بسم الله الرحمن الرحيم
تراسيم
وطنى الحبيب .. رفقا بالشقراوات.
عبدالباقى الظافر.
[email protected]
واعرابى يتسلل الى مسجد رسول الله عليه افضل الصلاة واتم التسليم ويختار ركنا غير بعيد ليتبول فيه .. بعض من اصحاب رسول الله يتحسسون سيوفهم .. والنبى الأكرم يمنحنا درسا فى التسامح والدعوة بالحسنى والتسامى فوق جهل الجاهلين .. ويشرح الأمر للاعرابى وينشرح قلب الجاهل ويمتلىء عزة وفخار بدين التسامح .
نحو عشر سنوات خلت ومنتصف ليل شتوى يجعل كلية الطب جامعة الخرطوم خالية الا من اصحاب الهوى .. شاب اوربى وشابة شقراء وفدا الى دنيانا عبر برنامج التبادل الثقافى الطلابى يمتلئان شباب ورغبة ووصايا اساتذتهم نصب اعينهم انتم فى بلد محافظ .. الغريب اراد ان يقضى وطرا من مواطنته قبل ان تفرق بهم المضاجع هو الى داخلية الطلاب وهي الى بيت الطالبات.. وعين متوجسة كانت تراغب المشهد .
كلما طرق صاحب الحاجة مدخلا وجده موصدا محكم الاغلاق .. ثم ترأى لهما ضوء من بعيد .. وولجا الى المكان المضىء ولم هم بها وهمت به وتلاصقت الابدان واطفئت الانوار .. دخل عليهم الرجل واكتشف الغريبان انهم من فرط توجسهم ارتكبا الفاحشة فى احد مساجدنا .
ادارة الجامعة والتى كان على رأسها علماء حكماء تداولوا الأمر وقلبوا الوقائع وقرأوا المألات وخلصوا ان الشبهات تدرأ الحدود وقرروا ابعاد الغريبان عن الديار السودانية دونما اتخاذ اجراءات اخرى .فقط اجتهدوا لتدركوا من كان وزيرا للتعليم العالى ومن كان مديرا للجامعة وقت ذاك ؟ .
اسلامنا المتسامح جعل من دبلوماسية امريكية كانت تقيم فى خرطومنا ان تعتنق الاسلام وترتبط بطريقة صوفية سودانية رغم انها نقلت للعمل باليمن الشقيق .. ومدرسة الاتحاد السودانية اشهر مدارسنا هذه الايام شهدت اسلام امريكية وزواجها من سودانى مسلم .
جوليان جوبنز سيدة بريطانية لونها ابيض وعيونها زرقاء وشعرها اشقر فى خمسينات العمر ..جاءت الى بلادنا الحارة من بلاد تموت حيتانها من الصقيع .. تركت ورائها الأهل والولد والعيش الرغد لتمنحنا علما .. اخطأت عن جهل واصابتنا بسهم قاس من حيث لا تحتسب ولأن قضائنا الوطنى بت فى الأمر لا نريد ان نعلق على حكم المحكمة الموقر .
ولكن لنا ان نتسأل لماذا تم تسيس الأمر حتى ان وزير العدل (المؤتمر) بقاهرة المعز فض يده عن كل اشغاله واصدر تعليماته لكبار موظفيه لأن يولو الامر عنايتهم الخاصة .. ثم خرج الوزير للعالم اجمع عبر اذاعة هنا لندن مؤكدا ان المعلمة البريطانية ارتكبت جريمة كبرى .. رغم ان المتهم برىء حتى تثبت ادانته ..كان على القائم على امر العدالة ببلادى ان يتريث حتى يطلع على التفاصيل التى جعلت الجريمة الكبرى تنتهى باسبوعين تقضيهم المعلمة رهن الحبس ثم تعود الى بلادها بطلة تحمل شهادة اننا امة متطرفة .
انها الرسالة الخطأ التى تجعل المجلس الأسلامى البريطانى يأسف( لقسوتنا) ويرسل وفدا يبحث عن الرحمة والغفران فى بلادى .. انها الرسالة الخطأ التى تجعل الخرطوم تثور وتطالب برأس المعلمة الجاهلة بتعاليم الاسلام الحنيف ولا احد من عوام الناس يفطن لتفاصيل الحدث والى مدى كانت النوايا الحسنة تتخلله .. لأن وزير العدل قال ان الأمر جلل .وان ادارة مدرسة الاتحاد تبرأت من المعلمة حتى قبل ان تدينها المحكمة .
مشكلة وزيرنا المرضى عندما تنتظر منه انصاف اهل القانون تجده يتحدث بلسان اهل السياسة .. وعندما تتوقع منه حكمة الساسة تجده يلبس( روب ) القانون .. سادتى حكام وطنى الحبيب احذروا نار التطرف فسنتدفأ منها جميعا .
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة