فصل من كتاب:
ملامح من المجتمع البريطاني المعاصر
"دراسة اجتماعية في بنية المجتمع البريطاني المعاصر"
Contemporary british society
written by: nicholas abercrombie &al.
ترجمة:أحمد الأمين أحمد
\6\
الأسرة ومستلزماتها في المجتمع البريطاني المعاصر
تمثل الأسرة مؤسسة مركزية في المجتمع البريطاني المعاصر على الأقل على ضؤ تجربة كل فرد العيش داخل أسرة في إحدى مراحل التكوين كذلك يعتقد معظم الناس أن تجارب حياتهم أمرا مألوفا يشابة تجارب الأسر الأخرى الأمر الذي يدحض هذا الباب ،إذ يوجد في الواقع اختلافا واسعا في أشكال الأسرة ببريطانيا المعاصرة.
منذ سنوات الستين من القرن العشرين ظل هنالك ارتفاعا في عدد الأسر التي تضم أناسا يعيشون لوحدهم أو الآباء العزاب single parents مع أطفال غير مستقلين مقابل تدنى الأسر اللاتي يعيش فيها الأبوين سويا مع أبناء مستقلين.
* دورة حياة العائلة:
تعنى مركزية العائلة كمؤسسة اجتماعية تأثر تراكيبها ودورة حياتها بمدى واسع من التغييرات الأخرى ولا تهتم العمليات السكانية فقط بتوقعات الحياة بل كذلك بالتغيرات في معدل المواليد فعلى سبيل المثال يشتمل التغير الاقتصادي على زيادة في أعداد النساء المتزوجات وكذلك في سياسة الحكومة الأمر الذي يؤثر على العائلة ولتوضيح هذا الأمر نتعرض لمسألتين يتعلقان بمراحل دورة الحياة وتشكيل العائلة وكبار السن.
.. إنجاب الأطفال :
. الزواج والحمل :
بالنسبة لمعظم الناس رغم أننا سوف نرى أن مجمل عملية تكوين عائلة تبدأ بالزواج كان هنالك طوال القرن العشرين الميلادي تغيرات معتبرة في أعداد المتزوجين بين مجمل السكان ففي بدايتة كان عدد العزاب أكثر من غيرهم الأمر الذي تراجع بحلول العام 1974 علما أن عدد الذكور العزاب قد تفوق على النساء العازبات مما أحدث تراجعا أخرا عما كان علية الوضع في العام 1951 ولا تعزى هذة التغيرات وحدها إلى أنساق الزواج المختلفة وحدها بل تعزى أيضا إلى التغير في بنية العمر التي تنتج عن زيادات في الخصوبة والزواج والوفيات ،ورغم وجود نزعة عامة تجاة الزواج والزواج المبكر إلا أنة يلاحظ وجود اختلافا ملحوظا حول ذلك بين الطبقات الاجتماعية فأفراد الطبقة العليا على سبيل المثال ينحون نحو الزواج المتأخر مقارنة بأفراد الطبقات الأخرى كذلك نجد النساء في هذة الطبقة ينزعن بصورة اكبر نحو البقاء دون زواج ولعل السبب الرئيس للنسق المتغير للزواج يعتبر موقفا مختلفا لأجل تكوين الأسرة كذلك نجد انخفاضا في عدد أفراد الأسرة الحالية مقارنة ببداية القرن العشرين بالتالي لا يتحتم على الزوجين تأخير الزواج لأجل التأكد من مقدرتهم على توفير حياة كريمة لأسرة كبيرة كذلك فان مؤسسة الزواج قد صارت في وضع أفضل بحيث صارت تجذب الكثير قبل إنجابهم أطفالا قبل ولوجها...
- حجم الأسرة:
لعل أكثر العوامل المؤثرة على تكوين الأسرة هو اختيار الناس لإنجاب أطفالا اقل عدد ورغم إنجاب تسعة أعشار من اجمالى الزيجات الأولى للأطفال فان النساء اللاتي تراوح أعمارهن مابين 20 إلى 40 عاما المتزوجات في العام 1990 يشمل متوسط حجم أسرهن 4,0 أطفالا بينما قفز الرقم إلى أكثر من 20 في العام 1950 .
خلال القرن العشرين لم يخفض الأزواج عدد أفراد أسرهم فحسب بل كونوا عائلات مبكرا عبر الزواج عموما في الوقت الراهن صار الزوجان يكملان أعداد أفراد أسرهم عبر الإنجاب بصورة مبكرة عما كانا علية بالماضي كذلك ينبغي مراعاة أن الفترة بين الزواج والطفل الأول قد طالت منذ بدايات السبعين من القرن العشرين .
- الطلاق وخراب البيوت:
كما تطالعنا أجهزة الإعلام دائما فان الطلاق ببريطانيا قد صار أكثر شيوعا عما كان علية عند الجيل الماضي ،إذ ارتفعت نسبة الطلاق الممنوح بواسطة المحاكم بصورة دراماتيكية خلال الفترة 61—1981 لتصل إلى 159،000 مقارنة بأقل من 3000 في العام 1921 الأمر الذي يشير إلى مدى شيوع الظاهرة .
– أسباب ارتفاع معدلات الطلاق:
لماذا ازدادت ارتفاع نسبة الطلاق؟ ولماذا تكون الزيجات الحديثة الأكثر عرضة للطلاق؟ ربما يتمثل السبب المبدئي لتفسير ذلك في التغيرات في التشريع الذي جعل الطلاق أمرا ميسورا.
نسبة لاعتبار الزواج عقدا قانونيا فان الطلاق يتطلب موافقة قانونية والتي متى تيسرت يكثر الطلاق ، رغم ذلك لايمكن الجزم أن القانون وحدة المسئول عن ارتفاع معدلات الطلاق مع ذلك يمكن القول أن القانون يعكس التغيرات الاجتماعية التي تبيح للزيجات الفاشلة الانتهاء بصورة قانونية بالتالي علينا مراعاة الأسباب التي تؤدى إلى انتهاء تلك الزيجات بالطريقة التي تجعل الزوجين يذهبان بعيدا إلى المحاكم للحصول على الانفصال القانوني إلى جانب تأمل العوامل الاجتماعية التي توضح الاستجابات إلى التغيرات في القانون.
يتمثل احد تلك العوامل في الدور المتغير للمرآة والذي تغير بنواحي عديدة تتمثل في عدم الاقتناع بزواج على طريقة أمها ،كذلك لم تعد المرآة خاضعة اجتماعيا لزوجها كما كانت بالماضي إضافة إلى وجود بعض القيود المادية عليها تتمثل في عدم تساوى دخلها مع الزوج الأمر الذي يجعلها اقل استقلالية علية يمكن القول أنها الأقل اقتناعا بالزواج مقارنة بالرجل.
تعتبر وضعية المرآة والمواقف الأخلاقية حيال الطلاق وارتباط العائلة بالمجتمع عوامل هامة في تفسير ارتفاع معدلات مجمل الطلاق ولفهم المزيد من العوامل المؤثرة الأخرى على سبيل المثال فان العمر عند الزواج يرتبط بقوة مع القابلية نحو الطلاق كذلك تعتبر الطبقة الاجتماعية عاملا أخرا.
على ضؤ ما تأملنا لاينبغى علينا القول أن الزواج كمؤسسة اقل شعبية إذ أن الكثيرين من المطلقين يتزوجون مرة أخرى حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي الثلثين من المطلقين يفعلون ذلك مما يعتبر نسبة متزايدة وبالنظر إلى اثر الطلاق على حياة العائلة فان الانتباة العام حيال وسائط الإعلام قد ركز على وضع الأسر وحيدة الوالد مقارنة بالأنواع الأخرى وكما قد يتوقع المرء من ارتفاع معدل الطلاق فان نسبة تزايد أعداد هذا النوع من العائلات قد صار إلى تزايد وبالطبع ليس الطلاق وحدة المسئول عن ذلك إذ توجد عوامل أخرى تعزى إلى الوفاة وزيادة أعداد الأمهات غير المتزوجات.
يعتبر وضع الأسرة وحيدة الوالد ,single PARENT FAmilyغير مفضلا الأمر الذي ينتج جزئيا من غلبة الأمهات عليها إلى جانب انتماء معظم أنواع العائلات إلى الطبقات الضعيفة ماديا واجتماعيا vulernables هذا وتوجد كثير من الاعتراضات على هيكل العائلة في المجتمعات الغربية بسبب الاعتقاد بقيودها المكبلة للفرد علية ظهرت بدائل للنسق القديم من العائلة ببريطانيا المعاصرة ،ساعد على ذلك أشياء كثيرة كالحرية الجنسية والشذوذ.
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة