صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


في الخرطوم ... القبر ليس كافيا لحماية حرمة للموتي/حسن سعيد المجمر طه/ المحامي
Apr 15, 2007, 20:46

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

في الخرطوم ... القبر ليس كافيا لحماية حرمة للموتي

حسن سعيد المجمر طه/ المحامي

 

 

نساء ورجال في العقد الرابع والخامس من أعمارهم تجمعوا عند الجهة الجنوبية من مقابر العزوزاب ينظرون بحسرةٍ الي قبور من رحلوا عنهم من الآباء والأبناء والأخوان التي خلت فجأة ودون مقدمات من رفاتهم. فبعد ثبات عميق دام لسنوات طويلة إمتدت اليهم أيدي أثمة لتقول لهم ليس من هنا البعث ليوم الدين إنما سترون الشمس وتجمهر النساء وستتعذبون بالبكاء والعويل الذي سينطلق من جديد كما كان أول لحظة الفراق.

لكن أجسادهم التي تحللت وإختلطت بهذا القبر لن ترافقكم جميعا فمن المحتمل أن ينسي أحد (الحفارين) رأساً أو رجلاً أو عظيمات متفرقة، فليس بإمكانكم إستنكار ما يفعله أهل الدنيا بكم لأن ألسنتكم بيد مليك مقتدر.

إن من حق الأموات أن تحترم حرماتهم، فالقبور هي المكان الوحيد الآمن للإنسان بعد عناء الحياة ومتاعبها الجسام.

والدار الآخرة هي المخرج الوحيد لجميع أفراد الشعب السوداني الذين عاشوا خلال الخمس عقود الماضية ... فمنذ الإستقلال وحتي الآن لم يحظي أي فرد سوداني من العامة من نصيبه المكتوب بموجب الأرقام المعلنة من الدخل القومي. ومعظم الأموات الذين أقلقت مضاجعهم أيدي بناة طريق كبري الدباسين لم يتلقوا العلاج مجانا أو التعليم مجانا.. بل غالبيتهم لم يرتووا من محطة مياه نقية بنتها أية حكومة كانت.

إن من حق ذوي هؤلاء الموتي أن يجأروا الي الله بالشكوي لما ألم بحرمة موتاهم وبحراسة الشرطة التي ينبقي لها أولا أن تحرس كرامة الإنسان وقدره.

ما جري في مقابر العزوزاب يدعوا للدهشة، إذ أُعلن للناس بإقتضاب في صلاة الجمعة الموافق 13 أبريل 2007م حسبما أبلغي أحد ساكني المنطقة أن هناك نية لتوسيع الطريق والذي سيتعدي بالتاكيد علي بعض القبور لكن الإعلان لم يصطبر أهله حتي يأتي أولياء الموتي الذين وقعت قبورهم عند خط الإزالة. فعاجلتهم في الصباح الباكر لليوم التالي السبت الموافق  14 ابريل 2007م قوة من الشرطة إنتشرت تحرس جميع أركان المقبرة وتمنع ذوي الموتي والعامة الذين دفعتهم الدهشة لمعرفة ما يحدث لأن بعض القبور التي تنبش في كثير من الأحيان ترتبط بالتحقيق في جريمة وتتم إجراءاتها بإعلان مسبوق وإذن كتابي معروف من النيابة وتحضر الفرق الطبية بمختلف تخصصاتها المطلوبة.

لكن ما حدث في مقابر العزوزاب يجعلك تتراجع ألف مرة ومرة عن أن توافق لذويك أو لنفسك ان يكون قبرك في اي مقبرة في الخرطوم قريبة من طريق مسفلت أو مشروع إستثماري مزمع إقامته لأنك ستكون الضحية الأولي، فليس هنالك من أهلك من يستطيع الإعتراض علي أمر رسمي لإزالة قبرك وليس لأهلك أيضا الحق في المطالبة بالتعويض فانت مجرد جيفة لا تنفع ولاتضر ولا تجد الإحترام والتقدير.

 لقد حضر بعض الموظفين المدنيين الذين شاهدتهم بأم عيني وأحسبهم يمثلون جهات رسمية يقومون بتوزيع الكمامات علي (الحفارين) الذي هم في الغالب مساجين أو عمال طلقاء يبحثون عن رزق يومهم ولو خالفت نتيجته الأخلاق أو العادات أو التقاليد.

لقد رغبت في نفسي وأنا أتفحص من علي البعد في عيون أفراد الشرطة أن يلقي أحدهم بندقيته ويذهب نحو قائده ليقول له أوقفوا العمل حتي يأتي جميع أهل هذه القبور التي ننوي نبشها، لأنهم أحسنوا دفنها وتقبلوا العزاء في موتاهم علي أحسن حال، بل نحن لا ندري إن كان بعض أصحاب هؤلاء القبور ماتوا في ظروف صحية خطيرة تستدعي أن تكون معنا فرق طبية مجهزة من لوازم عملها المعروفة في مثل هذا الحال، وفوق ذلك فإن كل تكليف لنا لا يعتبر تنفيذه مُنزلا من السماء خاصة إذ إرتبط بإهانة كرامة الإنسان حيا أو علي وجه الخصوص ميتا.

 وفي ذلك يحضرني رفض أحد أفراد الشرطة المصريين التكليف الذي نقل إليه من قائده بأن ينضم الي حراسة سفارة إسرائيل بالقاهرة .. فقال أنه لا يقبل أن يقوم بحراسة من قتل اخوانه من عامة الشعب المصري والقي ببندقيته فساندته كثير من أسر الشهداء واضحي بطلا ينظر اليه زملاءه انه قال -لا- في وضعها الصحيح.

أعود الي بكم الي مقابر العزوزاب واقول: لقد أخرجت بعض الجثث وحُملت بواسطة أولئك العمال بشكل لا يليق ابدا بكرامة إنسان.. هل تتصورا أن رجلا يحمل ميتا .. رأسه عار ..أو حتي مقطوع.. وأرجله متدلية. يقطع به مسافة خمس أمتار أو عشرة ليُلقي به في صندوق معد لذلك، ثم يعود ليحمل الآخر دون أن يحدد نوعه ذكرا كان أم أنثي أو أن يكتب إسمه علي الصندوق أو رقمه أو يترك أية معلومة يمكن أن تحدد لذويه أن يعرفوه بها.

لقد حملت عربة الشرطة بعد إنتهاء عمليات النبش عشرات جثث الموتي الي مكان غير معلوم. وتركت تلك القبور مفتوحة دون أن تقوم بدفنها لتستر ما تبقي من رفاة اولئك الموتي.... أشهد الله أنني ومعي أكثر من خمس رجال رأينا رأس أحد الموتي متبقية في القبر، حيث ذهبت الشرطة بالبعض الآخر....

ختاما: من عندي أقترح لأعضاء برلماننا المؤقرين أن يعقدوا جلسة خاصة يناقشوا فيها مسألة مستعجلة حول ...كرامة الموتي وحرمة المقابر... وأن يصلوا الي قانون واضح يحرم تماما علي الحكومة أية حكومة وبجميع مستوياتها أن تتعدي علي القبور....

أليس من العيب أن لا تري السلطات المختصة عندنا العناية التامة والإجراءات القانونية السليمة التي تبذلها حكومات دول قريبة منا في مثل هذه الحالات... ألم يسافر مسئول الي أوربا ليشاهد بعينه شواهد قبور ترجع لمئات السنين... في وقت حولت فيه حكوماتنا المتعاقبة مقابر كبيرة كانت تُزار الي ملاعب لكرة القدم وأندية لإقامة حفلات المناسبات... إتقوا الله يا هؤلاء.

 

 

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج