الجالية السودانية..تصالح الحقيقة قبل تصالح القلوب يوسف علي الخضر
كتبت في هذا المنبر الهام وقبل أسبوعين مقالاً عن الجالية السودانية بالرياض..تلقيتُ علي أثره العديد من الاتصالات و الردود علي الايميل ..بعضها ناقش معي ما كتبت متفقاً أو مختلفاً..والآخر أشار لبعض النقاط التي أوردتها مكتفياً بالجزئية التي تهمه..مثل الأخ الكريم الأستاذ الدكتور عزالدين عمر موسي رئيس الملتقي الثقافي الذي أرسل للصفحة فاكساً..والآخر كالأخ عبدالباقي الطيب المحامي الذي تبادل معي وعبر الهاتف الكثير من الأفكار والآمال والرؤى حول أفضل السبل لميلاد جالية سليمة معافاة..بعض الإخوة الصحفيين من الجزيرة ممن التقيتهم كانوا أكثر حدة في انتقاداتهم لطريقة تكوين اللجنة التمهيدية للجالية وتجاوز الجزيرة بأهميتها وحجمها.. ويَرَوْنَ أنّ الجالية حق لجميع مكونات المجتمع السوداني بالرياض،،ولا يحق لأيّ شخص أوجهةٍ أن تدعي تمثيل هذه الجموع دون تفويضٍ منها..الأخ عبدالباقي الطيب وعدني بأنه سيكتب بعد مقالي عن موضوع الجالية واختصني مشكورا بنسخة من مقاله قبل النشر طالبا ًمني التعليق أو الكتابة حول ما أورده امتداداً لما بدأته ووعدته بذلك.. وبعد أن وفي بوعده..أفي بوعدي لنواصل الحديث حول الجالية المرتقبة، وبصورة خاصة حول ما كتب في مقاله الجميل بجريدة الخرطوم منبر ولسان حال المغتربين تحت عنوان( إجماع القلوب قبل النصوص).
لا جدل ولا خلاف حول أهمية قيام لجنة للجالية السودانية ترعي مصالحها وتدافع عن حقوقها..كما لا خلاف حول أهمية نبذ الخلافات علي أقل تقدير بخصوص أمر هذه الجالية حتى نشهد ميلاد جالية حقيقية همها الأول والأخير مصلحة هذا المواطن المغترب ومساعدته بما يتوفر لها من إمكانيات وقنوات اتصال في ظل تغير الكثير من ظروف الاغتراب وتعدد المشاكل والظواهر السالبة التي أفرزتها الكثير من المتغيرات في السنوات الأخيرة..نعم إنّ أيّ صوتٍ يعلو فوق صوت (نحنُ سودانيون ) فقط بلا لونٍ ولا رائحة إلا لون الرائعين السُمْر مع اختلاف الدرجات..أو رائحة عبير مسك الوطن،من أقصي شماله وشرقه وغربه وحتى امتدادات خط الاستواء..أيُُّ صوتٍ يعلو فوق هذا الصوت في هكذا مقام..جديرٌ بأنْ يُلام ويُعْذَل من كل فعاليات المجتمع السوداني بالرياض وخصوصاً من النُخب المثقفة والطليعة المتقدمة من حملة الأقلام والكُتّاب..فهم خليقون بأن يكونوا كتيبة خضراء تتقدم الصفوف والجموع،تنير لهم الطريق،وتستنهض الهمم..وتعمل علي صياغة أدبيات المجتمع..للرجوع إلي
أصوله من وحدة وإخاء، وتعمل علي رتق نسيجه التي ساهمت هي أيمُا مساهمة خلال الفترة الماضية في تهتكه ليصبح كبيت العنكبوت..لا يحجب شمساً..أو يُتقي به مطرٌ.. أو حتى يواري سوأة.
فهل يخدم الإعلاميون بالرياض قضايانا ؟؟
نعم سؤالٌ هام..هل يخدم إعلامنا المتمثل في حملة الأقلام عندنا بالرياض قضايانا !! وهل يعبر عن هموم ومشاغل هذا المغترب؟ دافعاً في اتجاه القيم العليا التي نشأنا عليها؟ أو حتى كحلقة وصل بين المغترب والمسئولين ؟ وهل يلعب دوراً في رفع درجة الوعي بالقضايا الخاصة بهذه الجالية والمستجدات اليومية؟ ..هل يقوم بدوره الذي ينبغي عليه لعبه كعامل أساسي للرقابة والتقويم لتجربة أداء الجمعيات وتنظيمات المجتمع المدني لمصلحة المغتربين؟ أم أنه لا يعدو أن يكون في أكثر حالاته عرضاً إخبارياً فردياً تطغي فيه الصورة الشخصية وحركة صاحبها علي الحدث ويعني بالسرد لا التحليل والتمجيد لا التقويم مبتعداً عن المهنية وأمانة النقل والتعليق معززاً لثقافة( مع وضد) وإيغال النفوس ليكون المساهم الأساسي في كل ما وصلنا له من حال.. أو منشغلاً بقضايا هامشية نسبياً(رياضية-فنية) وحتى هذه نجح في جعلها قضايا شخصية خلافية كأنما لا يجد مقدرة الكتابة والقدرة علي الاستمرار إلا في إذكاء نار الخلاف.. وفي أحسن حالاته وإن تطرق لأحدي قضايانا الهامة وبتناول موضوعي يكون الجهد ضئيلاً يتم الاكتفاء فيه بنشر الموضوع أو الخبر مع عدم المتابعة.
الذين سجلوا بصمات حضارة هذا الشعب
مليون سلام لهؤلاء الذين سبقوا بالهجرة لهذا البلد الطيب..الذين خلّفوا لنا هذا الرصيد الكبير من الذكر الحسن..هؤلاء السودانيون الأوائل لابد لنا من التأمل والتفكُّر في هجرتهم التي نتج عنها هذه السمعة العظيمة التي نتفيأ ظلالها والتي صمدت رغم كل السلوكيات الدخيلة والجنسيات المنتحلة والنزاع والشتات ..لم يستطع بعض قادة اليوم رغم كل مابذلوه من جهد في الخلاف والاختلاف من ذبحها علي عتبة المصالح الخاصة وانتصارات النفس التي لا تراعي إلا ولا قيمة. لأن الذين سبقوا أسسوها حقيقةً لا مجازاً بجمعياتهم وتواصلهم وتعاضدهم وأمانتهم .. فكانوا خير سفراء بحضارتهم الإنسانية المتسامحة.. بثقافتهم.. بدينهم.. بفنونهم ..بآدابهم وفلسفتهم القائمة علي الكرم والتعاضد والتآخي ومد يد العون لكل محتاج .. حفظوا المال والعِرض وعمّروا الأرض وأدُّوا الأمانة..كما تميزوا بالروح اللوجستية الدافعة للعمل المبتكر لمصلحة الأهل بالسودان ..فمدوا يد العون لمناطقهم بالوطن قرُي وحَضَر..فأناروها ودعموا فيها التعليم والصحة بل ورواتب العاملين..واحتضنوا القادم في جمعياتهم الخيرية، وما زال هذا النموذج موجوداً والحمد لله وهو أكثر وضوحاً لدي الإخوة من الشمال الذين كانت لهم المساهمة الفاعلة والرائدة جزاهم الله عن السودان خير الجزاء.
هذا السلوك الإنساني الجاذب والخلق الإسلامي الرفيع هو الذي أكسبنا وعبر سفراءنا هؤلاءّ، هذه السمعة الطيبة التي نتميز بها..نعم.. لم نكتسبها بهذا الصياح الغث، ولا عبر صفحات الصحف أو المنتديات، ولا السفارات الرسمية مع تقدير كامل لدورها..لم نكتسبها عبر المهرجانات الرياضية ولا الثقافية..لكنها أتت عبر هذا السلوك الحضاري لهؤلاء السابقين وفن تعاملهم مع الآخرين المبني علي قيم الفضيلة والخلق القويم..عبر هذا التآخي فيما بينهم ولسان حالهم يقول.. (البِقَعْ في وَسِطْنَا بِنْسِنْدُوا ).. حتى أصبح من غير الممكن أن تري سودانيا ولو عند إقامة الصلاة أو الطواف بالبيت العتيق.. دون أن تمد يدك له بالسلام ، أو تومئ له برأسك وذلك أضعف الأيمان.. فسلامٌ عليكم ياأيها السابقون وحقٌ لكم علي جهاز المغتربين إقامة تمثال لكم بوسط مطار الخرطوم ِليُذَكِّر كل مغادر أنْ يحمل أمانة السفارة لشعبٍ عظيم كهؤلاء الذين سجلوا بفكرهم وانجازاتهم المذهلة بصمات حضارة هذا الوطن.
الوفاق ..التوقيت والأهداف..
إنّ دعوات الوفاق والمراجعة وإن جاءت متأخرة جداً وبمسافة تزيد علي الخمسة عشر عاماً ..إلا أنها ضرورية..وفي تقاليدنا وثقافتنا الرائجتين ثمة مقولة رائجة :(أنْ تأتي متأخراً، خيراً من ألا تأتي أبداً ).إنّ النقد لهذه الحال من التحازب والتصارع الطويل ، والدعوات للتصالح .. وإن لم تأتي من القيادات المباشرة لكنها تستمد أهميتها من كونها أول طرح يفتح المجال لترسيخ الواقعية في ضرورة انسجام مكونات هذه الجالية وتوحدها رغم عملها منفصلة إن لم تكن متحاربة كل هذه السنوات لا تجمعها حتى بيوت العزاء إلا في بعض الحالات، لكن عند تكوين الجالية ( وواقعياً لا يمكن قيام جاليتين)..اكتشف الإخوة الأعداء (إن صح التعبير ) أنهم شاءوا أم أبو شركاء في وطنٍ إسمه السودان وأنّ حتمية الوفاق واجبة..وإن لم تكن فرض عين دون شك.. فبإمكان هذا الصراع أن يستمر حتى داخل الجالية .كذلك تكتسب هذه الدعوات أهمية بمحاولة هذا الطرح توليد ثقافة جديدة تتجاوز إرث الثقافة الفصائلية..التي اعتمدت الانغلاق والنقد( للآخر) فقط وتقديس القيادة.. ليأتي هذه المرة الانتقاد( للحال العام) والذي يشمل نقداً ذاتياً وإنْ جاء ضمنياً.. أيضاً مايمكن البناء عليه في الساحات وفي التجارب الاخري علي صعيدٍ ذي صلة من حيث أنّ الوفاق تعزيزٌ وترسيخٌ لروح السلام التي تعم الوطن..ونشرٌ التسامح والمثل العليا والانتقال من التجربة العسكرية إلي التجربة التفاوضية إلي الوفاق فالشراكة.
وبديهيٌ أنّ ثمة ثغرات يمكن الحديث عنها.. فمثلاً كما أسلفنا لم تصدر الدعوة للوفاق أو النقد لهذا الحال عن قيادة مؤسسية من كلا الطرفين..وعلي الرغم من أهمية ذلك إلا أنه البداية ولا يمكن التقليل من ذلك كونه صدر من إعلامي محسوب علي الطرف الآخر وبموافقة وثناء واحتفائية هذا الطرف..مما يقودنا للخشية من احتمال صدور هذا الإعلان نتيجةً لبعض العوامل الاضطرارية.. والتكتيكية، في ظل وضع قيام الجالية والصراع والتجاذبات الحادثة فيه..ومع أهمية كل هذه المخاوف فإنّ هذا لا يقلل كذلك من أهمية وجود تيار داخل الطرفين وهو تيار يتزايد باستمرار يري ضرورة وضع حد للتقاليد السابقة في تجربة العمل العام ( الذي لم يقدم لهم كمغتربين ولا للوطن إلا النذر القليل ) ولم ينجح في تصويرهم إلا كأتباع لا رأي ولاشخصية لهم..مكانهم الصف الثاني دوماً حيث أنّ المقاعد الأولي محجوزة سلفاً.. أو لنقل المقعد الأول بصيغته المفردة.. نعم سئم هذا التيار المتنامي هذه التقاليد لا سيما بإطارها الصراعي وشرع مع ذاته في إجراء مراجعة لهذه التجربة وكيفية إخراج هذا المجتمع السوداني من إطار التجاذبات أو التوظيفات للمصالح الخاصة والنظرات الضيقة وتربية أعضاء هذا المجتمع من أنصار وكوادر وبراعم وناشئين علي غير ثقافة (مع وضد) بنظرة أعمق وثقافة أشمل تبشر بمستقبل مشرق عنوانه السودان.إذاً وبعد كل هذه السنوات أصبح ممالا شك فيه أنّ تعقيدات وتداعيات تجربة الصراع في الرياض ..ولّدت قناعة عند غالبية السودانيين بمحدودية العمل الصراعي وثماره.. لا سيما أنّ هذه التجربة بفوضاها ومشكلاتها ..كبدتهم أثماناً باهظة في وجودهم ومكانتهم ورمزية تميزهم ..والأنكأ وَأَمَّرْ أنه غالباً ما تم ّ تجيير بعض الأطراف هذه التجربة خارج الأغراض المفترضة منها وتوظيفها في الصراع السياسي وإقحام السفارة والنظام طرفاً وتسويق ذلك للبسطاء من الأتباع..إما ادعاءً لدورٍ لم يلعبوه في كل حياتهم وتاريخهم (وذاكرة الشعب السوداني العظيم الفطن تسامح ولا تنسي )..وإما مداراةً لفشلهم وهزيمتهم.
المهم الآن وبدلاً من التقليل من أهمية هذا الطرح للثغرات التي تحدثنا عنها..كيف يمكن العمل علي تطويره والتأكد من صدقيته في توقيته وأهدافه من كل الأطراف ، أو دفعه في اتجاه هذه الصدقية وجعلها خياره الأوحد.. واستصداره من النخب المثقفة والوطنية القومية في هذه الجالية بمؤسساتها المدنية الطوعية وجماهيرها وجعله لازماً وإن خالف هوي أو مصالح البعض ؟ كيف نخرج من هذا الواقع المرير الذي أبدع الأخ عبالباقي الطيب في وصفه..وهل تكفي نداءاته ودعواته لعلاج هذا الوباء؟؟؟
حتى تكتحل أعيننا بهذا الوفاق..!!
نعم.. إن اكتفاء الكاتب بهذا الوصف للواقع المرير..مع إطلاق الأمنيات.. بهذا الحديث العاطفي لن تفيد أبداً في حل الإشكال..ولا تتصالح مع حقيقة الأشياء.. إنّ هذا الذي يحدث بين أطراف الجالية في الرياض .. غير موجود في أيٍّ من الجاليات السودانية في كل العالم..وغنيٌ عن القول أنه وفي كل صراعٍ بين طرفين نقيضين ومنذ الأذل لابد وأن يكون هنالك حق وباطل..إذاً لا نستطيع اختزال كل تلك السنوات والأحداث هكذا وبكل بساطة وسطحية لندعو لوئامٍ والتئام..! مساويين بين القاتل والضحية .. والظالم والمظلوم.. ليس لأننا ضده أو ضد مبدأ المسامحة والتسامي فوق الجراح..خصوصاً وأنّ ما بين القوم ليس أكبر من ذلك..إن لم يكن دونه بكثير.. ولكن لأننا نريد له أن يكون وفاقاً حقيقياً وقائماً علي أسس نتعلم منها ونستفيد..طواعية وليس كرهاً .. ومحبةً وليس حقداً..ومادام الكاتب قد نبش هذا الوضع ، كان عليه أن يكون أكثر جرأة في تحديد مكامن الخلل وطرح الرؤى لكيفية الخروج من هذا الواقع الذي نتفق معه تماما في أنه لا يشبهنا أبداً وواجبٌ تغييره.لنعالج هكذا وضعاً لابد لنا من إرجاع شريط الأحداث للحظة تفجُّر هذا الصراع بين أعضاء كتلة واحدة.. انفجرت منها كتلتين..سعي كل ٌ منهما لاستقطاب المكونات الموجودة في الساحة.. ثم عمل جهة لإضعاف الاخري بشتى الوسائل..الشرعية وفق التنافس الشريف وتحقيق السبق.. والغير شريف.. والوسائل الغير شرعية في كل الأعراف كذلك ..حربٌ حقيقية دفع كثير من الأبرياء من الحالمين بنشاط ترويحي لهم ولأبنائهم وأسرهم ثمنها ..دفعه البعض من سمعته.. والآخر من رصيد علاقاته.. وبعضٌ آخر من مصدر رزقه الذي حورب فيه في إطار تفريغ طرف من بعض عناصره.. خلال هذه الفترة والحقبة المظلمة العنصر الحاضر كان حياكة المؤامرات بقصد الأذى بِلَيْل .. والعنصر الغائب كان الوطن.. والضمير الذي مات لدي فئة من المفترض أنها متقدمة عمراً وعلماً بما يكفي لإيقاف هذا النزيف ساعة بدأ..نعم مات الضمير حينما علم تداعيات ذلك علي وطن وضياع مكتسبات عُرفٍ أخلاقي عُرِفنا به علي مر العصور ..وصمت..صمت رغبةً أو رهبةً.. لكنه صمت بعد أن تمتم بنصف الحقيقة في أحسن حالات صحوته وعلي استحياء ثم مات..فادعى من بذروا لنا بذرة الفرقة والبغضاء حاملينها معهم من هناك كما ذكر الأخ عبالباقي في مقاله تمثيلهم لنا نحن البسطاء..وكأنما حواء السودان لم تنجب وترسل للمهجر غيرهم..علينا إن غضبوا أن نغضب.. وإن صالحوا أن نصالح.. حتى أوصلهم السذج لحدٍٍ من القداسة الواهمة لم يحلموا به هم أنفسهم..فادعوا نبوة القيادة الواحدة..وريادة الأفكار والأخلاق ومشيخة المجتمع بلا ماضٍ ولا حاضر..نعم كل هذا قد حدث .. ولكن قد آن لهذا الواقع أن يتغير..آن لهذه الجالية ألا تسمح أبدا لأحدٍ يدعي عليها ريادة أو قيادة أن يدعيها بغير مقوماتها من الفكر والإبداع الخلاّق في توحيد صفوفها وجمع كلمتها ونبذ الفرقة والشتات بينها بلا تمييزٍ سياسي أو جغرافي أو قومي أو أيّ نوع من أنواع النعرات المقيتة..وجعل همها ومصلحة الوطن هوهمه الأول والأخير..ألا تسمح أبداً..أن يدعي أحدٌ عليها نبوة القيادة ليخاطبها من عَلٍ ..بل عليه أن ينزل إليها فتحاسبه علي ما قدمه لها في غربتها ووطنها ،وما أرساه بين أفرادها من ألفة ومحبة ، أو أن تنـزله بوعيها قسراٍ واقتداراً لتكشف الرياح ثيابه فلا يظهر لخاتم النبوة من أثر.
حتى تكتحل أعيننا بهذا الوفاق لابد أن نعلم أين الحق وأين الباطل ؟وهل مرت كل هذه السنوات دون أن نستفيد منها شيئاً؟ من الذي تسبب أو ما الذي تسبب في كل هذا الشقاق وأوغل النفوس لهذه الدرجة ؟أسئلة لابد من مواجهتها وإلا فمخطئ كثيراً من يظن أو يراهن علي نجاح وفاق أو اتفاق حقيقي دون الإجابة عليها ، ودون الرجوع ودراسة الفترة السابقة بشيء من الشفافية والشجاعة ..لابد من الاستقصاء والتحقيق للمسببات من العقلاء والحكماء المحايدين من أبناء هذه الجالية ممن تتوافق عليهم كل الأطراف. و إن صحت مقولة أننا نعيش في مرحلة انتقالية وصدقت النية فلابد من تبني ثقافة الاعتراف بالخطأ..والقبول بتقرير هذه اللجنة وتوصياتها لما مضي وللمستقبل والذي نأمل أن تكون أولي توصياته..ميثاق شرف صريح.. أولي بنوده..لا وجود بيننا لداعٍ لفرقة أو شتات..والتزام المسار الديمقراطي في الممارسة.. وتداول القيادة.. ليتحول إلي وثيقة أساسية وحتى يصبح بمثابة رؤية ملزمة تؤسس لثقافة جديدة ينبغي أن تنغرس في وعي كل الحاضرين في المشهد المتقدم من قيادات هذه الجالية، ومن أبي فليذهب غير مأسوفٍ عليه فحواء السودان ما أعظم وأجمل وأعظم بنيها في المهجر ، ممن لم يظهروا علي صدر الصحف ..أو يدّعوا مجداً بغير حق..أخلاقهم ما أجملها ..وعلمهم ما أغزره..وحبهم لأوطانهم يبلغ الذُرَي.إنني ومن هنا أُناشد كل الحريصين علي أمر هذه الجالية ، وفي مواقع التأثير في الجمعيات والروابط..أن يتنادوا للتنسيق والتفا كر حول كيفية إنهاء هذا المناخ القاتم..وإعادة وحدتنا سيرتها الأولي ، وحتماً سيأتي من بين الجموع من يقودنا لهذه الغاية ممسكاً بيده شمعة ضمير.
2000
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة