دارفور .. هذه المَرة أنتَ من يَمولِصَها يا سَيادة الرئيس!
حامد حجر [email protected]
هذه العبارة السوقية ، "يمولصها ويشربَ مويتها" تبدو عادية جداً تداولها في مجتمعات قاع المدينة ، لكن أن يستخدمها رئيس الجمهورية في مخاطبة شعبه أو المجتمع الدولي ، فإن فيها من الخفة الكثير ومن عدم اللياقة ما ينقص هذا الجنرال الذي يعتوره كراهية الشعب وإشفاق العرب عليه وتندُر العالم بأسره من هذا الرجل غليظ الشفتين والقلب .
لقد دَرج الرئيس الجنرال علي الإزدراء بالقرارات الدولية ذات الصلة بأعماله الإجرامية في دارفور ، في الوقت الذي إن جمهورية السودان عضو فاعل وشريك في المجتمع الدولي ، وهو موافق علي كل الذي يصدر منها ضمنياً وبحكم الإنتماء ، هذا أمر بديهي إلا مع غوغائي حزب المؤتمر الوطني الذين يحاربون طواحين الهوا .
كثيرة هي تلك المبادرات التي أُجترحت في مزاد حل مقضية دارفور ، ومنها بالطبع القرارات التي صدرت من الأمم المتحدة بأتجاه مقاربة الحل ، لكن في كل مرة يتلقفها شفتي الجنرال القليظتين بعبارة ( خلَ يموصوها ويشربو مويتها ) هكذا كان سلبياً في دوماً وخاصة أن الموضوع برمته يتعلق بورطته هو شخصياً مع شعبه أولاً ، والذي حَمل عليه السلاح في ثورة الهامش وتحداه حتي بلغ بهم الجرئة الهجوم العزوم علي عش الدبابير في وضح النهار في أمدرمان فيما عُرفَ بعملية ( الزراع الطويل ) من قبل الأشاوس فرسان الصحراء جيش حركة العدل والمساوأة السودانية ، ورطة الجنرال الرجل الواحد ، مع المجتمع الدولي كان الأكثر مضاضة وعزلة إلا من تجار السلاح ومغتنمي الفرص في عالم البزنس والأعمال كالصين وأيران والهند .
ببساطة تحاول سلطات الجنرال الإيحاء بأن "ورطة الجنرال" هي مشكلة السودان باسره ، بينما في الحقيقة إنها مشكلة خاصة بالجنرال المعزول جماهيرياً ولم يتبقي له من الهيبة إلا صولجان الأجهزة الأمنية ومقصلة وزارة العدَل وابواق الدعاية "غوبلز" في الإزاعة والتلفزيون الإنتباهيين .
المعروف بأن الرئيس البشير "المجرم" رجل ضيق الأفق وغرائزي سرعان ما يهتاج أو يبكي ، ويرعد ويذبد ، ثم يحلف ويقسم يميناً ليحنث بعد يوم أو يومين ، وكل هذه ميزات رجلٍ ضعيف ، لا يصلح بأن يكون رئيساً لشعب السودان العظيم ، وعليه سنرد علي مبادرته بعبارة قصيرة أجترحها هو في أدبيات المفردات السياسية السودانية ، وهي أن يا سيادة الرئيس ، " هذه المرة أنت من تمولصَها وتشرب مويتها " لأن موقف حركة العدل والمساوأة السودانية هو ما يقرأ أدناه في بيان لأمين الأعلامي الأستاذ أحمد حسين آدم :
موقف حركة العدل و المساواة السودانية مما سمّي "مبادرة أهل السودان"
عندما تأكد نظام الخرطوم أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مقدم لا محالة على طلب توقيف رأس النظام و قبل يوم واحد فقط من صدور مذكرة الدكتور لويس مورينو أوكامبو أعلن النظام عن مبادرة أسماها زوراً و بهتاناً "مبادرة أهل السودان" و إزاء هذه المسرحية الجديدة القديمة تود حركة العدل و المساواة السودانية بيان التالي:
ليست هنالك مبادرة سياسية لحل قضية و إنما هي تظاهرة سياسية وبالونة إعلامية يريد بها النظام ذرَ الرماد في العيون و الهروب بها من الواقع إلى الأمام.
رئاسة الجمهورية بيدها القرار وتعلم الخطوات المطلوبة منها لتحقيق السلام في دارفور و كل أركان القطر ولا حاجة لأهل السودان إلى مبادرة لتعريف المعروف و تضييع أثمن أوقات الوطن و التسويف في الحلول.
"المبادرة" مجرد حشد للمؤتمر الوطني و أعوانه من المتسلقة و أحزاب الزينة و لا تمتّ لاجماع أهل السودان بصلة و لا يرجو منها الضحايا و لا الشعب شيئاً لعلمه التامّ بأنها ليست سوى محاولة يائسة لإنقاذ رأس النظام من براثن المحكمة الجنائية الدولية فحسب.
لا يمكن حل قضية السودان في دارفور أو أي من قضايا الوطن عبر اعلانات رنانة تطلق في الهواء الطلق يقصد بها إستدرار عطف الحشود الاحتفالية و لا يعيرها أحد اعتباراً من بعد ذلك و لا يصحبها آليات للتنفيذ. فالحركة تؤمن بالتسوية السلمية التي تتحقق عبر التفاوض و بحضور المجتمع الدولي و الإقليمي ليس سواها.أه
تلك هي إذن موقف أكبر الحركات وأكثرها منعة في دارفور ، وقد تبينا أن كل الأحزاب التي تحترم نفسها كالحزب الشيوعي والأمة والإتحادي والشعبي قد إنسحبت من هذه الوليمة الدعائية للرجل الواحد ، وبالتالي قد أحيط العالم علماً كذلك بالموقف الرافض لثاني أكبر الحركات في دارفور وهي "حركة تحرير السودان الوحدة " ، ففي بيان الأستاذ محجوب حسين جاء في أربعة نقاط ما يلي :
الحركة تجنح أولا لتحقيق العدالة قبل الجنوح للسلم
ترفض حركة / جيش تحرير السودان قيادة الوحدة ما سميت " بمبادرة أهل السودان " التي أطلقها الرئيس السوداني ، و تعتبر المؤتمر عبارة عن نادي للساسة العاطلين عن العمل و إلتفافا جديدا ضد العدالة الدولية بإسم أهل السودان ، و الحركة تؤكد أنها تجنح للعدالة قبل السلم لأن الأخير هو مفتاح السلام ، و تناشد القائمين على مبادرة العلاقات العامة البحث عن أزمة الرئيس السوداني مع المحكمة الجنائية عوض تضييع الوقت.
بالإشارة إلى المبادرة التي أطلقها الرئيس السوداني و التي سميت ب" مبادرة أهل السودان " لحل أزمة دارفور ، و مناشدة الرئيس للحركات المسلحة بالجنوح " للسلم " ... فإن حركة / جيش تحرير السودان قيادة الوحدة ، الفصيل الأبرز و الأساس في دارفور تعلن رسميا الأتي :-
1/ الحركة ترفض هذه المبادرة شكلا و مضمونا و تعتبرها جاءت متزامنة مع ملاحقة الرئيس السوداني و هي إلتفاق و تعقيل للعدالة الدولية بإسم أهل السودان و ليست لها ما تقدمه لشعب دارفور. و الحركة تتساءل من هم أهل السودان الغائبين طوال مدة خمسة سنوات منذ نشوب الصراع. إنها مسرحية خاسرة .
2/ الحركة لا تعتد ولا تعترف إلا بالمفاوضات المباشرة وتحت رعاية الأمم المتحدة ودول الجوار الإقليمي و مشاركة المجتمع المدني الدارفوري و مطالبها تتحدد في الترتيبات الأمنية برعاية دولية و ملف النازحين و اللاجئين و التعويضات و المشاركة عبر النسب المحددة و القاطعة في السلطة و الثروة بالسودان و بحث وضعية الإقليم دارفور في إطار الحكم الذاتي في علاقة الإقليم بالدولة السودانية.
3/ الحركة ترفض مناشدة الرئيس السوداني للحركات بالجنوح للسلم ، و نؤكد مجددا الحركة تجنح أولا لتحقيق العدالة قبل الجنوح للسلم لأن الأول هو مفتاح السلام في دارفور.
4/ الحركة تعتبر المؤتمر عبارة عن نادي للساسة العاطلين عن العمل و تناشد القائمين عليه ببحث أزمة الرئاسة السودانية مع محكمة الجنايات الدولية عوض تضييع الوقت.
ويمكن قراءة الواقع السياسي السوداني كله اليوم علي أساس أن الجنرال البشير معزول من شعبه ، وهو يقاول التيار الجارف الرافض لحكمة الظلامي ، ومن الحكمة أن يعي الجنرال الدرس وينسحب من الحياة السياسية السودانية بهدوء ويترك الشعب السوداني يتلمس مستقبله بدون تهريج .
حامد حجر 16/10/2008
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة