كلمة ونصف
عزاب العزابة
بقلم:قمر دلمان
[email protected]
أوردت الصحف السودانية الأسبوع الماضية خبراً مفاده أن السلطات المحلية تصطحبها عربات الشرطة قامت بأخلاء منازل العزابة بحي العشرة وسط العاصمة (الخرطوم) بناءاً على رغبة بعض سكان الحي. ودون الخوض في تفاصيل الخبر , والطريقة التي أتبعتها السلطات في عملية الأخلاء وارتباط ذلك بمجمل الأحداث في الساحة السياسية السودانية. هنالك احتمالين يمكن للقارئ استنتاجهما من قرار السلطات, الأول هو أن يكون طرد العزابة من باب الخوف من سلوك مشين يمكن أن يحدث. أو طمع من أصحاب المنازل لطرد العزابة وأستجارها للجهات تدفع أكثر خاصة أن بعض العزابة تميزوا بالجرجرة والمماطلة في دفع الإيجار. ولكن قبل ذلك كله لابد أن نظر للمشكلة من زاوية أخرى هي عزوف الشباب عن الزواج رغم التنازلات الكبيرة التي دفعت بها حواء السودانية مؤخراً وفى مقدمتها التنازل الطوعي عن تحديد ملامح فتى الأحلام من حيث الشكل والمضمون ومستواه الأجتماعى والأكاديمي..وغيرها من التدابير التي كانت تتخذها حواء في مواجهة أي عريس يقرر مغادرة وكر العزوبية.رغم هذه التنازلات التي جعلت خيار المودة جاذب إلا أن العزوف سيد الموقف.
والسبب هو غياب دور الدولة الأنسانى والأخلاقي اتجاه الشباب من توفير فرص العمل لهم وتحسين أجور العاملين منهم ومحاربة الفقر وتوفير حياة كريمة للأسر.
ولكن نظام الإنقاذ عمل ومنذ استيلائه على السلطة على أزال الشباب وقطع الطريق أمام طموحاته وآماله ومنعه من تقرير مصيره الأجتماعى. حتى يتزوج منتسبى ومنسوبي هذا النظام مثنى وثلاث ورباع. وتظل قضية الشباب وعزوفهم عن الزواج مسئولية الدولة المباشرة.
والخيار الوحيد أمام الشباب وأسرهم هو أحداث تغير شامل في تركيبة الدولة السودانية عبر صناديق الاقتراح..إلى ذلك الحين نتمنى لشبابنا الصبر الجميل. و للعزابة المزكورين أن ينسوا العشرة ويختاروا غيرها حبيب.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة