صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


أفريقية الدين الإسلامي /زهير يونـس .
Sep 23, 2008, 03:23

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

أفريقية الدين الإسلامي

 

تقدم أحد الشبـاب طـالبا القربى من الاسرة  في شخص احدى الفتيـات . فقـام والدهـا بدعوتي بصفتي أحد أعمامهـا، لمقابلة أهل ذلك الشـاب والتعرف عليهم وما الى ذلك من مراسم تتـم في هذا الظرف .

حضرنـا في الموعد المبرم لنا ولهم فحضرت حاشيـة "مجلببـة" من أهل ذلك الشاب : والده وأعمامه وأخواله وأصهارهم و جيرانهم ....الخ ؛ فقمنا بإستقبـالهم وإكرامهم بما يليق بهم وبالمناسبة وكما جرت العادة في المجتمع السوداني .

 

بعد إتمام هذه المراسم قام أحد الضيوف ، أحسـب أنه عم العريس "المقنطر" ، قام بمخاطبة الحفل الكريم شاكرا حسن الإستقبال والحفاوة والكرم ثُم أدلف يعرف الحضورعن أصلهم وفصلهم وحسبهم ونسبهم . وفي سرده لتاريخ أسرتهم كان هذا الخطيب حريصا تارة علي أن يعبر بنا إلى الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر لينسب نفسه واسرته الكريمة لتلك الرقعة الطاهرة من الأرض ويمخر بنا عباب النيل الى شمال الوادي والمغرب العربي تارة أخرى؛ حسبي لأن من بين تلك القبائل رجال ( بعضهم وليس كلهم ) حملوا رسالة الإسلام ودعوا وجاهدوا من أجله من الصحابة والتابعين وتابعين التابعين عليهم رضوان الله جميعا ؛ وهذا شرف ما بعده شرف .

 

        أوكلني والد "البنية" بأن أقوم بالرد علي ذلك الخطيب البليغ بكلمة ترحيب وبالطبع القبول بمصـاهرتهم ؛ فبدأت كلمتي بالبسملة والتحية والترحيب . وعندما جئت الى موضوع الأصل والحسب والنسب الذي حرص ذلك الخطيب أن يتمشدق به فقلت لنفسي فلأزيدنه مشدقتا علي مشدقتة ، فقلت لهم : " أما بالنسبة لمسـألة الحسب والنسب فنحن وبحمد الله أحبـاش أشراف أولاد أشراف . ضحك البعض حاسبين إنها نكتة وساد الصمت فكنت قد نلت مرادي بذلك الضوء الأخضر لكي أسترسل في سرد حديثي عن أحقية الأحباش بالشرف ذلك لحملهم رسالة الإسلام منذ ظهوره والى أن إنتشر وعم كل المعمورة ؛ فقلت :

 

فليعلم العرب والأفارقـة أن حمل عبء الدعوة الإسلامية الوليدة في مكة وقع في أكتاف الأفارقـة قبل أكتاف غيرهم من أمم الأرض ، وأن الدعوة الإسلامية آوت الي الأرض الإفريقية ونأت بنفسها عن مشركي العرب ووجدت في هذه الأرض الملجأ والمرتكز حتي أظهرها الله بجهود عبيده الأفارقـة وغيرهم من المسلمين

 

إن أفريقية الدين الإسلامي ، في شقه البشري ، فاقت عروبته وإن أفريقيا كانت ، كما هو الآن ، قارة الإسلام .

 

ولعل أبلغ النتائج وأبرزها أثرا أن الحبشة ، دار الهجرة ، ظفرت بمكانها الطبيعي في تراث كل شعب مسلم ، مهما تنائت دياره وإختلفت ألسنته ، لتكون جديرة بتقديرهم بحسبانها أول أرض في العالم المعمور عبد فيه المسلمون الله دون خشية أو وجل . وهي بحق الوطن الأول للمسلمين ، وجدوا فيها الأمن الذي إفتقدوه على إمتداد الأرض العربية المشركة .

 

كان الموالي الأحباش أكثر من كافة العرب والعجم مادة لهذا الدين . فأرض الحبشة التي جاء منها الموالي آوت الإسلام الذي أنكره العرب القرشيون من أهل مكة وطردوه وليدا.

 

وفتح النجاشي ، الزعيم الحبشي ، صدره وبلده للمسلمين كما لم يفعل أي زعيم عربي في جزيرة العرب أو أطرافها ، وغدت أرضه أرض هجرة قبل أرض يثرب العربية .

 

كان بلال ، المولى الحبشي ، أول من رفع صوته متغنيا أن لا إله إلا الله ، داعيا أن حي على الفلاح؛ حي على الصلاة التي هي عماد هذا الدين وجماع أمره

 

وكان دم مهجع الحبشي ، مولى عمر بن الخطاب رضي االه عنه ، أول دم يراق في المعارك لنصرة الإسلام ، بذله صاحيه حين أكرمه الله كأول شهيد في بدر .

 

ومن الإماء الحبش كانت أم أيمن ، حاضنة الرسول عليه الصلاة والسلام ، التي قال عنها صلي الله عليه وسلم أنها أمه بعد أمه. فأي شرف تتمناه حرائر العالم فوق هذا الشرف ؟

 

 أما يسار ، أحد الموالي الأحباش كان يتعهد مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم بالنظافة والكنس . فقد جاء من خبره عن أبي هريرة رضي الله عنه انه قال : دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال لي : يا أبا هريرة يدخل علي الساعة من هذا الباب رجل من أحد السبعة الذين يدفع الله عن أهل الأرض بهم . فاذا حبشي قد طلع من ذلك الباب أقرع أجدع علي رأسه جرة من ماء . فقال يا أبي هريرة هو هذا . وقال رسول الله عليه الصلاة و السلام ثلاث مرات : مرحبا بيسار .

 

أما ابناء الحبشيات من الصحابة رضي الله عنهم فمنهم صفوان بن أمية بن خلف الجمحي وعمرو بن العاص . ومن غيرهم من أبنـاء الحبشيات عبد الله بن القيس بن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عامر بن كريزة وحمد بن علي بن موسى بن جعفر بن الحسين وجعفر بن اسماعيل بن موسي بن جعفر وإبراهيم بن حسن بن الحسن وولداه محمد وجعفر . وسليمان بن حسن بن عقيل بن ابي طالب ويعلي بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط والعباس بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس وعيسي وجعفر ابنا أبي جعفر المنصور وهبة اللة بن ابراهيم بن ابراهيم بن المهدي والعباس بن المعتصم ومنهم ايضا الخليفة المقتفي بأمر الله .

 

وأخرج ابن حيان في الضعفاء والطبراني في الكبير بسند ضعيف عن بن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه و سلم :" إتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة: لقمان الحكيم والنجاشي وبلال المؤذن ". قال الطبراني يعني بالسودان الحبش .

 

 

قال الشيخ عبد النافع بن عراق يرد علي الشيخ عبد اللة الفيومي الذي كان قد كتب قصيدة هجا فيها الحبشان ورقيـقهم :

       

أفيومي مالك والملامة          دع الأحباش وأمضي مع السلامة

أتهجو أمة منها بلال           مؤذن من تظلل بالغمامة

        ولقمان الحكيم كذا النجاشي     وأقوام علت بهم العلامة

        فلا سمعا ولا طوعا لهذا                ولاحبا لذلك ولا كرامة

        وإنا قد سمعنا عنك شيئا        وذلك الشئ يقضي الملامة

        فخل الحبش ياذا عنك وأرجع   كثور قد تمرغ في رغامه

        فهم أحببانا رغم لأنف          تشامم بالفلاحة و العزامة

        فكم من جوهر منهم مصون    وياقوت  نفيس ذي فخامة

        وكم من عنبر منهم ذكي                عزيز لم ينل أحد لثامه

        وكم فيهم محاسن وهي شتى   وأوصاف ألذ من المدامة

        أدام الله نصرتهم و أبقى                محاسنهم الي يوم القيامة

 

وإن مواعظ لقمان لإبنه التي طلب القرآن الكريم الي المسلمين تدبرها والتأدب بها تجعل لقمان الحبشي أبلغ من نطق بالحكمة قبل الإسلام .

 

          تناول الأدباء العرب قبائل الحبشة من أمحرة وسحرت وداموت وجبرت وغير ذلك من القبائل وعالجوا الموضوعات المتصلة بها بالإعجاب والتقدير. ولم يثنوا علي قبيلة حبشية إلا زادوا فوق ذلك للأخرى . وفي هذا الصدد قيل : " انواع الحبوش كثيرة ظاهرة والغالب عليهم جميعا الكرم وكثرة الضحك وطيب الأفواه وسهولة العبارة وعذوبة الكلام . وبالجملة والتفصيل فجيوش الحبش منصورة وخطاياهم مغفورة وسعيهم مشكورا وتجارتهم لا تبور . ويسترسل الكاتب في الثناء علي أجناس الحبشة فيقول : "الأمحرة يفوق غيره بالملاحة والصباحة والفصاحة والسماحة والرشاقة في القد . ذو عقل ورزانة وعفة وديانة وأمانة وصيانة وصدق وصفاء وود ووفاء وود وظرف ومسكنة وضعف وأدب وحشمة ورعاية وخدمة وكرم في النفس وسلامة في الصدر وأخلاق عظيمة و شمـائل لطيفة كريمة مع فهم عظيم وطبع سليم ورأي مستقيم وقابلية للتعلم والتعلبم . وبالجملة والتفصيل فطائفة الأمحرة حركاتهم سعيدة وأرآئهم سديدة وأفعالهم حميدة ؛ لاعيب فيهم الا التيه والشهامة .

 

وفي السحرت ( وهي احدى قبائل الحبشة ) قيل : المعتزم المقدام والأسد الضرغام المعروف عند الحرب المشهور بالطعن والضرب . يبدى الشجاعة ويظهر الفظاعة وحاشاه من الشناعة . ما يقصد في حاجة إلا بذل فيها الروح والنفس وجعل يومه خير من أمس . حلال المشكلات ، كشاف المعضلات . حسنه فائق ولونه رائق . خده أسيل وطرفه كحيل . حافظ للمال حاسب للمال لا يراعي فيه الأصحاب والأهل . ممتنع من التبذير والبذل . حاو لكمال المحاسن الباطنة والظاهرة بأدبة فية الآيات القاهرة . صاحبه لا يضام ونزيله لا يرام . غير أنه في كل وقت يظهر الغيظ و الغضب ويكثر التجنى والعتب وينادي بلا موجب وسبب : انا النجاشي يا عرب . ويقال أنهم بنو أرفده السحرت الذين لعبوا بين يدي رسول الله صلي الله عليه و سلم .

 

فأي شرف نتمناه والى أي نسب نصبو يا أحرار وحرائر العالم فوق هذا ونحن من اسلاف من حملوا الرسالة علي عاتقهم وأبلوا ذلك البلاء الحسن. .

 

يتبع

 

زهير يونـس . الخرطوم بحري . ‏21‏ رمضان‏، 1429 الموافق‏21‏/09‏/2008

 

المرجع : [ جذور الإسلام التاريخية في الحبشـة . د/ عبد العزيز عبدالغني . جامعة افريقيا العالمية 1994 م ] . الناشر : الدار السودانية للكتب - الخرطوم .

 

ملحوظة : الحبشة هي الرقعة الجغرافية التي تشمل الصومال و جيبوتي و الهضبة الاثيوبية و ارتريا و شرق النيل الأزرق و جنوب شرق نهر النيل و شرق السودان الحالي..


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج