المقال الذي اعتدت عليه يد الرقابة الامنية باجراس الحرية
قرآنية نافع أو حرب الخراب الشامل
أبوذر على الأمين يس
قال نافع وهو يخاطب أهالي الدويم بعد أن قسم السودان الي وطنيين وجالوتيين، قال معرفاً من يمثلهم من الوطنيين "...القرآن ليس كتاب للمتعة الذهنية انما يقرأ ليفعل به الناس وهكذا هم" بحسب صحيفة ألوان . وهذا قول يفيد وبكامل الوضوح أن نافع ومن يمثله (قرآن يمشي بين الناس)!!؟. دفعتني مقولة نافع ووصف نفسه بالقرآني الذي لا يتسلى بالقرآن بل يفعل وينفعل به، إلى الرجوع لبدايات البدايات والتي خلقت لنا نافع الذي يقف فينا وبكامل وعيه ويحدثنا عن قرآنية عملية، وكيف كبرت في رأسه وفي نفسه هذه الصفة، أمن استقامة قرآنية حقيقية؟ أم وهم القوة والسلطة التي قدم لها نافع بالإنقلاب المسلح، وليس برضى الناس أو اختارهم. لكن المؤكد أن نافع يعتبر ذلك عين القرآن وقمة العمل به وأن الذين اقتصب السلطة منهم بقوة السلاح، مدعين للقرآنية القرآن عندهم مادة (للتسلية) وهم عين (جالوتين) الذين لا يستحقون سوى أن تعاملهم بالقوة ولا شئ غير القوة. ولكن لقرآنية نافع بعد آخر يعكس مدى تمسكه بالقرآن فهماً وعملاً بحسب سيرته فينا وبيننا، وهو المؤسس لجهاز الأمن بكل سيرته وسروره بسيرة تعذيب الناس و(آيات) بيوت الاشباح القرآنية الشفيفه، والأغتيالات الدولية الشهيرة، واضهاد الناس بدعوى عدم منهجية وعملية قرآنيتهم التي صارت اليوم جالوتيتهم. ذلكم هو مقفوم القرآنية وقمة العمل بها يكمن في أن تعطيك السلطة أو نافع أو أي من ممثليا (شيك) ممهور بإعتراف نافع ورهطه بأنك قرآني عملي حقيقي، غير (متسل) بالقرآن.
لكن القرآن الذي لا أدعي لنفسي تمام امتثاله رغم حميمية علاقتي به، عرفت فيه وتعرفت عبره على خلق لم ألمسها عند القرانيين النافعيين. فالقرآن يعاتب حتى النبي على أخطائه، لكن قرآنية نافع لا تعرف العتاب وبالتالي لا تعترف بالعقاب لمن هم نافعيين أو كما قسم الناس هو (وطنيين) ولا ندري قصد نافع ولعله يقصد (أهل المؤتمر الوطني)، فحتى الفاسد فيهم يتم ترفيعه والحرص عليه، بل إن الفساد والافساد صار أميز السمات (العملية) لمن يمثلهم نافع نفسه ذلك أن وزيراً سقطت عماراته وأدين واستقال!!!؟، يعود أرفع موقعاً ليمارس ذات هواية البيان المتطاول، وأعادة الاهتمام بالبناء يبدو بسحب قرآنية نافع هو اغتسال من الذنوب ببرد الابراج الاسمنتية.
أما قتل الناس في المظاهرات الاحتجاجية على ما وقع عليهم من ظلم، ما هي إلا حرب الردة عن قرآنية نافع، الذي لا قرآن إلا قرآنه، ولا فهم إلا فهمه، ولا علم إلا علمه، ولا عمل إلا عمله!!!. ذلك هو الذي يُجوز به نافع ضرب المتظاهرين في بورتسودان وأمري، وتخريب جامعة أمدرمان الاهلية بقوة السلاح، وقتل وتشريد أهل دارفور وحرق قراهم.
وقرآنية نافع، لها وحدها حق التمتع بالفعل والعمل، ولا حرية إلا لمن قال ما يقولون أو فعل ما يفعلون، وأضعف الايمان عنده أن يكست أو ينزوي ويتوارى. وغير ذلك محض احتقار للحرية القرآنية النافعية. اذ لا يكفي أن تقرأ بكتاب الله (لا أكراه في الدين قد تبين..) إلى آخر الاية. فحقيقة المعني يمتلكها مصدر واحد ووحيد هو نافع ورهطه أو كما وصفهم هو بالدويم حين قال " القرآن ليس كتاب للمتعة الذهنية انما يقرأ ليفعل به الناس وهكذا هم".
لكن الأخطر في قرآنية نافع (العملية) هذه أنها لا تعترف لأحد في السودان أن يوصف بأنه (وطني) فالوطنية أسم لا يمتثله ولا يتصف به إلا (المؤتمر الوطني)، فالسودانيين غير المنتمين للمؤتمر الوطني بحسب نافع ليسو قرآنيين، وليسوا وطنيين لذلك المنهج القرآني النافعي في التعامل معهم كما قال هو وأوضح "... نحن لسنا دراويش كما يزعم البعض ونقص القوة المادية لدينا لا يزعجنا، لأننا نملك القوة الحقيقية التي تمنحنا مفاتيح النصر على المتكبرين ومن أراد عز الدنيا عليه بالدين". فالذكاة مثلاً عبادة لله وإمتثال لدينه لكنها عند القرآنيين النافعيين، بند لتميل الانتخابات وعبر كل لجانها (كما جاء في وثيقة الرؤية التنظيمية الشهيرة) والتمكين للقرآنيين النافعيين يبيح لهم استغلال الذكاة بحسبانها من ( عز الدنيا بالدين)، وعلى هذا الاصل مباح لقرآني نافع، تهديد الناس بالحرب التي لا تبقي ولا تزر، وتفتيت السودان وابعاد كل المتسلين بالقرآن من الجالوتيين، والعودة بالقرآنيين النافعيين ومن والاهم إلى أرض المعياد (مثلث حمدي). ثم يُسطلى باقي السودان بنيران الحرب واعمال القتل والخراب فيهم، وهو منهج مجرب في بورتسودان وأمري وكان فعالاً لدرجة أن لجان التحقيق فيه من فرط قرآنيتها العملية لم يسمع عنها أحد ولم يظهر لها أثر، فالقرآنيين النافعيين، لا خوف عليهم ولا هم يعاقبون.
إن نافعاً وأمثاله، خطراً في شخصهم على أي فعل أو خطوة ترجو وتتطلع لإصلاح حال هذا البلد، الذي لم تبقى فيه من حماية لنافع ورهطه إلا السلطة، لذلك هم لا يبالون ولو كان الثمن تمزيق السودان وقتل كل شعبه. فإذا كانت هذه هي قرآنية نافع فنحن بها كافرون، ولن ندخر جهداً أو وسيلة في مقاوتها. إن إصلاحاً أو صلاحاً بدون أبعاد ومحاسبة نافع وأمثاله، لا قيمة لها ولا يعتد بها. ومن أراد الاصلاح بإصطحاب نافعاً رهطه واهم آثم قلبه. والسودان لم يعرف جالوتاً غيره، يجيد التعامل بالقوة، ويفسد في الارض، وبعد كل هذا يحسب نفسه يحسن صنعاً. لا تظلموا نافعاً فإنه ليس مغروراً بل هو الغرور ذاته.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة