صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


لفظة جلابة من حيث التعريف والتوظيف/الشعراني عبد الوهاب
Aug 6, 2007, 04:03

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

 

 

لفظة جلابة من حيث التعريف والتوظيف

 

تمهيد : -

 

اطلعت على مقال في صحيفة الرأي العام الغراء الصادرة بتاريخ 4/8/2007 خطه يراع الصحفي الأستاذ / خالد ازرق موضوعه تعريف لفظة الجلابة ودلالاتها الوقائعية والسياسية       و جال بخاطري سؤال : عما إذا كان استخدامها من قبل بعض السياسيين الجنوبيين أو غيرهم على سبيل  التعبير البلاغي و الرمزي السياسي  ، استخدام صحيح وسليم ومفيد أم لا ؟.

 

 لقد أدلى بعض الأشخاص ممن ورد ذكرهم في المقال محل مداخلتنا هذه ، بدلوهم في هذا الموضوع من حيث التعريف و التوظيف ( الاستخدام ) للفظة جلابة وفقا لما يرى أو يقدر كل منهم ( الأولى ترمز للموضوعية والثانية للذاتية ) و مع كامل احترامنا لما أدلوا به من آراء أو تقديرات ولأهمية الموضوع حيث انه ينطوي على مكونات ودلالات  ثقافية واقتصادية  وسياسية ولما قد يترتب على تناوله غير الموضوعي من تداعيات سالبة ، ولأجل تعميم الفائدة أو فلنقل توسيعها أن كان ثمة فائدة ، فقد رأيت أن أتداخل بالآتي : - 

1-  لفظة جلابة لفظة من حيث التحقيق والتأصيل اللغوي المبسط ، أصلها من جلب يجلب فهو جالب ، أي فعل يفعل فهو فاعل ،أما ورودها ( أ ي لفظة جلابة ) على صيغة جمع التكسير المذكر أو المؤنث  للفاعل أو على صيغة اسم الآلة على وزن فعالة وهي من صيغ المبالغة كذلك  كقولك شغالة وغسالة للتدليل على كثرة أو جودة الشغل أو الغسل .

2-   هذه اللفظة بهذا الرسم والفهم لم ترد في المعاجم اللغوية ولا في الاستخدام العام للغة العربية كأثر أو خبر وهي تعني (أي لفظة جلب ومشتقاتها) من حيث اللغة ،  أحضر و مترادفاتها ومشتقاتها ، الم تسمع قول الشاعر العربي حين قال :

 عيون المها بين الرصافة والجسر -------جلبن لي الهوى من حيث ادري ولا ادري .

3-   ، أما في الاصطلاح اللغوي أو الاستخدام السوداني العام وعلي وجه الخصوص في أواسط السودان ، فهي تعني ، العرض للبيع والجالب هو العارض للبيع وبالتالي فلفظة جلابة هي صيغة جمع التكسير للمذكر أي الذين يقومون بعرض السلعة للبيع ( لا تشمل الخدمة ) كما وأنها تستخدم كذلك على وجه أدق واخص في صيغة الاسم أو المصدر ، كقولهم الجلب جاء ( أي حضر أولئك الرجال الذين يعرضون مواشيهم للبيع ومعهم تلك المواشي وبخصاصة الضأن ) وبالتالي فلفظة الجلب تعني حالة عرض تلك المواشي للبيع في وقت معين من قبل أشخاص معينين في مكان معين .

4-  على ضوء ما تقدم ذكره من المعاني والاستخدامات للفظة جلب يجلب وهو جالب وهم جلابة ، فإن أول واشمل وأعمق استخدام تم للفظة جلابة ، تم من قبل عرب كردفان ومنهم انداح استخدامها عند عرب دارفور وعموم دارفور فيما بعد ، وهم إذ يستخدمون هذه اللفظة في بادئ الأمر كانوا يقصدون بها  بكل براءة وبساطة أولئك التجار القادمين إليهم من شمال السودان النيلي الذين يجلبون ما لديهم من بضائع للسكان المحليين أي يعرضون لهم تلك البضائع للبيع ومن هنا جاءت عبارة جلابة خاصة وان السكان في ذلك الوقت والأوان ليس من بينهم من يعمل بالتجارة إلا القلة القليلة حيث كان معظمهم يعملون بمهنتي الرعي والزراعة كما هو معلوم .

5-  مما تقدم ، يتضح جليا بان استخدام تلك اللفظة في أول أمره لم يقصد منه سوى تعيين وتمييز لأولئك التجار حتى عن التجار المحليين الذين قد يتاجرون في سلع محلية لا تتمتع بمثل بما تتمتع به بضائع القادمين عليهم من حيث النوع أو الاستخدام أو المصدر ( الذين يحضرون البضائع من أماكن بعيدة كالخرطوم مثلا أو بور تسودان ويعرضونها عليهم لشرائها ) وليس هنالك من سبيل لهذا التمييز ( بسبب التماثل أو التشابه العرقي أو الاثني )  سوى تلك اللفظة المستقاة من عملهم المتمثل في جلب أو عرض البضائع للبيع وسطهم وهم الرعاة و الزراع.

6-   وقد عاش الجلابة مع السكان المحليين بكل سلام ووئام بل وتزاوجوا وتمازجوا لدرجة الوحدة والاتحاد الأسري والاجتماعي والثقافي وآثار ذلك وامتداداته ما زالت قائمة تتدفق خيرا وفيرا و بشرا كثيرا بل وبقى العديد منهم في تلك المناطق حتى الآن تاركين مناطقهم الأصلية وذويهم وما يملكون هنالك ومن رحل منهم أو انتقل لم يرحل أو ينتقل إلى موطنه الأصلي بل انتقل إلى الخرطوم وهذا شأن عام يشترك فيه جميع السودانيون من كل حدب وصوب .

7-  في وقت لاحق وبسبب ما حظى به شباب تلك المناطق من تعليم ووعي سياسي واجتماعي واقتصادي و في إطار الاعتداد والاعتزاز الذاتي والقبلي ولإحساسهم بالتهميش السياسي والاقتصادي وما يترتب عليه من تخلف اجتماعي ، ثارت ثورة في بعض ذلك الشباب واخذوا يصممون خطط ومواد تحركهم القاصد لنيل حقوقهم ، فتصوروا أو صوروا بعض أولئك التجار بالحفنة الشمالية النيلية المستلغة لخيرات البلاد وخيرات مناطقهم وقد يكون في ذلك بعض الصحة فيما يتعلق ببعض أولئك التجار ( حيث لا يتساوى الناس في فضيلة حسن العمل والتعامل والمعاملة ) حيث كان معظمهم رجال عظماء اخلصوا كل الإخلاص وأوفوا كل الوفاء لأهل تلك المناطق خدمة وتعاملا ومعاملة .

8-  وفي وقت لاحق تم تعميم هذه اللفظة ( لفظة جلابة )  من قبل عرب كردفان ودارفور بل ومن قبل عموم أهل الإقليمين المذكورين على جميع سكان الشمال النيلي على اعتبار أنهم أصول وأصلاب أولئك التجار الجلابة على الرغم من أن هنالك صلات رحمية قوية بين عرب كردفان ودارفور بالعديد من قبائل شرق السودان ووسطه بالإضافة لتك الصلات والرحميات التي خلقت جراء التزاوج والتوالد والتعايش لسنوات طويلة هذا فضلا عن ما يجمعهما من  جوامع متعددة من حيث الدين واللغة والوطن .

9-   وحينما حمى وطيس التنازع السياسي بين السودانيين بشان السلطة والثروة نتيجة للظلم السياسي والاجتماعي الذي تمارسه السلطة المركزية على الأطراف ، تم إطلاق تلك الفظة على من هم بالسلطة المركزية على رافعة أن معظمهم من الشمال النيلي وفي ظل الإحساس  بالتهميش السياسي والاقتصادي والتخلف الاجتماعي الذي تعاني منه تلك المناطق و يعاني منه مواطنوها .

10- فقد انطبق الوصف على الموصوف والاسم على المسمى ، فكانت لفظة جلابة تعني وترمز لفئة من الشمال النيلي تسيطر على السلطة والثروة وتتخذهما رافعتين قويتين لإحكام تلك السيطرة واستمرارها وبالتالي تهميش أطراف السودان الغربية والجنوبية الغربية وبالتالي أخذت العبارة تبلور وتشكل معني ومدلول سياسي واجتماعي معين مؤداه ومبناه ومنعاه أن لفظة جلابة هي تلك الفئة الشمالية النيلية التي تسيطر على السلطة في المركز وبالتالي تستحوذ على الثروة وتحرم منها أبناء ومناطق أطراف البلاد وصارت تستخدم على هذا النحو .

11-وهو استخدام إذا ما نظر له في سياقه التاريخي على و ضوئه وبالنظر للوقائع التي شكلته أو هيئات له ظروف موضوعية للتشكل ، نرى انه استخدام سليم ومحق في استخدامه من استخدمه خاصة في ظروف إعلاء قيم ومفاهيم وسلوك الاستعلاء العرقي والثقافي والديني السائد الآن في السودان ( في إطار الفعل ورد الفعل )  والذي للأسف الشديد ترعاه الدولة بمؤسساتها المختلفة وبعض قوى المجتمع المدني المشتطة والمتطرفة في فهمها وسلوكها تجاه هذه القضايا الحساسة لكونها ذات صلة وثيقة وعلاقة لصيقة بالبناء الوطني السليم والمتين وهو التحدي الذي يواجه السودانيين الآن ويتعين عليهم أن يكونوا حياله قدر المسؤولية وفي مستوى التحدي أو لا سودان من بعد الآن  و إن حدث ذلك فيا له من خسران  .

12-تبقت نقطة أخيرة يتعين علي التطرق إليها وهو أن لفظة جلابة كما أسلفت في متن مقالي هذا هي لفظة من حيث المنشأ والاستخدام كردفانية بحتة وإن شئت الدقة فقل كردفانية دارفورية بحتة ، فكيف تسنى للرفيق المناضل الأخ / باقان اموم الأمين العام للحركة الشعبية استخدامها وهو من أبناء جنوب الوطن الحبيب خاصة وان الفظة المقابلة لها لدى الإخوة والأهل في جنوب الوطن هي لفظة مندوكورو؟  وهي بالمناسبة لفظة محلية نشأة في ظروف ومعطيات تاريخية وثقافية مشابهة لحد ما لنشأة لفظة جلابة في غرب الوطن الحبيب مع مراعاة الفارق النوعي والدرجي  في حمولة عبارة مندوكورو من حيث المعنى والمدلول لأسباب تاريخية و لظروف خاصة بالأوضاع التي كانت سائدة في جنوب الوطن الحبيب قبل اتفاقية السلام الشامل .  

13-وفي محاولة للإجابة على السؤال المذكور أعلاه ، اجتهد رأيي وأجيب ، انه لمن المحتمل بان الأخ باقان قد قصد باستخدامه للفظة جلابة أن يوضح بان لغة المناطق المهمشة قد صارت لغة واحدة لان همها واحد ويتعين التعبير عنه بلغة واحدة  أو لغة اشمل وأكمل وأعم خاصة و أن الحركة الشعبية تنظيم سياسي سوداني قومي متبني لقضايا التهميش في السودان وبالتالي فإنه يبحث عن الجوامع للتعبير عن قضايا المجموع أو قد يكون استخدام هذه اللفظة في نظر الأخ باقام هو الأنسب والأصلح في ظروف الحال وما هو مطلوب كمآل .

14-اختم مقالي هذا  بالتعليق على ما قاله الأخ عبد الرسول النور ، بأنه يتعين علينا تفادي استخدام هذه العبارات في العمل السياسي العام لما لها من تداعيات ودلالات سالبة ولكنني وبالرغم من اتفاقي معه فيما ذهب إليه من باب العلاقات العامة وتهيئة الجو العام ، أرى أن تكون الدعوة الداوية ليس لتفادي الاستخدام  فحسب ، بل كذلك لتفادي دواعي ومبررات وجود مثل هذه الألفاظ ومسببات استخدامها في الواقع السياسي والاجتماعي السوداني المعاصر ، وفي هذا ولأجله فلنتكاتف ونتدافع كسودانيين فكرا وبرامجا وسلوكا وعملا نافعا وناجزا ومخلصا .

الشعراني عبد الوهاب

كبير مستشارين قانونيين بالسعودية


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج