بسم الله الرحمن الرحيم
البشير : لتمييز الخبيث من الطيب .. ولتعلم المنافقين
قال تعالى :
" ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون "
صدق الله العظيم
الأنفال 37 .
السيد الرئيس المشير ( البشير )
رئيس جمهورية السودان والقائد الأعلى للقوات المسلحة الباسلة ؛
وولي أمر المسلمين والمؤتلفين .. والحامي بأمر الله للوطن
ناصر الحق .. والدين ... والمستضعفين ...
أما بعد
في يوم السبت .. ؛ ضرب الله على قلوب المجرمين ، فكاد لهم ؛ بأن زين لهم الشيطان إجرامهم ، ليرجفوا في أرض أمدرمان الطاهرة مفسدين ؛ لقد قال المنافقون والذين أجرموا يوم أمدرمان لئن أتينا المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ؛ ولله العزة ولكن المجرمين والمنافقين لا يعلمون ...
واستكبر كبيرهم هو وجنوده بغير حق وظنوا أنهم إليكم لا يرجعون .. وتولى المنافقون فكهين ؛ قد ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا .. فلما أجمعوا أمرهم وظنوا أن لهم على أرض الوطن طولا كبيرا ؛ وأرجف الخراصون لتتولوا عنهم مدبرين .. فإذا كيدهم ينقلب إلى نحورهم وزادكم الله ثباتا ؛ وأنعم عليكم برحمته .. حتى رأى المجرمون ناركم فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا .. ورأيت المنافقين يولون أدبارهم رضوا بأن يكونوا مع الخوالف لا هم مع هؤلاء ولا هؤلاء ينظرون إليكم من طرف خفي ؛ طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون .. والله عليم بما في الصدور ...
فأخرجتم الإرهابيين من أمدرمان .. ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم كثرتهم فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلبوهم الرعب ليهلكوا أنفسهم بأيديهم وأيدي المؤمنين .. فترى المجرمين في شوارع أمدرمان صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ..
وزاغت أبصارهم وبلغت القلوب الحناجر .. وولى من بقى حيا مع المدبرين ..
في ذلك اليوم .. جاء المنافقون فكهين .. قل لا تفرحوا ... وانتظروا .. فساقكم الله عليهم حاصبا من السماء ونارا من الأرض فأهلكتموهم بأمر ربكم .. وخاب كيد الكائدين ... وأشفيت وجندك بذلك النصر صدور قوم مؤمنين ...
ولم يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون .. والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ..
ولما انتهى أمر المجرمين .. رأيت المنافقين ناكسي رؤوسهم .. ترهقهم الذلة والمسكنة .. ولم يجدوا إلا أن يخوضوا بألسنتهم ليبخسوا نصركم .. فلا يحزنك قولهم .. بل قل آتوا بمثله إن كنتم صادقين ... ود الذين أجرموا لو كانت لهم لا عليهم .. ولكن الله أحاط بهم فنصركم إن الله ينصر من ينصره .. وكان الله عزيزا حكيما ..
سيدي الرئيس :
فأشكر الله الذي أنعم عليك برحمته فجست خلال جثثهم ؛ حين أوفى الله عليهم ... وكان وعد الله بالهالكين مقضيا..
( وأحذر ) المنافقين : الذين يقولون إنا معكم ... فإذا انقلبوا إلى شياطينهم قالوا إنما نحن مستهزؤون ... الله يستهزئ بهم ويشدد على قلوبهم فيمدهم في طغيانهم يعمهون .. .. ولا تلن لهم ولا تمل إليهم ولا تدعوهم إلى جدال ؛ فهم كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران .. له أصحاب يدعونه إلى الهدى : ائتنا . بل قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا أن نسلم لرب العالمين ..
(فأحذرهم ) وقف لهم كل مرصد ؛ ذلك بأنهم إذا جاءوك قالوا نشهد أنك ولي الأمر والله يشهد أن المنافقين لكاذبون ... ولقد خانوا .. وهمُّوا بما لم ينالوا .. فإن يتوبوا يك خيرا .. وإن تولوا مرة أخرى .. فعذبهم عذابا أليما .. وما لهم من ولي ولا نصير ..
المجرمون والمنافقون – سيدي الرئيس – بعضهم من بعض .. يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقتلون أهليهم بأيديهم .. نسو الله فنسيهم .. وإنهم هم الفاسقون ..
فلا تسعى لهدايتهم .. إنك لن تهدي الناس جميعا ؛ ومالك من فئتة أركسها الله بما كسبت .. أتريد أن تهدي من أضل اللهُ .. ومن أضل الله فلن تجد له سبيلا ..
ولا تتخذ منهم أولياء من دون الله إلا أن تتقي منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير .. ولا تبتغي عندهم العزة .. فإن العزة لله جميعا .. هؤلاء مثلهم كمثل العنكبوت ؛ اتخذ بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون..
والذين ناصروا الإرهاب – سيدي الرئيس – ودوا لو تكفروا كما كفروا فتكونون سواء .. فلا تتخذ منهم أولياء .. بل خذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم .. ولا تتخذ منهم وليا ولا نصيرا ..
ولكن ،،،
سيدي الرئيس :
لا يجرمنكم شنئآن ما فعل الإرهابيون ألا تعدلوا .. اعدلوا هو أقرب للتقوى ؛ ولا تزر وازرة وزر أخرى .. فهناك أقوام سيأتونكم قد حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم .. ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم .. فإن اعتزلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ...
سيدي الرئيس :
لقد رضي الله عن الوطنيين من المؤمنين إذ يبايعونك فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ..
فلا تطرد اللذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين .. وأسع إلى اللذين إذا استنصرتهم نصروك .. وأجمعهم على صراط مستقيم .. ؛ وأصبروا وصابروا ورابطوا- جميعكم - واتقوا الله لعلكم تفلحون..
وآخر القول :
عسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله لكم فيه خيرا كثيرا ... وما كانت فتنة الإرهابيين في يوم العاشر من مايو إلا نعمة من الله لتميز الخبيث من الطيب .. ولتعلم المنافقين ...
وهل حسبتم أن تقولوا آمنا وأنتم لا تفتنون .. أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ..
وما جعل الله يوم أمدرمان إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ..
د. أمل فايز الكردفاني
مواطن سوداني
القاهرة 16 مايو 2008 م
amalfaizkordofany
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة