المعارضة تتوعد بالاطاحة والمؤتمر الوطنى بالتحدى , ومحمد أحمد من يملك القول الفصل
ان أشد ما يدهش المرء اليوم وهو يشاهد المسرح السياسى السودانى ويتسائل , اليس هنالك من عاقل يأخذ بزمام المبادرة لازالة الغشاوة عن عيون هؤلاء حتى يدركوا تبعات ماينتهجون من سياسات , ويطلقون من تصريحات , دون لمراعاة لحجم التحديات الهائلة التى تواجه هذا البلد . فقيادات المعارضة تتوعد الحكومة بالاطاحة بعدما رفضت الاخيرة مقترحات المعارضة لمعالجة التحديات الماثلة , وفى المقابل الحكومة تقلل وتستخف بقدرة المعارضة فى الاطاحة بها , وبانها لاتقف على القوة الكافية للاطاحة بالنظام على حد تعبير الدكتور قطبى المهدى عبر قناة الجزيرة الفضائية . وفى خضم هذا كله يخرج علينا السيد / وزير المالية بسياسات تقشفية جديدة لتصب الزيت على النار , وهنا يقف محمد احمد حائرا , حيث يبدو أن الجميع قد فقدوا البوصلة , وتركوا السفينة تبحر خلال العاصفة الهائلة وهى لاتدرى الى أين تتجه ولا هل تصل السفينة الى برء او تتحول الى أشلاء تتقاذفها الامواج .
فحكومة الانقاذ وبعد 21 عاما على سدة الحكم لم تصل بعد لقناعة بالاعتراف بفشلها فى قيادة البلاد , فبلد المليون ميل بعد يومين فقط سيمحى هذا المصطلح من كتب الجغرافيا , وعلى وزارة التعليم أن لاتستعجل بطبع كتب بالمساحة الجديدة حتى لاتكون مضرة لتغيير الكتب مجددا , فعلى القائمة دارفور الكبرى ومناطق المشورة الشعبية ولايتى النيل الازرق وجنوب كردفان , ولازال الشرق الجارة ارتريا تنتظر الوقت المناسب للم شمل القبائل . أم لازالت قيادة الانقاذ تراهن على ابتسامات جون كيرى وزياراته المكوكوية للخرطوم وتلويحه برفع اسم السودان المتبقى من قائمة الارهاب , فان فعلت ذلك هل تملك الغاء مقررات المحكمة الجنائية الدولية مع عودة الجمهوريين بقوة للكونغرس الامريكى , والذين سيسعون بلا هوادة مدعوميين باللوبى الصهيونى ومنظمات حقوق الانسان للدفع بقضية دارفور مجددا لتتصدر اولويات مجلس الامن , ليس حماية لسكان دارفور ولا لتنمية أقليمهم بل لدواعى انتخابية داخلية لسحب مكسب حكومة اوباما فى نجاحها فى اكمال سيناريو فصل الجنوب دون الحوجة لقتل جندى أمريكى واحد , بل ويرى الجمهوريين أن ذلك انجازهم وقد قطف ثماره أوباما . فهل قيادة المؤتمر الوطنى كل هذه السيناريوهات , وهل يعتقدون مايدور الان بمنطقة شمال أفريقيا محض صدفة لاغير ومن بعده ساحل العاج , وأستراتيجية الغرب لمواجهة القاعدة بدول أفريقيا جنوب الصحراء وتعيين مبعوث امريكا لدارفور قبل ايام فقط من الاستفتاء وهو حسب سيرته الذاتية المخضرم بمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء . واستدعاء سفير أمريكا بطرابلس الغرب قبل يومين للتشاور , أكل ذلك محض صدفة لاغير , أم يدركون تماما أن أشعال شمال أفريقيا والدول جنوب الصحراء لينكب العالم على متابعة تداعياتها حتى تكمل اسرائيل سيناريو مسح القضية الفلسطينية من زاكرة العالم وهو مايجرى الان . وعلى المستوى المحلى , ماذا تتوقع الانقاذ وبعد مضى 21 عاما على حكمها , أن تطلب من مواطنى ماتبقى من السودان ان يتحملوا رفع سعر الوقود لاكثر من سعره قبل الانقاذ , وجنيه سودانى تجاوز ال3 جنيه قبالة الدولار الامريكى ولاندرى أين سيتوقف قى قبالة أقتصاد يداعى يوم بعد يوم , وغيوم تكتنف مسرح البلاد السياسى ملبدة بالسحب وعواصف عاتية حسب الارصاد الجوى السياسى , فأى مستثمر عاقل يجرؤ على القدوم للاستثمار فى مناخ هذا حاله , اللهم الا تجار السلاح , ومستثمرى الحروب والازمات وما أكثرهم فى سوق نخاسة السياسة اليوم , فمصانع الاسلحة فى الدول الرئيسية بالعالم تعانى من حالة الركود , فهى تدفع جاهدة هذه الايام لدفع السياسيين لتسخيين بعض الساحات , ويبدو أن شمال أفريقيا ودول أفريقيا جنوب الصحراء أولى الساحات المرشحة , وهنا حسب التقارير الاستراتيجية الدولية ليس مهما حالة البلاد الاقتصادية , فالذين يدفعون ليس بالضرورة أن يكونوا أصحاب الساحة , فالذين يشكل لهم عدم الاستقرار صداعا ستولون مكرهيين على دفع الفواتير مهما بلغ حجمها , وهكذا تهدر موارد الدول المادية والبشرية بالدول المسماة مجازا بالنامية . فالحالة المعيشية بالبلاد بلغت مرحلة تنزر بالانفجار , وجيوش البطالة ترفب الموقف فى وضعية غير مسبوقة , ونسبة الذين يعيشون دون خط الفقر قد وصلوا اعدادا لايمكن حصرها , وتدهور القطاع الزراعى بالبلاد بلغة الزروة , فالبلاد وحسب تصريحات وزير الزراعة لم تنتج العام الماضى سوى 14% من استهلاك البلاد من القمح والباقى تكفل بأستيراده من الخارج , وهذا العام وحسب تصريحات السيد الوزير فى أحسن الظروف لن يتجاوز الانتاج ال40% من حجم الاستهلاك , والانتاج الحيوانى بلغت صادراتنا عام 2009 حسب التقرير الذى نوقش بالمجلس الوطنى 99 مليون دولار أى أقل من فاتورة استيراد لبن البودرة , وفوق هذا وذاك أعتداء على المال العام بمليارات الجنيهات , حسب تقرير المراجع العام الذى نوقش بالمجلس الوطنى , حيث لم نسمع عن أحد قدم للمحاكمة , فى قبالة محاكمة الفتاة الغلبانة التى تناقلت وسائل الاعلام الدولية جلدها على رؤس الاشهاد , وحينما سؤل الشيخ القرضاوى فى برنامج الدين والحياة بطريقة دبلوماسية عن تطبيق الحدود فى ظل مجتمعات اليوم وهو رئيس هيئة علماء المسلمين أكتفى بالرد بأن القضية تتطلب مزيدا من البحث فيما معنى حديثه والحلقة موثقة ويمكن الرجوع اليها بموقع الجزيرة نت , فلماذا تطبق الحدود على الضعفاء ويغفل عنها فى مواجهة الاعتداء على اموال بيت مال المسلمين نهارا جهارا وبوثائق المراجع العام ؟ وقضية كبار المقترضيين المتعثريين الذى استلموا مليارات الجنيهات من البنوك ولم يردوها , ولم يفصح عنهم محافظ بنك السودان , وماهى التسوية التى تمت معهم , وهل ترقى لمستوى التسوية مع صغار المقترضيين المعثريين الغلابة , الذين استولت البنوك على اصولهم الصغيرة , بل وزج ببعضهم للسجون , أم ندعى ادعاءت باطلة . أليست هذه أموال الرعية , وأن التصرف فيها يجب أن يقوم على ميزان العدل ؟ والالاف الذين أقصوا من مناصبهم فى أول ايام الانقاد , وقطع عيش أسرهم بحسبان أنهم يناصبون النظام العداء أو يختلفون معه فى أطروحاته . والكثير الكثير , قبالة كل ذلك الارث الثقيل , أننى لاتعجب من رفض الحكومة للاطروحات التى يمليها واقع البلاد المرير , وملامح مستقبل حالك السواد أذاما لم يسعى قادة المؤتمر الوطنى لتدرك الموقف بمايمليه عليهم تضحيات هذا الشعب وصبره الذى أضحى مثل يحتزى فى مواجهة الملمات , ولكن الانسياق وراء اطلاق التحديات من هنا وهناك لن تجلب لهذا البلد سوى الدمار والحراب وتمزيقه الى أشلاء ولن يغفر التاريخ لحكومة الانقاذ يدها الطولى فيما الم بالبلاد , وأن مواصلة المشوار على هذا النحو ليس يمثل انتحارا سياسيا للحركة الاسلامية بالبلاد فحسب , بل واقصائهم نهائيا عن ممارسة الحياة السياسية , ومايجرى بشمال الوداى ودول شمال أفريقيا لخير دليل على ما أسوغه , وبدعم من دول يدركون جيدا قدراتها وامكانياتها على الفعل وليس مجرد تصريحات . ورغم كل ذلك , لازلت مقتنعا بأن جلوس الجميع على مائدة مستديرة للتعاطى مع التحديات بروح مسؤلة سزف يفوت الفرصة لمن يعدون العدة لتمزيق هذا الوطن , وعلى الجميع التحلى بالحس الوطنى المسؤول , والعمل بروح الفريق لتجاوز المرحلة , والا واستنادا لتاريخ هذا البلد , فهذا شعب أذا هبّ لاحداث التغير يعرفه الجميع , فلا الجيوش المدججة بالاسلحة , ولا أعتى الانظمة جبروتا تستطيع الوقوف أمام غضبته , وقتها بجانب مطالب المعارضة سترتفع الاصوات عالية مطالبة بالمحاسبة لكم من يثبت اجرامه فى حق هذا الشعب , واعمال مبدأ من أين لك هذا , وهى جوانب رغم ارتفاع صوت تجمع احزاب المعارضة , الا أنها لم تضمن مطالبها هذه البنود , والذى أضعه فى خانة الوطن أولا , وذلك حسب فهمى المتواضع لعلوم السياسة والاستراتيجية .
والله من وراء القصد
عاطف عبد المجيد محمد
عضو المنظمة الدولية لشبكة المعلومات والعمل لاولوية حق الغذاء-هايدلبرغ – المانيا
عضو الجمعية الدولية لعلوم البساتين –بروكسل – بلجيكا
الخرطوم بحرى – السودان
تلفون :00249912956441
بريد الكترونى:[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة