أعلان الحرب يسبق القمة العربية فى ظل تواطىء أقليمى كبير
بعد تهيئة الساحة العربية من مختلف الجوانب , وقد أتقن كل فرد فى المسرحية دوره المطلوب على الوجه الاكمل , هاهى الساحة تستعد لانطلاقة المسرحية التى ستمثل نقطة مفصلية فى تاريخ الامة العربية والاسلامية , فيبدو أن قرار القضاء على قوى الممانعة بالمنطقة قد تم أتخاذه , فى ظل غفلة الجميع على الساحة , وابتلاعهم الطعم , وهو مايشير بجلاء الى مدى خطورة ماظللنا دوما ننبه له وهو مايعرف بمرامى الاستراتيجية العليا للقوى الامبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية ومن خلفها القوى الغربية وركائزها بالمنطقة . فقد تم توظيف الازمات العالمية من مالية واقتصادية وغذائية وتغيرات مناخية , لبلوغ الاستراتيجية لاهدافها , والمتفحص للساحة جيدا يمكنه قراءة مرامى تلكم الاستراتيجية بصورة لايخطئها الا غافل . حيث تقوم الاستراتيجية على خلق توترات تشمل المنطقة برمتها للفت الانظار عن مايجرى الترتيب والتنسيق المحكم لتنفيذه . ومن ثم توجيه ضربة قوية وسريعة وأكثر فاعلية لتقويض كافة ركائز الممانعة بالمنطقة , بماينعكس ايجابا بضعضة الروح المعنوية لشعوب المنطقة مما يسهل عملية تمرير تسوية لايمكن بأى حال قبولها فى ظل الاوضاع ماقبل السيناريو الجارى تنفيذه .
فلعدة أشهر والادارة الامريكية تلقى بثقلها فى الشأن السودانى فى خطوة واضحة الملامح لفصل جنوبه عن شماله , ووسائل الاعلام السلاح الماضى فى تنفيذ الاستراتيجية المعنية يلعب دوره على الوجه الاكمل , وعلى أرضية وعود أمريكية وغربية للحكومة بحزمة من الجزر , ليس الجزر البلدى بل وارد كليفورنيا عالى الجودة , وفجأة تثار تظاهرة بمنطقة العيون بالصحراء الغربية بعد أعادة فتح الملف من جديد , وتتدخل القوات المغربية لتصعيد الامر , وقبيل أعلان نتيجة الاستفتاء تشتعل تونس ويستمر السيناريو , فى احجام لمد يد عون للرئيس بن على (كبش فداء) فيتصاعد الامر فالساحة مفتوحة , وتتبعها قضية السكن العشوائى بأطراف الجزائر العاصمة , فيتم التلويح بأن مرحلة الانعتاق للشعوب العربية قد بدأت , فيستعر اليمن المكنى بالسعيد ليلتقف الكرة فى ظل تجاذبات سياسية يغمض الكثيرون من أصحاب ادوات الفعل أعينهم عن مايجرى , وتستعر جزوة التخلص من النظام القائم وانفصال الجنوب , والثورة من اجل ترسيخ قواعد الديمقراطية (عصا موسى الغربية الصنع ) التى ابتلى بها النخب فى العالم وكأنها مخلصة الشعوب من كل داء . وفى غمرة كل ذلك يقذف بالقرار الظنى للمحكمة الدولية لاغتيال الحريرى فى تزامن لايخطاء ه صاحب بديهة , وفى لحظة واحدة تتدخل وزيرة الخارجية الامريكية وبزيارة واحدة لتقضى على مبادرة (س س) , ويفضى الامر الى استقالة وزراء المعارضة , وتسقط الحكومة , ويرشح اليوم ميقاتى ومن خلفه حزب الله وأمل وجبهة جنبلاط حديثة التأطير , ليتهيىء المسرح بحكومة تدعمها سوريا وحزب الله وايران من خلفهم , والكل يستحضر تصريحات القيادات الاسرائيلية الاخيرة بأن لن تسمح بحكومة يقودها حزب الله بلبنان , وماهو تفسير انشقاق براك وزير الدفاع وانحيازه لرئيس الوزراء ؟ وعلما احتلف بنى صهيون ؟ ومع مطلع العام يجىء حادث التفجير بالكنيسة بالاسكندرية , وهاهى السلطات المصرية تتهم انصار الاسلام بغزة (ثوب مفصل بعناية ليتسق والسيناريو المرتقب) ,فالشعب المصرى المساند لفك الحصار عن غزة لابد من تهيئته بصورة تضعف ذلك السند قبيل التنفيذ . وفشل الحوار بتركيا حول الملف النووى الايرانى يأتى فى نفس المرحلة , وتهيئة للمناخ وعلى غير موعد تبرز قناة الجزيرة المستندات الخاصة بالمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية لتساهم وبقوة فى ضعضعة الروح المعنوية للشعب الفلسطينى ولتصبح الهوة بين الفرقاء الفلسطينيين اكثر عمقا .
حيال كل ذلك , ومصاحبا لمساندة الجامعة العربية للسلطة الفلسطينية لطرح الامر على مجلس الامن , يبدو أنها القشة التى سوف تقصم ظهر البعير , فيبدوا أن الثمن سوف يكون غاليا . فشن حرب اسرائيلية خاطفة وسريعة وقوية على لبنان وقطاع غزة والضربة العسكرية لايران أضحت قاب قوسين أو أدنى , وعلى ضوء الشواهد الراهنة ستكون قبيل القمة العربية فى مارس القادم , لازالة الحرج عن البعض , وحتى تلتئم القمة فى مناخ أكثر صحية , وتلبى مقرراتها نتائج الضربة القاصمة , وفرض الامر الواقع سيكون أمرا حتميا , اذ لن يكون هنالك حوجة للتوجه لمجلس الامن . فهل يستفيق الجميع من ما هم فيه , وخاصة بدول الفعل العربى , وتنظم صفوفها , وتحشد قواعدها العريضة الشعبية من خلفها , لمواجهة الموقف بالجدية المطلوبة , أم سيواصلون ابتلاع الطعم حتى يجدوا أنفسهم أمام واقع جديد مرير , وقد غرر بهم , بيتم ابتلاعهم الواحد تلو الاخر , وتركيع الجميع وسلب ارادة شعوب الفعل العربى .
والله من وراء القصد
عاطف عبد المجيد محمد
عضو المنظمة الدولية لشبكة المعلومات والعمل لاولوية حق الغذاء – هايدنلبرج – المانيا
عضو الجمعية الدولية لعلوم البساتين –بروكسل – بلجيكا
الخرطوم بحرى – السودان
تلفون:00249912956441
بريد الكترونى:[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة