جون كيرى يستهل اتفاقية نيفاشا (2) , فهل وفد الحكومة مستعدا لفصل الجزء التالى من البلاد ؟
أطلعت على الامر من خلال شريط الاخبار يوم أمس بقناة الجزيرة الفضائية , حيث أوردت أن السيناتور جون كيرى طرح اجراء مفاوضات بخصوص دارفور بدعم ورعاية أمريكية , لقد سبق وحذرنا من هذه الخطوة من خلال المقالات السابقة , وأن السيناريو يجرى أعداده فى سياق سيناريو شامل لمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء من قبل الولايات المتحدة الامريكية , ولابد للافريكوم ومقره برلين بأحد القواعد العسكرية للجيش الامريكى نصيب وافر فى المرحلة المقبلة , وتقرير البنتاقون عن أن دول أفريقيا جنوب الصحراء من أكثر المناطق تأثرا بالتغيرات المناخية يمثل ضلعا اّخر , وأستباق الادارة الامريكية بتعيين مبعوثها لدافور الشهر الماضى وقبيل يومين فقط من الموعد المضروب لتوقيع أتفاقية الدوحة حول دارفور قد مثل نورا أحمرا من قبل واشطن , وكانت النتيجة أن عاد الوفد الحكومى خالى الوفاض دون التوقيع على أى اتفاقية , وبينما الاستفتاء على جنوب السودان لم يتبقى عليه سوى ثلاثة أيام , حضر جون كيرى للبلاد , وبأبتسامته العريضة , ويبدو أن يحمل فى جعبته هذه المرة مسودة (نيفاشا 2 ) التى أشرنا اليها سابقا , وتخرج علينا الخارجية الامريكية ببيان ترحب فيه بماورد فى خطاب السيد / رئيس الجمهورية وتسنى عليه بما أشبه بالثناء على روحه الرياضية فى مواجهة النتيجة المرتقبة لانفصال الجنوب , دون أن يحصل على أيا مماوعدت به أمريكا له قبل توقيع الاتفاقية , وهو ماعبر عنه السيد/الرئيس بنفسه فى اللقاء الذى أجرته مع سيادته قناة الجزيرة الجمعة الماضية . فياترى ماهو حجم الجزر الذى عرضه السنيناتور جون كيرى هذه المرة من الحكومة الامريكية لحكومة المؤتمر الوطنى ؟ بالطبع أحد أهم الشروط الامريكية وكالمعتاد التأكيد على مبدأ الثنائية , أى أقصاء القوى السياسية الشمالية من منبر التفاوض كما حدث فى نيفاشا (1) , فهذا شرط لاتجامل فيه الادارة الامريكية ولا القوى الغربية فهو خط أحمر فى قبالة ضمانات كافية من جانبهم بأطالة بقاء الحكومة القائمة , وكبح جماح التحركات الدولية أيا كان حجمها ووزنها التى يمكن أن تنقص على الحكومة مسيرتها , فهذه فلسفة الغرب فى ترسيخ أسس ديمقراطيتهم الوهمية بدول العالم النامى , فالمصالح الاستراتيجية أولا , أما أدبيات أشاعة الديمقراطية والحكم الراشد وتأمين حقوق الانسان فهى لمؤتمرات العلاقات العامة والتى تعج بها أدبيات منظمات الامم المتحدة بمختلف مسمياتها , والذين لازالوا يتوهمون بأن الغرب صادق فى دعواته , والمدركون لبواطن الامور يتحدثون على أستحياء وهم يرددون هذه الادبيات من قبل قادة المعارضة بالدول النائمة .
المهم فى الامر , أن الامر قد طرح كما كنت متوقعا , وهنا يقف المؤتمر الوطنى بين خيارين احلاهما مرّ , أما الالتحام مع القوى السياسية المعارضة لتشكيل جبهة عريضة , وهو ماسيؤدى بالضرورة لتحجيم نفوزه بالدولة وأغضاب واشنطن والغرب وأما السير فى ركاب السيناريو الاول أى وعود الغرب الزائفة بما يؤدى فى اّخر المطاف الى فصل دارفور وضمها الى مجموعة غرب أفريقيا خاصة وأن هنالك تداخل قبلى يشكل أرضية طيبة لهذا الطرح , وبمايضعف المتبقى من دولة شمال السودان الذى يتشد ديمقراطية محظورة غربيا على هذا البلد كرصيفاته من الدول العربية الافريقية , والذى يؤكده المشهد السياسى اليوم , وهو مانشاهده على شاشات الفضائيات يوميا . وفى أضعف الامور الاحوال طرح الحكم الذاتى لاقليم دارفور الواحد . فياترى أى السناريوهين سيختار المؤتمر الوطنى . هذا ما ستخبرنا به الايام القادمات.
والله من وراء القصد
عاطف عبد المجيد محمد
عضو المنظمة الدولية لشبكة المعلومات والعمل لاولوية حق الغذاء- هايدلبرغ- المانيا
عضو الجمعية الدولية لعلوم البساتين – بروكسل – بلجيكا
الخرطوم بحرى – السودان
تلفون:00249912956441
بريد الكترونى:[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة