صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


لمصلحة من ؟! /د. عمر القراي
May 20, 2008, 13:58

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

لمصلحة من ؟!

 

لم أقرأ ، أو أسمع ، لأي من المسئولين يتحدث للشعب ، من وسائل الاعلام الرسمية ، أو يكتب في الصحف، يشرح الفوائد الإقتصادية ، أو الزراعية ، أو البيئية ، أوغيرها التي تعود على المواطنين ، من هذه السدود المختلفة ، التي اقامتها الحكومة على النيل في الشمالية . ولقد كان احتجاج مواطني تلك المناطق ، على تهجيرهم من قراهم ، بسبب اقامة تلك السدود، سبباً كافياً ، لتقود الحكومة بحملة واسعة من التوعية بفوائد هذه المشاريع ، لو كان لها بالفعل فوائد ، تناسب الخسائر، التي دفعت اولئك المواطنين للاحتجاج ، والغضب ، والتظاهر، الذي ساق للاعتقالات في قضية كجبار وقضية أمري. بل واضطر كثير منهم، تحت ضغط الحكومة ، الى التحول لنازحين ، دون ان تحدث في منطقتهم كوارث طبيعية، ودون ان يدخلوا في حروب ، تضطرهم للنزوح ، كما حدث لأهلنا في الجنوب ، وفي دارفور .

 

لقد تأثرت منطقة أمري بسد مروي، وقامت الحكومة بتهجير مواطنيها ، مع وعود مؤكدة بتعويضهم تعويضاً مجزياً ، فماذا حدث بعد ذلك ؟! إن الذين وافقوا مختارين ، أو رضخوا مضطرين ، ونفذوا أمر الحكومة بالهجرة القسرية ، لم يتم تعويضهم عما فقدوا ، ولم توفر لهم ابسط ضروريات حياتهم .. والذين لم يوافقوا على الهجرة ، تحسباً لهذا المصير، أو لعدم إكتمال إجراءات ترحيلهم ، ولم يغادروا منطقتهم ، تعرضت حياتهم للخطر المباشر، حين تم قفل الخزان ، ورجعت المياه عليهم ، فدمرت بيوتهم ، وأغرقت زرعهم ، واهلكت ضرعهم، وتركتهم بلا مأوى ، يفترشون الماء ، ويستظلون بالسماء.

جاء عن هذه المأساه ( أكثر من ستمائة أسرة بأمري تحاصرها المياه اثر قفل مجرى النهر وبداية التخزين بسد مروي وبعد ان فقدت مغروساتها ومحصولاتها الشتوية والكثير من مقتنياتها والآن تحتمي بالجبال حيث لا ماوى ولا مياه صحية " حيث المقابر وانهيار دورات المياه " وحكومة الولاية والدفاع المدني يتفرجون ولم يتدخلوا ، وذلك لمزيد من الضغط على المواطن حتى يستجيب للهجرة القسرية كما حدث في عام 2006م للمجموعة الاولى من المهاجرين علماً بان هذه الاسر لم تستلم تعويضاتها ولم يهيأ لها البديل وهم باقون بموطنهم وفق قرار نائب رئيس الجمهورية وتوجيهه المباشر ببقائهم بموطنهم حتى تعالج مشكلاتهم .  عموماً الوضع ينبئ بكارثة إنسانية وصحية وبيئية ومن هنا نحمل إدارة السدود وحكومة الولاية الشمالية والحكومة المركزية المسئولية كاملة كما نناشد كل المنظمات الوطنية الخيرية والعالمية والخيرين من ابناء أمتنا بمد يد العون والمساعدة بأعجل ما يكون ) ( رابطة ابناء أمري بالخرطوم ).

إن اهمال المواطنين السودانيين ، وحياتهم تتعرض للخطر، كوسيلة من وسائل ضغطهم لتنفيذ قرار حكومة الإقليم ، أو إدارة السد ، بالتهجير الاجباري ، خطيئة لا تغتفر .. ولا بد للحكومة المركزية ، ان تتدخل لتصحيح هذه الاخطاء ، ومحاسبة المسئوليين الاقليمين ، على إهدار ارواح المواطنين وممتلكاتهم .. لقد رأينا قبل أيام ، كيف أدان الحس الوطني ، ومختلف الأحزاب السياسية ، والمسئولين في حكومة الوحدة الوطنية ، الغزو الفاشل لمدينة أمدرمان، لأنه عرّض أرواح الابرياء من المواطنين للخطر، من أجل صراعات سياسية ، كان اولى ان تحسم بالحوار .. فلماذا لا ندين جميعاً ، تعريض أهلنا في أمري للخطر، وتحويلهم لمصابين في كوارث ، يستجدون العون الانساني ، من المنظمات ، بعد ان كانوا كرماء في دياهم، آمنين في قراهم ؟! ولمصلحة من تم هذا التهجير القسري ؟! ولمصلحة من قام السد نفسه ؟!  وهل كان من الضروري ان يقوم بكل هذه التضحيات ؟! وما علاقة ذلك بما يتردد من استجلاب مزارعين مصريين ، ليوطنوا في الشمالية ، مستغلين عوائد هذه المشروعات ، في زراعة اراضي شاسعة بالمنطقة ؟! وهل يزيد الخزان من توفير مياه للسودان أم لمصر؟!  

 

وحتى يدعم ابناء رابطة أمري موقفهم ، وزعوا مع بيانهم هذا ، خطاب معتمد محلية مروي، الذي يلخص زيارة السيد نائب رئيس الجمهورية للمنطقة ، وقد جاء فيه ( قام السيد نائب رئيس الجمهورية بزيارة لمنطقة أمري متفقداً بعض المناطق التي تعرضت للغرق نتيجة الفيضانات وأطمأن سيادته على أحوال المواطنين وقيام الأجهزة المختصة بتقديم العون اللازم والاستماع لقضاياهم المتعلقة بالتهجير ... وبعد لقائه باللجنة المفوضة من المتأثرين، قرر الآتي :

1-    التأمين على الإتفاق الذي وقعته اللجنة العليا  ( اللجنة الضامنة ) مع لجنة المتأثرين .

2-    فيما يتعلق بالمطالب التي قدمت اليه في زيارته لمنطقة أمري فقد قرر الآتي :

أ‌-     التأكيد على إلتزام الدولة في الوفاء الكامل لمن يثبت له الحق في امتلاك منزل أو حواشة وفق الاجراءات القانونية مع اللجان المشتركة ووزراء العدل أو القضاء.

ب‌-يتم تعويض المغروسات وفق الآتي :

·             40% من قيمة الاستماره مقدماً ( بدلاً عن نسبة 30% السابقة)

·             يدفع المتبقي على (4) أقساط سنوية .

3-    التأكيد على التزام الدولة بجاهزية المشروع الزراعي والمساكن والخدمات ، وان يتم الإستلام للمنزل والحواشة فور الوصول لمنطقة التهجير .

4-    فيما يخص بمطلب الشروع في الهجرة وجه سيادته الأجهزةالمختصة بالشروع فوراً في اجراءات الترحيل على ان تقوم الولاية برعاية المواطنين الذين تأثروا بالفيضان ولم تستكمل اجراءات اثبات حقوقهم وتوفير الخدمات الصحية والانسانية الضرورية .

هذا وقد عبر السيد نائب رئيس الجمهورية عن عميق امتنانه على حفاوة الاستقبال الحار والأصيل الذي قوبل به من أهل أمري مؤكداً متابعته للإجراءات حتى تكتمل الحقوق لأهلها ) ( خطاب معتمد محلية مروي المرفق مع بيان ابناء رابطة أمري بالخرطوم ).

 

يتضح من هذا الخطاب ، ان أهالي أمري ليسوا قوى سياسية معارضة للحكومة. فلقد شهد السيد نائب رئيس الجمهورية بحفاوتهم به. ولهذا فان حركتهم حركة مطلبية ، وكان يمكن للحكومة ان تكسبهم لجانبها ، لو انها كانت منصفة في معاملتهم. هناك نوعان من المواطنين من أهالي أمري ، الذين هاجروا ووصلوا الى المناطق الجديدة ، فلم يجدوها جاهزة لاستقبالهم، ولم يعطوا المساكن ، او الحواشات ، ولم توفر لهم الخدمات ، كما كان الاتفاق الذي وجه فيه السيد نائب رئيس الجمهورية بان يجد المهاجر، كل ما يلزمه في انتظاره فور وصوله للمنطقة الجديدة . وهناك المجموعة التي لم تترك منطقتها ، وهؤلاء الذين ذكر المعتمد في خطابه ، ان توجيه السيد نائب رئيس الجمهورية قال عنهم ( على ان تقوم الولاية برعاية المواطنين الذين تاثروا بالفيضان ولم تستكمل اجراءات اثبات حقوقهم وتوفير الخدمات الصحية والانسانية الضرورية ) .. ما حدث الآن ، هو ان هؤلاء ، قد تحول وضعهم الى كارثة انسانية ، لأن مجرى النهر قد قفل بسبب بدأ التخزين بسد مروي ، فردت اليهم المياه واغرقت محاصيلهم وحطمت مساكنهم .

 

ورغم التوجيه الواضح للسيد نائب رئيس الجمهورية فان السلطات المحلية لم تقم بانقاذهم ولم تستنفر الحكومة والمنظمات لمواجهة هذا الوضع الذي يستحق الانقاذ السريع !!  ولم يشفع لهم لدى حكومة الاقليم ، انهم بقوا في مناطقهم ، استجابة لتوجيه السيد نائب رئيس الجمهورية ببقائهم، حتى تستكمل اجراءاتهم ، وتجهز لهم المناطق الجديدة المعدة لايوائهم ..  فهل كان تصريح السيد نائب رئيس الجمهورية لارضاء اهالي أمري فقط ، ولم يقصد بالفعل استنقاذهم وتحسين اوضاعهم كما وعدهم ؟! أم انه كان يقصد ذلك ، ولكن حكومة الولاية ، والمعتمد قد خالفوا توجيهاته ، ولم يحفلوا بمصير هؤلاء المواطنين ، مما يستوجب المساءلة العاجلة والمعلنة ، حتى يطمن أهالي أمري ، على ان الدولة ليست ضدهم ، وان اخطأ بعض موظفيها في حقهم .

 

إن ما يحدث لإهالي أمري الذين رحلوا ، والذين لم يرحلوا بعد ، ظلم واضح ، واهدار لابسط حقوق الإنسان ، في العيش والاستقرار .. ولقد واجه أهلنا في أمري ، هذا الأمر، بروح عالية من المسئولية ، فاتجهوا للحوار مع المسئولين ، وقاموا بمقابلة من استطاعوا مقابلته ، ثم بعد كل ذلك ، خاطبوا الشعب ، وحددوا مشكلتهم ، واوضحوا تناقضات المسئولين الذين تعرضوا لحلها ، فماذا تريدهم الحكومة ان يفعلوا ، حتى تنظر لمشكلتهم بجدية ، وتقوم بحلها ، وتوفر لهم الاستقرار والعيش الكريم ؟!

 

إن حكومة الوحدة الوطنية ، تسعى الآن لتحقيق السلام .. وتطرح التفاوض ، للحل السلمي لمشكلة دارفور، ولمشكلة أبيي ، فهل تريد من أهلنا في الشمال ، ان يحملوا السلاح ، دفاعاً عن حقهم في العيش الكريم بوطنهم ، قبل ان تجلس للتفاوض معهم وتحل مشكلتهم ؟!  ثم ان من حق هؤلاء المواطنين، ان تشرح لهم الحكومة فوائد هذه السدود والخزانات لهم ، هم ، في المقام الأول ، ثم لبقية الوطن ، وان تدحض بالأدلة والبينات ، كل ما يذاع من انها صمت لمصلحة المصريين ، قبل ان تطالبهم بالتضحية ، والنزوح داخل بلدهم ، بسبب اقامتها على ارضهم .

 

د. عمر القراي

  


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج