لئن
ظلمنا
الآخرون
فقد
أنصفنا
"جوجل"
الفاضل إحيمر/ أوتاوا
********
§
لقد شوهت جيمات ثلاث: الجنوب و الجنجويد والجنائية سمعة السودانيين في الخارج و ردت إلينا "جوجل" بجيميها الاثنتين بعض الاعتبار و لو من نوعٍ آخر.
§
السودانيون أكثر متصفحي الإنترنت العرب اهتماماً بالعلوم و الثقافة
و اطلاعاً على الصحف الإلكترونية، و في البحث عن الكتب لا يتقدم عليهم إلا الاخوة في اليمن.
********
تشاء
أقدارنا كأمةٍ سودانيةٍ و تصاريفُ زمانٍ ليس العدل من دائم صفاته، أن تنطبق علينا و تصدق في حالنا العديد من الأقوال و الأمثال منها "التسويهو بإيدك يغلب أجاويدك" و "إن أقبلت الدنيا على امرؤ منحته محاسن غيره و إن أدبرت عنه سلبته محاسنه" و "رب جرم جرَّه سفهاء قومٍ و حلَّ بغير جارمه العذاب" و غيرها و غيرها من الأمثال المضروبات و المقولات المأثورات.
كان سبب هذه المقدمة أو "الرمية" كما يقول أخونا العزيز د. البوني، لا فُضَّ فوه و لا نضب معينه و مداد قلمه أو قطعت كهربته، كان سببها أو أسبابها أننا كسودانيين، أياً كان ما يعنيه هذا المصطلح الآن، لم تعد سمعتنا خارج حدود بلادنا عطرة زكيه، كما كانت في السابق و صرنا، لا سيما من كُتب عليهم الاغتراب و هو كُره لهم، في حاجةٍ شديدةٍ ملحة و مستمرة للكثير من التفسير و التوضيح و المنافحة و المكافحة عن انتماءٍ سوف نظلُ دوماً شديدي الاعتداد به و دائمي الدفاع عنه و عن ما يميَّز أهل
ذلك الإنتماء
من سجايا طيبات و حميد الخلال و
حسن
الصفات.
من جهةٍ، و فيما يشبه المؤامرة التي وراءها فاعل مغرض و حاقد مثلما هو ماكر و مثابر، صار يُضرب بنا المثل في المنطقة العربية في الخمول و الكسل. يقول بعضنا، خاصة الذين صاروا مدمنين لنقد و جلد الذات و الذين افقدهم
كثير التناوش الثقة في النفس و في انتمائهم القومي لدرجة التنصل عنه
و التنكر له، يقول إن ما نُرمى به أصاب كبد الحقيقة أو أنه لا يخلو من قدر من الصواب. لا أريد أن اجتر هنا و اكرر ما تفضل و أسهب في ذكره العديد من الاخوة و الأخوات غيري من أنه لنا في
شعاب
و
رقاب
من يرموننا بداء الخمول و الكسل يدٌ سلفت و دين مستحق، لكني بلا منٍ و لا أذى أقول لهم، انظروا حولكم و أضيف، وفي أنفسكم ألا تبصرون؟ أزيد بأن أقول أنه على من يسعى، لحاجة في نفسه ألجأه إليها الحسد و انحسار فرص العمل في المهاجر و تجاوز العرض فيها بمراحل سقوف الطلب، أقول له إن السوداني من أي مكان من السودان جاء سيظل هميماً في عمله قادراً على إنجازه و راغباً في أدائه على أفضل الوجوه و أكمل
الصور
متحلياً قبل ذلك و بعده بصفات الخلق النبيل و الأمانة و الشرف و العفة و علو النفس و التي إن لم أدع أنها وقف على السودانيين وحدهم فإن نصيب البعض منها جد متواضع كما أنها ليست من مقومات و عناصر النجاح التي يعتمدها ذلك البعض و يؤسسها على مبدأ الغاية تبر الوسيلة، أياً كانت. نعم لكل جواد كبوة و لكل صارم نبوة و لئن تضافرت عدة عوامل جعلت البعض أميل للصق هذه أو تلك من الصفات الذميمة بالسودانيين و البعض الآخر أميل لتصديقها
،
فإن من كان معدنه أصيلاً يبقى أصيلاً دائماً و ستكشف الأيام زيف عداه.
بالطبع لا يعفينا هذا من مسؤولية
أن
نحافظ
على
ما غرسه أسلافنا في نفوس غيرنا من احترام و إعزاز و إجلال لنا و أن نعض عليه بالنواجذ و
لا يعفينا من وتجب ال
سعى لأن نعيد سيرتنا سيرتها الأولى "فمن لا يتقي الشم يشتم".
من جهة أخرى صرنا،
لا سيمَّا
المحسوب
و
ن منا على إقليم شمال السودان
،
مصنفين إما كتجار رقيقٍ أو قتلة سفلة ليس منهم إلا من تلطخت يداه بدماء الأبرياء من أبناء جنوب السودان و غربه. نعم مارس بعضنا تجارة الرقيق الذميمة لا يشفع لهم أو يبرر ما أقدموا عليه أنهم لم يكونوا حينذاك وحدهم في ذ
ا
ك، كما عاثت بعض أنظمتنا في الجنوب و الغرب خراباً و تقتيلاً لكن لم ننخرط كلنا كشماليين في ذلك و لم نكن راضين عنه و لسنا بهذا أو ذاك من المفتخرين و في ذات الوقت لن نغفر لأنفسنا أننا كنا تجاه ذلك غير مبالين أو في رفضنا له لم نكن واضحين منظمين و مثابرين. مستخدمين وسائل الغرب و خبراته
و آلته الإعلامية الجبَارة كان من مصلحة الجنوبيين كما هو من مصلحة الدارفوريين الآن أن
يضربوا رقم القتلى و المشردين في عشرة أو مائة أو حتى
ال
ألف
إن استطاعوا
فبقدر عظمة الجرم يتعاظم التشويه و الإدانة و يتنامى التعاطف
. لا أقلل هنا من جرم استرقاق شخص واحد أو تشريده ناهيك عن قتله
فمن قتل نفساً قتل الناس جمعاً
لكن من جهة كانت للأمر مسبباته و كان التقتيل
في حرب الأخوة اللئيمة
متبادلاً كما أن المغالاة في أعداد ضحايا ما حدث
و دمغ كل السودانيين به و تصويره و كأنه حرب شنها كل مسلمي الشمال ضد مسيحيي الجنوب أو مجمل "عربه"
ضد
"
أفارقة
"
الغرب أمر مستهجن أضر
بالسودان كبلدٍ أيَّما ضرر و
بكل الشماليين بلا تمييز
و لم يستثن منهم
حتى من كان منهم ضد ما مارسه أسلافه و أقدمت عليه أنظمة محسوبة عليه بل كان هو نفسه ضحية لذلك. حينما يحس المواطنون في الجنوب و الغرب في يوم ما أنهم قد أ
ُ
نصفوا ربما يسعون وقتها لأن ينصفوا من لم يظلمهم من أهل الشمال و يعدلوا عن المغالاة في تشويه سمعة من لم من لم يمسسهم بسوء أو يقصدهم بشر و من لا يرجو لهم إلا كل الخير.
إلى حين ذلك و سمعتنا كسودانيين تسوء كثيراً بسبب الجيمات الثلاث: الجنوب و الجنجويد و الجنائية نتنسم و نرصد و نفرح كثيراً بأي شئ إيجابي يقال عنا مهما كان بسيطاً و بعيداً عن المجالات التي مرغت سمعتنا في الوحل و جعلتنا مشهورين للأسباب الخطأ
، فشأن الغريق أن يتشبث و لو بقشة
. في هذا الصدد أشير إلى معلومة مصدرها جهة
موثوق بها و
محايدة تماماً هي "جوجل" و محركها للبحث. أفادت الخدمة الإحصائية التي يقدمها محرك البحث "جوجل" عند رصد السلوك البحثي لمتصفحي الإنترنت في العالم العربي و ما يبحثه عن المتصفحون
جامعين عي ذلك
بين الجنس و الأغنيات و برامج الترفيه و الأخبار والمنتديات العلمية و الأدبية، أفادت أن
ما هو مدرج في مجالات
"ال
علوم
"
و
"ال
ثقافة
"
يتم البحث عنه من قبل المشتركين السودانيين بأعلى معدلات في العالم العربي تليه سلطنة عمان ثم الأردن و كذلك الدخول إلى الصحف حيث يأتي السودان أولاً تليه سوريا و ليبيا أم في البحث عن الكتب فيأتي السودان ثانياً بعد اليمن. (المصدر: صحيفة العربي الكويتية، عدد أبريل 2009، مقال فضاء العلوم على الإنترنت، صفحة 132). لقد ملأني ما أفادت به الإحصائيات الصادرة عن جهة محايدة فخراً بأبناء و بنات بلادي الذين أقول لهم لقد رفعتم رأسنا عالياً
خاصة
و جهة معروفة عالمياً تشهد لكم بالجدية و الرصانة و السعي للوقوف على كل ما هو مفيد و تعلم كل ما هو نافع. أمضوا بني وطني و بناته على تلك الخطى و
لقحوا العمل بالعلم و امزجوه بالأمل ف
من سار على الدرب وصل
.
ليت كل الأنباء عن وطني تكون على شاكلة ما تجيء به الجيمين في محرك البحث "جوجل" و ليس ما مبعثه الجيمات الثلاثة.
*****
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة