صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


دمـاء في الذاكــرة/عبدالله علقم
Oct 23, 2008, 03:55

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

(كلام عابر)

دمـاء في الذاكــرة

ثلاثة من أفراد عائلتي راحوا ضحية للعنف في أماكن وتواريخ مختلفة وظروف متشابهة على مدى ربع قرن من الزمان. أولهم ابن أختى عوض عبدالرحمن الشاب المقتحم الطموح الذي يقفز قفزا نحو المستقبل.. ترك الدراسة  ودخل في مجال التجارة وتزوج وأنجب في سن مبكرة وكأنه كان يسابق الأيام.. لم تكن رحلته التجارية الأولى لجنوب الوطن ذلك اليوم من عام 1983م بسيارته "اللوري" ولكن شاء قدره أن تجيء الرحلة في اللحظة الخطأ والمكان الخطأ.كان قد قنع من التعليم بمرحلته الأولية، ولكنه درس في تلك المرحلة منقو زمبيري وحفظ النشيد الذي يقول "أنت سوداني أنا .. ضمنا الوادي فمن يفصلنا .. منقو قل معي لا عاش من يفصلنا". داهمه مسلحون في زمن لم تكن فيه حرب معلنة أم غير معلنة فقتلوه ببربرية بشعة ثم نهبوا "اللوري" بما حمل.. ذهب دم عوض هدرا وظل الفاعل مجهولا،ثم أتى حين من الدهر لم يعد اسم "منقو" يتردد كثيرا على الشفاه مثلما كان الحال في سنوات مضت.

ثانيهم ابن عمي الدكتور بشير أحمد علقم، الذي كان "شيخ عرب" بدرجة سفير شعبي. كان هو الآخر يقود سيارته في الجزائر في الطريق المؤد ي للعاصمة في شهر سبتمبر من عام 1994م .. توقف عند حاجز حكومي مسلح فانهمرت عليه زخات الرصاص مبددة الظلام والسكون تاركة أثرها على كل شبر من جسده وسيارته. لما تبين لهم فداحة ما ارتكبوه ادعوا أول الأمر أن سيارة الدكتور بشير كانت تشبه سيارة مطلوبة أمنيا فتشابه الأمر عليهم فاطلقوا الرصاص .. ولكنهم بعد حين استقبحوا ما قالوا فعادوا ليدعوا إن السيارة لم تتوقف أصلا عند الحاجز وكان ذلك سببا كافيا و"مشروعا"، في رأيهم، لإطلاق الرصاص ،ولكن آثار إطارات السيارة على الشارع كذبت هذا الإدعاء فعادوا من جديد ليقولوا إن السيارة كانت مسرعة وأنها توقفت عند الحاجز بصعوبة شديدة مما أدى لإطلاق النار عليها، وتمسكوا بهذا الرواية. لم يعتذر أحد،أيا كان لأي أحد، عن "الخطأ" الذي أودى بحياة الدكتور بشير ، و لم تطلب أي جهة رسمية سودانية مثل هذا الاعتذار، فالدم السوداني رخيص وقيمته في هبوط مستمر شأنه في ذلك شأن كل العملات الرديئة ، وأصحاب الدم غير آبهين، ولو كان الدكتور بشير يحمل جواز سفر أمريكي أو فرنسي أو أي جواز سفر أوروبي لكان الحال غير الحال ولسارعوا بالإعتذار لدولته وأسرته ولكل الدنيا، رغم أن الاعتذار لن يعيد الحياة للقتيل، ولقبّلوا الرؤوس والأيدي ولربما لعقوا الأحذية .. وهكذا تفرق دم الدكتور بشير في قبائل الأوراس التي لا زالت تخرب بيوتها بأيديها.

وفي سبتمبر آخر كان في هذا العام ، وفي مطلع العشرة الأواخر من الشهر الفضيل، كان ابن خالتي وصهري علي الطاهر حسين الضحية الثالثة. اعترضت طريقه،هو ومجموعة من التجار، وهم في طريقهم لمنطقة تايا بجوار باسندة، اعترضتهم جماعة من الجماعات الأثيوبية المسلحة التي استمرأت العربدة في عمق التراب السوداني، وأردتهم جميعا قتلى ، فاجتمع شمله برفيقة دربه شقيقتي التي سبقته للقاء ربها قبل أقل من ثلاث سنوات ، وأخذت روحه تحلق مع أرواح الضحايا التسع الصائمين في سماوات الرحمن علها تلقى الزاكي طمل تبثه يأسها وهوانها وضعف قوتها وقلة حيلتها ، وتحكي له عن القتلة القادمين من وراء الحدود ، السادرين في الغي وانتهاك الأرض وترويع أصحاب الأرض.

ثلاثة أبرياء عزل ،أحبوا الناس وأحبوا الحياة ولم يحملوا سلاحا في حياتهم ولم يعرفوا الشر لكن الشر لاحقهم في الوطن وفي خارج الوطن ، وكان نصيبهم الموت الذي "يخطف العزيز ويفجع السرور ويرسل الأحزان والأسى"، وتفرقت دماؤهم في كل القبائل. أسأل الله العلي العظيم أن يسكنهم فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء وأن يأخذ بثأرهم ممن ظلموهم.

 

(عبدالله علقم)
([email protected]

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج