زفرات حرى
الطيب مصطفى
[email protected]
بــــاقـــان والتغييـر الجـــذري!!
ولا نزال نسبح في بحر الغفلة ونتعامل مع القضايا الكبرى تعامل الصغار فحتى بعد أن انفصل الجنوب وأصبح دولة أخرى وصار سلفا كير وباقان أموم وغيرهما أجانب كاملي الدسم لم يتغير شيء في سلوك الحركة الشعبية فها هو «الأجنبي» باقان أموم عدو الشمال اللدود الذي ظن بعضُ الغافلين أننا سنرتاح من شروره لحظة إعلان انفصال الجنوب.. ها هو باقان يقول حاشراً أنفه في شأن السودان الشمالي قبل أن يجفّ حبر إعلان قيام دولة الجنوب: «إن الحركة الشعبية تدعو لوقف الحرب والعدائيات في دارفور عن طريق مفاوضات سياسية تشمل كافة الأطراف في الإقليم من أجل الوصول إلى سلام يعالج أسباب الحرب ويمنح أهل دارفور نصيبهم من الثروة القومية وحكم أنفسهم والمشاركة العادلة في النظام السياسي في الدولة»!!
باقان يقول ذلك رغم علمه أن ما دعا إليه من «مفاوضات سياسية» تُجرى منذ سنوات ورغم علمه أن فاقد الشيء لا يعطيه فقد كان الأولى بالرجل أن ينصرف إلى حل مشكلات الجنوب من خلال «المفاوضات السياسية» مع الفريق جورج أطور والفريق قلواك قاي والفريق ياو ياو وغيرهم من حاملي السلاح في وجه جبروت الجيش الشعبي في جنوب السودان بل كان ينبغي أن ينفذ ما اتفق عليه مع الأحزاب الجنوبية التي انتظمت فيما سُمي بالحوار الجنوبي الجنوبي والذي ذهب أدراج الرياح لكنه باقان الذي لا تنقضي عجائبُه والذي كان ينبغي أن يغادر إلى دولته لحظة الإعلان عن مولدها في قاعة الصداقة باعتباره أجنبياً لا يجوز له البقاء في دولة الشمال إلا بتأشيرة لكن ماذا نفعل مع المنبطحين الذين ظلوا يسمحون لكل من هبّ ودبّ من شُذاذ الآفاق بالتطاول علينا حتى باقان الذي أصبح يتعامل معنا كما يتعامل الأمريكي غرايشون!!
باقان لم يكتفِ في تصريحاته بما قال عن دارفور وإنما حشر أنفه كذلك في شأن ولاية الجزيرة حيث قال: «الحركة الشعبية تساند وتدعم المهمّشين والمزارعين والرعاة وتعمل من أجل إحداث تغيير جذري في بنية الدولة لمعالجة مشاكلهم» وشدّد باقان «تخيلوا!!» على ضرورة «الاستجابة لمطالب المزارعين والتحاور معهم من أجل تحقيق إنتاجية عالية وإصلاح المشروع»!!
أرجو أن يتمعّن قرائي الكرام في عبارة باقان متحدثاً عن أن الحركة تعمل من أجل إحداث تغيير جذري؟ متى يا تُرى ستعمل الحركة على إحداث هذا التغيير وقد انفصلت بجنوبها وأصبحت حركة أجنبية وأصبح باقان أجنبياً ينتمي إلى دولة أخرى ولا يحمل جنسية الشمال الذي يسعى إلى تغييره بصورة جذرية؟! يقول باقان هذا الكلام وهو يعلم أنه أجنبي ولا يحق له أن يهرف بما هرف به!! هل فهمتم شيئًا قرائي الكرام؟! أما اقتنعتم بأن باقان لم يأتِ بجديد حين تحدث عن أنهم يسعون إلى إحداث تغيير جذري ذلك أن حديثه يتّسق مع ما قاله مراراً عن أن الحركة الشعبية ستسعى إلى إقامة مشروع السودان الجديد من خلال الوحدة أو الانفصال؟! أما اقتنعتم أن عرمان والحلو وعقار قد انتُدبوا من قِبل الحركة الشعبية في دولة جنوب السودان من أجل إحداث ذلك التغيير الجذري في السودان الشمالي حتى بعد الانفصال؟!
بربكم هل كانت الحركة ستسمح حتى للرئيس البشير ناهيك عن من هم دونه بأن يقول إن «المؤتمر الوطني سيعمل على إحداث تغيير جذري في جنوب السودان»؟!
إنه الهوان الذي تجرّعنا من كؤوسه أطناناً والذلّ الذي تمرّغنا في هجيره دهراً جرّاء استكانتنا وانبطاحنا فهل يا تُرى سيكون هذا شأن الجمهورية الثانية التي حدثونا عنها وهل نسمح لباقان وعرمان وغيرهما بأن يعبثوا بمستقبها؟
عشية تصريحات باقان لصحيفة الحركة الشعبية «أجراس الحرية» التي لا تزال تعمل من الخرطوم حتى بعد أن انفصل الجنوب من أجل إحداث التغيير الجذري قال رئيس دولة الجنوب خلال تسلمه نتيجة استفتاء تقرير المصير إن «الحدود بين الشمال والجنوب ستكون حدوداً على الورق» بما يعني أن «سيادته» قرر بعد أن أصبح أجنبياً أن يتاح لأبناء دولة الجنوب المستقلة أن يقيموا في السودان الشمالي رغم أنفنا حتى يُسهموا في التغيير الجذري!! هل فهمتم لماذا تدعو أمريكا وبريطانيا والسويد والنرويج وكل الأعداء إلى منح الجنسية المزدوجة رغم أن مستقبل الجمهورية الثانية ببُعدها الحضاري الذي تحدث عنه الرئيس البشير يقتضي رفض أيٍّ من الحريات الأربع؟!
صدقوني إنني موقن ولا يخالجني أدنى شك في أن هذه القضايا ستكون من ضمن الشروط الأمريكية لتطبيع العلاقة ذلك الصنم الجديد الذي نصبناه إلهاً بعد أن هلك صنم الوحدة الكذوب!! وإذا حدث الانبطاح المعتاد فوالله إن باطن الأرض خيرٌ من ظاهرها.
أخي بروف إبراهيم أحمد عمر مع التحية
مشكلة الطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبية
عقب نشري مقالاً حول مشكلة الطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبية تم ترتيب لقاء جمعني باللجنة العليا لمتابعة قضايا الطلاب الشماليين في الجامعات الجنوبية بحضور كلٍّ من الدكتور حسن الطيب المقبول ود. بابكر محمد فضل وعدد من الطلاب وكان لقاءً مثمراً بحق تداولنا فيه بصراحة في حضور بعض طلاب الطب من خارج اللجنة واتفقنا على بعض المبادئ ورسمنا خريطة طريق تعهّدتُ بنشرها وهأنذا أفعل.
1ـ التأكيد على أن جامعة جوبا كانت من أعظم الجامعات السودانية بسبب وجودها في الخرطوم وبيئتها الأكاديمية المتميِّزة التي جعلتها تنافس على استقطاب أفضل الطلاب بل كانت تنافس في المراكز الثلاثة الأولى بين الجامعات السودانية كما أنها تضم نخبة متميِّزة من الأساتذة رفعوا من شأنها بين الجامعات السودانية.
2 ـ أكدت اللجنة أن استطلاعاً دقيقاً قد أُجري بين طلاب الجامعات الجنوبية الثلاث «جوبا وأعالي النيل وبحر الغزال» أفضى إلى أن نسبة «96%» من الطلاب يؤيدون إنشاء جامعة جديدة تستوعبهم بشروط ترد في ثنايا هذا المقال.
3 ـ التأكيد على أن السبب الوحيد الذي يدفع الطلاب للموافقة على إنشاء جامعة جديدة بديلة للجامعات الجنوبية يتمثل في حصول طلاب تلك الجامعات على شهادة جامعاتهم الأم عقب انتقال تلك الجامعات إلى جنوب السودان بعد الانفصال بما يعني أن تُستبعد الجامعة الجديدة تماماً من خيارات الطلاب إذا لم يتم التأكيد على موافقة حكومة الجنوب بتعهُّد مكتوب على منح طلاب تلك الجامعات شهادات جامعاتهم المنتقلة إلى الجنوب على أن تتم تلك الموافقة الكتابية بنهاية هذا الشهر فبراير 1102م.
4 ـ في حالة فشل محاولة الحصول على موافقة حكومة الجنوب بتعهد مكتوب على منح طلاب الجامعة الجديدة الذين درسوا سنواتهم الأولى في جامعات الجنوب خلال هذا الشهر وبحد أقصى 82/2/1102 يلجأ الطلاب إلى الخيار الثاني الذي يستبعد الجامعة الجديدة تماماً حيث يلجأون إلى خيار نقل الطلاب إلى جامعات شمالية أسوة بالتجربة التي حدثت خلال سني الإنقاذ الأولى عقب تفجُّر ثورة التعليم العالي على أن يتم انتقال الطلاب للجامعات الشمالية بناء على النسبة التي قُبلوا بها عند دخول الجامعة.
5 ـ يؤكد اللقاء على أن عدم الحصول على موافقة حكومة الجنوب على منح شهاداتها للطلاب الشماليين الذين درسوا سنواتهم الأولى بالجامعات الجنوبية وبالتالي لجوء الطلاب الشماليين لخيار استبعاد قبولهم في الجامعة الجديدة لا يعني البتة استبعاد إنشاء الجامعة الجديدة لتخدم هذه البلاد وتستوعب العدد الكبير من الأساتذة المتميِّزين الذي رفعوا من شأن جامعة جوبا وجعلوها في مصاف أعظم الجامعات السودانية خاصة وأن سنوات طويلة مضت لم تنشأ خلالها جامعات حكومية كما أن إنشاء الجامعة لن يكلف كثيراً نظراً لوجود مبنى جاهز في الكدرو مؤهل تماماً لاستيعاب الجامعة الجديدة علاوة على وجود الأساتذة المميَّزين والموظفين والعمال.
6 ـ أبدى طلاب الطب الثلاثة الذين حضروا اللقاء وهم من خارج اللجنة وجميعهم في المستوى الخامس عدم اعتراضهم على الانتقال إلى جامعة الزعيم الأزهري وأن معظم زملائهم يُبدون ذات الرأي حول المقترح الذي تقدمت به تلك الجامعة.
7 ـ أكد اللقاء أن هناك أساتذة وطلاباً شقوا طريقهم بمفردهم بعيداً عن اللجنة حيث التحق الطلاب بجامعات شمالية وجنوبية والتحق أساتذة ببعض الجامعات الجنوبية.
8 ـ أبدى أعضاء اللجنة من الأساتذة اندهاشهم لعدم قيام مدير جامعة الزعيم الأزهري بروف حسن محمد أحمد بطرح مبادرته عليهم رغم أنه قدمها لجهات مختلفة لا يعنيها الأمر أكثر مما يعني اللجنة العليا ممثلة بالأساتذة والطلاب وهأنذا أرجو من د. حسن محمد أحمد أن يطرح الفكرة على اللجنة.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة