الفنانات والإعلاميات السودانيات (محطات للخير أم أبواب للفساد ) ؟!
هزة كبيرة أصابت الدنيا بسبب العولمة الإعلامية والاتصالية ، هزة أصابت القيم الاجتماعية في الصميم وأصبحت تأسس لقيم اجتماعية جديدة تقوم على التفرد والذاتية والانا ( تمجيد الذات ) .
منذ فترة أثارت بعض الصحف الاجتماعية السودانية مشكلة الإعلامية ( تسابيح) مع والدها الإعلامي والمذيع ( مبارك خاطر) ، وتلخص الخلاف في مساحة من الحرية الشخصية تطالب بها الابنة على حساب رغبات الأب الإعلامي والمثقف الذي يحن إلى القيم المحافظة فتبرأ من ابنته على العلن وبخط اليد أمام جميع وسائل الإعلام في أول سابقة من نوعها في تاريخ السودان الحديث لأنها رفضت نصائحه فسافرت لوحدها وسكنت لوحدها وأسست لعلاقات اجتماعية بعيدا عن الأسرة وحذفت اسمه من اسمها في شاشة التلفاز ، وبعدها وقبلها تناولت وسائل الإعلام مشكلة الفنانة نانسي عجاج مع والدها المرحوم الموسيقار بدر الدين عجاج حول أعمالها وعلاقاتها بالوسط الفني وتدخل الوسطاء لفض الاشتباك ولكنهم فشلوا ، ومن قاهرة المعز تتواتر الأخبار الفنية عن مشاكل الموسيقار محمد علي سليمان مع بناته الفنانة المشهورة أنغام والأخرى غنوه ، ويتهم ابنته أنغام بأنها تنكرت له كاب وإنها تنتظر موته حتى تغني في الاستديو الخاص به ، وإنها تخلت عن جذورها الأسرية ، أما غنوه فاتهمت والدها بأنه ظالم وشرير لأنه رفض أن يساعدها في الغناء ، وحررت ضد والدها دعوات قضائية تحمل الأرقام ، 765 ، 766 ،767 ، 768 ، شرعي مدينة نصر لسنة 2006م ، لأنه منعها من الغناء في الوسط الفني الحالي لما فيه من هبوط فني وعري ، والسبب كذلك خلافات أسرية حول الحرية والحقوق الشخصية.
هذا الواقع بدأ يفرض نموذجه من خلال قوالب كثيرة تبدأ بالاستقلال والحرية الشخصية مرورا باختيارات الملبس والمأكل والمشرب والسكن الخاص بعيدا عن العائلة الكبيرة وغير ذلك من سلوكيات تؤسس لواقع اجتماعي جديد يحتاج إلى دراسات متعمقة تهدف إلى إطلاق أو احتواء أو التكيف مع هذه الظاهرة المتنامية التي لا ندري إن كانت خيرا أو شرا .
هذا البركان الذي بدأ يتفجر هنا وهناك يطرح أسئلة حول الحريات العامة والحريات الشخصية التي أتاح القانون بعضها ، وبعضها الآخر تم انتزاعه انتزاعا ، وكذلك حول النظام الذكوري أو الأبوي ( نظام سي السيد في قاهرة الثلاثينيات ) ، هذا النظام الاجتماعي المنافق الذي يحن علناً إلى العادات والتراث والقيم الفاضلة ثم يتنكرا لها سراً ، ويختصر الشرف بين فخذي المرأة ، ويحرم فيه الرجل على المرأة ما يحلله لنفسه .
أم إننا بحاجة إلى نظام محافظ جديد يأخذ من هذا وذاك ويلتزم بمعايير الصدق والقدوة الحسنة ، ويعتمد الشفافية والوضوح بديلا للكبت والنفاق الاجتماعي .
عبد القادر حسن الحبيب
كاتب بصحيفة القضية
الخرطوم
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة