النظام المصرى يقذف بكرة الانقلاب العسكرى بعد افلاس جعبة تكتيكاته فى مواجهة الثورة الشعبية بقيادة شباب الخريجيين
أمام فنون واستراتيجيات الثورة الشعبية بقيادة شباب الخريجيين , تتهاوى قلاع النظام المصرى العتيدة يوما بعد يوم , حتى أضحى يتنقل مجلس وزرائه بين ماتبقى من حصونه المتهالكة ليعقد اجتماعاته , والعالم بأسره غير مصدق لمايشاهده على الشاشة البلورية , رغم هرولة كافة القوى الامبريالية بالعالم لنجدته ومن خلفها ازنابها بالمنطقة , والاحزاب التى ظلت الشعوب تراهن عليها لاحداث عملية التغيير , ورغم تاريخها الطويل , أضحت هى الاخرى تركض لاهثة لتلحق بركب هذه الثورة الفريدة من نوعها بالعالم , فاليوم لامكان للايديولوجيات الفاشلة , ولا الشعارات الجوفاء , وحالة الاصطفاف متسارعة , والطوفان لاقبل لاعتى قوى الطغيان والاستبداد والفساد الوقوف امام تياره الجارف , وهاهم قادة الغرب ومن خلفهم اجهزة استخباراتهم العتيدة تخفق فى رسم استراتيجية واضحة لمواجهة الموقف , وهاهم قادتها يتخبطون يوم بعد يوم فى كيفية مواجهة الموقف , والانترنت الذى ارادوه سلاحا لتمزيق اوصال المجتمعات المستضعفة , يتحول بين عشية وضحاها , سلاحا جبارا يشحذ الهمم , ويلهب المشاعر , والفضائيات التى صرفوا عليها المليارات لتوهن من عزيمة الشعوب , ليدب فيها روح الخور والهزيمة , هاهى تهجرها هذه الشعوب , وتتجه للوقوف على طوفان ثورة شباب الخريجيين وهى تدك حصون الفساد والافساد والطغيان والتسلط , وتتحول الهواتف النقالة التى ارادوها لاستغلال الشعوب , والاعلان عن ارباحهم بمليارات الدولارات , هاهى تتحول لعناصر ربط لقيادات الثورة بالمناطق الريفية المنسية لتشعلها ثورة شعبية شاملة , حتى أن البعض أضحى يتوقع أن تقدم السلطات الاستبدادية لمنع تداول مصطلح (ثورة الاتصالات) حتى لايجرى الخلط بين البسطاء فيدكون حصونها التى ترهلت , وامتصت دماء الضعفاء , واكتنزتها ثروات طائلة ببنوك القوى الامبريالية , حامية حمى الحكام الطغاة والمستبدين .
وبالامس , وبعد ان وجد النظام المصرى المتهاوى نفسه وقد تخلى عنه الجميع , لابل وقد لبست القوى الامبريالية ثوب الفضيلة على غير استحياء , ولتتحدث بأنه ينبغى نقل السلطة فورا , والغاء حالة الطوارىء , والعديد من الاجراءات , انقلب النظام المصرى ليهاجم القوى الامبريالية , بل وعلى لسان وزير خارجيته ابو الغيط , أخذ يزكر تلكم القوى بخدماتهم الجليلة لهم , من اجهاض الثورات بالمنطقة , وتأمين الكيان الصهيونى الغاصب , الذى تضم سجونه الالاف من المناضليين الفلسطينيين , والذى ما انفك يقتل النساء والاطفال والشيوخ , ويلتهم الاراضى يوما بعد يوم , فأى عصر مخزى نعيش ؟ . وحيال كل ذلك وبعد أن فقدت كافة تكتياته العقيمة فى عناصر القوة والدعم لكيانه الذى يزداد تصدعا يوما بعد يوم , حتى أضحى يقف على شفا جرف هاو , قذف بكرته الاخيرة وهى التلويح بالانقلاب العسكرى , وهو قمة الافلاس , فلقد ظن عمر سليمان ومن بعده ابو الغيط ان قيادة الجيش التى تعيش ارزل العمر , والمتخمة بالفساد بعد تلويثها , وتغيير عقيدتها العسكرية الوطنية , لقادرة على حسم الامر , وان استحت قيادة ثورة الشباب عن اهانة مؤسستها العسكرية , فهى تعلم جيدا علم اليقين أن الصف الاول بالجيش لايقوى على مواجهة هذه الثورة ليوم واحد , فالجيوش عقيدة اولا قبل ان تكون سلاحا وعتادا , فقيادة الجيش التى توهن عقيدتها الوطنية لاتقوى على مواجهة الاعداء , فمابالك بأبناء الوطن وقادته الاحرار . ونسى عمر سليمان وابو الغيط من هم القابضين على الذناد من ابناء القوات المسلحة , أنهم ابناء هؤلاء الثائرين , وكما يقول القول الصينى المأثور (ليس المهم السلاح , ولكن المهم الرجل الذى يقف خلف السلاح) , فاليوم يدفع النظام المصرى ثمن العقيدة التى زرعها فى قيادات الجيش , وهى الماساة والفاجعة الكبرى التى لاتقف عند الجيش المصرى وحده , بل كافة جيوش المنطقة برمتها , وهو مايجعل الكيان الصهيونى يملى شروطه على الجميع , والكل خانع ومزلول , فبالله عليكم من هو الجيش العربى الذى أعدّ لمواجهة العدو حقيقة ؟ لقد حولتها الانظمة صاحبة ماتعرف (بالمبادرة العربية ) الى جيوش انظمة , تصرف عليها المليارات من الدولارات سنويا دونما طائل , فهى جيوش وحسب التقارير لاتقوى للصمود ليوم واحد امام قوة الجيش الصهيونى , ليس بسبب ضعف عتاداها العسكرى , بل لاستبدال عقيدتها العسكرية , وتوجيهها لمواجهة شعوبها وقمعها بدلا من بناءا عقيدتها لمواجهة الاعداء الحقيقيين للاوطان , فكم هى ثقيلة نياشينهم التى يقلدون بها صدورهم . وكان الاجدى بهذه الانظمة ان توجه هذه المليارات من الدولارات لاحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعوبها , وهو السلاح الحقيقى الذى تهاب تناميه القوى الامبريالية , ولينظر هؤلاء الى دولة الصين , فقد املت ارادتها على الجميع , ليس باجتياح عسكرى لقواتها لحصون الامبريالية , بل بجيشها المالى والاقتصادى الجرار , وغزوها لاسواق الامبريالية , وسعيهم للتودد لها , لا بل والاستدانة منها , فما شراء سندات الخزانة الامريكية والغربية الا شكلا من اشكال الاستدانه وان لبس ثوب الاستثمار .
ختاما نقول للسيد / عمر سليمان ومن خلفه كل من يراهن على مواجهة هذا الطوفان , ان تيار ثورة شباب الخريجيين , تيار متجدد , ولقد نبهنا قبل اكثر من عقدين من الزمان ونحن نقود هذا الفصيل المتقدم برؤاه وفلسفته عن مختلف الكيانات السياسية بالساحة , ان ثورة شباب الخريجيين قادمة لامحالة بكافة ابعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفلسفية , فاّثرت كافة القوى وقتها التعاطى مع الامر , تارة بالتهميش , وتارة بالاقصاء والتشريد , بل اثروا الانغلاق على ايدولوجياتهم العتيقة , ليجدوا اليوم انفسهم امام قوى متجزرة بمختلف شرائح المجتمع , وتعانى ابشع انواع الظلم , وهيمنة واحتكار مقدرات البلاد من قبل شرائح ,ازكمت رائحة فسادها الانوف , فالمليارات تنهب دونما حسيب ولا رقيب , ومؤسسات الدولة , وتحت ستار الهيكلة والخصخصة تباع بأبخس الاثمان لاكان الانظمة الفاسدة , وتأتى ترسيخ فلسفة اعمال قوى السوق , لبسط الهيمنة الاقتصادية وامتصاص دماء الشعوب . ونقول لكل هولاء , ان طوفان ثورة شباب الخريجيين سيدك حصون الفساد , ويعيد صياغة بناء الامة وفق مفاهيم صيانة حقوق الانسان , والعدالة الاجتماعية , والشفافية والنزاهة ومحاربة الفساد , والمشاركة , واعادة هيكلة الدولة وصياغة دستورها بمايصون كرامة وحقوق المواطن وعزته .
والله من وراء القصد
عاطف عبد المجيد محمد
عضو المنظمة الدولية لشبكة المعلومات والعمل لاولوية خق الغذاء – هايدلبرغ – المانيا
عضو الجمعية الدولية لعلوم البساتين – بروكسل – بلجيكا
الخرطوم بحرى – السودان
تلفون:00249912956441
بريد الكترونى:[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة