الجزء الأول من رد الدكتور كول جوك للأستاذ/السنجك
ترجمة : سارة عيسي
العزيزة / سارة
أنا سعيد لأنك قمتي بالرد – كما طلبت منك – على زعمين ، أولهما ضيافة الخرطوم للنازحين من الجنوب ودارفور وجبال النوبة ، جنوب النيل الأزرق ، والمهمشين الآخرين مثل الهدندوا من أرض البجة .
أما الزعم الثاني فهو وضع العرب في خانة ( النوبيين ) كملاك للأثار الموجودة في السودان ، هذا الإدعاء سجله الأستاذ/هاشم السنجك ، وأكون شاكراً لك إذا قمتي بترجمة هذا المقال مع النشر حتى يطلع عليه القراء كرد موجز على الأستاذ/السنجك فيما يتعلق بالزعمين الأولين :
من وجهة نظري ، أن الأستاذ السنجك تهرّب من الإجابة على موضوع ( الكشة ) وعوضاً عن ذلك أستخدم الكثير من الأشعار والكلمات الغير لائقة في حقك ، أشياء يجب أن لا تصدر من شخص في مثل مكانته العلمية إن كان في الحقيقة يحمل شهادة دكتوراه ويعمل أستاذاً في الحقل الجامعي . من جانبٍ آخر خرجت الأخت مهيرة من مسار الحوار السياسي البناء إلي جادة الإهانات ، وفتحت عدة مواضيع في العراق وفيتنام ، بالإضافة إلي شعارها الديني .. الله أكبر .
عندما يصيح سوداني في وجهي وهو يقول .. الله أكبر ، يجعلني أشعر بالسوء ، لأنه يجعل ذاكرتي تستحضر كل أشكال الفظائع التي أُرتكبت باسم الدين والدين منها برئ ، وهو إسلام الجبهة الإسلامية ضد المسلمين في المقام الأول وضد المسيحيين وأصحاب المعتقدات الأخري في المقام الثاني ، هذه ليست هي نفس عبارة ( الله أكبر ) التي بشّر بها الرسول ( ص) في الجزيرة العربية والتي وصلت لنا في عام 642م ، بعدما درست القرآن علمت أن الله طلب من المؤمنين المخلصين تجنب قتل الناس الأبرياء ، حيث قال أن قتل شخص واحد بغير ذنب بمثابة قتل الناس جميعاً ..القرآن (5.32)
قبل عدة أعوام كنت طالباً ،أدرس قانون حقوق الإنسان العالمية ، فلم أجد كلمة مطابقة لمصطلح ( كشة ) في القاموس الإنجليزي غير المعنى المتعارف عليه وهو : تنظيف – إستئصال - ترحيل مجموعة معينة من الناس بسبب خروج لونهم من مناطقه الأصلية ، الكشة هي تفرقة بين المواطنين ، وهي مخالفة فظيعة لحقوق الإنسان المتعارف عليها والتي تلزم الدول بإحترام وحماية مواطنيها .في عاصمتنا الخرطوم بعضنا مجرم لأنه تم توصيفه بلفظة مهاجر غير شرعي قادم من دارفور أو جنوب السودان ، هذه الحقائق التاريخية هي جزء من تاريخنا المظلم الذي لا يستمع إليه أحد في المجتمعات الحرة في العالم الغربي التي ترفع من قيمة الإنسان ، رغماً عن ذلك همنا الأساسي هو إستهجان هذه الأساليب الخاطئة التي تقوم بها الخرطوم ضد مواطنيها ، ولنعمل على فتح مرحلة جديدة تشمل المساواة والعدالة تحت مفهوم السودان الجديد ، قالها السيد/الصادق المهدي ، رئيس وزرائنا الأسبق : دعونا كلنا نعتذر لما أرتكبه الشمال تجاه المناطق الأخري في السودان "، لذلك أطلب من الأستاذ/السنجك أن يقر أن السودان قد تغير بالفعل ولن يرجع للمرة الثانية لعام 89م ، لكن وسائلنا السياسية وإحترامنا لبعضنا البعض هي التي تحدد بقاء بقاع السودان موحدة ، وإلا سوف يذهب الجنوب ، وضعِ في ذهنك أن الغرب والشرق سوف يسيرون على نفس الطريق من بعده
Kuel Jok PhD
Department of African Studies
Unionkatu 38 B
University of Helsinki, Finland.
Email [email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة