زفرات حرى
الطيب مصطفى
[email protected]
عرمـــان شاعـــرًا
يقول أحد الشعراء محدداً مقامات الشعراء:
والشعراء فاعلمن أربعه
فشاعرٌ يجري ولا يُجرى معه
وشاعرٌ يركض وسط المعمعه
وشاعرٌ من حقه أن تسمعه
وشاعرٌ لا تستحي أن تصفعه
هذا إذا كان شاعرًا فما بالك بمتشاعر لا يفرِّق بين الفاعل والمفعول وبين اسم كان وخبرها؟!
يقول «شاعرنا» الهمام:
أيها الناهض من عمق الهزيمة والناس نيام
أيها الناهض من انكسار الروح من دفء المساء
من زرقة البحر
من أشعار نسيناها
عند ناصية الطريق
حتى لا أفقع مرارتكم قرائي الكرام أكتفي بهذا القدر وأقول إنه شاعرنا الهمام عرمان الذي استيقظ ذات صباح واكتشف أنه شاعر ولماذا لا يكون شاعراً أليس الشيوعي مثله محجوب شريف شاعرًا؟! هل محجوب هذا أفضل منه؟! لا أقول ذلك لكي أنفي شاعرية محجوب شريف التي بدأت منذ عقود من الزمان وإنما لأثبت الأسس التي بنى عرمان عليها منطقه لكي يصبح شاعراً!!
لم أعجب والله أن يُنشر هذا الغثاء في مستنقع «أجراس الحرية» فالطيور على أشكالها تقع لكنني أستغرب أن يُنشر في صحيفة أخرى محترمة فقد سألت ناشر تلك الصحيفة الذي ارتكب في إحدى المرات خطيئة نشر شيء من غثاء للمتشاعر «عرمان».. سألته بعد أن صحّحت ما سمّاه شعراً ووجدتُ ما لا يقل عن عشرة أخطاء نحوية وإملائية في «قصيدته» تلك فضحك وتهكم منه وقال «قلت لهم انشروها كما جاءت ولا تصححوها»!!
لا أدري لماذا يُبتذل الشعر في بلادي ويتطاول عليه الحمقى وكل رويبضة جاهل؟! لماذا يصبح الشعر ممتهناً ومحتقراً وأقل شأنًا من النثر؟! لماذا يكتب كل إنسان ما يشاء ويقول إنه شعر؟! لماذا بات الناس يستسهلون كتابة الشعر ويستصعبون كتابة النثر؟!
عندما نشر عرمان شيئاً سمّاه قصيدة في إحدى المرات اتصلت بدكتور الحبر يوسف نورالدائم وسألته هل قرأت ما كتبه عرمان ونشره في عدة صحف باعتبار أنه شعر، ضحك وعلق تعليقاً ساخراً فعاتبته وسألته مستنكراً لماذا تسكتون على هذا العدوان على لغة القرآن وعلى أحد أعظم مظاهر العبقرية في أعظم لغات الأرض أنتم علماء العربية الذين يُفترض أنكم حماتها من المتجاسرين على حرمتها المتطاولين على علوها وسموقها؟!
نعم بات كل من هبّ ودبّ يتطاول على العربية وعلى الشعر وتمامًا كما تطاول على السياسة وعلى الأخلاق بل وعلى الإسلام ها هو عرمان ينصب نفسه شاعراً رغم أنف مجامع اللغة والبيان.
لكن هل عرمان وحده من يفعل ذلك؟! ألم أورد قبل أيام قليلة قصة ذلك المؤتمر الصحفي الذي أقامه المرتد محمود محمد طه في «جنة الفردوس» مما كتبه أحد الشيوعيين في صحيفة أجراس الحرية؟! ذلك المتشاعر الذي قال مخاطباً محمود محمد طه في «قصيدة عصماء»: «أخبرني ملاك يرصد الأحوال في قلبي.. بأنك قد عقدت على هوامش جنة الفردوس.. مؤتمراً صحفيًا كان حضوره الحلاج والشبلي.. وعبد الخالق محجوب، آل الكد والمجذوب.. لوركا والختم عثمان.. عميرى يرسل الألحان.. ورابعة العدوية التي ذابت مع القبل الإلهية.. وسقراط الذي مازال مسموماً»!! ذلك المؤتمر الصحفي الذي عقده الهالك محمود محمد طه في جنة الفردوس وقامت بتغطيته صحيفة أجراس الحرية مما قال المتشاعر العلماني إن ملاكاً يرصد الأحوال في قلبه قد أوحى إليه به ما هو ورب الكعبة بملاك بل شيطان رجيم!!
على كل حال فإن من حسنة غثاء عرمان ورفاقه أنه سيثير حفيظة «شعراء» اليسار ممن يملأون بعض صحف الغفلة وفي صفحاتها الأخيرة بتافه القول الذي يسمونه شعراً وصنعت لهم صحافة هيفاء وهبي وأليسا شهرة لا يستحقونها إلا بما تستحقه أولئك الساقطات من عارضات الأجساد العارية في حانات بيروت وكباريهاتها ممن باتت صحف «الإسلاميين» تتبارى في نشر صورهنّ وغنجهنّ!!
لقد أتى علينا حينٌ من الدهر في زمان غابر كانت مدارسنا الوسطى تُجرى فيها المطارحات الشعرية حول أشعار المتنبي وأبي تمام وامرئ القيس والنابغة الذبياني أما اليوم بعد أن جفّ ضرع المكتبة المدرسية بل زالت عن الوجود إلا في بعض الجامعات بتنا نصبح ونُمسي على «أشعار» من لا يفرقون بين الفاعل والمفعول وأصبحنا لا نجد شعراً إلا من خارج الحدود بعد أن انزوى الشعراء وأخلوا الساحة لعرمان وأمثاله.
أتيح الفرصة للمقال التالي والذي يشكو فيه بعض أبنائنا الشباب الذين كانوا يعملون بشركة بترودار من ظلم حاق بهم راجيًا أن تجد صرختهم أذنًا صاغية:
مظلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله الأمين سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأخ بل الأب الفاضل الباشمهندس الطيب مصطفى الموقر رئيس مجلس صحيفة الإنتباهة صوت الأغلبية الصامتة أولاً نحييك بتحية الإسلام الخالدة السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
أما بعد، حقيقة لم نجد شخصًا يمكن أن ينقل الظلم الذي وقع علينا نحن الدفعة الرابعة في شركة بترودار غير شخصك الموقر ونتمنى أن تكون عند حسن الظن فنحن يا سيدي الفاضل مجموعة من الشباب ما يقارب «143» شابًا في مقتبل العمر ظللنا نعمل منذ فبراير «2008» في شركة بترودار التي تعمل في مربعي «3و7» في جنوب السودان إلى أن تم فصلنا في هذا الشهر ديسمبر «2010» هل تصدق أنه خلال هذه الفترة كان الفرد يتقاضى «700» جنيه سوداني من غير شيء آخر وفينا من هو متزوج ومن يعولون أسرًا فهل هذا عدل؟! خلال هذه الفترة تم تدريبنا داخل وخارج السودان، ومنذ أغسطس «2009» ونحن نعمل في حقول البترول ويشهد كل الإخوان هناك على مدى التفاني والجهد الذي بذلناه من أجل رفعة هذا الوطن الحبيب، وكل شهر تأتينا الوعود من إدارة الشركة بأن ميعاد تثبيتنا قد قرب، وفي مرة من المرات تم الاتصال بنا من قبل إدارة الإنتاج التي نتبع إليها للحضور إلى الشركة في شهر فبراير 2010 لتوقيع العقد ولكن خاب ظننا ورجعنا بخفي حنين فقد تم تمديد فترة التدريب مرة أخرى ابتداء من شهر أبريل «2010» إلى ديسمبر 2010 بحجة أن ليس لديهم وظائف شاغرة علمًا بأنه تم اختيارنا من بعد عدة معاينات فهل يُعقل أن تعلن عن وظائف وليس لديك وظائف؟! هذا والله قمة سوء الإدارة والتنظيم واللامبالاة، بل السبب الرئيسي هو قرب الاستفتاء وهم يخافون أن تكون نتيجته الانفصال ونطالب بعد ذلك بحقوقنا وهم يعلمون أننا إذا حدث ذلك لن نجازف بأرواحنا ونعمل في تلك المناطق، فما إن انتهى شهر ديسمبر2010 حتى أعلنوا أن هناك امتحانًا، وبعد النتيجة يتم تثبيتنا على أن نعاود العمل في هذه الظروف فهل 700 جنيه تعادل روح إنسان؟!، ما أرخص الروح عند هؤلاء!! رفضنا الامتحان ونحن نعلم أنهم يريدون أن يستنزفونا إلى شهر يوليو القادم حيث سيتم نقل مقر الشركة إلى جوبا.. الآن تم فصلنا من غير حقوق والكثير منا كان قد قدم استقالته من عمله السابق وقدم إلى هذه الشركة فعبرك نناشد السيد رئيس الجمهورية ونذكره بقول المصطفي «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»
وجزاكم الله خيرًا
الدفعة الرابعة شركة بترودار لعمليات البترول
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة