!!للقضاة قضيه

بعد انقلاب 30 يونيو 1989 وتلك الممارسات التى صاحبت  قيام الانقلاب من تعطيل الدستور وممارسة سلطه استثنائيه استنادا لقانون الطوارىء كان فيها الكثير من انتهاك لحقوق الانسان وكان لابد لضمير القاضى ان يتحرك وهو الامين على حقوق الناس  فكان تلك المذكره التى صاغها القضاه فى تلك الايام  والتى اعترضوا فيها على كل تلك الممارسات من محاكم عسكريه افتقدت لابسط مقوما ت العداله  وطالب القضاه بالغاء هذه المحاكم  وان يقدم المتهمين لقاضيهم الطبيعى  وبسبب هذه المذكره تم فصل اكثر من 50 قاضيا فى اغسطس 89 كان كل ذنبهم ان ضميرهم كان صاحيا  وانهم لم يسكتوا عن الحق ولم يتغافلوا عنه

وكان القضاة المفصولين  من انزه واكفا القضاة ويشهد على ذلك   شهادات الخبره التى صدرت من السلطه القضائيه  ومن واقع ملفاتهم  والتى تشير الى ان اقل درجه  حصل عليها قاضى فى آخر تفتيش  قضائى كانت جيد  وان جميع المفصولين حسنو السير والسلوك وهذا دليل ناصع بان الفصل  كان تعسفيا والغريب ان السيد رئيس القضاء  فى ذلك الحين قد صرح لصحيفة القوات المسلحه ان الفصل للقضاه تم  من واقع ملفاتهم !!! والاغرب ان سيادته طلب ارجاع شهادات الخبره  وقد رفض البعض ارجاع ها (ومنهم كاتب السطور ) وتم عقابهم بان تم تاخير صرف حقوق مابعد الخدمه لهم

وتمر الايام  ويتوصل القائمون على الامر الى ان كل الذين تم فصلهم للصالح العام  قد فصلوا بلا حق  وان القرارات كانت جائره فى حقهم  …وتم تكوين لجنه  لاعادة المفصولين  وعندما حاول القضاة المفصولين الاتصال  برئيس اللجنه  حدد لهم موعدا ثم الغى الموعد  وقيل لهم ان القضاة مستثنيين  ولن تبحث اللجنه فى اعادتهم  وهذا يعنى ان الظلم بالنسبه لهم سيظل متواصلا(ولا تحسبن  الله غافلا عن  مايعمل الظالمون  انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه  الابصار ) سورة ابراهيم

واذكر فى  عهد نميرى  عندما اضرب القضاة  وتخلف بعضهم عن الاضراب   قام نميرى وفى احدى صحوات ضميره بفصل الذين لم يضربوا  ونقل بعضهم لمرافق اخرى  متهما اياهم بانهم نخاذلوا عن رفاقهم وان القاضى المتخاذل  والذى يخاف لايصلح لتولى  منصب القضاء  والقضاة المفصولين فى  بداية عهد  الانقاذ  قد انحازوا لشعبهم واتخذوا موقفا  ضد الظلم  وكان ينبغى تكريمهم بدل فصلهم  والاساءه اليهم  … ولا اعرف كيف تدعى  سلطه  انها تحكم !!!بالعدل  والقضاة عندها مظلومين

 ان  لجنة  اعادة المفصولين قد اتخذت قرارا  باعادة بعض المفصولين ورد حقوقهم وعداله ينبغى  تكوين لجنه من السلطه القضائيه لاعادة القضاة  المفصولين  ورد اعتبارهم والاعتذار لهم  عما  لحقهم من اذى  واننا عندما نطالب بهذا  لانستجدى احدا وانما نطالب بحق والقاضى الذى يعيد للمظلومين حقوقهم ينبغى ان يستميت فى الدفاع عن حقه

محمد الحسن محمد عثمان

قاضى مفصول فى دفعة 1989