صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


هامش الحريات الزائف وفخ رفع الرقابة عن الصحافة التجاني الحاج عبدالرحمن
Apr 21, 2008, 17:49

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

هامش الحريات الزائف وفخ رفع الرقابة عن الصحافة

 

التجاني الحاج عبدالرحمن

[email protected]

أعلنت حكومة المؤتمر الوطني رفع الرقابة على الصحافة، وعلى الرغم من أن هذا الخبر من المفترض أن يكون مفرحاً ويسعد الكثيرين، خاصة الذين يؤمنون بنظرية "هامش الحريات"، لأنهم يعدونه إنتصاراً في زمن الهزيمة والنكسة. غير أن التمعن في مواقف النظام من القضايا المختلفة المطروحة يدفعنا لقراء هذه الخطوة من زاوية مختلفة تماماً تجعل من الذين يتلبسهم وهم (هامش الحرية)، يرون إنتصارهم زيفاً وسراباً في صحراء نضال لا متناهية. المدخل لتفسير هذا الموقف يأتي من خلال رؤية الثابت والمتحول في فكر جماعات الإسلام السياسي عموماً، ولا نستثني المؤتمر الوطني منهم. وننطلق في ذلك من أولاً: الفهم لطبيعة فكر المؤتمر الوطني نفسه كثابت، ثانياً: الظروف التي يمر بها وجعلته يتخذ هذه الخطوة كمتحول.

أولاً: مما لا جدال فيه إن المؤتمر الوطني يرجع في أصله كحركة إسلام سياسي وتيار سلفي متطرف على مستوى الرؤية والمنهج، وتأسيساً على ذلك فإنه مهما تطورت أساليبه وأدواته، وتغيرت تكتيكاته، وأتخذ أشكال ومسميات بعيدة كل البعد عن هذا الأصل، فإن هذا لا يغير بأي حال من الأحوال من طبيعة تفكيره ونظرته للأشياء، والتي من ضمنها كيفية ممارسة الحكم، قضايا الديمقراطية والحريات وغيرها، لأنها أساس وجوده وسبب "كسبه/إبتلاءاته" السياسية. ولا يبدو أنه تحرك من هذا الموقف حتى الآن قيد أنملة.

ثانياً: هناك رؤية ترد تراجع المؤتمر الوطني في قضايا عديدة والتي وآخرها قراره برفع الرقابة على الصحافة، إلى ضغوط من جبهات كثيرة. هذه المقولة لا يمكن أخذها على إطلاقها، لأنها وإن كانت قادرة على تفسير توقيع المؤتمر الوطني على إتفاقية السلام كنتيجة للضغط الدولي والإقليمي، فإنه لايمكن القبول بها ـ دون تحديد ـ لتفسير مسألة رفع الرقابة عن الصحافة، لأن أداة الضغط على المؤتمر الوطني في الحالتين مختلفة من حيث القدرة/التأثير والناتج النهائي.

وبالتالي فالأرجح أن هذا القرار له أسباب متعلقة بديناميكية صناعة القرار داخل المؤتمر الوطني المربوطة مصالحه الراهنة والمستقبلية. ولتفسير هذه النقطة نعود للوراء قليلاً، فمسألة الحريات العامة والتي من بينها حرية الصحافة، ضُمنت في الدستور الإنتقالي والنظام يعلم ذلك تمام العلم، وبالتالي لماذا لم يرفع المؤتمر الوطني الرقابة على الصحف منذ أن أصبح هذا الدستور ساري المفعول (؟؟؟؟)، أو دعونا نطرح السؤال بصيغة أخرى، لماذا إختار هذا التوقيت بالتحديد لرفع الرقابة على الصحف(؟).

أصحاب نظرية (هامش الحريات) لا يعيرون مثل هذه العوامل كبير إهتمام، ويرون فقط ما يفعلونه (هم) كأنهم في حوار ذاتي مع أنفسهم، وبالتالي يفسرون هذه الخطوة (رفع الرقابة على الصحافة) من زاوية إنها نتيجة تراكم لنضالاتهم، في تخطي كامل للمسرح الكلي للأحداث، والفاعلين فيه وتفاوت قدراتهم والدوافع الحقيقية التي أدت لخروج القرار في هذا التوقيت بالذات. ومع كامل إحترامنا لنضالات الآخرين، لكن للأسف الشديد هذا تفسير فطير للغاية يستبعد تماماً المؤتمر الوطني من المعادلة، في ظل سيطرته الكاملة على مفاصل الدولة مقابل ضعف القوى التي تعتقد في فعالية هامش الحريات. والتفسير المعقول في ظل هذه الظروف لا يخرج من إن هذا القرار من حيث الدوافع، والطريقة التي تم بها والجهة التي أصدرته والتوقيت، مرتبط كلية بمصالح المؤتمر الوطني الآنية وتلك التي تلوح في الأفق المنظور، ولا علاقة له بنظرية تراكم النضالات تلك، لأنه وببساطة من لا يملك زمام الأمور، ويفتقر للتنظيم والقدرات والرؤية لا يمكنه أن يوجه مسار الأحداث.

فهذا القرار أصدره النظام لأنه يواجه خلال الفترة المقبلة تعداد سكاني وإنتخابات، وهو في أشد الحوجة لكسب الإنتخابات لتغيير شرعيته من نظام إنقلابي، إلى نظام جاء عن طريق صندوق الإنتخابات. وفي هذا الصدد من الضروري أن يعيد تجميل صورته التي إرتبطت ردحاً من الزمن بالقهر وبيوت الأشباح، والتطهير العرقي ومصادرة الحريات وتكميم الأفواه، إلى صورة الحزب الديمقراطي الذي يقبل بالتعدد والحريات. والذين ما زالوا يتوهمون قدرات ليست لهم، ويعيشون على أمجاد الماضي أن يدركوا أن أدوات الصراع وعلاقاته وحتى مفاهيمه الأساسية قد تغيرت بصورة راديكالية. فالإنتخابات قضية مفصلية في مسيرة تطور المؤتمر الوطني خلال المرحلة المقبلة، ليس لأنه قد أصبح مؤمناً بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتدوال السلمي للسلطة، وإنما لأنها تسمح له بتغيير شكله وماضيه، وفوق كل هذا وذاك شرعنة وجوده في السلطة وتقنين نهبه لثروات البلاد والعباد. لذلك تأتي مسألة رفع الرقابة على الصحافة في هذا السياق كإحدى التكتيكات الضرورية واللازمة. ويمكن أن نرى بسهولة أنها مرتبطة بمرحلة معينة ستزول بزوال أسبابها (التعداد والإنتخابات)، وستعود حليمة لعادتها القديمة كما يقولون.

لذلك، فإن فرحة الكثيرين بهذا القرار لا أرى لها مبرر، قد يقول البعض إن هذا الموقف نوع من التشاؤم المفرط والتطرف المضاد، لكن واقع الحال لا يعطي أي مساحة للتفاؤل في ظل الإرتباط العضوي للقضايا مع بعضها البعض لأن الحرية لا تتجزاء ولا تصرف بـ (القطاعي). فما معنى رفع الرقابة على الصحافة، ومازالت القوانين المقيدة للحريات موجودة، ومازال الحزب الحاكم هو المسيطر على مفاصل الدولة السياسية والإقتصادية، ولم يتم الإتفاق بعد على قانون الإنتخابات ولم ولم ولم ولم. ولا يخفى على أحد أن كل الصحف التي تصدر في السودان تعتمد في إستمراريتها بصورة أساسية على دخل الإعلانات (خاصة من شركات الإتصالات) أكثر من التوزيع، وهذه الشركات هي بصورة أو أخرى مملوكة للحزب الحاكم، فكيف يمكن للصحف المعارضة للنظام أن تنافس وتستمر في ظل هذه الأوضاع، رفعت الرقابة أم لم ترفع(؟) ويكفي فقط أن يوجه المؤتمر الوطني شركاته بعدم الإعلان في هذه الصحيفة أو تلك، فتغرق في بحر الديون والإفلاس وتغلق أبوابها.

وإن كان لنا أن نمضي في تصور أصحاب نظرية هامش الحريات، ونعتبر أن ما تم حلقة في مسلسل التغيير والتحول الديمقراطي في السودان، فإن ذلك يكون له معني، إذا كانت معادلة الصراع مستقرة وبها درجة مقبولة من التوازن بين الأطراف المختلفة (المؤتمر الوطني وخصومه)، ولكن واقع الحال يقول أن هذه المعادلة مختلة نهائياً لصالح الحزب الحاكم، وإعادتها لحالة من التوازن تسمح بحدوث التحول الديمقراطي وتجعلنا نصدق أن رفع الرقابة على الصحافة خطوة حقيقية في هذا الإتجاه، يتطلب جهود جبارة متزامنة على أصعدة عديدة، وميادين قتال أخرى. فلا يمكن ضمان إستمرارية هذا الهامش في ظل وجود قوانين أخرى لم تنفذ، أو حراك سياسي حقيقي يهز أركان سيطرة المؤتمر الوطني السياسية والإقتصادية على الدولة. إن ذلك يعيد القوى السياسية السعيدة بقرار المؤتمر الوطني في رفع الرقابة على الصحافة إلى مواجهة الأسئلة الصعبة عن قدرتها على إحداث التغيير، ومدى إستعدادها الفعلي لتحقيق ذلك.  


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج