الانتخابات السودانية القادمة ليست تقليدية
الحلقة الأولي
|
sudan map |
أصبحت كل الدول تتخذ من الانتخابات مطية لتمارس القهر والتعسف عبر مؤسساتها حكرا وخدمة لأفراده والبيوتات والشلل والملل والنحل والطوائف تسخره لتمديد حكمها و إمداده بمزيد من الظلم ومزيدا من التجويع والتشريد للشعب هناك أحزاب حشرت نفسها, و بإرادتها أو بغير إرادتها, في أنفاق مظلمة ، تتلمس فيها طريقها بالأبخرة والأدعية وبركات الأسياد، بدأت تشمر عن ساعدها لولوج باب الانتخابات وتتلمس يمينا وشمالا علها تجد منفذا أوسع لتلج إلي السلطة حتى من باب البرلمان السوداني الذي أصبح حقل تجارب للأنظمة السياسية وغير السياسية و قانون الأمن الوطني مازال مسلطا علي رقابها وهو محل جدل خاصة المادة التاسعة والمادة الواحدة والثلاثون،وقانون الإجراءات الجنائية الإنقاذي ما زال كما هو،و قانون الصحافة و المطبوعات والقانون الجنائي لم يعدل ولم يرفع حالة الطوارئ في البلاد والبلاد كأنه مازال مستعدا لمعركة عسكرية بعروضه العسكرية واستعراض القوة الأخير خلال عيد الاستقلال وان هناك عدوا محتملا في مخيلتة يضعه في الاعتبار ومن الأولويات التي ما زال يجيش له السودان بهده الترسانة العسكرية الصينية .
أحزاب تفتقد لأبسط مقهومات المؤسسية الحزبية
أحزاب تفتقد لأبسط قواعد ومقومات المؤسسية الحزبية القادرة على تفعيل وتطوير الممارسة الديمقراطية داخل أروقتها. أحزاب بلا برامج سياسية أو اقتصادية أو ثقافية واضحة ومحددة . أحزاب بلا مراكز أبحاث أو مكاتب متخصصة في شتى ضروب المعرفة والتنمية التي تؤهلها لقيادة البلاد لتزيح هذا التخلف المستفحل في أركان الوطن عكسا لرؤيتها في إيجاد الحلول العلمية والعملية لها . أحزاب انعدمت فيها كل قنوات التواصل والاتصال بقواعدها وعضويتها.. فأصبحت الحفنة العاجزة التي تقودها في قلاع محصنة غير معنية على الإطلاق بتأهيل أو تدريب كوادر وقيادات شابة أكثر نشاطا وذكاء وأيضا جاهزة لتولى مهامها في قيادة الحزب أو المعارضة أو أجهزة الدولة من خلال ديمقراطية الحزب أو الانتخابات الوطنية العامة وضرورات المرحلة يتطلب عناصر شابة لتجديد دماء هذه الأحزاب التي هي لا ديموقراطية بالمعني المقصود والمفهوم بالديموقراطية داخل أروقتها بدون تفنن في أساليب جلب الديموقراطية المشوهة وممارستها علنا اعتقادا منها إنها تمارس ديموقراطية (وست منستر).
قانون الأحزاب ما له وما عليه
لست قانونيا حتي أخوض في هذا المنحي لكني استعنت بفطاحلة القانون وعلمت بسلبيات هذا القانون سياسيا واجتماعيا هناك نقطتين في قانون الانتخابات ما زالت محل الخلاف الذي يدور حولهما هذا الجدل وقد دعا الجمود عند هاتين النقطتين إلى الحديث عن انتقال التجربة الكينية إلى السودان وقد رأينا ما حدث في أفضل دولة تكاد تطبق نوعا من الممارسة الديموقراطية، وبعد إطلاعنا علي مسودة قانون الانتخابات المثير للجدل عثرنا علي هذا الخلاف وليس النقطة فقط.إذ ا ن عملية التمثيل النسبي وتعقيداته والأساليب الفاسدة فيه وإمكانية شهودها للعملية الانتخابية وان إن عملية التحول الديمقراطي ليس المقصود منه تغيب الآخرين فهي عملية شاملة وان قيادة عملية التحول الديمقراطي التي تشبه التعين هو تشويه للعمل الديمقراطي والديموقراطية كما رأيناه في بعض المواقع والسيناريوهات التي تنسج وان التجول الديموقراطي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالانتخابات، و بدونه يعني مخالفة صريحة لاتفاقية السلام الشامل – نيفاشا وان ذلك راجع لقلة الممارسة أو عدم معرفة الممارسة السياسية أو عدم الرغبة في الديموقراطية أن اغتيال الديموقراطية بأدوات الديموقراطية عمل فاضح ولا يقبل استساغته من الأساس وجرم تاريخي، علي الجميع التيقن مما يفعلون حتى لا توصم تلك الانتخابات بأنها لا تشبه الاتفاق العملاق الذي أوقف حرب وليس الحرب لان الانتخابات هي الحرب السياسية القادمة فمثال كينيا أمامنا ليس بعيدا وان اختلفت الأسباب فالموت واحد.
أحزاب بهجة ومسرة
قيادات مازالت تمارس الوراثة الحزبية كالملكية المطلقة تماما داخل الحزب جعلنا نطلق عليها (أحزاب الملكية المطلقة) والادهي أنهم يتعاملون مع أعضاء حزبهم كأن الحزب ضيعة وإقطاعية ملك لرئيس وكبار ا عيانه والعائلة المالكة لهذا الحزب، وفي مصر تعجبني الممارسة الحزبية لحزب الوفد المصري بمصر وهو يوما كان حزبا حاكما وبعد التعديلات التي طرأت علي العمل المؤسسي داخل الحزب وداخل مؤسسات الحزب، دراية وحنكة في وضع التصورات وديموقراطية في تناول الموضوعات وكيفية إدارتها أن حزب الوفد يمثل حزبا كبيرا في معناه وعميقا في الفهم السياسي لواقع مصر.
الموقف الأمني في دارفور والانتخابات القادمة
نعلم علم اليقين أن كل المؤسسات المالية والثروات والمواعين المالية مملوكة للإنقاذ ومؤتمرهم الوطني وفي يد المتنفذين ماليا وأصحاب المن علي المؤسسة العسكرية وضباطها ومن الأهداف الرئيسية للحركة الإسلامية رقم أن الكثيرين أضحوا لا تعجبهم هذه الصفة فوفق استراتيجيتها هو المشروع الحضاري وبدائله ولم يضعوا حسابا لإقليم دارفور ضمن برنامج المشروع الحضاري لأن نار القرآن ( التبانة) في دارفور لن تطفأ لكن الحركة الإسلامية هي الآن تتلاعب بالنار في دارفور وهي التي تحاول جاهدة أن تطفئ النار بالكيروسين فمن الذي سيصوت لها في دارفور ، اعلموا تماما أن الحركة الإسلامية خسرت دارفور.
انتخابات 1986م وخلفيتها الجيدة
انتخابات 86 في الفترة الديمقراطية الثالثة كانت معيارا قياسيا وقالبا يقاس عليه جميع الانتخابات المستقبلية وان دهاليزها السرية بدأت تموج عند زيارات رؤساء الأحزاب السياسية للولايات وهذا ينذر إن رياحاً سياسية عاصفة قادمة إلي السودان.......
النقاط المطلوبة حتى تخرج الانتخابات بصورة نزيهة
1- الفصل بين الحزب الحاكم عن الدولة وأجهزتها تمهيداً للاستقرار الديمقراطي.
2- الابتعاد عن استقلال أجهزة الدولة للترويج عن الحزب.
3- الابتعاد عن استقلال أموال الدولة في العملية الحزبية.
4- الالتزام بمعايير الشفافية وإتاحة الأعلام للقوى السياسية الأخرى بعدالة وتكافؤا تام للفرص حرصا و حفاظاً على الاستقرار الديمقراطي والإعمال بمبدأ عدم استقلال مرافق الدولة بصورة أحادية في الانتخابات.
5- الابتعاد عن التزوير وشراء الأصوات.
نواصل في الحلقة الثانية
بقلم/ تاور ميرغني علي
محمول 0108251058 [email protected]
مركز السودان الجديد للبحوث والدراسات الإستراتيجية – القاهرة
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة