تلك الدرجات مع ماهر البنا
خالد عثمان
( سلام على الدنيا اذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا )
الامام الشافعي رحمة الله ،،،
وكأني أستنتطق شفافية معاوية محمد نور و أستحلف شاعرية التجاني بينّا نهبط تلك الدرجات في إتجاه النهر ومن ثم نصعد في إتجاه قاعة الصداقة وتماما كما السياح ندلف بتؤدة الي رحاب متحف السودان القومي ، نقضي بعض الوقت وبعدها نطلب من أحد المارة التقاط بعض الصور ، ونشهد مغيب الشمس مرة من وراء النيل الأبيض وتارة ترترق أشعتها عبر ذلك الكبري العتيق في رحلتها نحو جبال المرخيّات.
كانت الموسيقي والشعر ساحة اللقاء ، وكان معنا بدوي محمد عبد القادر عربي ، نزار عوض عبدالمجيد وكمال الفكي ،وكانت الاهتمامات بوب مارلي ، بيتر توش وترجمة مقال من لغة اضتعتها أنا وأجدتّها انت يا ابن البنا. ومدرسة الخرطوم الجديدة كانت تحتضن وترعى كل ذلك ولا أنسى الرقيق سيف ابراهيم.
الصداقة ولطالما كانت موضع بحث استنفذ طاقات الفلاسفة واستأثر على إهتمام الإمام علي والذي رمى بجوهرة حين قال " لاتصفو الخلَّة مع غير أديب" ، ولازلت اذكر استنكارك لمرتكبي الموبقات من المُصلين، وأذكر أبيات شعر باللغة الانجليزية نتتدارسها في تلك الغرفة المكتبة بحوش البنا وبعض الاسطر باللغة العربية ، ولازالت تلك العصريات بالفيلا الرئاسية تترأى . ولازال بحوزتي الكثير من القصص والحكايات لم أرّوها لك ، وكيف ان الشواطي تتشابه وكيف ان لابادي بيتش بغانا والذي ضُربت فيه موسيقي الريقي لايتخلف كثيرا عن شاطيء سانت كلدا بملبورن والذي يزوره بانتظام بيرننق إسبير، وكيف ان شواطيء الجزر الكاريبية أنظف رمالا ولايغيب عنها ماركس قارفي.
وهناك غصة ، إذ استكثرت علي إحداهن الكتابة والصحافة ، وهناك الكثير المثير الذي سيضحكك حتى الثمالة التي تفوق ما يحدثه نبيذ العنب الفرنسي ، ولطالما احتفظت بصديق واحد أوصديقين ، ولم يزيدوا أبدا عن ثلاثة ، ففي جامعة الخرطوم كان خليفة محمد علي ، محمد حسين عمران وكمال الفكي ، وشيء من السياسة مع محمد المنير صفيّ الدين ،واذا عدت الي السودان فانا مع المؤتمر السوداني والدكتور محمد الجلال.
سأحكي لك عن ذكريات العمل الاجتماعي والسياسي بجامعتي الخرطوم وملبورن :وكيف ان الحال في السودان تدهور ليبقي فقط كمال الفكي ولايرد نزار على مكالماتنا الهاتفية ، وكيف اني بحثت عن بدوي باستخدام بطاقات الائتمان ولم أعثر على عنوان له،.
عزيزي ماهر ، لقد أخذتني جامعة الخرطوم والسكن الداخلي ، بينما انهمكت انت في اللغة الفرنسية ثم أستفردت بك باريس ، بعدها عرجت انا على دمشق التي عشتها ريعانا وخافقة على قول الجواهري ، ونسيت ان احدثك عن بغداد، اما أكرا فانت تعرف عنها بعض الشيء ، وربما لم تجد الوقت لتحدثني عن باريس ولم اجد انا الوقت لأقص عليك شيء من آثار ابي العزائم وعن جمال السييد علاء وعن طريق الشيخ سيف الدين وزاويتنا بالديوم الشرقية.
عزيزي ماهر قصدتها بوحّا وفي المهاجر التي أردتها صرحا عالميا، المهاجر التي قد تصدر من لندن أوباريس في يوم من الأيام ، والآن أحتفظ بثلة من الاصدقاء في هذه الأصقاع سأذكرهم لك اذا حضرت الينا مع رفيقة الدرب ، وإلا فانتظرني في باريس.
صديقك ، خالد
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة