صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


سـودري مدينتي …( 1 ) قصة قصيرة /بقلم / ايليــا أرومــي كوكــو
Dec 19, 2007, 22:05

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

سـودري مدينتي …(  1 )

قصة قصيرة

بقلم / ايليــا أرومــي كوكــو

 

                أنها مدينة قديمة تقع في الطرف الجنوب الغربي للصحراء الكبري .. و محلية سودي مترامية الاطراف  ، و للذين يقولون بأن مساحة دارفور تساوي مساحة فرنسا  .. أقول  بأن  دولة سويسرا ستذهب شمار في مرقه ان وضعت علي خارطة محلية سودري ..   فمحلية  سودري واحدة  من محليات ولاية شمال كردفان  ، و أديم أرضها مغطاة بكثبان الرمال الذهبية في أشهر الشتاء  و الصيف  .. و في فصل الخريف تتشح سودري بالاخضر الزرعي  لتداري بعض سحر بريق  تبرها تواضعاً لله … في تضاريسها بعض الجبال التي طالتها الزحف الصحراوي لتجعل منها الجبال الرميلة  .. بها امارات عدة بعدد قبائلها الكثيرة من كبابيش و كاجا و كتول و كواهله و يوجد بها ايضاً امارة الجبال البحرية .. أما الجبال فقد شاهدتها و لكنني أعثر أي بحيرة او رهد  عدا تردة أم بادر الفاتنة الجميلة .. و من يدري فرمال سودري التي تغطي سطوح الجبال قادرة  علي دفن البحار  و الانهار .. فقط نتمني ان لا يمد الزحف يده الي وادي الملك و وادي  هور و ان لا يمس بطرف اصبعه بحيرة أم بادر الموسمية... يتباهي أهل مدينة سودري بأن مدينتهم تأسست منذ العام 1917م .. و ها انا اتطوعي بتذكيرهم للاستعداد للاحتفالات باليوبيل الذهبي لمدينتا  العريق .. فيوبيل سودري يقع علي مرمي أقل من عشر سنوات  من الان ....

                 السفر الي سودري من الابيض او من أم درمان و دنقلا او من الفاشر .. السفر الي سودري او منها  شاق و متعب و لا استطيع وصفه بأنه قطعة من جهنم .. فالطرق اليها من المدن الرئيسية سالفة الذكر وعرة يبسط عليها طغيان القيزان يد سيطرتها الكاملة .. أما عن الطرق الداخلية لمدينة سودري فحدث و لا حرج فبالرغم من الوحل الذي ينهك طاقات البشر و العربات  ..  لم يتم ردم شبر واحد من الطريق الرئيسي الذي يربط سوق المدينة برئاسة المحلية و الدور الحكومية ..

              أن الجفاف الذي ضرب أرض السودان و شرق افريقيا  بقساوة في العام 1984م .. كان اكثر قساوة و رعونة مع سودري التي كانت في الاصل شبه صحراوية يغنيها الفيها من طبيعة قاسية جدباء .. أبت نفس جفاف سنة 84 م  الا ان يأتي علي اليابس و الاخضر ان وجد خراباً و تدميراً  للطبيعة التي كانت تقاوم لتبقي  .. اقتلعت العواصف الصحراوية  الهوجاء الشجيرات من جذوره لتجعل سافلها عاليها و عاليها سافلها … نفقت الانعام من الماشية  و الابل و الماعز و الضأن و مات البشر ايضاً .. جفت ينابيع المياه في الابار الجوفية و السطحية أن وجدت علي قلتها و أتي القحط و الجوعي و الفقر و العوز علي كل شي .. و من وقتها عرف البشر من أهالي تلك البقاع الامنة معاني الاغتراب و الهجرة و النزوح .. اتجه بعض القوم شمالاً و استوطنوا علي مشارف تخوم أم درمان و قد سميت تلك الاماكن فيما بعد بمعسكرات النزوح بكل من المويلح والشيخ ابوزيد .. و اختار أخرين منهم البقاء في كردفان فسكنوا عند مداخل مدينة الابيض الشمالية الغربية .. و أخرين فضلوا الرحيل الي  أقصي الشمال فأحتضنتهم مدينة دنقلا و بعض مدن الولايات الشمالية ... اما المقتدرين من الرجال و الشباب فقد اغتربوا الي ليبيا و السعوديه .. و هناك هاجر الي في أرض الله الواسعة الي ما وراء البحار .  لم يسلم من الجفاف  تلك الاعوم حتي الأيائل التي تستوطن الصحاري النائة فالغزلان  البرية  ايضاً رحلت و  الصقور الصحراوية هاجرت و اختارت هي الاخري البعاد .. و بذلك هجر الصيادين المحليين و هواة  الصيد  الذين كانوا يأتون الي السودان  من دول الخليج هواياتهم  و كفوا عن مواسم السياحة الي سودري ..

                جاء الجفاف و ضرب ولايات السودان الشمالية متزامناً مع الحرب الذي اشتعل قبله بعام واحد  في  ولايات السودان الجنوبية  .. و قد فتحت الحرب و الجفاف معاً ابواب السودان  واسعاً علي مصرعية لكل دول العالم كي لتلج و تخوض في الشأن السوداني الداخلي  .. و ارتهن القرار السوداني بالمعونات و الاغاثات و بعض المأرب  .. و عرف السودانيين  التوكل و التسول و مد اليد الي الاخرين طلباً للعون و انتظاراً لأخذ الهبات و الاغاثات  التي أهانت كرامة الانسان السوداني  ..

               و من وقتها و سودري لم تعد الي عافيتها الاولي .. فالازمات الطبيعية من الكوارث ظلت  تتوالي عليها عاماً بعد عام ...  ارتبطت اسم  سودري بالجفاف و شح الامطار و العطش و ندرة  المياه لاكثر من ربع قرن .. ففي الخمسة و عشرون عاماً الماضية كانت سودري  صامدة  بقوة و صلابة ارادة في وجه الجفاف .. و كانت عزيمة سودري تتجدد  كأجنحة النسر العنيد الجبار الذي يسبح ضد الجاذبية الارضية في عنان السماء  .. و استحقت سودري بعد سنين القحط ان تغتسل بمياه الامطار الغزيرة التي هطلت عليها بالبركات في خريف العام 2007م  .. هطلت الامطار علي محلية سودري كما لم تهطل من قبل فأرتوت الصحاري و شبعت القيزان ماءاً ..  فأن جاء الخير الي سودري متأخراً  فسودري ترحب به و تفتح له زراعيها و تفرش له أرضها .. و الشجيرات التي انتحرت يوماً انتحاراً جماعياً ستعود لتنبت من جديد  في كل الوديان ..  و ستعلن الارض اليباب أزمنة  للتصالح  مع زرقة السماء  التي تبشرها بالسحب و الغيوم المشبعة بالمياه و الامطار  ..  

               عاشت سودري المدينة و كل ريفها من قري و فرقان  بوادي  في طيلة  السنين الماضية تحت نير العطش و الظمي .. فالمدينة يأتيها المياه من مسافة تبعد عن مركزها ما يقارب العشرين كيلو متراً .. و الماء المجلوب الي سودري من دونكي المراحيك يصلها عن طريق تناكر المياه التجارية او تلك التي تستثمر فيها بعض المؤسسات الحكومية .. و بفضل تلك الابار التي حفرت حديثاً في ام مراحيك تجاوزت سودري مرحلة ندرة المياه  .. و لكنها لا تزال تعاني غلائها فبرميل الماء في سودري بنحو خمسه جنيهات .. و هذا المبلع رقم كبير جداً لمدينه تعد من افقر مدن السودان بحسب تقديراتي الشخصية  ..أن برميل الماء  ابو الخمسه جنيهات غير مقدور عليه من قبل المواطن الفقير في سودري .. و اذكر ان الخط الناقل لمياه سودري تم مسحه في العام 1994م بتكلفة قدرها عشرون مليون جنيه سوداني ان لم تخونني ذاكرتي الضعيفة .. و استمرت وعود الحكام و الولاء و كل زوار سودري من الرسميين  تتوالي ..  و حتي  المنظمات الوطنية و الاجنبية ظلوا  يعدون الواطنيين بالحل الجذري الشامل لمشكلة المياه  ..  و لكنها كلها وعود سياسية لا تساوي  قيمتها تلك الخطب الرنانة التي  يتفوه بها المسئولين بمناسبة و بدونها .. ففي خريف العام 2006م سمعت من فم احد المسئولين عن محلية سودري يبشر المواطنين الغلابة بأن الشيك الخاص بمياه سودري جاهز للصرف .. و ان المبلغ قد تم ايداعه في البنك و أنقضي الخريف الاول و و لا حس و لا خبر عن المبلغ او الشيك .. و جاء الخريف الثاني و كانت أرداة السماء اصدق من كل وعود السياسيين و غيرهم  .. هطلت أمطار غير مسبوقة في سودري لتمتليئ جميع منها الاودية و الخيران و الرهود و الفول .. و لأول مرة منذ العام 1946م بحسب الكبار في سودري تفيض  المياه و تخرج سودري من دائر العطش  و سنين الجفاف العجاف.. و اليوم تنعم سودري بالماء المدفوع القيمة مقدماً  من السماء  ...

و كل عام و سودري و كل السودان بالف خير

 

ايليـــــا أرومــــي كوكـــو

الابيض      

20 / 12 / 2007م

 

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج