صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


الشيخ علي بيتاي/محمد سعيد ناود ـ أسمرا
Aug 6, 2007, 02:57

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع
    الشيخ علي بيتاي
                                                                             
                                                                              محمد سعيد ناود ـ أسمرا
 
    علم من أعلام السودان عامة وشرق السودان على وجه الخصوص ومآثره وسيرته الشخصية وتاريخه فيعرفها أهل السودان ورجالات الشرق من مؤرخين ودارسين ورجال دين أما السطور القلائل التي أكتبها عنه فهي عبارة عن معرفتي المباشرة به من خلال اللقاءات القليلة التي جمعتني به في المناطق الحدودية مثل (مامان) و(حشنيت) أو في دخل الأراضي الإرترية. وكانت آخر تلك الزيارات التي قام بها الشيخ علي بيتاي كانت لمعسكرنا في (أف سلسل) بنهر بركة في عمق الأراضي الإرترية.
ولإعطاء فكرة عامة فان اسم الشيخ علي بيتاي ارتبط بقضايا بارزة محددة وكمصلح اجتماعي. وأوجز كل ذلك في الخطوط التالية:
1-      المحافظة على السلام والوئام والاستقرار بين سكان المنطقة التي ينتمي إليها وهي المنطقة المتاخمة للحدود الإرترية الشمالية الغربية مع شرق السودان. وكانت تلك المنطقة تعاني من نشاط (الشفتة) وهم قطاع الطرق الذين يمارسون النهب والسطو المسلح . وعدم اطمئنان أي عابر سبيل للمنطقة على روحه وما لديه من ممتلكات وبالذات من الماشية.
أيضا شهدت تلك المنطقة الصراع المسلح والدموي بين قبيلة البني عامر في داخل إرتريا والتي قاد صراعها المسلح آنذاك كل من (علي بنطاز) و(محمد حامد شليشي) وبين إحدى قبائل البجة بشرق السودان في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي. ولإطفاء نار الفتنة تحرك الشيخ علي بيتاي وسيطا بين القبيلتين المتصارعتين- لإحلال السلام بينهما حتى داخل إرتريا ووصل مدينة أغوردات لهذه الغاية. كما أن جهوده في منطقة ووسط قبائله قد ظهرت آثارها بحيث اختفت ظاهرة الشفتة والتي لم يعد لها وجود.
2-      قيامه بمحاربة العادات الضارة مثل تعاطي الكحول واستعمال التنمباك والسجائر والابتعاد عن الدعارة التي تلحق أضراراً صحية قاتلة بين البشر. وفي هذا فقد كان الشيخ علي بيتاي سابقاً لزمانه حيث ثبت الآن  وبشكل علمي لا يقبل الشك خطورة كل هذه الممارسات، وأصبح العالم بكامله يقوم بمحاربة كل هذه الرذائل التي أصبحت تفتك ببني البشر بعد أن ثبت للكل خطورتها المستقبلية.
3-      أيضاً كان الشيخ علي بيتاي يدعو للنظافة عندما قام بدعوته للتخلص من عادة معروفة لمعظم قبائل البجة. فقد كان الرجال- ولا يزال بعضهم- لا يحلقون شعر الرأس بل يطلقونه، ويضفرون جزءه التحتي، أما الجزء الأعلى فيترك سائباً يعلوه الخلال. والخلال هو عود خشبي يصنعونه بأنفسهم من الخشب وهو بمثابة المشط، ثم يدهنون شعرهم بالشحم دون أن يغسلوه أبداً. فبدأ الشيخ علي بيتاي يدعو بإزالة هذا الشعر وحلقه تماماً، واستعمال غطاء للرأس أي العمامة المصنوعة من القماش. وظل يطالب أيضاً بالاستحمام ونظافة الجسد وذلك من أجل الطهارة ومحاربة الأمراض. ويحدد ذلك بمناشدة المواطنين بضرورة الاستحمام وطهارة الجسم حسبما يحث عليه الدين. والأمر في النهاية لمصلحة الإنسان وصحته وكمال دينه.
4-      أهدافه ودعوته تركزت في التعليم بدأ في إقامة الصرح التعليمي المعروف بخلاوي (همشكوريب) وإشعال نار القرآن بها. وبدأ الشيخ علي بيتاي بتشجيع أبناء المنطقة ولأبناء البجة عامة للالتحاق بهذه الخلاوي. وكان يتكفل بالسكان الدارسين وإطعامهم وتوفير الملابس لهم. فإذا بهذه الخلاوي تتسع يوماً بعد آخر وبدأ يرتادها طلاب العلم من غرب إفريقيا، كما أن طلاب العلم من أبناء إرتريا بدأت هذه الخلاوي باستقبالهم والصرف عليهم وإعدادهم ليواصلوا تعليمهم بعد ذلك بشكل نظامي سواء كان في المدارس أو في المعهد العلمي بأم درمان أو بالأزهر الشريف بمصر.
بدأت معرفتي المباشرة بالشيخ علي بيتاي قبل تحرير إرتريا وتحديداً في عام 1977م، عندما فاجأنا بالزيارة في معسكرنا الخلفي بمنطقة (حشنيت). وقال لنا أنه أحضر هذه المواشي كهدية لإطعام مقاتلينا. ونزل بالموقع الذي كنت به. وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث حيث شرح لي علاقته الوطيدة بإرتريا وشعبها وحبه لأهلها وما قام به من جهد لإطفاء نار الفتنة بين البني عامر وإحدى قبائل البجة بشرق السودان. وعند وصوله لمدينة أغوردات في هذه المهمة فإذا بالسلطات الاستعمارية البريطانية تقوم باعتقاله وترحيله للسودان بحجة أنه دخل إلى إرتريا دون تأشيرة دخول.. وفي السودان كانت علاقته- وحسب روايته بالسلطات البريطانية- غير ودية وتنتابها الشكوك، حيث قامت بنفيه عن منطقة شرق السودان ومنعته من العودة إليها إلا بعد تدخل ووساطة من قبل السيد عبد الرحمن المهدي والسيد علي المرغني. أيضاً أكد لي الشيخ علي بيتاي في تلك المقابلة إيمانه الكامل بعدالة القضية الإرترية مع تأييده التام للثورة الإرترية وقناعته بأنها ستنتصر في النهاية مهما طال الطريق.
وفي كل زياراته اللاحقة لمواقعنا فإن الشيخ علي بيتاي ظل يحمل هديته من المواشي على ظهر اللوري الذي يأتي به وذلك لإطعام المقاتلين حسب قوله دوماً.
وكعادته فقد فاجأنا بالزيارة بعد انفضاض مؤتمرنا التنظيمي وطلب الاجتماع بالقيادة الجديدة للتنظيم. وفي ذلك الاجتماع نصحنا بالابتعاد عن صراع السلطة ، وقال: "عليكم بالتماسك لأن الصراع حول الكرسي والسلطة هو بمثابة العظام التي تتصارع الكلاب من حولها".
وفي مرة أخرى زارنا في أحد المواقع حيث قدم لنا النصح بالاهتمام بالوحدة الوطنية وحذرنا قائلاً: "إياكم أن تقولوا هذا مسلم وذاك مسيحي فكلكم في النهاية إخوان في الوطن، وفي مواجهة عدو واحد وتعملون من أجل هدف واحد".
زياراته لمواقعنا في بركة صادف وجود اثنين من القساوسة التابعين للتنظيم، أحدهما القس "تولدي برهي" والثاني لا أتذكر اسمه، حيث كان أحدهما يحمل الصليب بيده. فما أن رآهما الشيخ علي بيتاي حتى نهض واقفاً وسلم عليهما بحرارة، وأخرج كل الأموال التي كانت بجيبه وسأل سائقه أن يسلمه أي مبلغ من المال يوجد في جيبه، وأعطى المبلغ الذي أخرجه من جيبه والذي أخذه من سائقه وسلمه بكامله لهما أي للقسيسين الاثنين وهو يردد "والله أحبكما". وطلب منهما أن يزوراه في قرية "مامان" لإكرامهما بما يستحقان من تكريم يليق بمكانتهما.
أذكر في إحدى المرات أنني كنت في طريقي من الميدان إلى مدينة كسلا، ومعي بعض المقاتلين وكان الوقت ليلاً والجو ممطراً، فقررنا أن نقضي باقي الليلة بقرية مامان وهي قرية كبيرة وعامرة. فاستضافنا أحد الإرتريين الذي يسكن بتلك القرية، وكانت فرصة للبحث عن السجائر والتمباك، فتحرك المقاتلون باحثين عنهما في كل الدكاكين الموجودة بالقرية دون أن يجدوا مكانا يبيع ذلك. وعندما سألنا الإرتري الذي نزلنا معه أخبرنا أنه وحسب تعاليم وتوجيهات الشيخ علي بيتاي فإن المنطقة بكاملها ومن ضمنها هذه القرية وباقي القرى ليس بها من يتعاطى أو يبيع التمباك والسجائر والكحول.
تلك الليلة التي قضيناها بقرية مامان لا يمكن أن تنسى، لأنني ومنذ الليل وحتى الفجر كنت أسمع التلاوة الجماعية للقرآن الكريم والتي يتردد صداها من مختلف الأماكن، والتي تترك في النفوس جوا روحانيا أثناء الليل والبعض نيام.
إن أمثال الشيخ علي بيتاي لا يمكن أن تنسى وكنت أتمنى لو طالت به الأيام ليحضر استقلال إرتريا بعد انتصار الثورة، ليرى ويشاهد بعينيه بأن أمنياته قد تحققت، ولكن جعل الله لكل أجل كتاب فقد فارق دنيانا قبل ذلك بوقت طويل رحمه الله رحمة واسعة.
وبرحيله شكلنا وفداً من التنظيم للقيام بواجب التعزية وشاركنا في المأتم. وبعدئذ شعرنا بالفقد حيث افتقدناه. وافتقدنا زياراته وتوجيهاته. رحمه الله رحمة واسعة وأجزاه عنا كل خير، وجعل البركة في أبنائه وخلفائه وتلاميذه.
نقلا عن صحيفة ارتريا الحديثة
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج