استدعاء من نيابة الثراء الحرام..!
بقلم/ضياء الدين بلال
[email protected]
القصة رواها كاملة في عدد الأمس بصحيفة "الراي العام" الاستاذ كمال حسن بخيت رئيس التحرير.مختصرها اننا في ادارة التحرير تلقينا خطاب تكليف بالحضور من نيابة الثراء الحرام والمشبوه...!
والسبب لا احتشاد الارصدة ولا فيضان الجيوب. ولكن لأن الصحيفة نشرت اعلاناً لفندق السلام روتانا، قالت النيابة انه يروج للتكسب من عمل غير مشروع. مما يوقعنا - كجهة ناشرة- في دائرة اختصاصها.
ورغم ان اسم النيابة يلقي بظلال اشتباه على كل داخل أو خارج منها.ورغم ان بعض الاخطاء الاجرائية صاحبت طلب الاستدعاء، لكن رب ضارة نافعة. فقد كان الحدث المفاجئ والزيارة العابرة فرصة مناسبة للوقوف على طبيعة هذه النيابة الغامضة الاختصاصات. وقد تم ذلك بحوار مفتوح ورحب مع وكيلها مولانا عماد محجوب.
حيثيات عديدة تقول ان هذه النيابة من المفترض ان يتعاظم دورها في هذه الايام.خاصةً في وجود مظان كثيرة تدل على ازدياد نسب الثراء المشبوه في المجتمع. أهمها هيستيريا بناء العمارات الشاهقة، والمباني الفخمة، والشركات الباذخة، بالخرطوم وبعض مدن السودان من قبل أشخاص لم تتوافر معطيات موضوعية ولا زمنية تحدد مصادر أموالهم.موظفون وتجار صغار وسمتهم النعمة و ظهرت عليهم علامات الثراء المفاجيء..!
مدن سودانية عديدة غاب عنها بعض البسطاء وعادوا اليها اغنياء بلا حدود..وإفادات صحفية عديدة تكشف تقاعس عدد من كبار رجال الدولة عن ملء استمارات اقرارات الذمة.
كل ذلك يؤكد على اهمية مثل هذه النيابة..التي يجب ان تفرغ بعض جهدها في التحقق من مصادر أموال اولئك الصاعدين في الظلام..ولا تنفق جهدها في القضايا الصغيرة، اليانصيب والفرقة الاثيوبية ومحاربة الشيشة...!
و لمصلحة الحكومة راهناً، ولحسن سيرتها لاحقاً، يجب ان تؤكد جديتها الحاسمة في محاربة الفساد. الفساد بكل اشكاله، محاربة ناجزة عبر المؤسسات القوية لا عبر الشعارات الفضفاضة واللافتات اللامعة .
الحكومة قبل أكثر من سنتين اعلنت عن تكوين كيان لمحاربة الفساد، و لم ير النور الى اليوم، رغم تصاعد اعداد المفسدين في تقارير المراجع العام.
يبدو واضحاً ان نيابة الثراء الحرام والمشبوه ،رغم أهميتها، لا تجد الدعم المالي اللازم الذي يعينها على تأدية مهامها عبر أفضل الوسائل وأقصر الطرق.فمحاربة الثراء الحرام والمشبوه يصعب تصور انجازها عبرمؤسسات فقيرة وبفقه الحسبة فقط...!
كما، والأهم والضروري ان تجد هذه النيابة السند السياسي اللازم حتى تمضي ارادتها على الجميع كبيرهم قبل الصغير .
وأهم شخصيات اعتبارية في الشمال يمكن ان توفر ذلك السند لمكافحة الثراء الحرام والمشبوه هما رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ونائبه الاستاذ علي عثمان، حتى تغلق تماماً الابواب التي تأتي عبرها الشائعات، وتتسلل من منافذها ثعابين الظنون..!
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة