الحكام العرب يتداعون بالاربعاء لحماية عروشهم التى بدأت تنهار أمام توسونامى ثورة البطالة والفقر والجوع وأنتهاكات حقوق الانسان
يبدو أن الساحة العربية حبلى بتغيرات جوهرية على مختلف الاصعدة , ويبدو أن الشرارة التى أطلقها البوعزيزى المواطن التونسى (رحمه الله ) قد أراد لها الله أن تصبح القشة التى قصمت ظهر البعير , حيث أشعلت جزوة روح الفداء والتضحية والوطنية فى روح أمة المصطفى (ص) بعد أن ظن أعدائها ومن خلفهم الحكام الذين يدورون فى فلكهم بأنها قد نجحوا فى أن يدب فيها الخور والذلة والانصياع والتبعية المزلة ,حتى أضحت محل السخرية والاستهذاء , بعد أن نخر الفساد فى أوصالها , والعمالة شرف يتوسم به أرازل القوم , وتوسعت دائرة الفقر والبطالة والجوع بمجتمعات يفوق دخلها السنوى التليون دولار أمريكى أى 1000 مليار دولار أمريكى , يتم توزيع جلها على أستثمارات ببلاد العم سام ومؤسساته الامبريالية أو تمر عبر قنوات متعددة للمجتمعات البوزية , أو على المنتجعات السياحية والتى يعلم الحادى والدانى أى ممارسات تجرى من خلالها كافة أشكال الرزيلة والفحشاء بمرجعية الشريعة السمحاء التى يدعون زورا وبهتانا بأعتناقها , أو الاستثمار فى قنوات فضائية رخيصة تبث السموم ونشر فلسفة الانحطاط الاخلاقى وترسيخ روح الخور والاستسلام , أو التأسيس لابراج تعانق السماء ليقطنها أرازلة القوم الذين نهبوا ثروات شعوبهم , ناسين قدرة العلى القدير الذى اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون , فجاءت الازمتين المالية والغذائية لتذهب بالترليونات من الدولارات من ثرواتهم وتصدع أمبراطورياتهم العملاقة , وتغيرات مناخية غير مسبوقة فهاهى تحاصرهم فى قوتهم , وتهلك الحرث والنسل وشاءت الاقدار لتنقل فضائياتهم التى أرادوها لغير ذلك تداعيات طوفان العصر , حتى تبث اليقين بنفوس الضعفاء وتزكيرهم بأن (الا ان نصر الله لقريب) , وهاهو الخوف والوجلّ يدب فى أوصال تلك الحكومات التى نصبت نفسها جلادا على رقاب المستضعفين والمظلومين , وأستجاب الله سبحانه وتعالى لدعواتهم التى ليس بينها وبين جلالته سبحانه وتعالى حجاب .
فالحكام العرب المزعورين أمام تنامى توسنامى ثورة البطالة والجياع والفقراء يتداعون على عجل لعقد قمة للتنمية الاقتصادية وذلك بتقديم تاريخها فالوقت لايسمح , لتصبح يوم الاربعاء القادم بدلا عن تاريح حقيقة لا أعلمه , فهى ماكانت يوما تعنى مسماها , فهى لاتعدوا عن كونها درّ الرماد على العيون , وحقن مسكنة للشعوب الغاضبة , وما كانت فى يوم من الايام تعنى بالتنمية الاقتصادية , فقبل عام عقدت قمة بنفس المسمى بالكويت وأزكر من ضمن مقرراتها ان لم تخنى الزاكرة من بين ماتمخضت التأسيس لصندوق عربى للتنمية الاقتصادية وعد أمير الكويت بضخ نصف مليار دولار فيه حتى يتبعه الاخرون بالتكرم بمايجودون به من خزائنهم المتخمة بالمال , فليسأل الحكام العرب الذين سيهرولون لشرم الشيخ بالاربعاء ماذا حلّ بذلك الصندوق ؟ فالحكام العرب وبطانتهم الفاسدة وزبانيتهم وعملائهم لهم مفهوم اّخر للتنمية الاقتصادية غير الذى يدرسونه فى علوم الاقتصاد , وهو ببساطة ما تترجمه سياساتهم الاقتصادية التى ترسخ فلسفة الفساد والهيمنة واستغلال الشعوب ونهب ثرواتها وانتهاك حقوق الانسان . وقد يدعى البعض أننا نتجنى عليهم , ولكن ليسأل الحكام العرب ووفق قواعد الشفافية أين يتم أستثمار تريليونات الدولارات من صناديقهم السيادية ,وليعطونا كشفا موجزا ميزانية هذه الصناديق خلال السنوات الخمس التى خلت فقط , وهذه الصناديق لها مسميات متعددة وأشكال والوان مثل الحرباء بمايتوافق وأقتصاد كل دولة من هذه الدول , ففى بعضها صناديق سيادية , وعند الذين يحتشمون بسبب حجم أقتصادياتهم تأخذ مسميا أخرى من قبيل المحافظ المالية وغيرها , ولكن فى جوهرها تلعب نفس الدور . وهو تكريس مفهومهم الخاص للتنمية الذى أشرنا اليه أعلاه . فهم اليوم يثيرون الشفقة , فهل أجتماع الاربعاء يملك عصا موسى لتغير تراكمات سياساتهم الفاسدة عبر عقود من الزمان ؟ وهل ستعطيهم ثورة البطالة والفقراء والجياع فسحة من الزمن ليترجموا ما سيرسمونه من سياسات ومهما على سقف تبنيهم لاجراءات لمواجهة الاوضاع المتردية بهذه المجتمعات ؟ فالرد جاء على مثل هذه الخطوات المتأخرة من قبل دكتاتور تونس المخلوع من الشعب التونسى بليغة , رغم كافة التنازلات التى قدمها , وأنهار نظامه أمام أنظار العالم أجمع , حيث ساعدت فضائية الجزيرة مشكورة دون رصيفاتها العربيات بالمئات بتغطية شاملة لتقف الامة لحظة بلحظة تلك اللحظات التاريحية . وبالتأكيد يود القارىء الكريم أن يعرق ماهى الاجندة التى كانت مدرجة للقمة المعنية التى تم تقديم وقتعها على عجل , حتى لانتهم بالتجنى , فقد أنحصرت أجندتها الاساسية فى ( الربط الكهربائى العربى – الربط لالعربى لامدادات الغاذ – النقل البحرى) , فقد يتصور البعض أن هذه الاجندة تعنيه , فهو مخطىء , فالربط الكهربائى يعنى فى المقام الاول تأمين الكهرباء للابراج العملاقة وتكيفها المركزى , وكذلك المدن السياحية الاستثمارية , والفنادق الحديثة والمناطق السياحية , وليس التوسع فى شبكة الكهرباء بالريف الذى يعانى حلكة الظلام , أو لانارة مدراسهم ومستشفياتهم المتهالكة أو حتى دور عبادتهم حتى يتمكنوا من أقامة الليل بها تضرعا لله عزّ وجلّ حامدين شاكرين وسائلين رضاه سبحانه , وأن يدخلهم فسيح جناته مع الصديقيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا . فطموحهم رضاء الله ودعواهم (اللهم اّتنا فى الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ) .
فبعد تزيل قضية الشعب الفلسطينى قائمة أولويات الحكام العرب بعد تجاوز بعض القيادات الفلسطينية للخط الاحمر الامريكى واليهودى وهو السعى فى أطار عربى لطرح فقط قضية أعتبار المستوطنات غير شرعية على مجلس الامن , أدخلتهم امريكا وأسرائيل فى فى معترك بهذا المستوى , وهاهو القرار الظنى لمحكمة الحريرى يشطر الحكومة اللبنانية , وهاهو السودان ينشطر وينزر بالمذيد من التشظى ,الغرب العربى تجتاحه رياح تغيير قذفت ببن على وزمرته لمزبلة التاريخ , وكما يقول فيصل القاسمى ببرنامجه الاتجاه المعاكس (الحبل على الجرار ) , فأى الخيارين سيختار الحكام العرب بقمة الاربعاء , الانحياز لشعوبهم أم ومواجهة الامر الواقع بالشجاعة المطلوبة ؟ فتسمية القمة بالتنمية الاقتصادية هى نوع من أصرارهم على التمادى فى تزوير الحقائق , فهى المفترض وما يفرضع الواقع أن تسمى قمة العربية للاصلاح . فماسيناقش فى جوهرى مواطن الخلل السياسى الذى يقود لتقويض النظام العربى الرسمى برمته , وليس التنمية الاقتصادية . فنأى النظام العربى للهروب من السعى لمواجهة القضية الجوهرية بمالايدعو مجالا للشك سيعجل بأنهيار النظام العربى الرسمى القائم الواحد تلو الاخر , فقد مضى عهد الكذب على الشعوب والاستخفاف بقدرتها على أحداث التغيير الحتمى . فعلى هولاء أن يسعوا أولا للتصالح مع شعوبهم قبل فوات الاوان , ويأتى وقت تصبح فيه التنازلات مهما كان حجمها غير مقبولة من قيل الشعوب الغاضبة والثائرة , وأن المراهنة على القوى الامبريالية أتضح لهم أن كرت أثبت عدم جدواه . فهل تستبق الامانة العامة للجامعة العربية والمناديب الدائمين لتعديل أجندة القمة التى حددت على عجل ّ , والتمهل لاعداد جيد وجاد لاجندة جوهرية التى تمثل حقيقة التحديات الماثلة أمام الواقع العربى , وهنا أطلق تحزيرا حقيقيا , أذا كان الحكام العرب يزمعون عقد قمة علاقات عامة كمسيلاتها من عشرات الققم التى عقدوها سابقا , فسوف تكون القمة اتى قصمت ظهر البعير , ولنا عودة لمتطلبات وتحديات القمة غدا بأذن الله .
والله من وراء القصد
عاطف عبد المجيد محمد
عضو المنظمة الدولية لشبكة المعلومات والعمل لاولوية حق الغذاء-هايدلبرغ – المانيا
عضو الجمعية الدولية لعلوم البساتين- بروكسل – بلجيكا
الخرطوم بحرى – السودان
تلفون:00249912956441
بريد الكترونى:[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة