صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


الردة الثورية ... عبدالعزيز عثمان سام نموذجا(2)/ ساره عثمان محمد / المحامى-نيالا / السودان
Dec 10, 2007, 20:51

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

الردة الثورية ...

عبدالعزيز عثمان سام نموذجا(2)

 

 

[email protected]

ورد الى بريدى الالكترونى سيل من الرسائل أكثرها تناولت موضوع مقالى السابق ، الذى تم نشره بهذا الموقع ومواقع أخرى فى الأسبوع الماضى تحت عنوان : الردة الثورية ..عبدالعزيز عثمان سام نموذجا ، كانت مفاجأة حقيقة لي ان ترد الىَ كل هذا العدد من الرسائل والتي  بلغت فى مجملها ، بضع وثلاثون رسالة مما يؤكد ان هناك الكثير الذى يجب قوله إزاء هذه الحركة وبعض المتنفذين فيه  , مصدر المفاجأة أنني حينما كتبت ذاك المقال كانت محاولة منى للإدلاء بدلوي فى أمر رأيت إنها قضية عامة يجب المساهمة فيها بالنقد والتوضيح ليس إلا .. ليعلم هؤلاء الشباب فى اى درب هم سائرون والى اين هم متجهون وهل يمكن تصحيح ما فسد أم نترك الجميع (يبكون على اللبن المسكوب) . ولكننى لم أتناول الموضوع من منطلق شخصى كما ظن بعضهم فى الرسائل التى وردت الىَ ، نحن نرى ان دارفور هى وطن لنا جميعا ولابد لكل من يزعم انه يعمل على قيادة الراى العام فيه ان يتميز بصفات القيادة الحقيقية وللجميع لا لفئة دون غيرها ولابد له ان يكون قدوة يتميز بالأمانة والصدق وحسن الخلق وشيء من التجرد عن الأنانية والأهداف الذاتية الضيقة وكل ما من شانه ان يجعله أهل لقيادة المجتمع .

فورود كل هذا العدد من الرسائل دفعتني لان اكتب مرة أخرى محاولة الرد على بعضها . فالرد عليها كلها من الصعوبة بمكان ، ولكنى سارد على الذين تربطني بهم معرفة شخصية على صناديق بريدهم  ، والبعض  الآخر  لن أرد عليهم ولكنى سأورد مقتطفات من رسائلهم واتركها لتعليق القارىء الكريم بفطنته ونباهته ، وحينما عزمت على الرد لم أجد عنوانا أصلح من عنوان نفس المقال السابق لأجعله عنوانا مرة ثانية ، وربما ستكون عنوانا لمرة ثالثة إذا ما استجد فى الأمر جديد .

والردة الثورية هى جملة سمعت احد الزملاء فى مرة من المرات يذكرها ، وهى فى معناه واضح ولكنا اتخذنا من سام نموذجا، لأنه فى فترة الوفد الذى أرسلته حركة التحرير الى الخرطوم وأسمته بـ(وفد المقدمة) محاكاة لوفد الحركة الشعبية (النسخة الأصلية لحركات التمرد فى دارفور) برز هذا الرجل كأحد القيادات الثورية لتلك الحركة ومنذ ذلك الحين والى اليوم جرى الكثير من المياه تحت جسر الحركة وظهر ذلك الشاب مرة أخرى ولكن هذه المرة كأحد الأثرياء المتنعمين صفوة الحركة الجالسين على كومة من جماجم أهل دارفور وسط بركة من دماء الأبرياء وأنات وآهات المساكين الغلابة الأيتام والأرامل وظهر كأحد  المتسلطين من دعاة القبلية والعنصرية ، وظهر على صفحات الجرائد اليومية راميا الناس بنيران التهم الفاسدة  بالعمالة والارتزاق والاختلاس و.....الخ ، فالسؤال الذى ظل يتكرر وبإلحاح ماذا حدث للرجل .؟

وهناك العديد من الذين حدثت لهم ردة عن مبادئهم الثورية التى اعتنقوها ولكن ما حدث مع الأستاذ كان أوضح نموذجا إضافة الى انه ترك للسانه العنان فأفرط فى القول فرأينا ان نتحدث عنه.

ولنعد الى الرسائل ، فيمكن تقسيم الرسائل الى قسمين اساسيين : مؤيدين لما جاء فى المقال ومطالبين لي بالاستمرار فى الكتابة ، وقسم آخر ناقداُ لما جاء فى المقال ومنهم من مضى لإرسال نبرة لايخلو من تهديد ووعيد كالذى يقول : (نحن معك فى مدينة نيالا ونعرفك ونعرف اين تسكنى ولن يصعب علينا الوصول اليك .. .) الخطاب مكتوب بلغة ركيكة ملىء بالأخطاء الإملائية وإسفاف فى الكلام النابي الخالي من الاحتشام وحسن السلوك ، أمر مؤسف ان يصدر مثل هذه الرسائل من شخص يعتقد انه مسئولا كبيرا ، الخطاب مذيلا باسم كاتبه واصفا نفسه بـ (قيادى بحركة جيش تحرير السودان) .

وآخر يقول ( إننا نعرف انك رجل كتبت هذا الخطاب ثم وقعته باسم نساء) ويبدو على ما أظن ان هذه مدرسة جديدة ،  رجال يكتبون ثم يذيلون ما كتبوه بأسماء نساء .. والسؤال الجوهرى لماذا يفعلون ذلك . . ؟ أحبا فى النساء وأسمائهن أم خوفا من بطش السلطان وجلاديه ... أم ماذا ...؟؟ وان كانت اى واحدة منهما فإنها لكارثة .

شخص آخر واظنه من الذين انعم عليهم صديقنا الأستاذ سام بوظيفة فى السلطة الانتقالية يدر عليه بضع دريهمات ، قال هذا الشخص مدافعا عن الأستاذ فى جملة ما قال : ( الأستاذ سام اشرف منك واشرف من أفراد قبيلتك ..) هكذا قال والكلام بي (ضبانتو) للأخ م. س.ا واظنه لا يحتاج الى تعليق .

فالحالة المزرية التى وصل إليها الفكر فى بلادي وخاصة فيمن يعتقدون أنهم قادة البلاد وحراسها أخشى ان لا يهديهم فكرهم المريض إلا الى قيادة البلاد والعباد نحو هاوية التردي والسقوط .

أما المجموعة الاخرى ومنهم زميل مهنه واظنه احد الذين شاركوا الأستاذ فى حقبة ما فى بعض النشاطات العامة ، فقد تحدث فى أسى بالغ عن بعض الممارسات الخاطئة والغطرسة الماحقة والحماقة الفائقة للحد والاقصائية فى العمل عند هذا الرجل وختم حديثه بقوله : (اذا ما آلت قيادة البلاد الى الحمقى والمتعصبين فالنتيجة الحتمية هى الدمار والخراب مثلما حدث ويحدث الآن فى دارفور ) وذكرني بان الأستاذ أصلا قد تم فصله أخلاقيا من المهنة ( وهذا ما لا اعلمه فقد غبت فترة عن البلاد) فى حادثة مشهورة لأحدى القضايا التى خسرها بمحكمة امدرمان فى مشهد غاية فى (الدراماتيكية) وسوء الأدب .

استأذنا الكبير م.س.أ ( متعه الله بالصحة والعافية) له التجلة والاحترام أرسل لي رسالة بها الكثير من مشاعر الأبوة والمسؤولية ، طالبا منى ان لا انجر الى هذه الدوامة وقال فى رسالته : ( يا ابنتي المعركة ليست معركتك وليس هناك من داع لخوض معارك أنت لست طرفا فيها ) التحية والتقدير لك يا استأذنا الجليل وأنا اقدر لك نصيحتك الغالية ولكنك علمتنا ان الحق أبلج ويجب علينا قوله مهما كلف من جهد( وان الظالم يزداد ظلما بضعف الآخرين) وواحدة من وصاياك لنا ان نكون سندا لكل مظلوم أفلا ترى إننا نسير فى نفس الدرب الذى إختطيته كفلسفة عامة فى الحياة وسرت فيه ..؟؟

وآخر كتب لي يقول : ( اختى الفاضلة كنت اعتقد ان هذا الرجل قبلى متغطرس فاسد لكنني لم أظن يوما انه لص سارق لأموال رفاقه وما جاء فى مقالك استاذتى يكشف هذا الرجل على حقيقته ، وأتمنى ان يدرك شباب حركة تحرير السودان ذلك قبل فوات الأوان . . )

فى هذه الفقرة أورد نصا رسالة احد القراء والذي ذيله بأنه احد القيادات المهمشة لحركة تحرير السودان قال فيه :

(الأستاذة الفاضلة /نحن نحي الأقلام الصادقة والآراء الجريئة التي تكشف الفاسدين والمفسدين وان أزمة حركة جيش تحرير السودان تكمن في الفكر القبلي ومرجعياتها العشائرية والمحاصصة والتي لا تؤمن بفكر الثورة ومبادئها الخلاقة بل فقط حياكة المؤامرات والدسائس و إقصاء الآخرين ونشر وبث الحقد والأنانية واتخاذ القرار خارج مؤسسات الحركة (عشائريا وقبليا) ومن يشك في ذلك فلينظر الى التركيبة الإدارية لهذه الفصائل بما فيها فصيل السيد مناوي وسام احد مستشاريها الكبار والذي يعتقد انه لايخطئ في فتواه أبدا ولعلنا نلاحظ فيما لا يضع مجالا للشك تشتت وتمزق وانشطار حركة جيش تحرير السودان أفقيا وعموديا الي فصائل متناحرة ومتصارعة ومع أبوجا او ضدها مردها سيطرة العشيرة او القبيلة في كل فصيل  من فصائل الحركة وربما استأذنا الكبير (سام) يسعى لإقصاء تيراب عن فصيل مناوي لان الأغلبية القبلية بنسبة %90 او يزيد لصالح الأستاذ سام وبدعم ومساندة من كبير مساعدي رئيس السودان‘ وبهذه الصورة يظهر بعضهم في وسائل الإعلام ويدعي بأنه نبي مرسل الي شعب السودان ودار فور خاصة ليخلصها من ويلات الإنقاذ ومليشياتها ( استخبارات الحدود و الجنجويد وغيرها ..) بدون خجل او حياء  وان أبوجا ما زادنا إلا آلاما وذلة ، وتوزيع الوظائف على معيار القبيلة فقط وكأنها ((مشيخات او عموديات)) وليست وظائف دوله لا شئ آخر غير ذلك والشرفاء الذين قاتلوا من اجل الحرية والمساواة ، الله في عونكم يا جنود التحرير.

بقي لدينا ان نعرف نحن قراء مقالات الشبكة العنكوبتية ماهي مأساة الأستاذة  اميمة ، أصبحنا نخمن قال لنا بعضهم أنها فتاة فى حياة السيد المحامى القدير ماتت  بسبب غطرسة وعنجهية الرجل وتلذذه فى إذلالها وممارسة ساديته عليها ، وأملنا ان توضحى لنا الفكرة.)

من الرسائل الطريفة كتبت الاستاذه ف .م تقول: ( اختى العزيزة أهنئك على قلمك الجريء الذى ذهب الى توصيف الداء بوضوح . وهذا الداء مستشري الآن فى عموم دارفور  وهى( العنصرية والقبلية) وهذا ما قادت الاستاذه مريم تكس الى تقديم استقالتها عن هذا الجسم العنصرى البغيض الرافض لكل من لا ينتمى الى قبيلتهم وأهنئك على شجاعتك فكثير من الناس غير قادر على اتخاذ مثل هذا القرار الصائب ، بقى ان يقوم أصحاب الشأن الحادبين على مصلحة هذا الوطن ان يبحثوا عن الدواء . وأنا اقترح ان يسلم قيادة المرحلة الى زعامات وقيادات نسوية فقد فشل الرجل فى النهوض بواجباته وكرس كل معطيات الواقع ليتعاطى الفساد ليس إلا ، فالمراة اكثر جدية وهن اكثر من عانين من ويلات الحرب والنزوح وذقن طعم الألم والتشرد واللجوء فى دارفور ولتكن تجربة رائدة ربما تقود البلاد الى بر الأمان) .

وأخرى كتبت تقول : ( بدلا من ان تتركوا المؤتمر الوطنى رغم ظلمه إلا انه كان قادرا على الحفاظ على الأمن ولكنكم جلبتم لنا الخوف والهلع وعدم الاستقرار والجوع والمرض والاغتصاب والسلب والنهب نهارا جهارا وفى داخل البلد، فهل قدمتم شيئا للأهل والوطن ، نحن نطالب حركة تحرير الزغاوه بالاعتذار العلني لشعب دارفور من رئيس الحركة وامينها العام وقائد جيشها  والاعتراف بأخطائهم ومن ثم التحقيق مع كل القادة المتورطين فى الأمر وتقديمهم للمحاكمات العلنية دون تفرقة او تمييز ...)

الأمر المؤسف ان هناك من لايزال يعتقد ان مسيرة هذه الحركة صحيحة وان الذين انشقوا او انسلخوا او تخلوا عنها  ليست بسبب الإقصاء المتعمد والعنصرية البغيضة وغطرسة بعض النافذين فيها ، بل بسبب الأطماع الشخصية وأنهم لم يكونوا مؤهلين ولا أصحاب قضية ، وأنى لأشفق على مثل هؤلاء بان يحملوا فى رؤوسهم عقولا ولكنهم غير قادرين على استخدامها فيستخدمون عقول غيرهم ليفكرون لهم وهنا تكمن قمة (التراجيديا) لأنهم هم القادة ، فالذى يتبنى مثل هذا الراى لا اعتقد انه يمثل رأيه باى حال من الأحوال فما هو إلا تابع وسيظل كذلك ولن يكون جديرا بحمل أمانة الفكر والقضية والقيادة أبدا .

هذه نماذج من رسائل وصلتنى على بريدى الالكترونى وأحببت ان اعرضها على القراء لأشاركهم قراءتها مع تعليقات مختصرة على بعضها . أملى ان لا أكون قد أسأت الى احد بنشر هذه الرسائل واظنكم تلاحظون أنى قد تحاشيت ذكر الأسماء إلا ترميزا منعا للحرج .

على العموم نعود الى ما تناولناه فى مقالنا السابق ، فالعمل القانونى عمل فى غاية الحساسية  ومعاييره واضحة ودقيقة  ولا يجوز الخلط فيه بين ما هو قانونى بحت وما يتعلق بالمسائل الخاصة الشخصية للناس وقد وقع زميلنا فى فخ الخلط بين الأمرين وهذا ما دعانا الى ان نبحث أمر هذا الرجل فى المقال المشار إليه آنفا فقد استندنا فى تقييمنا لهذا الرجل على محورين اساسيين ، شخصيته ومسيرته المهنية ثم مسيرة حركة التحرير ووجود الرجل فيه والعلاقة بين الأمرين والقائمة على (براغماتية ) الرجل والتى وصلت فى كثير من الاحايين الى حد الأنانية المطلقة ونهج الإقصاء المتعمد ليتفرد هو بما يعتقد انه حق أصيل له .. وقد يصل الأمر الى حد نشر وترويج الشائعات المغرضة ضد خصومه . فهل حركة التحرير بكل زخمها وعضويتها لا يوجد بها قانونى واحد مؤهل أفضل من هذا الذى لا يرى إلا نفسه ..؟ والذي قيل فى إحدى الرسائل انه قام بإقصاء كل القانونيين من جسد الامانة القانونية ومن السلطة الانتقالية وبقى هو يصول ويجول فيهما يفتى بما يعلم وبما لا يعلم ....

على حسب علمي المتواضع عن هذه الحركة هناك قانونيين بها وهناك شباب تخرجوا حديثا فى كليات الحقوق بجامعات السودان المختلفة وهم اعضاء ملتزمين بفكر الحركة وبرنامجها ويتطلعون الى فرص حقيقية لخدمة الحركة وعضويتها ولرفع كفاءتهم المهنية ، لا لتجيير كل طاقات الحركة وامكاناتها لخدمة مصالحهم الذاتية وأجندتهم القبلية المريضة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع . يتضح هذا جليا فى لحظات الدفاع عن منسوبي الحركة فى قضية المهندسين فقد قيل انه انبرى للدفاع عنهم ما يزيد عن الـ(80) محاميا من خيرة المحامين معظمهم اعضاء فى الحركة كما ذكر. هدفهم الدفاع عن هؤلاء الشباب والدفاع عن الحركة دون ان يعلموا من هم هؤلاء ولا من اين أتوا..؟ ولا ما هى قبائلهم ...؟ والى الآن لا يعرفون عن ذلك شيئا .. وهنا تتضح شخصية المحامى الإنسان الباحث عن إحقاق قيم الحق والعدالة والقانون للإنسان لمجرد انه إنسان فقط ، لا لأنه ينتمى الى قبيلة كذا او كذا ..........

ولكن صاحبنا حطم واحدة من أهم القواعد الأساسية والجوهرية لقيم الحق والعدالة والقانون .. حينما وظف كل ما تعلمه فى دراسة القانون وموقعه كمدافع عن استحقاقات أهل دارفور ومنسوبي حركته الى ( ريع وفيء) يعم آل بيته وأسرته ( وخشم بيته) وبالكثير قبيلته ، وهكذا تكون الدولة السودانية قد خسرت مرات عدة ... خمسة أعوام فى تعليم هذا الرجل أحضرت له خيرة الأساتذة والمعلمين ووفرت له أفضل المناهج والمراجع وهيأت له البيئة الصالحة المناسبة بقامة جامعة الخرطوم ليتخرج منها رجلا جاهلا قبليا فاسدا غارق فى الأنانية وحب الذات لا ينظر ابعد من موطىء قدميه ، ثم يتشدق بأنه سيقود شعبا ويحرر امة ويحاسب أجهزة الحركة وأماناتها فهل أمثال هؤلاء يبنى بهم الأمم .

بقى ان أقول ان الوضع فى عمومه كان قاتما وحينما نشأت الحركات الحاملة للسلاح تجددت آمال أهل دارفور لا سيما ما زالت تعيش فى وجدانهم ذكرى انتفاضة 80-1981م التى حققت أغراضها كاملة وبكفاءة مطلقة ، لكن فى هذه المرة ازداد الوضع قتامة , انقسمت الحركات الى نفسها بصورة مفزعة . والتى انقسمت ظلت تعيش صراعات داخلية مروعة حتى ولو حاولوا إخفائها إلا أنها تظل واضحة للعيان .. (فكل إناء بما فيه ينضح).

وعدم مقدرة الحركات التى وقعت على أبوجا على تحريك سهم ومؤشرات التغيير ولا بدرجة (المايكروملم) بل ظلت تتقاتل وتتناحر لاكتساب بعض المال وذاك الكرسي الدوار التى ستطيح حتما بكل من يجلس عليه ...!

وعدم مقدرة الحركات التى لم توقع على الاتفاق على أجندة التفاوض ومكانها فقط ناهيك عن شكل ومضمون التفاوض وسقوفها

وعدم مقدرة الحكومة على حسم أمرها مع المجتمع الدولى والاتحاد الافريقى فى أمر القوات الهجين .

وعدم مقدرة الاتحاد الافريقى على حسم أمرها مع الحكومة والأمم المتحدة فى أمر التمويل والقوات الهجين ومن اين ستاتى . . .؟؟

وعدم مقدرة الأمم المتحدة على اتخاذ اى قرار بشان إعاقة الحكومة السودانية لأمر نشر القوات الهجين وعد تمكنها من توفير القوات المناسبة للعملية والدعم اللوجستى لها وعدم مقدرتها على توفير المروحيات لها أيضا .

فأصبحت حركات دارفور كالتي فتحت بابا ولكنها ما كانت تدرى الجحيم المخبأ وراءها .. المهم أنها لم ولن تستطيع إغلاقها أبدا ..

اوليس الوضع قاتما يا رفاق ؟؟؟!!!!! ولا ضوء فى آخر النفق .

وسوف لن أتحدث الآن عن قيم الحرية والعدالة والمساواة والتحول الديمقراطي والبناء والتنظيم ، وتحقيق آمال الشعب ، لأنه ببساطة فاقد الشيء لا يعطيه ، وعقل المخبول لا يسكنه إلا الأبالسة والشياطين .

 

       

    ساره عثمان محمد / المحامى

نيالا / السودان

8/12/2007م


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج