يرقص مانديلا مع شعبه وجون قرنق مع شعبه وكوفى عنان مع الامم التى ينطق باسمها وترقص مع شعب الجنوب لابسا اللاوى ومرتديا قبعة السعف اليس كذلك؟ لكننا نعرف انك تكذب وتنكر. الذين رقصوا جميعا مع شعوبهم من المذكورين هنا كانوا صادقين فى وجدانهم فهذه حقيقنهم وهذه شعوبهم التى ينتمون اليها وثقافتهم التى يعتدون بها ولا تتبع الى ما هو خارج اسوار حدود قارتهم ودولهم .. الخ. هم لا يرقصون فى الجنوب بالوجدان النجدى والاحساس القرشى المزيف والتاريخ العباسى  وعقلية عشق الحروب الجاهلية وكر وفر عبس وذبيان فى حروبات البسوس، هم يرقصون وهم هم. أنت ترقص مع الهوسا فى السودان وتتخيل بأنك زج بك مع شعب فى جنوب نهر النيجر ولا ترقص الا خوفا من أن يكتشفوا انهم فى قرارة انفسهم مقتنعين بأنك منهم دما ولحما وثقافة  وجغرافيا وتاريخ وأنك فى قرارة نفسك لا قناعة لك بما يعتقدون. من تغش إذن؟ الهوسا ليس لديهم ما يجعلهم يشكون لحظة فى انك قلت ذلك؟

ثم من الذى يستطيع اصلا فى السودان ان يحاججك بأنك قلت أم لم تقل؟ من يستطع؟ من، وأنت فى يدك الحرف والليل والسيف والرمح والغرطاس والقلم والرقابة القبلية ومبادرة اهل السودان وحق النكران والقسم؟

 

شكرا عائشة الفلاتية.

 شكرا للفنان العظيم ابراهيم حسين فقد شكلت وجدانا وانت تغنى-  أجلى النظر يا صاح-  بلغة الهوسا فى تلفزيون السودان فى منتصف الثمانينات فقد صدقت نبوءتك وكأنك كنت تعرف أن يوما سيأتى يحاول فيه "رمز الدولة" انتزاع ما غرسته فى وجدان شعبك ودفعت ثمنه مرضا عضالا، ليقول إنك قادم من خارج الحدود. عذرا ايها الفنان  إنه رئيس ينظر لشعبه بعيون ما يحس به.

أؤمن يا سيادة الرئيس أن الموسيقى والفن عموما لا حدود له فهو قاسم مشترك اعظم بين شعوب العالم ولكنك حالة استثنائية فى هذا السياق. سياق أن ترقص على ايقاع لا تحس فيه شئ منك.

وفى سياق آخر يا سيدى الرئيس، وكما ذكر لك كاتب المقال الاستاذ حمدين أن سلوكيات رمى السكان خارج حدودهم هذى هى سلوكيات مؤسسة لها تاريخ فى هذه الدولة وانت سيدى الرئيس لا تفعل الا لعب الدور المناط بك فى تجذيرها ولانها سياسة روادها دائما هم الديكتاتوريين ومن ثم غير الديكتاتوريين من مدشنى هذه السلوكيات، فقد ازفت ان تفعل ما فعله صنوك جعفر النميرى فى بداية السبعينات عندما قام بترحيل الهوسا على الطائرات مرددا ذات الحديث الذى تنكر أنك قلته. إذن ما الذى يجعل الهوسا لا يصدقون بأنك يمكن ان تقوله والتاريخ امامهم ومن ديكتاتور كان اقل اصولية عروبوية ودينية منك، واقل نكرانا وترديدا للقسم منك على الاقل فى تلك الحقبة؟ ما الذى يجعلهم لا يصدقون ورصفاءهم من السودانيين وصفوا فى منتصف السبعينات بأنهم مرتزقة وقبل خمسة اشهر بذات الصفة فى معارك امدرمان؟ بل كيف يصدقك الآخرون عندما تطلق مبادرة اسمها مبادرة اهل السودان وثلاثة مليون سودانى من الهوسا غير "معدودين" من الاهل المزعومين هؤلاء؟

شئت أم ابيت سيدى الرئيس هى الحقيقة: أنت لم تحترم هؤلاء الناس يوما. لقد رأك الهوسا ومعهم جميع سكان العالم ترقص و"تعرض" على جثث ضحاياك أو بالقرب منها عندما زرت دارفور بعد بدء حقبة ما بعد اوكامبو، نعم ترقص، وهل ستنكر ذلك ايضا؟ ترقص دونما احترام لحرمة الموتى من ذوى الهوسا ورصفاءهم، ودون أن يرجف لك جفن او تدمع لك عين على دموع الاطفال اليتامى والمشردين والثكالى وكانوا اقرب الى حلبة رقصك اليك من حبل الوريد. وقبلها بشهور رأوك واقفا دامع العينين متضرعا للرب عز وجل وانت تحترم جلال الموت فى مدفن الراحل مجذوب الخليفة. ماذا كان سيضيرك اذا طلبت من حاشيتك ان تقف دقيقة حداد على رحيل هؤلاء الألاف بدلا من الرقص على جثثهم؟ أقله كان يمكنك أن تكسب قلوب بعضهم؟ لماذا؟ ألأنهم فى وعيك اناس ليسوا بسودانيين وبالتالى موتهم لا يعنيك كثيرا أم أنك إذا فعلت لقال الناس "يقتل القتيل ويمشى فى جنازتو"؟.  حتى الموت الذى لا يفرق بين بولاد ومجذوب وأنت، كان فى تلك اللحظات "مستغربا فيك". للهوسا اقرباء وابناء وبنات وامهات كثر كانوا يرقدون داخل تلك المقابر الجماعية والفردية التى ترقص عليها وبجانبها، ولا تنكر ايضا وتقول لنا لم تكن هنالك مقابر جوار "مكان الحفلة" تلك والا طالبناك بأن تقول لنا أين دفنت جثث هؤلاء الآلاف. أعرف أنك فى تلك اللحظات كنت منتشيا تتقمص شخصية ابو العباس السفاح وهو يفرش السجاد على جثث بنى امية ويجلس متمددا عليها شافيا غليله منهم، ومن حقك أن تتقمص هذه الشخصية وسلوكها طالما هو جدك لكن من حقنا ان نذكرك بأن دارفور ليست دمشق او بغداد وأن الهوسا ورصفاءهم الدارفوريين ليسوا بنى امية. فما الذى يجعل الهوسا يصدقون بأنك لم تقل ذلك الكلام؟ رئيس يتعنصر على الذين يحكمهم حتى وهم موتىّّ!!!

 هل تعتقد اننا شعب بلا ذاكرة؟ ام اننا شعب له ذاكرة ولكن عليها الا تعتنى وتتذكر إقصاءك للآخرين بالقسم؟  لماذا تراهن على ضعف الذاكرة؟

قبل أن نأتى الى الجزء الثانى لتكملة الاضافة لمقال الاستاذ حمدين دعنا ننتظر الاجابة: لماذا الهوسا بالذات وليس الجعليين؟

 

  


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج