نجوم كوميديا 2008
طيلة السنوات الماضية وكلما خطرت ببال محبي برامج الكوميديا الخفيفة ممثلة في الكاميرا الخفية ، تقفز إلى الذاكرة الجمعية صورة الممثل المصري القدير إبراهيم نصر مبتكر شخصية زكية زكريا وشخصية غباشي النقراشي ، ولعل أكثر الصور تألقاً وحضوراً هي صورة زكية زكريا تلك السيدة الضخمة ذات الصوت المشروخ التي تثير عاصفة من التوترات والمواجهات أينما حلت وتستطيع أن تغضب أي فتاة أو إمرأة بعبارة (أنتِ شبه خالي خميس) وتشعل غضب أي رجل بعبارة (انتا كده بديت تخبط في الحلل) ويبدو أن طرافة شخصية زكية زكريا ما زالت حية في الوجدان الشعبي رغم مرور أكثر من ستة أعوام على توقف عرضها بدليل أن الممثل براهيم نصر نفسه قد فؤجي هذا العام بطرح فانوس "زكية زكريا" في الأسواق بمناسبة شهر رمضان، والمفارقة أن صاحب الشخصية الكوميدية الأكثر إثارة للنرفزة والضحك في الشرق الأوسط قد علم بالخبر من الصحف دون أن يبلغه أصحاب الفانوس السحري بذلك ولا شك أن فانوس زكية زكريا سيتمكن من تحطيم أرقام قياسية في المبيعات لا لشيء إلا لأنه يحمل الإسم الأكثر مرحاً في ساحة الكوميديا الخفيفة!
أما في عام 2008 ، فتكاد الذاكرة الجمعية تحتشد وتفيض بصورة المثل المصري القدير عمرو رمزي وهو يؤدي دوره الفذ في برنامج (حيلهم بينهم) الذي انتجته وعرضته قناة فنون الكويتية، لقد أثبت الشاب عمرو أنه متخصص في صناعة المقالب المحكمة التي تعكر مزاجات النجوم وتخرجهم عن أطوارهم ، فعبر مقاطعة الضيوف على طريقة فايف ، فور ، ثري ، تو ، ون المنتهية بابتسامة شديدة الاصطناع والصياح في وجه بعض الحاضرين في الاستديو وطردهم أو تهديدهم بعدم قبض الحق المستحق أو من خلال توجيه الاسئلة الاستفزازية المتعلقة بالسن وعمليات التجميل بالنسبة للنجمات وذات الصلة بالفشل في الأعمال الفنية أو سوء العلاقة مع الوسط الفني بالنسبة للنجوم وبتر الاجابات واعتبارها اعترافات انتزعها البرنامج من الضيوف المغلوبين على أمرهم واستخدام لوزام كلامية مستفزة لغرور النجوم والنجمات من قبيل (أنا عايز ألمعك) ، تمكن عمرو رمزي من إغضاب الممثل صلاح عبد الله ودفعه إلى القول بامتعاض ممزوج بسخرية بالغة (ده مش ضائع ، ده مجنون يا أخوانا) ودفع الممثل أحمد بدير إلى القول بجدية مطلقة (أنا اعتزلت التمثيل بسببك) وأرغم الممثلة القديرة هالة صدقي على القول بلهجة استفزازية ضاحكة (انا محتاجة اتنين منك في الصالون) وطارد المغني سعد الصغير صاحب أغنية بحبك يا حمار بسلسلة من الاتهامات مثل تخريب الذوق العام والتسبب في هبوط الغناء بسبب ترك بنات حواء والغناء للحمير ودفعه إلى قول مفاده أن المغنين والمطربين الجيدين قابعين في بيوتهم أما غيرهم فهم الذين يتسيدون ساحات الغناء وأن الجمهور في سائر بلاد العالم العربي يطالبه فور رؤيته بأداء أغنية بحبك يا حمار فما ذنبه وما ذنب الحمار على أي حال؟! وعندها علّق عمرو بقول مفاده عقبال تغني لسائر الحيوانات الموجودة في حديقة الحيوان!
ولعل قناة فنون الكويتية قد تألقت مرة أخرى عندما قدمت برنامج هوب تاكسي حيث أدى الممثل الكويتي القدير محمد الصيرفي دور سائق التاكسي عجيب الشكل غريب الأطوار والذي يقوم بالتقاط الركاب ثم استفزازهم بشتي المحادثات والمواقف المزعجة التي تخرج احلم الحلماء عن أطوارهم ، فعندما أنهمك سائق التاكسي في ضرب زوجته الافتراضية اعترض الراكب الصعيدي بشهامة وصاح فيه بقول مفاده عيب تضربها امام الناس روح أضربها في البيت! وحينما أصر صاحب التاكسي المعتوه على إنزال والده المسن من التاكسي لإرضاء أحد الركاب، أصر الراكب الباكستاني على عدم السماح بهذا العقوق وشرع في تطبيق الشريعة الإسلامية داخل التاكسي بالقوة وهو يصيح هذا هرام هذا هرام!
عندما تطوف بالخاطر ملامح الكوميديا السودانية ، يقفز إلى ذهن المشاهد الممثل الكوميدي السوداني خفيف الظل ربيع طه الذي امتع جمهور المشاهدين يسلسلة طريفة من حلقات برنامج الكاميرا الخفية ، ولعل أكثر الحلقات التي ترفض أن تغادر الذهن هو ذلك المقلب الذي شربه رهط من المصريين حينما أصر ربيع على عدم السماح لهم باستخدام اسانسير العمارة إلا بعد التحقق من أوزانهم ، فقد جاء رد فعلهم غاضباً ومتجهماً حتى بعد اكتشافهم للمقلب ولعل ربيع ما زال يتساءل في سره حتى تاريخ اليوم : إذا كان الشعب المصري هو أكثر شعب محب للنكتة في العالم فمن أين أتى هؤلاء؟!
فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة