زفرات حرى

الطيب مصطفى

[email protected]

عندما يعبث الرويبضة بأمن البلاد!!

هل يُقدم المُبصر خلال مسيره على التقدم خطوة واحدة إلى الأمام قبل أن يتحقق ويتأكد أنه لن يقع في حفرة أو هاوية سحيقة تدق عنقه؟!

كذلك هل يتحرك الأعمى إلا على عصا يتوكأ عليها أو على شخص يقوده حتى لا يقع في حريق يلتهمه؟!

هل يعمد المرء إلى «تغيير» قميصه قبل أن يُعِدّ قميصاً بديلاً وذلك تجنباً للعري الذي يعقبه تغيير قميصه البالي؟!

شباب حديثو السن سموا أنفسهم «شباب من أجل التغيير»!! فهل بربكم يُقدم من يسعى إلى التغيير على طرح شعاره قبل أن يُعدّ البديل الذي يغيِّر به من يسعى إلى تغييرهم؟!

من تُراه يقف خلف هؤلاء الشباب؟! من غير الرويبضة عرمان الذي يعجز عن إدارة شأنه الخاص وإلا لما تنكب الطريق طوال عمره المليء بالخزي والمجلّل بالعار؟!

من غيره؟! فاروق أبوعيسى ذلك الحقير الجبان الذي لم يسعَ في خير طوال حياته المترعة بالفشل؟!

إني أحذِّر من اللعب بالنار وعلى مواطني الخرطوم أن يتصدوا لهؤلاء الشباب كما تصدوا للمغول الجدد الذين استباحوا الخرطوم في يوم الإثنين الأسود ذلك أن أية دعوة من هؤلاء الصبية بقيادة عرمان وأبوعيسى وغيرهما من الحاقدين ستشعل الخرطوم المليئة بالسلاح فهلاّ حافظوا على مدينتهم التي يتربص بها الأعداء في مناخ مليء بالتآمر والتمرد والحقد الأعمى؟!

حتى لا أتقيأ على الورق!!

 قبل أن يُعلَن عن ميلاد دولة جنوب السودان صرح وزير خارجية السودان السابق ووزير التعاون الدولي في حكومة الجنوب دينق ألور بأن دولتهم الجديدة ستسعى للانضمام لمحكمة الجنايات الدولية وتقوم بالتوقيع على ميثاق روما.. يا سبحان الله دولة جنوب السودان التي ينتظرها مشوار طويل من المهام الصعبة والأولويات القصوى حتى تصبح دولة تستعجل الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية!!

الخبر ورد في «الجزيرة نت» التي قالت إن «الجنوب سينضم إلى محكمة الجنايات الدولية التي أصدرت أمراً بتوقيف الرئيس عمر البشير»!! بربكم هل يشك أحد في الدوافع الحقيقية التي ساقت هذا الرجل لاستعجال الإعلان عن هذا الموقف؟! هل ينتطح عنزان في أن الحقد والكراهية التي تضطرم بها نفسه هي الدافع الحقيقي لذلك التصريح وأن الرغبة العارمة في التشفى هي المحرِّك لغلّ هذا الرجل الذي كان يستهدف بشكل مباشر الرئيس البشير؟!

دينق ألور الذي كان بذات الروح يستخدم موقع ومنصب وزير الخارجية ليكيد للسودان بدلاً من استخدامه في تحسين صورة السودان وفي ترميم علاقاته بالعالم.. دينق ألور هذا هو الذي اعترضنا على تعيينه وزيراً للخارجية قبل اتخاذ القرار لسببين أهمهما هو أنه جاء في أعقاب طرد ممثل الحركة لام أكول الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية لمصلحة السودان.. طرده بحجة أعلنتها الحركة «عديل» أنه لم يكن يوظِّف المنصب لخدمة أجندة الحركة الشعبية التي تتعارض تماماً مع أجندة الحكومة السودانية والسبب الثاني هو أننا كنا نعلم ما يضمره للسودان الشمالي كونه، على غرار كل عضوية الحركة الشعبية ومعظم النخب الجنوبية، ينطوي على حقد دفين للشمال والشماليين وذلك هو الفرق بين منبر السلام العادل بل ذلك كان مرتكز ومحور الرؤية التي خرج بها منبر السلام العادل إلى الساحة السياسية السودانية... أنه لا مجال لوحدة مستحيلة بين متباغضَين بل بين حَمَل وديع لا يحمل في قلبه بغضاً لأحد وذئب مفترس لا يضمر لذلك الحمل غير التربص والشر!!

لقد تبدّت روح الذئب في أحداث توريت عام 1955م وفي أحداث الإثنين الأسود عام 2005م في الخرطوم بعد خمسين عاما من توريت ثبت خلالها أن ذات الحقد الدفين الذي اعتمل في نفوس أولئك المتمردين في توريت ومدن الجنوب الأخرى لم تنطفئ جذوته أو يخمد أواره إنما تشعب وتمدد حتى وصل إلى الخرطوم.. في ذات الوقت تبدَّت روح الحَمَل في ذلك الدفء الذي كان أبناء الشمال يستقبلون به أبناء الجنوب الفارين من جحيم الحرب إلى ديار «الجلابة» الذين يحارب المتمردون أبناءهم في جنوب السودان!!

تبدّى ذلك الحقد في استدعاء تمرد توريت من قِبل الحركة الشعبية ونفض الغبار عنه بعد نصف قرن من الزمان وإحياء ذكراه كل عام بالقرب من مقابر شهداء توريت من الشماليين الذين قُتلوا غدراً وغيلة بينما تبدّت طيبة وسذاجة الحَمَل الوديع في جلوسه في نيفاشا مع عدوه اللئيم كما لو كان ولياً حميماً!!

إنه العجز عن فهم نفسية من نفاوض.. إنها الطيبة المفرطة التي لا تأخذ بنصائح القرآن في التعامل الحذر مع الأعداء ممَّن لا يُضمرون لك غير الشر المحض (خذو حذركم).

دينق ألور يتوعد البشير بمحكمة الجنايات الدولية حتى يحرم عليه دخول جوبا التي كانت جزءاً من مملكته قبل نيفاشا وحتى يقبض عليه ويسلمه إلى محكمة الجنايات الدولية إن هو تجرّأ وزار جوبا بالرغم من أن الرئيس يزور أديس أبابا كما لو كانت جزءًا من السودان بينما نخرق الدستور ونُبقي على رئيس حكومة الجنوب «الأجنبي» نُبقي عليه نائباً أولاً لرئيس السودان حتى يستمر في حكم السودان الشمالي حتى بعد أن انفصل عنه ليعوق من قرارات الرئيس ويستخدم حق الفيتو من خلال مؤسسة الرئاسة!!

بالله عليكم أيهما  أحق بأن يحتفظ بمنصبه في الدولة الأخرى البشير الذي يُفترض أن يعامل بالمثل ويبقى رئيسًا للجنوب والشمال أم سلفا كير الذي مُنح حق أن يرأسنا رغم أنفنا ورغم أنف الدستور حتى بعد أن انفصل بدولته وأصبح أجنبياً؟!

إنها ذات الغفلة التي جعلت الحركة تتمدد في أرض الشمال من خلال عقارها وحلوها «عبدالعزيز» وعرمانها الذي لا يزال يصول ويجول ويتحدث للفضائيات وتتعامل معه صحفنا «الغبيانة» وكأنه وطني غيور لا عميل حقير يعمل على إسقاط الحكومة وعلى تهييج الجماهير التي تبغضه أكثر مما تبغض الشيطان الرجيم..

أرجو أن تسمحوا لي بالتوقف عن الكتابة حتى لا أتقيأ  على الورق!!