هل ستنفرج أزمة دارفو ر بعد رحيل مجذوب الخليفة بقلم صلاح مرسى
كنت على يقين تام أن ازمة دارفور سوف لن تجد طريقا للحل ومجذوب الخليفة ممسكا بملفاتها مما عرف للراجل مواقفه المتصلبة حيال حقوق اهل دارفور والتى كان بقليل من المرونة والحكمة سوف لا تكون بهذا التعقيد الذى نشاهده اليوم من تدخل دولى ضاغط ليس على الحكومة السودانية فحسب بل يمتد اثاره على الشعب السودانى الذى يقبع تحت الحصار من جراء استمرار هذة الازمة بل وعلى الدولة السودانية من حيث وجوده من تداعيات تراكم المشاكل دون الوصول لحل مرضى يكفل لجميع اهل السودان العيش فى سلامة فى سودان كبير يسع الجميع دون تزييف للحقائق ومحاولات كسر عنق الحقيقة التى ظل أهل الانقاذ يمارسونها وما زالوا لكى يمرروا اجندتهم الخفية التى باتت مكشوفة لأهل السودان فى شرقه وجنوبه وغربه وشماله والوسط الذى يجمع هذا الخليط من أهل السودان.
نعم كنا نختلف مع هذا الرجل كثيرا وهو الذى كان يمسك بملف حساس وقضية تؤرق جميع أهل السودان وكم كنا نتمنى ان يذهب هذا الملف من يده الى من هو أقدر ومؤهل حضاريا ونفسيا وسياسيا واسترتيجيا لحل مثل هذة القضية الشائكة والسهلة فى ان واحد اذا كان المطلوب هو حل القضية على اسس عادلة وليس تضييع الوقت والمراوغة التى كان يجيدها المرحوم على أنها هى قمة السياسة فى حد ذاتها مما ضاع للسودان مصالح كثيرة ووقت ثمين كان من الممكن استغلالها من أجل البناء والسلام ومع يقينى أن السلام الحقيقى لدرافور سوف لا يأتى فى يده لكننى لم أكن أتمنى له يوما من الايام ان يترك هذا الملف بهذة الطريقة المأساوية التى أفجعت خصومه السياسيين بقدر ما أفجعت أهله وجماعته .
كم ذكرت أن أزمة دارفور كانت من الممكن ان تحل ببساطة ومنذ بداياتها اذا توفرت الارادة والجدية والنيات الخالصة لحلها سلميا منعا للذرائع للتدخلات الدولية وحقنا للدماء بين أبناء الوطن وصونا لوحدة الوطن اذا كان الممسكين بالملف من الجانب الحكومى لهم بعد النظر وتغليب المصالح العامة للوطن والتى كانت بمثابة طوق النجاة للجميع ولكن فكرة هزيمة أهل دارفور سياسيا وعسكريا واجتماعيا كانت هاجس المفاوضون الحكوميون غير مكترثين ما يترتب على ذلك من استمرار لمعاناة اهل دارفور التى تفاعل معها كل صاحب ضمير حى فى الدنيا الا عصابة الانقاذ التى لم تحرك فيهم شعرة مناظر أهل دارفور وهم يعانون الامرين فى معسكرت اللاجئين وقد شاهدهم العالم اجمع وهم يهللون ويرقصون فوق جماجم أهل دارفور بدم بارد امعانا فى ايذاء المشاعر الانسانية والفطرة السليمة وهذة نتيجة طبيعية لمن اعتادوا القتل من غير مخافة الله ولأكلهم أموال الناس بالباطل والمال الحرام الذى أباحوه لأنفسهم كأنهم خالدون فى هذة الدنيا أو لا حساب فى الاخرة ولا يحزنون .
كانت مطالب أهل دارفور ليست بالصعبة وهم يفاوضون الحكومة فى أبوجا دعنا نفند مطالبهم الرئيسية بايجاز لنرى حسابات الربح والخسارة فيما لو قبلت الحكومة بتلك المطالب اولا مطلب نائب الرئيس : ما ادرى ما الحكمة من وراء رفض هذا المطلب اذا كان الثمن هو السلام وخاصة أهل دارفور يشكلون السواد الأعظم من مجموع الشعب السودانى وهذة البدعة ليست بالجديدة وقد سبق ان أعطت الانقاذ هذا الحق للجنوبيين فى نيفاشا من اجل ذات الهدف . ثانيا التعويض الشخصى للمتضررين : وهذا حق طبيعى لمن احترق بيته ونهبت أمواله وفقد زرعه وأصبح لا يملك من الدنيا شيئا وهذا الحق لا يرفضه عاقل أو عادل يريد احقاق الحق حتى تتمكن الناس من الرجوع الى قراهم وتأسيس حياتهم من جديد . ثالثا جعل دارفور اقليما واحدا : كانت دارفور اقليما واحدا حتى قسمتها الانقاذ الى ثلاثة ولايات عاملة بسياسة فرق تسد حتى تسهل لها السيطرة لسيت دارفور فقط وانما قامت بتقسيم جميع أقاليم السودان تحت دعاوى الحكم الفدرالى وتقريب الظل الادارى كلمة حق اريد بها باطل وبما أن أهل دارفور أردوها اقليما واحدا فلا ضير فى ذلك وخاصة ليس لهم أجندة انفصالية ولهذا كان الرجوع للحق فضيلة ولا معنى للرفض والتعنت اذا كان الثمن السلام . رابعا حل مليشيا الجنجويد ومحاكمتهم ومحاكمة من أجرم فى حق المدنيين : مع أن الحكومة هى المسؤولة عن سلامة المدنيين فمن واجبها تأمين الحماية لهم وبما أن الفظائع فى دارفور ترجع الى الجنجويد ليس ما يمنع الحكومة من محاربتهم الا اذا كانت هؤلاء من صنيعتها وبذلك تكون الحكومة ضالعة وطرفا فى الجرائم التى أرتكبت وأعتقد أن هذا هو بيت القصيد زى قالوا اذا عرف السبب بطل العجب وهو السر من وراء تصلب الحكومة فى مواقفها تجاه هذة المطالب لكى لا يحصل سلام وتنكشف كل الحقائق للرأى العام السودانى والعالمى ومن ثم يأتى يوم الحساب.
عدم الوصول فى أبوجا الى سلام كامل كان سببا فى القررات الدولية فى مجلس الامن ضد حكومة الانقاذ منها القوات المختلطة التى قبلوها أخيرا من دون شروط بلا خجل أو كرامة بعد القسم المغلظ الذى أصموا به اذان العالم وقالوا من يهن يسهل الهوان اليه ومن حيث لا يدرون وقعوا فى المحظور ولا يحيق المكر السيئى الا بأهله ومنها قرار احالة مجرمى الحرب الى محكمة الجزاء الدولية وسوف لا يمضى وقتا طويلا حتى نسمع من الحكومة قبولها تسليم المطلوبين بدون قيد أو شرط رغم الطلاق والقسم المغلظ فى ذلك وبيننا وبينهم الايام اذا أمد الله فى الأعمار . وهنا يحق للشعب السودانى أن يسأل كم من الارواح أزهقت وأطفال يتموا وفتيات أغتصبن وكم أبرياء قد هجروا ديارهم والحكومة عاجزة فى حمايتهم وتماطل فى تحقيق السلام وعلى من تقع مسؤولية هذة الانفس البريئة يا أصحاب المشروع الحضارى أفتونى أفادكم الله .
على كل حال وقد رحل الرجل الى ربه وهو الذى بيده الحساب يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء كل على نيته وما اقترفت يداه فى هذة الفانية ونسأل الله ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته انا لله وانا اليه راجعون .
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة