زفرات حرى
الطيب مصطفى
[email protected]
يا نافع.. حتى متى تبكون هذا الفأر الميت؟!
لا أدري والله متى يقتنع من لا يزالون يعكفون على صنم الوحدة الكذوب.. متى يقتنعون بأنه ما من فِرية في التاريخ مُجِّدت حدّ الابتذال غيرها وما من كذبة رُدِّدت حتى صدقها القطيع مثلها... متى يكفون عن النواح على فأر موبوء بالطاعون لا يستحق دمعة ولا يستاهل غير الفرار منه كما يفر المعافى من الطاعون؟!.
د. نافع علي نافع أكثر رجال الإنقاذ وضوحاً وتعبيراً عن حقيقة مشاعره ورؤاه قال خلال برنامج «المشهد» من التلفزيون القومي مساء الإثنين الماضي وهو يُرهق نفسه ويتجشّم عناء البحث عن سبب لاندفاع أبناء الجنوب بمن فيهم المقيمون في الشمال ممن كانوا تحت إغراء جزرة المؤتمر الوطني وعصا إعلامه الكاسح.. قال: «إن الجنوبيين صوتوا للانفصال لكونه أصبح تحصيل حاصل وأمراً واقعاً مفروضاً عليهم من قِبل ساسة الحركة»!!
د. نافع يقول ذلك وينسى أن يسأل نفسه: وماذا عن الجنوبيين المقيمين في الشمال الذين صوّت معظمُهم للانفصال ولماذا لم يتأثروا بإعلام المؤتمر الوطني الذي كان يدعو إلى الوحدة بذات القدر الذي كان إعلام الحركة الشعبية يدعو به إلى الانفصال؟! من أحل لكم أخي نافع أن تنادوا بالوحدة وحرم على الحركة أن تنادي بالانفصال؟! ألم ينصّ قانون الاستفتاء على منح فرص متساوية للرأيين ورغم ذلك خرجتم على القانون وسخّرتم كل إعلامكم وسخّر صحفيو الغفلة، من القطيع الذين لا يزالون ينتحبون حزناً على الفأر الميت بداء السرطان، صحافتهم للنواح والعويل استعطافاً لأبناء الجنوب لاختيار الوحدة؟!.
لا تقل لي أخي نافع إن اتفاقية نيفاشا نادت بأن يعمل الطرفان على تغليب خيار الوحدة؟! طيِّب وماذا عن قانون الاستفتاء الذي يقول بخلاف ذلك؟! ثم لماذا أصلاً تنص الاتفاقية على أي قدر من الوصاية على أبناء الجنوب أصحاب الحق المطلق في أن يقرروا مصيرهم؟! أليس من التناقض والتدليس أن تحاول التأثير على إرادة الجنوبيين ثم تقول إنه قرارهم؟! هل هذا من مبادئ الديمقراطية أم أنه تزوير لإرادة الشعب المستفتى؟!.
ذات الشيء ــ التأثير على إرادة الجنوبيين ــ حدث عام 7491 خلال مؤتمر جوبا حيث كان رأي أعضاء المؤتمر من الجنوبيين في اليوم الأول مع الانفصال ثم ما لبثوا أن غيروا رأيهم في اليوم الثاني بتأثير من الشنقيطي وصحبه من الشماليين بل بتأثير وقرار من السكرتير الإداري البريطاني جيمس روبرتسون الذي رأس الاجتماع واعترف فيما بعد بأنه هو الذي اتخذ القرار ليورِّطنا في هذه الوحدة «الملعونة» ويُدخلنا في نفق الحرب الطاحنة التي اشتعلت قبل أن يغادر المستعمِر البغيض أرض السودان تاركاً الشعب السوداني يرزح ويتمرّغ في جحيم نفق الوحدة المظلم المليء بالثعابين السامة!!
أقول لقيادات المؤتمر جميعاً إنه قد آن الأوان لأن تصدعوا بالحقيقة.. حقيقة أن الانفصال ظل رغبة جامحة ومركوزة في نفوس أبناء الجنوب منذ ما قبل الاستقلال بل منذ أن جثم قانون المناطق المقفولة على صدور أبناء الجنوب عام 2291 ومن يقرأ تقرير لجنة القاضي توفيق قطران التي حققت في أحداث توريت التي اشتعلت وأشعلت التمرد عام 5591 يظنه مكتوباً حول أحداث الإثنين الأسود التي انتقلت كما السرطان إلى قلب الخرطوم في عام 5002 أي بعد 05 عاماً ويقتنع بأنه ما من حل لهذه المشكلة المزمنة سوى الانفصال وإذا كانت كل القوى والأحزاب السياسية قد أجازت حق تقرير المصير للجنوبيين فإني أقول وأجزم على ذلك إنه ما من حزب حاكم غير المؤتمر الوطني كان بمقدوره أن يأتي بنتيجة أخرى غير التي جاءت في عهد المؤتمر الوطني ولو صدقت الأحزاب الأخرى وتحلت بالأخلاق لاعترفت بذلك ولا تسمعوا لشعارات الوحدة الجاذبة وغيرها من الأكاذيب والأباطيل بما في ذلك هرطقات باقان وعرمان ومن لفّ لِفّهما حول الوحدة على أسس جديدة وغير ذلك من أحلام اليقظة التي يهرف بها شيوعيو الحركة الشعبية وغيرهم من بني علمان فإما انفصال أو حرب تستمر إلى يوم القيامة!!
آن للمؤتمر الوطني أن يرفع سرادق العزاء وأن يكف عن النحيب ووالله إن الأمر يستحق منه أن ينضم الى مواكب المحتفلين بيوم الاستقلال الحقيقي فقد قدّم ما ينبغي أن يفتخر به «ويعرض» ويهز فقد حُلت المشكلة التي دوّخت السودان وأُعيد تصحيح التاريخ وإذا كان الأزهري قد نُصِّب بطلاً قومياً قاد مسيرة تحرير السودان من المستعمِر فإن البشير ينبغي أن يُعتبر قائد مسيرة تصحيح الخطأ التاريخي الذي أرهق كاهل السودان وبطل الاستقلال الحقيقي ولن يحدث ذلك ما لم يزح المؤتمر الوطني عقدة ذنب لم يقترفه فبربكم أي ذنب ارتكبه من حل المشكلة الكبرى في تاريخ السودان والتي كان ينبغي أن تحل بذات الكيفية منذ أكثر من خمسين عامًا؟!
بين باقان ووسخ الخرطوم!!
طائر الشؤم باقان أموم «فردة» الرويبضة عرمان ورفيقه في «النضال» منذ أيام الاتحاد السوفيتي وشيوعيته البائدة.. باقان هذا قال «إن الانفصال سيريحنا من وسخ الخرطوم» وقبلها كان قد قال «سنصوِّت للانفصال ولو أمطرت السماء ناراً»!!
مبروك عليك يا باقان جوبا النظيفة من وسخ الخرطوم.. جوبا التي يترنّح السكارى في طرقاتها آناء الليل وأطراف النهار!!
بربكم أليست هذه نعمة كبرى ينبغي أن نحمد الله عليها ونذبح الذبائح ونقيم الاحتفالات.. نعمة أن يغادرنا هذا الحاقد الأكبر ويريحنا من «نظافته» التي استكثرها على الخرطوم القذرة بإنسانها وساستها وشوارعها؟!
باقان هذا من أسفٍ ترك لنا عرمان لينغِّص من عيشنا ويكدِّر حياتنا ويزيد من «أوساخنا» التي نجا منها بجلده فقد قال باقان إن الحركة الشعبية ستسعى لإقامة مشروع السودان الجديد من خلال الوحدة أو الانفصال أي أنها ستسعى من خلال فرعها في الخرطوم بقيادة عرمان إلى إقامة مشروع الحركة الذي يحكم جوبا اليوم ويا سبحان الله!! جوبا هي التي تقود مشروع التغيير في الخرطوم.. جوبا حيث لا دولة هي التي تعمل على حكم الخرطوم من خلال عميلها الذي ظل يخوض الحرب ضد أهله وبني جلدته جندياً في جيشها الشعبي منذ ثمانينات القرن الماضي!!
تتحدث عن وسخ الخرطوم يا باقان بالرغم من تأكيد مصادر قضائية معتبرة في أوروبا أن رئيس الجنوب سلفا كير وعددًا من المسؤولين في حكومة جنوب السودان يمتلكون عقارات في أوروبا بمئات الملايين من الدولارات ولم يصدر نفي من حكومة الجنوب أو من الحركة الشعبية أو تلك المصادر كما حدث عندما روَّج بعض الشائنين فِرية كهذه عن رئيس الجمهورية نفاها المصرف الأوربي الذي ورد اسمه في الخبر.
الخرطوم هذه يا باقان التي تتحدث عن عفنها ستكشف احصائيات التقارير الدولية بعد الانفصال أن ترتيبها بات أفضل بكثير في كل المجالات التي كان الجنوب يجرها فيها إلى الخلف ويجعلها في ذيل العالم ذلك أن الإحصائيات تأخذ بالمتوسط وتضع إحصائيات الجنوب ضمن إحصاء السودان ولذلك سيرتفع السودان والخرطوم في نسبة الإيدز والجوع والتعليم والفساد والصحة وفي كل المجالات وأخيراً مبروك عليكم نظافتكم يا باقان!!
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة