صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


من وحي اشراقات وجراحات أهل القضارف/ الشيخ إبراهيم دج - جدة
Jan 15, 2008, 05:50

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

من وحي اشراقات وجراحات أهل القضارف

بقلم : الشيخ إبراهيم دج - جدة

 

ذات يوم وأنا جالس القرفصاء في ركن قصي في مقهى في مدينة جدة لالتقاط بعضً من أنفاسي من مشقة وعناء يوم غائط الحر ولأرتشف كوبًا من القهوة التركية لعلها ترد علي ما بقي من رمق . وفيما  أنا جالس دخل علي رجل معتدل القامة متوسط العمر أي في العقد الخامس من العمر دقيق تقاطيع الوجه ليس به عاهة ولا توجد في عينه سمه لذله او انكسار تقدم نحوي بخطى متثاقلة كأنه كان ينتظرني ونظر  إلي  بجراءة تغرب من الوقاحه وابتدر القول يا ( حبيبنا) كيف حالك ورددت التحية بأحسن منها قلت : في خير ونعمة والحمد لله ثم دنى مني بشكل متعمد يريد التحدث معي ثم بادرني بقوله : من أي البقاع أنت في السودان رددت باغتضاب وتلعثم من ( القضارف) واشحت بوجهي قبالة الحائط بعد ان كنت مثبت ناظري على الشاشة البلورية متتبعًا فيلما وثائقيا . صمت برهة وقال : يا سبحان الله وأنا كذلك من ( القضارف) وبعدها اعتدلت في جلستي وامتشقت واقفا لمصافحته مصافحة تنم عن الحرارة والدفء وفي الحال دعوت له النادل ليلبي له ما يريد ثم اتبع هو قائلا  ( ود ناس منو في القضارف ) قلت بنبرة واضحة المعالم ( ود ناس دج) قال لي ما هي الصلة التي تربطك بصديق دج قلت : ذاك أخي قال: كيف حاله انه في أحسن حال كان في معيتنا منذ شهور معتمرا تقبل الله منه قال أنه يعرفنا كابراً عن كابر وتربطه بأخينا صديق صلات ووشائج حميمة فبدأ في تعداد مآثره من كرم ، وإباء ، ونصرة وشهد له شهادة حق بأنه مزارع وتاجر من الطراز الفريد والنادر قائل عرفناه يقوم بزراعة مساحات تعد من كبريات المشروعات الزراعية في المنطقة محصولاته تتدفق على أسواق الولاية على مدار العام حتى يحل الموسم الجديد للأمطار محصولات عدة قطن، ذرة، سمسم ، فول انه بحق سلة غذاء دونما مراء فظل يردد بحق بحق ووجه الي سؤال مفاده كيف حال زراعته اليوم قلت لا يسر صديق ( وأخ أخوان) الأحباش تغولوا على كبريات أراضيه التي تعد ملك له بذل فيها الغالي والنفيس واستصلحها وفلحها لعشرات السنوات وقال فما هو موقف الدولة  إزاء ما جرى قلت موقف المتفرج لا يرقى إلى مستوى صيانة الحقوق وإنما يندي له الجبين من الخذي والعار للدولة لا هي استعادت حقهم السليب والمشروع قانونياً ولا هي أعاضتهم عنها الأمر الذي تسبب في عزوفهم عن الأمر برمته اللهم ما عدا ارض تعد ضيقة الرقعة لا تسمن ولا تغني من جوع .. وقديما قال العقاد :-

إذا الدًهر لم يحفظ لذي الحق حقه **** وللدَهر مني موطيء النَعل والقدم.

إذا جاز بيع الذكر في شرع أمةٍ **** فـلا كان من الذٍكر ولا كانت الأمـم.

قال محدثي : في بعدهم وعزوفهم عن الزراعة فقدت الدولة ركن ركين ودعامة أساسية في المجال الزراعي وخبرات لا يستهان بها عرفت هذا المجال وسبرت أغواره.

ومن هنا نناشد أهل الحل والعقد على مستوى الولاية والمركز متمثلة في رئاسة الجمهورية أن يلتفتوا إلى هذه القضايا ذات الأثر الفعال اقتصاديًا ويولوها الاهتمام المتزايد حتى لا تضيع الحقوق هدراً ومن غير طائل ، كما تعد هذه القضية المتشعبة من أولويات مزارعي الولاية ومطلب لا مناص منه لاناس أفنوا حياتهم لتأمين أقوات العباد. وحلها حلاً  جذرياً عاجلاً  لا رجعة فيه حتى لا تتلاشى  المشروعات ذات الهم القومي في زحمة اجتماعات تنفض وتنعقد ولجان منبثقة لا تلوي على شيء. حاملة بذرة فنائها في جوفها. وبعدها قال محدثي:إنه يريد التحدث معي في أمر خاص ثم بدأ يحكي معي ودموعه تغالبه كيف أنه كان مزارعاً ملء السمع والبصر والفؤاد وأن الزمن اللعين والنوائب من السنين جارت عليه جورا مبرما وقذفت به في أتون الغربة اللعينة التي لا ترحم وظل يتنقل من بلد إلى آخر هام على وجهه ما وراء البحار في بلاد الأنجلو سكسون وبلاد الفرنجة ساعيا وباحثا في ميادين العمل الشريف وأروقة الشركات الكبرى لعله بذلك يؤمن بعض ما بقي من ماء الوجه واخيرا استقر به المقام في ارض الحرمين ومهابط الوحي ويا له من مقام.

ابتدر حديثه معي عن بداية حياته الزراعية خطوة بخطوة حتى صار في يوم من الأيام يشار إليه بالبنان وبات في حكم المؤكد آنذاك من الذين يمكن إحصائهم في عداد أصحاب الجاه والنفوذ العريض واصدق القول أنني كنت اسمعه بآذان صاغية وعقل مفتوح لقد كان محدثي عالما ضليعا في المجال الزراعي بحق وحقيقة وحديثه في هذا المجال يأخذ بمجامع القلوب وينفذ إلى أعماق الأعماق . يعرف فنون الزراعة وخباياها كما يعرف راحة يده ، عمل فيها بإخلاص مفرط لذلك فقد كل شيء ومن خلال حديثه العميق وصوته الأجش الذي تعتريه عبره وغصة لما آل إليه الواقع الزراعي في السودان والحالة المزرية التي ألمت بالمزارعين الذين كان يعد وقتهم من أميز الطبقات ولعمري ظل طوال السنوات الفائتة من الصابرين والمرابطين في الحمى حتى انبرى عليه الزمان وفعل فيه فعلته التي فعل وسرعان ما أجهش محدثي بالبكاء ، مستشهدا ببعض الأبيات لشاعر البطانة شيخ العرب ود  أب سن عندما ألمت به ( سنة) أي فاقة فأنشد قائلا:-

في سوق القضارف كم قدل بي عولي

وكم عنف تباراً لي أمات عقيد اللولي

قـعدني الزمـن شيلني في صنقوري

ركبني الحمار حتـى الحمار مو هولي

وهنا التقط خيط الحديث فقلت يا أخي الدولة مسئولة عن جزء من هذه المشكلة فعلي الرغم من التسهيلات والدعم من جميع المصارف والبنوك لجميع مراحل الزراعة ( زراعة ، كديب، حصاد) وفضلا عن الإجراءات لفترات سماح تمتد لفترات ليست بالقصيرة بغية السداد لكن أيضا ينبغي على الدولة أن تسعى جاهدة لتوفير أقصى حد للتسهيلات للخروج من هذا التردي غير المبرر، لا سيما أن السنوات الفائتة أي لما يقرب من عقد من الزمان لم يكن الحصاد الا دأبا فلم يغاث الناس حينا من الدهر ولم تبتسم فيها مزن السماء واجدبت الأرض ونفقت الثروة الحيوانية، والآن وفي ظل الانفتاح  على السوق السودانية وكسرا لحالة الحصار المضروب وقتها على الإنقاذ في السنين  الأولى و  الطلب المتزايد للحبوب عالمياً لذلك لا بد من انتشال المزارع من وهدته من غير ضوضاء ومظاهر احتفالية . ولكن بالرغم مما انتابني من الألم عن مسيرة الرجل المفضية إلى هذا النحو من انكسار الذات . وعندئذ التفت إليه قائلا: أخي الكريم أننا نتعلم منك الحكمة ونستمد منك المعرفة ونؤمن إيمانا قاطعا بأن الماضي هو درس الحاضر ورؤية المستقبل وفي اعتقادي ان عظمة مزارعي القضارف تجيء من و إيمانهم الصحيح بأنهم جزء من امة عظمية وقد علمنا التاريخ أن عظمة الأمم ليست فقط في قوتها وثروتها وإنما ايضا في مدى قدرتها على امتصاص الضربات والصدامات وتحويلها إلى طاقات للعمل والبناء ترتكز إليها لتصلح ما فات وتنطلق بها لتلبية لكل ما هو آت.

و أود أيضا في هذا السياق أن  أطمئنك بأن الصورة في السودان آخذه في التحسن في السنوات الأخيرة حيث يتزايد وعي الناس وترتقي أفكارهم ويبتعدون عن الصغائر ويتجهون إلى المصلحة المشتركة للوطن وهو الذي يجمع شتاتهم ولا يفرقهم  في ظل قيادة رشيدة  بالولاية متمثلة في حادي ركبها الدكتور/ عبد الرحمن احمد الخضر حبانا الله  بها بعد طول امتهان وغياب لأساليب راشدة للحكم ولعلك تابعت معنا الحديث التفصيلي الممعن في الإسهاب للإنجازات التي لا تخطئها العين عددها لنا الأخ صلاح كشة* الذي دخل علينا كنسمة هادئة مضمخة بعبير وشذا الياسمين هذا الفتي المثابر أجبرته ظروفه للهجرة والاغتراب وقد حق له بعد طول غياب ان يسكن ويطمئن بين أهله وعشيرته وذويه في القضارف الذي هو مهموم ومسكون بقضاياها كرس لها جل وقته لخدمة أهلها في كل المناحي وميادين العمل العام في صفة خصه الله بها قضاء حوائج الناس عندما يأتي إلى جدة يؤنس وحشتنا بصوته العميق وثغره البسام واريحيته النادرة والبريق في عينيه ورنة السخرية اللطيفة في حديثه تنبئك أن هذا الرجل حدق طويلا في مجاهل العقل والروح وأبحر بعيدا في صحبة العقول الجليلة في تراث ومآثر أهل القضارف له فيها نوادر ومشاهد تصلح ان تكون بين دفتي كتاب كيف لا وهو ابنها البار المخلص الوفي الذي لم تجرفه المدنية ولم يغيره  التطواف ولم تؤثر فيه المجتمعات التي عاش فيها بالخارج لانه سليل سلالة المكارم والأخلاق الفاضلة لله درك  أخي( كشة) من رجل في هذا الزمان اللاهث رجل جاد بك الزمن في لحظة من لحظات أريحيته النادرة وهنئيا لك بموقعك الجديد لخدمة أهلك مغتربي ولاية القضارف الذي أنت أهل له وفقك الله وسدد خطاك بجاه أعظم من أظلته السماء واقلته الغبراء محمد صلى الله عليه وسلم.

وبعدها أنفض سامرنا آملين أن نلتقي...

*الايميل الخاص بالاستاذ صلاح كشة:[email protected]

 

 

 الشيخ إبراهيم دج – جدة

جوال 00966509090191

 

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج