زفرات حرى
الطيب مصطفى
[email protected]
بــــين باقــان وألــور
وبائعات العرقي ووسخ الخرطوم!!
قال دينق ألور (أحمد ألار سابقاً قبل أن يرتدّ).. قال إنه بمجرد إعلان الانفصال سيبدأ تبادل السجناء بين الشمال والجنوب حيث يتم نقل السجينات الجنوبيات المحكومات في قضايا صناعة وبيع الخمور وسيُطلق سراح هؤلاء السجينات وإلغاء الأحكام عليهنّ بمجرد دخولهنّ حدود الجنوب؟؟
إذن فإن صانعات وبائعات العرقي والمريسة اللائي تئنّ منهنّ سجون السودان وخاصة سجن أم درمان، وعددهنّ يبلغ المئات وربما الآلاف، سيغادرن السودان الشمالي ويُقِمن في موطنهنّ الجنوب يا من ظللتم تنادون بالوحدة من أجل الإسلام!! هؤلاء كنّ يُسجنّ ويخرجن بعد انقضاء العقوبة ثم ما يلبثن أن يرجعن إلى السجن مرة أخرى وهكذا دواليك، وكنّ يخدمن أبناء الجنوب المقيمين في الشمال مع بعض سكارى الشمال وعددهم بالطبع قليل جداً وقد أُفسدوا بسبب وجود هؤلاء النسوة في قراهم وفي المناطق الطرفية من المدن، ولكم شكا لنا مواطنون في مناطق مختلفة من السودان الشمالي من إفساد بعض الشباب جراء قرب مساكن هؤلاء النسوة من قراهم ونشرنا عدداً من تلك القصص.
رغم ذلك قال نذير الإثنين الأسود باقان أموم بعد أن اختار الجنوب الانفصال.. قال: (ارتحنا من وسخ الخرطوم)؟!
مبروك عليك يا باقان ودينق ألور بائعات العرقي اللائي سيتم ترحيلهنّ إلى الجنوب ليُسهمن في نظافة الجنوب بعيداً عن وسخ الخرطوم!!
هل فهمتم قرائي الكرام لماذا نجد أن أكثر النائحين على الوحدة الناصبين سرادق العزاء من بني علمان؟! ألم تربطوا بين هؤلاء وبائعات العرقي؟!
أقترح على هؤلاء أن يكونوا على رأس مودعي أولئك النسوة عند مغاردتهنّ أرض الشمال وقد نُعْلن في «الإنتباهة» عن تاريخ مغادرتهنّ حتى يعلموا ويقيموا مناحة ويذرفوا الدموع حزناً على سفر أولئك البطلات اللائي كنّ يناضلن مع عرمان من أجل إقامة مشروع السودان الجديد في الخرطوم والشمال!!
أقول لدعاة منح أبناء الجنوب الحريات الأربع.. أقول لهم تأكدوا أن هؤلاء النسوة أو جزءاً منهن سيرجعن إلى الشمال مرة أخرى بل إن الأخطر منهنّ من المتمردين حَمَلَة السلاح سيدخلون من أجل إنفاذ مخططهم القديم في ثوبه الجديد المسمى بالخطة «ب» التي أعلن عرمان وباقان والحلو وعقار أنهم سيعملون من خلالها لإقامة مشروعهم الاستئصالي العنصري في الشمال (مشروع السودان الجديد) والذي تسعى بعض الدول الغربية لإقامته.. ألم تلحظوا مناداة أمريكا وبريطانيا وغيرهما بمنح الحريات الأربع بل بمنح الجنسية المزدوجة لأبناء الجنوب؟!
سؤال أوجهه للأخ علي عثمان صاحب شعار الجمهورية الثانية وللأخ صلاح قوش الذي تحدث عن الخطة «ب» هل يُسهم الوجود الجنوبي في الشمال في إقامة مشروع الجمهورية الثانية بمفهومها الحضاري أم أنه سيؤثر سلباً على الشارع من حيث الأزياء والسلوك؟!
بــــين جامعــة الأزهـــري
وضحايا الوحدة الجاذبة من الطلاب!!
عجبت أن يتحدث وزير الدولة للتعليم العالي عن إنشاء جامعة بديلة لحل مشكلة الطلاب الشماليين الدارسين في الجامعات الجنوبية بالرغم من اعتراض الطلاب على هذا الحل!!
لست أدري هل خضع هذا القرار، إن كان كلام الوزير قد وصل إلى درجة القرار بما يعني أنه قد استنفد جميع مراحل الدراسة؟! إن كان قد صدر قرار بدون دراسة فتلك مصيبة وإن كان قد صدر بدراسة فالمصيبة أعظم!!
على كل حال، فإن الفائدة الوحيدة لإنشاء جامعة بديلة تكمن في استيعاب الأساتذة والموظفين وليس في حل مشكلة الطلاب التي ستظل باقية وستبرز بقوة عند إصدار الشهادات باسم الجامعة الجديدة التي تكون حينها قد خرَّجت طلاباً باسمها ولما يمضِ على إنشائها عام واحد!! أما إذا كان من فكروا في هذا الحل يعوِّلون على تفاهم بين الشريكين يُتيح منح كل من بدأوا الدراسة في جامعة جوبا وغيرها من الجامعات الجنوبية شهادات تحمل اسم تلك الجامعات فإنهم يعوِّلون على المستحيل، وأغرب ما في هذا الحل ـ حمل الطلاب شهادة الجامعات الجنوبية بعد الانفصال ـ أنه سيضيف مشكلة طلابنا إلى القضايا العالقة مثلها مثل أبيي والحدود المشتركة والحريات الأربع بعد أن شطبنا موضوع الجنسية المزدوجة والحمد لله!!
صدقوني إن التعويل على إقناع جامعة جوبا بمنح شهاداتها لطلاب لم يتخرجوا فيها تعويل على المستحيل (ودفق موية على الرهاب) فالعلاقة المأزومة بين الشمال والجنوب خاصة بعد نتيجة استفتاء تقرير المصير ينبغي أن تكون درساً بليغاً يُقنع الغافلين بأن يكفّوا عن اللعب بمستقبل أبنائنا الذين أرجو منهم كذلك أن يُقلعوا عن مثل هذا التفكير الذي يضع مستقبلهم على كفّ عفريت فهم أكثر من غيرهم جرّبوا ما حدث لجامعتهم التي (شُلِّعت) ومُزِّقت شرَّ ممزَّق على أيدي عصابات المغول الجدد!!
لو كان الطلاب الشماليون يوغنديين أو كينيين لما ترددنا في قبول إمكانية منحهم الشهادات الجنوبية لكنهم (شماليون جلابة مندكرو) مبغوضون لن يعامَلوا إلا كما عومل طلاب الدورة المدرسية الموؤودة!!
ثم نصيحة أخرى لطلابنا هي أن جامعتهم عندما تنتقل إلى جوبا أو غيرها لن تكون هي ذات الجامعة ذات السمعة والمكانة والدرجة العلمية المعترف بها عالمياً وإنما ستصبح مسخاً مشوهاً سيسعى طلابُنا يوم تخرجهم بعد ثلاث أو أربع سنوات إلى التبرؤ من شهاداتها!!
لست أدري والله لماذا يتجاهل الوزير مقترح بروف حسن محمد أحمد الذي أتى بدراسة متميِّزة لإلحاق هؤلاء الطلاب بجامعة الأزهري التي يديرها أحد علماء الطب في بلادنا والتي أنشأها أحد عباقرة السودان بروف قرشي محمد علي وهو طبيب مشهور يدير اليوم كلية طبية خاصة.. لماذا وقد ضمّن دراسته استيعاب الأساتذة والموظفين جميعهم؟! لماذا تجاهل هذا المقترح الأقل كلفة والأعظم فائدة للطلاب؟!
إن الجامعة الجديدة ستعاني من آلام التنشئة في الظروف الاقتصادية الحالية وتحتاج إلى موازنة ضخمة وإلى صبر وزمن حتى تُثبت وجودها ولن تستقطب الطلاب المتميزين من خريجي المرحلة الثانوية إلا بعد سنوات عديدة تثبت فيها وجودها وتزاحم فيها الكبار بالمناكب وقد تنجح أو لا تنجح.
ارحموا ضحايا فِرية الوحدة الجاذبة من طلابنا الذين لم يكونوا ولن يكونوا آخر ضحايا تلك العلاقة الشائهة غير الشرعية بين القط والفار والليل والنهار والشحمة والنار!!
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة