بجـــا الداخـــل في تعـــاسة .. بجــا المثــلث في ســعادة. .
حــــلايب لن تعـــود لجــــحيم الانقـــــــاذ. .
د. ابومحمــــــد ابوامـــــــــنة
أكد السيد محمد عثمان تيوت, من زعماء الشرق, ما ذهبنا اليه في مقال سابق
ان مثلث حلايب محتل ولا يمكن لاي سوداني الدخول اليه الا بتاشيرة وابان استحالة اجراء تعداد سكاني هناك. من الغريب الا تعترف السلطة الحاكمة بهذه الحقيقة المرة. نتحدي د. نافع ان يتكرم ويحاول الدخول الي حلايب, ولو حاول ذلك سيكون مصيره الطرد, فغير مسموح لاي مسؤول سوداني تجاوز البوابة التي بناها المصريون في منطقة جبل هدارباب مهما كان منصبه كما اكد تيوت. لماذا تناطحون الصخر يا نافع؟ لماذا تكذبون وتلفقون الامور؟!
اكد القيادي تيوت كذلك ان السلطات المصرية تسعي لتعليم ابناء المنطقة, وتوفر الماء والغذاء والعلاج والتعليم حتي الجامعي لابناء المثلث. بل انها انشئت جامعة خاصة اسمتها جامعة جنوب الوادي لنشر التعليم في المناطق الجنوبية وخاصة تلك الواقعة علي ساحل البحر الاحمر مثل حلايب وشلاتين وأبو رماد, لتستفيد منه الي جانب البشاريين والعبابدة المجموعات النوبية والكنوز والجعافرة والعليقات والهواوير. جامعة جنوب الوادي لا تقدم التعليم الجامعي فحسب, بل انها تقوم بحملات واسعة لمحاربة الامية في الاماكن النائية, في الاودية والفيافي والجبال.
للاطلاع لمزيد من نشاط الجامعة في مثلث حلايب يمكن فتح موقعها علي الانترت هو:
http://www.svu.edu.eg/arabic/links/news/NEWSPaper15.htm
South Valley University = SVU
الحكومة المصرية تسرع وتمد المثلث بكل ما يحتاج من ملزمات.
فالتعليم حتي الجامعي صار متاحا, الغذاء بما في ذلك الفواكهة متوفر, ماء النيل النقي يصلهم بانتظام, الدواء متاح للجميع, الكهرباء حق مشاع, الحلويات والصابون في متناول اليد.
يتم تعيين الخريجين من ابناء الاقليم فوريا كتنفيذ للتمييز الايجابي.
ان اهل المثلث اذا ما قورنوا ببقية البجا يعتبرون اسعد حالا. هم لم يحتاجوا الي حمل سلاح او مفاوضات اواتفاقات, بل هي الدولة التي تسارع وتقدم الخدمات وعلي طبق من ذهب. اما بجا الداخل فلكي يحققوا الامتيازات التي يتمتع بها اهل المثلث عليهم خوض معارك جبارة ضد السلطة المتعجرفة. فمنذ تاسيس مؤتمر البجا عام 1958 ونضال البجا يتواصل لتحقيق حياة افضل, خرجت المواكب تطالب بالماء والغذاء وحق العمل فانهمر عليها الرصاص, حمل البجا السلاح وحاربوا قوات النظام ببسالة فائقة واجبروها للجلوس والتفاوض, ووعدت الانقاذ بما وعدت, ولكن هند لم تنفذ شيئا بما وعدت.
البجا منذ القرون عرضة للمجاعات المتتالية والاوبئة الفتاكة, والتهميش والاستغلال ومص الدماء. ثرواتهم تنعم بها الخرطوم, ويسطو عليها لصوص النظام.
ان المطالب التي يكافح بجا الداخل من اجلها منذ قرون متوفرة في المثلث, متاحة للجميع, من تعليم, ودواء, وماء, وغذاء, وكهرباء, وحق العمل ومدنية وحضارة. انهم يعيشون علي مشارف القرن الجديد, بينما بجا الداخل في ظلام القرون الوسطي هائهون.
بجا المثلث لم يرفعوا السلاح.. فالدولة هناك تسرع لتوفير مستلزمات الحياة.
اما بجا الداخل عندما يطالبون بها يكون مصيرهم الضرب والسجون والتقتل.
الحال هو هذا: بجا الداخل يعيشون في تعاسة, بجا المثلث يعيشون في سعادة. لو خير بجا المثلث بين البقاء في مثلثهم او الانضمام لشقاوة اخوانهم في الداخل فماذا سيختارون؟! هل سيبدلون السعادة بتعاسة؟! هل نرضي نحن بذاك؟! لماذا لا ننظر للمثلث كمناطق محررة من جبروت الانقاذ وعجرفته؟!
أكيد اهل المثلث لن يتنازلوا عن سودانيتهم, لكن لا يمكن ان نجبرهم للعيش معنا في هذا الجحيم. علينا ان نكافح ونناضل للاطاحة بنظام الجبروت والطغيان ونسعي لبناء السودان الجديد, حيث ينتهي الاذلال, والتهميش, والتقتيل, والمجاعات, والمعاناة. ونوفر مستلزمات الحياة من غذاء, ودواء, وماء, وانماء, واستقرار, وتعليم وفوق ذلك احترام كرامة الانسان.
حينها سينضم الينا اهل المثلث ويفخرون بوطن العزة والكرامة.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة