الصادق المهدى :التراضى الوطنى (2) يعنى الانتحار السياسى لحزب الامة القومى
السيد / الصادق المهدى زعيم حزب الامة القومى وحسب القراّء ة المتفحصة للمناخ السياسى القائم بالبلاد الراهن , يمثل حقيقة الشخصية الاكثر قبولا ليمثل حلقة الوصل الملائمة بين حزب المؤتمر الوطنى وقوى المعارضة بمختلف الوان طيفها السياسى . والخطوة التى أقدم عليها السيد / رئيس الجمهورية بدعوة السيد / الصادق المهدى لمناقشة الوضع الراهن وكيفية مواجهة التحديات الخطيرة الماثلة , أعتقد أنها خطوة موفقة , فمن المنطقى أن يجرى التمهيد لبلورة محاور الحوار الوطنى وتأطيرها بشكل موضوعى ليشكل أرضية جيدة للشروع فى حوار موضوعى يفضى فى اّخر المطاف الى توافق وطنى لولوج المرحلة المقبلة من خلال صياغة لهيكلية لمختلف اجهزة الدولة وتشريعات تلبى طموحات الشعب السودانى , وتحشد كافة القوى لمواجهة التحديات وهم أكثر وحدة وتضامنا .
فالذى لاشك أنه يدركه الجميع أن المرحلة الراهنة تتسم بتحديات تختلف كما ونوعا عن مرحلة أتفاقية جنيف , واتفاقية جيبوتى وانتهاء بمرحلة أتفاقية التراضى الوطنى ,فالجميع يدرك حساسية الموقف , ولا يختلف أثنان فى أذا تناولت قيادة حزب الامة لاجراء المشاورات مع المؤتمر الوطنى بمنأى عن التشاور مع قوى المعارضة الاخرى أى وأعادة سيناريو شق صف المعارضة كما حدث بأسمرا , والسعى لعقد اتفاقية منفصلة ولنسمها التراضى (2) من حيث السيناريو يكون قد أنتحر سياسيا على الساحة السياسية السودانية وأن كان أتفاقية التراضى تفضى فى جوهرها الى نقاط (7) جيدة , فالمرحلة ليست مرحلة مكاسب حزبية , بل تأمين الوطن أولا وحشد القاعدة العريضة من الشعب السودانى خلف هيكلية وتشريعات للدولة تتناسب وطبيعة المرحلة الراهنة وتحدياتها . فعلى الجميع من هذا المنطلق أن يؤمنوا على خطوة السيد / رئيس الجمهورية وأن نحسن الظن وفق مادعونا له , بعيدا عن مكاسب الربح والخسارة من المنظور الحزبى , ولكن ليكن الشعار مشاركة الجميع دون أقصاء والسودان أولا واخيرا . والنأى عن الخطاب الاعلامى الذى لايتوافق وطبيعة المناخ الواجب تأمينه خلال هذه المرحلة بمايفضى الى توافق كافة القوى السياسية لتناول هذه القضايا المفصلية بالنسبة للوطن بما يؤسس لمرحلة تمثل أنموزجا يفرض احترامنا بين الشعوب .
وهنا لابد من الاشارة الى سلبيات الحكومة الانتقالية عقب الانتفاضة الشعبية عام 1985, فقصر فترتها كانت واحدة من أهم سلبياتها , ففترة الاربع سنوات تتيح لكافة القوى السياسية بالبلاد بصورة لاتشوبها ضبابية أن اجراء الاصلاحات الحقيقية لبنياتها , وأشاعة روح المشاركة السليمة لقواعدها وتنمية قدراتها بمايخدم قضية النضج السياسى والوعى بمختلف هياكلها بماينعكس ايجابا فى التعاطى مع قضايا الحكم ,كذلك بمايتيح للحكومة الانتقالية ذات القاعدة العريضة الحقيقية مواجهة التحديات الخطيرة الماثلة بروح الفريق الواحد , وهو ماسوف يحد من اّثار المخططات الاجنبية التى تستهدف البلاد فى وحدتها واستنزاف ثرواتها .
نسأل الله العلى القدير أن يهدى الجميع الى كلمة سواء .
والله من وراء القصد
عاطف عبد المجيد محمد
عضو المنظمة الدولية لشبكة المعلومات والعمل لاولوية حق الغذاء-هايدنلبرج-المانيا
عضو الجمعية الدولية لعلوم البساتين – بروكسل – بلجيكا
الخرطوم بحرى – السودان
تلفون:00249912956441
بريد الكترونى:[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة