زفرات حرى
الطيب مصطفى
[email protected]
بين «الراجل » كِبِر والمتآمر غرايشون!!
أتعلمون قرائي الكرام آخر ما فعل غرايشون بعد جريمته النكراء حين ذهب «يبصبص» ويسعى بالفرقة والتآمر والتحريض حتى يشعل الشرق ليُطبق التمرد على السودان شرقاً وغرباً!! لقد ذهب هذا الحقير هذه المرة ـ يا من لا تزالون تخطبون وُدّ أمريكا وتنتظرون رحماتها السماوية وفردوسها الأعلى ـ ذهب إلى الفاشر، ومع سبق الإصرار والترصد قسّم المجموعات التي أراد أن يلتقي بها إلى قسمين على أسس عِرقية أو قل قسّمها إلى عرب وزرقة كلٌّ يقابله على انفراد بعيداً عن الآخر!!
أرأيتم هذا الكيد؟! أرأيتم ماذا تفعل أمريكا لتقسيم السودان الشمالي وإغراقه في الفوضى والتمرد وعدم الاستقرار؟!
بربكم لماذا قامت الحركات الدارفورية المسلحة على أساس عِرقي ولماذا يقودها من تصنِّفهم أمريكا على أساس أنهم زرقة: عبدالواحد من قبيلة الفور وخليل ومني أركو مناوي من الزغاوة وغيرهم كثيرون من زعماء حركات الكي بورد بل لماذا استقبلت أمريكا مني مناوي في واشنطن بُعيد توقيعه اتفاقية أبوجا وقبل أن يزور السودان أو قبل أن يتسلم منصبه في القصر كبيراً لمساعدي رئيس الجمهورية؟! ومع من كان ذلك اللقاء في أمريكا ومن رتّبه؟! اللقاء عُقد مع الحركة الشعبية بحضور جيندي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية السابقة كونداليزا رايس؟!
في زيارتي لنيالا إبّان الحملة الانتخابية اجتمعت في دعوة إفطار فخيمة من الأخ آدم طه بمجلس شورى الزغاوة المنتمين عن بكرة أبيهم للمؤتمر الوطني وتكشف لي وقتها مقدار الخدعة «والبلطجة» التي تمارسها تلك الحركات المسلحة المستقوية ببنادقها وليس بقواعد أو أوزان انتخابية جماهيرية.
أرجع لفِرية «عرب وزرقة» هذه التي تنفخ أمريكا فيها النار لأقول إنه ما من جنس عربي خالص في السودان الشمالي وما من عِرق إفريقي زنجي خالص فالزغاوة والفور والمساليت لا يختلفون عن بقية القبائل التي تُنسب إلى العرب في دارفور فكلهم يختلط فيه الدم العربي بالدم الزنجي شأنهم شأن بقية القبائل السودانية لكن الاستقطاب السياسي هو الذي أدى إلى هذه النعرات التي وجد فيها أعداء السودان ما يعمِّقون به الصراع والتبايُن.
الوالي محمد يوسف كِبِر الرجل في وقت قلّ فيه الرجال له مواقف مشهودة فقد رفض ما أقدم عليه مكتب غرايشون من تقسيم للناس إلى عرب وزرقة فانصاع غرايشون ثم إنه كان قد زجر قبل سنوات وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس واشترط عليها أن تزوره في مكتبه قبل أن تباشر أي فعالية في الولاية وانصاعت كذلك، ثم له موقف مشهود عندما أربك أحد المبعوثين الأمريكان وسأله عمّا إذا كان يستطيع أن يقول له مَن مِنْ الحاضرين من الزرقة ومَن منهم من العرب فبهت الذي كفر!!
أعود لأقول إن أمريكا لم تتخلّ عن مشروعها لتعويق مسيرة السودان والكيد له بل والعمل على تفتيته بالأصالة أو من خلال التعاون مع الحركة الشعبية ودعمها لإنفاذ مخططها الأثيم «الخطة ب» لإقامة مشروع السودان الجديد وقد آن الأوان ونحن نتحدث عن الجمهورية الثانية أن نرسم إستراتيجية جديدة للتعامل مع أمريكا نوقن قبل وضعها أن أمريكا حتى الآن عدو مبين يسعى إلى إلحاق الأذى بنا خدمةً لأهداف إستراتيجية معلومة.
الجمهورية الثانية بين البشير وعلي عثمان
قال الرئيس البشير خلال لقاء نصرة الطرق الصوفية بمنطقة الكباشي إن السودان قد حسم مسألة الهُوية بحدوث الانفصال مما يجعلنا نقول مجدداً «قطعت جُهيزة قول كل خطيب» فقد والله كنا ندندن طوال السنوات الماضية حول ما قال البشير ونقول إن الجنوب كان ينازعنا في هُويتنا ويعوِّق توجهنا نحو قبلتنا وأن الدين يعلو على الوحدة بل حتى على الأوطان وكنا نذكِّر بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو يهجر ويهاجر من موطنه مكة أحب البلاد إليه وإلى الله تعالى حيث بيت الله العزيز من أجل الدين وكان عُبّاد عجل السامري الذي نصبوه إلهاً يُعبد من دون الله يُسفهِّون رأينا ويتحالفون مع أعدائهم من أولاد قرنق ضدنا ويهدرون أموالنا نحن أبناء السودان الشمالي الذي يعاني من نقص الأموال وانعدام الخدمات في مستنقع صنم الوحدة الكذوب.
كنا نقول لهم إن الجنوب جنوب والشمال شمال منذ قانون المناطق المقفولة وإن الوحدة قد بُنيت على خداع وتزوير اعترف به مستعمِر لئيم وإن ما بُني على باطل فهو باطل وكنا نقول إن الجمع بين المتنافرين في وطن واحد أو بيت زوجية واحد لا ينتج عنه غير الشقاء والتعاسة.. لم تقنعهم توريت ولم يحرِّك جمودهم أحداث الأحد الدامي عام 4691م ولم يهز قناعاتهم زلزال الإثنين الأسود عام 5002م بعد نيفاشا التي حسبوها فتحاً مبيناً رغم أنها «خازوق» مدمِّر ولم ينتصحوا وأصروا واستكبروا استكباراً ولم يزدهم نصحنا إلا فراراً.
نحمد الله أن شعب السودان الشمالي لم يخذلنا ذلك أن عامة الشعب لم يكن لديهم ما يفقدون من سلطة أو ثروة أو غير ذلك من معوِّقات الجهر بالرأي فكان الانعطاف نحو الفكرة عظيماً وكان الإقبال على صوت الفكرة «الإنتباهة» هائلاً سطّر سابقة في تاريخ السودان يتعذر على الصحافة السودانية تخطيها.
أعود لأقول إن التنازع حول الهُوية قد انتهى إلى غير رجعة.. ذلك ما قاله الرئيس وهو يحدِّث الناس عن حسم الهُوية وسيادة الشريعة التي «دغمستها» نيفاشا ودستور نيفاشا.
ما قاله الرئيس عبَّر عنه النائب علي عثمان بمنطق وبشعار عظيم اعتمدناه في أدبياتنا وسندعو له «شعار الجمهورية الثانية» التي جاءت بعد الانفصال وبعد أن حُسم أمر الهُوية.
بعض الحمقى مثل ذلك الكاتب العلماني في عموده بالصفحة الأخيرة من صحيفة كان صاحبها إسلامياً وقائداً طلابياً.. ذلك الكاتب وغيره من بني علمان يريدون أن يعوِّقوا انحيازنا لهُويــــــــــة الأغلبية رغم الـ 99% ولا يزالون يتحدثون عن التنوع رغم علمهم أن فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وأمريكا وكل الدنيا لا تجامل على حساب هُويتها وإلا لمنحوا تركيا المسلمة رخصة الانضمام إلى ناديهم المسيحي والتي تكرموا بها على دول حديثة الخروج من حضن الإتحاد السوفيتي السابق.. تركيا من أكبر وأقدم أعضاء حلف شمال الأطلسي يُرفض طلبُها في حين يُضم الصغار الجدد إلى حلفهم الصليبي المحرّم على تركيا وأمثالها!!
هذا المسكين وغيره لن يوقفوا مسيرة الانطلاق بهُوية الجمهورية الثانية بترهاتهم وسنكون لهم بالمرصاد إن شاء الله ولو كانوا يعقلون لنصحوا محبوبتهم «أم الحريات» فرنسا بأن تتيح حرية التدين وتسمح للمسلمات بأن يرتدين ما هنّ مقتنعات به!!
نصيحتي تبقى لمن أعلنوا عن الجمهورية الثانية وعن حسم قضية الهُوية أن يحذروا المعوِّقين وأن يتصدوا للعميل عرمان وغيره من الفئران المذعورة ممّن فتكوا بأهليهم وتحالفوا مع العدو وخاضوا حرباً ضروساً مع بني جلدتهم ويريدون اليوم أن يعوِّقوا مسيرتنا بدلاً من أن يطلبوا جنسية من ظلوا يخدمون فوالله والله لن ينالنا خيرٌ من رجل بدأ حياته بارتكاب الجرائم ثم هرب ليواصل جرائمه في خدمة المغول الجُدد ولا يزال يطمع في دور في أرض الجمهورية الثانية وشريعتها الإسلامية.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة