صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


الزغـاوة سَـــرَقة إبريق النبي ( ص )/بقلم / الصادق ضرار
Jan 10, 2008, 10:00

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

الزغـاوة سَـــرَقة إبريق النبي ( ص )

بقلم / الصادق ضرار

dirar50athotmail.com

        الفكي رابح شيخ المسيد بحارتنا شر من قصر الأرض في عمره الستيني و نحن ( عيال مسيك ) بخلوته المجاوره لسوق المواشي . الشيخ طرفه في قراءته , نظراته و خطواته التي يتخذها بعشوائية ,  ساذج في بسمته و حديثه أكثر طرافة . ذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا .. هي الآية القرآنية التي درج الشيخ على تلاوتها إيذانا بانتهاء الدرس لتبدأ أم المعارك . فقُبيل الظهر يستعد كلنا ممسكا بـ ( سفنجته ) مُطارِدا من ينعتك بالذوقوا او مُطارَدا  لمن نعته بذلك و كذا قُبيل آذان المغرب عند انتهاء الدرس . الفكي رابح او الفكي ( أبلاي ) كما درجنا ان نسميه و الابلاي يعني  ( القرد ) و هذه طرفة أخرى سأتطرق لها لاحقا , كان يتلذذ من منظر تلامذته و هم في مضاربة و مطاردة من شارع الى شارع و هو يمشي بينهم مزهواً مطأطأ الرأس مبتسما و ضاحكا تارة أخرى . يقول الفكي رابح : ان النبي محمد صلى الله عليه و سلم , نادى احد صحابته من المقربين ان يُعجِل له بالماء ليكمل وضوءه , فاخذ الصحابي الإبريق ليحضر الماء و لم يعد .. طال انتظاره ( ص )  و عند السؤال عنه علم ( بزوغانه ) بالإبريق و سرقته . غضب النبي ( ص ) و دعا عليه بالعذاب الأليم و ان يجعل ذريته سَرَقة الى يوم الدين فنزلت الآية الكريمة ( ذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ) في ذلكم النفر و ذريته ( الزغاوة ) من بعد . كان الفكي رابح الأبلاي يحكي تلك الواقعة في ثقة رجل الدين العارف الواثق و كنا نصدق ما يقوله حتى غدا أبناء الزغاوة من ذرية سارق إبريق النبي يجهشون بالبكاء إحساسا بالذنب كما يفعل الشيعة الآن من ضرب أنفسهم و تأليمها لما تقاعسوا عن نصرة سيدنا على و الحسنين . يقول الفكي ان ( ذوقوا ) هم قبيلة الزغاوة و إنهم ماكثون في النار و ان الله لن يزدهم الا عذابا و كنا نتساءل كيف لذريته العذاب و هم لم يسرقوا  ؟ كان الكبار من القوم اكثر تصديقا لهذه الرواية و هي الرواية السائدة في المنطقة كلها حيث درج الفُقراء ( اُم بُتِرِي ) على حكايتها حتى أصبحت من المسلمات . ما زاد الطين بله ان كل اصابع الاتهام تتجه نحو الزغاوة في عمليات النهب المسلح باقليم دارفور في السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي ما عضد فكرة و تفسير الفكي رابح للآية الكريمة ( ذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا ) .

اما الفكي رابح الأبلاي فهو من القبائل العربية الاباله , يحتفظ بدماءه العربية و سحنته لذلك درج أطفال الزغاوة بالخلوة ينادونه بالأبلاي أي ( القرد ) كما ذكرت سابقا كرد فعل لادعاء الفكي و سعياً للانتقام . يعتقد الناس ان العرب الابالة هم  الذين مسخهم الله الى قردة خسئين . هذه القرود هي نوع من القرود صغيرة الحجم تميل لون جلدها الى البياض و اقرب في ملامح وجها إلى الإنسان العربي من حيث كبر اذنها و طول الأنف و خفة حركتها . كنا جميعا نعتقد ان تلك القرود هم عرب  مسخهم الله الى قرود كاعتقادنا ان ذوقوا هم الزغاوة سرقة إبريق النبي . الغريب ان الفكي رابح يبتسم و يضحك عندما يعلو صوت الأطفال من الزغاوة عقب قوله ( ذوقوا فلن ... الخ ) فيردد الأطفال : أبلاي أبلاي بعده لينفض الجميع بين مُطارِد و مُطارَد و يذهب الفكي ضاحكا .

زميلنا إسماعيل حفيد الفكي رابح من ابنته الكبرى ( مُدَلله )  داعبته قبل فترة بقولي كيفك يا وليد الابلاي فضحك طويلا و قال : ان المقصود بالمسخ في الآية هم اليهود و هم أكثر ذكاء منا العرب الابالة حيث امتهنوا التجارة و السياسة منذ القدم و ما زالوا يديرون العالم و نحن ما زلنا على ظهور ابلنا , فضحكنا كثيرا من أعماقنا .

ايضا من الطرائف ان أهلنا الفور هم اكثر حفظة القران الكريم و اكثر تدينا من غيرهم . جل الفقراء ( الامبتري ) بالمنطقة منهم . بعضهم درج على تفسيير القرآن حسب هواه بجهل او غير ذلك  . على سبيل المثال , عند الاتفاق معهم على ( المحايه ) و المحايه هو كتاب الله و بعض التعويذات تكتب على لوح و تغسل ليشربها الانسان طلبا للشفاء او الذكاء او النكاح .. يفسرون الآية التي في معناها و من يشتري كتاب الله بثمن قليل .. الخ  , يفسرونها بأن كتاب الله ليس له ثمن و ان  الله توعد من يبخس ثمنه في ابتزاز واضح للطرف الاخر لرفع الأجر . المهم عندما يقع ( الامبتري ) من أهلنا الفور في فخ الفكي رابح و ينعتون اطفال الزغاوة بذلك ,  لا يجد اطفال الزغاوة بالخلوة بد من مناداتهم  بـ ( المرافعين ) و هو جمع مرفعين و المرفعين احسبه الذئب . يقول عمي خاطر عليه رحمة الله و قد عاش في منطقة دربات وسط الفور , ان الشخص الفوراوي بعد انتهاء يوم السوق ينقلب الى مرفعين بالتمسح فوق رماد ينشرونه على أطراف كل منطقة خصيصا لهذا الامر  .. ينقلبون الى مرافعين بقصد قطع  المسافات بيسر  حيث ان مناطقهم جبلية وعرة يصعب على الإنسان المشي  .. و كنا ايضا نصدق ذلك و ننعتهم بها حتى ان بعضنا كان يعتقد حليمة الفوراوية جارتنا بالحي تتحول الى مرفعين حلول الليل فنمسك عن شارع بيتها .. و اذكر كيف اننا ننتظر عمي خاطر عليه الرحمة بفارغ الصبر ليعود علينا بقصص الذين انقلبوا الى مرافعين من أصدقاءه التجار و كيف ان احدهم لم يستطع ان يعود إنسانا و هو من كبار التجار بالسوق ما اضطرهم بقضاء دينه لابناءه .. و ما اكثر الطرائف و القصص من وحي خيالات اهلنا و قبائلنا و بساطتنا كبارا و صغارا و تصديقنا جميعا .

 

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج