زفرات حرى
الطيب مصطفى
[email protected]
العنصـــريـــون!!
الفرد تعبان رئيس تحرير صحيفة الخرطوم مونتر الجنوبية رفض أي ربط بين دولة الجنوب الجديدة واسم السودان بحجة أن اسم «بلاد السودان» حسب زعمه العنصري قد مُنح لهذه الأرض بواسطة تجار الرقيق العرب؟!!
هكذا ظل هؤلاء الحاقدون العنصريون على الدوام يفكرون بالرغم من أن اسم السودان كان يُطلق على كل رقعة الأرض من شرق إفريقيا حتى الأطلسي في مقابل بلاد البيضان التي تقع في الشمال الإفريقي!!
الفرد تعبان قال إن «بعض المنادين بالاحتفاظ باسم جنوب السودان يريدون منا أن نُبقي على الاسم الذي مات دفاعاً عنه أربعة ملايين من أبناء الجنوب»!! أربعة ملايين يامفتري!! المدهش أن الأسطوانة المشروخة التي ظل الإعلام الغربي المتعاطف مع الجنوب والمبغض للشمال ينفخ فيها مضخِّماً عدد القتلى تقول إنهم مليونان فقط لكن الفرد تعبان ضرب هذا العدد في اثنين!!
الفرد تعبان رد على من قال إن أبناء الجنوب ماتوا دفاعاً عن اسم جنوب السودان بقوله إن أبناء الجنوب ماتوا من أجل كرامتهم وشرفهم وليس من أجل السودان!!
الفرد تعبان قال إنه يرفض أن تسمّى دولتهم الجديدة باسم جنوب السودان مضيفاً أن «اسم السودان ينبغي أن يُترك لأبناء الشمال العرب الذين جاء قُدماؤهم بهذا الاسم». واقترح الفرد تعبان اختيار اسم جمهورية النيل وهو أحد الأسماء الأربعة الأكثر تداولاً والتي انحصر الجدل حولها والتي تضم جنوب السودان والأماتونج وجمهورية النيل وكوش!!
يجدر بي أن أذكر هنا أن فرية تجارة الرقيق التي يحلو لهؤلاء الحديث عنها كان أهلوهم خاصة من سلاطين الدينكا أكبر الضالعين فيها فقد كانوا يتاجرون في القبائل المهمَّشة المستضعَفة خاصة من الفراتيت وغيرهم كما أنهم يعلمون أن الإنجليز والأمريكيين والأوربيين كانوا هم أكبر المتاجرين بالرقيق مما لا يحتاج إلى بيان ولكن رغم ذلك تجدهم يحبونهم ويبغضون الشماليين بل إنهم يسمون أبناءهم بأسماء الأوربيين وهل أدل على ذلك من اسم جون الذي أُطلق على عرّاب وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان؟! بل إنهم فضلاً عن ذلك يحبون اللغة الإنجليزية ويكرهون العربية بالرغم من أنها لغة التخاطب بين مختلف القبائل الجنوبية!! فالحقد على كل ما هو عربي مركوز في أنفسهم وهذا ما فجّر التمرد الأول عام 5591م وما تمخض عنه الاستفتاء الذي قرر أبناء الجنوب من خلاله فرز «عيشتهم» وهو ما ميَّز منبر السلام العادل حيث كان هو التنظيم السياسي الوحيد الذي اكتشف الجذور الحقيقية لمشكلة جنوب السودان وطرح رؤيته للحل بناءً على ذلك بعيداً عن العواطف البليدة التي لم تورثنا غير الدماء والدموع!!
لماذا تأبون علينا أن نفرح؟
السيد/ صاحب الزفرات الحرّى
السلام عليكم ورحمة الله،
أرجو شاكراً أن تجد كلماتي هذه حظها في النشر في عمودكم المقروء رداً على الذين يأبون علينا الفرح والخندقة وراء أحزان مراعاة لمشاعر أصلاً لم تكن موجودة في يوم من الأيام وشكراً.
سيدي الكريم: إن شرق النيل التي احترقت بنيران الإثنين الأسود وفقدت آباء وإخوانًا حرقاً داخل حوانيتهم ومتاجرهم وبُقرت مواشيهم طعناً بالحراب لا لذنب جنته سوى أنها تدرّ ألباناً لأطفال جوعى من أبنائنا الذين لا يريدون لهم إلا الموت، وكم من أملاك وأموال حُرقت أمام أنظار العالم وصحفه ليس إلا للحقد الدفين والغلّ الذي في الصدور.. كنا نتمنى أن يكون لتلك الأحداث سبب مقنع حتى نسوق لهم العذر.. ما ذنبنا أن يهلك قرنق في جنوبهم وفي طائرة يوغندية لا يقودها طيارون سودانيون.. كيف يكون الحال لو هلك قرنق ولقي حتفه في ذلك اليوم الأسود داخل الشمال أو في الخرطوم، كنا حينها لا ندري ما يُفعل بأطفالنا ونسائنا وشيوخنا.
سيدي الكريم: ملأتنا الأحزان والأتراح وكبحنا جماح الانتقام طاعة لله ولرسوله ثم لأولي الأمر، فلم تكن ردة فعلنا كما فعلوا، فعاشوا بيننا ومعنا رغم كل ما فعلوا كأن شيئاً لم يكن واحتسبنا أمرنا لله وحده.
وبما أن الحركة الشعبية وأذيالها في الشمال تأبى إلا أن تنكأ جراحنا وتذكرنا دوماً بالأيام السُّود إذ تحشد أتباعها وأذيالها في دار لهم في أكبر شوارع شرق النيل لتقول للجميع إنا ها هنا قاعدون تحميهم دولة الشمال والقانون والشريعة رغم الجراح ورغم اختيار أبناء الجنوب الانفصال!!
سيدي الكريم: إن في النفوس لحسرات وفي الصدور لغصّات، فقد أبينا الانتقام لأنفسنا من غير ضعف ولا وهن حتى يفهم كل ذي بصيرة إن في الشمال سماحة وعقلاء، وبدأنا ثانياً نسقيهم ألبان مواشينا التي بُقرت أخواتها ويقاسموننا اللقمة والسكن والأمان.
سيدي الكريم: إن الذين يأبون علينا الفرح لا يعلمون كيف يكون حالنا ونحن إذ نغدو صباحاً لكسب عيشنا ونترك أطفالنا خلفنا أي مصير يلاقون لو هلك باقانهم أو عرمانهم في حادث سير في شوارع الخرطوم لو شاء رب العالمين.
سيدي الكريم: إن السماحة التي تملأ نفوس الشماليين من أهلنا تقابلها أحقاد لا تنتهي بمرور الأيام فمهما قدمنا وتنازلنا ما يزال البون شاسعًا بيننا وبينهم، ولا رباط واحد يجمعنا، فليرحلوا ولنفرح بوطن في الشمال تجمعه أواصر الإسلام والأخوة والمحبة وليدعونا نبني وطننا وليبنوا كيانهم الذي يريدون عليهم يسهِّل وعلينا يمهِّل!!.
سيدي الكريم: إن دعوة منبر السلام العادل إلى الانفصال تقوم على أساس أن هُوية هذا البلد الإسلامية العربية لن تكون في ظل التشاكس والتحارب والتباغض وقد تلقفناها في شرق النيل كهبة من الله ودعونا إليها مخلصين ومستمسكين بها أملاً أن تقوم بيننا شرائع الله في الأرض من غير «دغمسة» ولا مجاملة فها قد جاءت ساعة الفصل ولحظة الميلاد.
وإن كانت طلائع فرحنا جملاً نحرناه استبشاراً وابتهاجاً في يوم الاستفتاء فالقادمات جزور كُثر وإن كنا تداعينا خلسة في ميدان قصي خوفاً من تعنُّت الشرطة وحفظاً لأمن نأمل أن يدوم فالقادم سوف يكون تحت رقاب أعين الشرطة والأمن وسوف ترون أي فرح وسرور نفرح بهذا اليوم، سوف نخرج في يوم الفرح الأكبر شيباً وشباباً زرافات ووحداناً بطبولنا وطمبورنا ونقارتنا ودلوكتنا سوف تخرج خلاوينا ومدارسنا ومساجدنا وطرقنا الصوفية ونبتهل لله وحده الذي أخرج عنا الأذى وعافانا ونعبِّر عن أفراحنا ونقول:
فرحانة البلد من كوستي لا عن حلفا
يوم سابونا سكان الجنوب ناس سلفا
افرح يا شمالي أخلف كراعك خلفا
والوحدة البدورا مورود أدو هو حبة «سلفا».
٭ حاشية: مورود: تعنى مصاب بحمى وسلفا: علاج مسكِّن للحمّى.
عبد الوهاب سعيد علي سعيد - شرق النيل
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة